لبنان .. و صراع الحضارات من جديد..
لبنان .. و صراع الحضارات من جديد ..
يبدو أن مشروع هرمجدون 2008م لم يلغ بعد .. وأنه ما يزال على طاولة القوى الصهيونية ( المسيحية –اليهودية ) المحافظة ..
في كلمة له الأسبوع الماضي صرح الطبيب اللبناني سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي الذي يمثل نبض فرنسا في العالم العربي وفي لبنان
لبنان .. و صراع الحضارات من جديد ..
يبدو أن مشروع هرمجدون 2008م لم يلغ بعد .. وأنه ما يزال على طاولة القوى الصهيونية ( المسيحية –اليهودية ) المحافظة ..
في كلمة له الأسبوع الماضي صرح الطبيب اللبناني سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي الذي يمثل نبض فرنسا في العالم العربي وفي لبنان ؛ ويمثل حضارة الفاتيكان الصليبية كما يمثلها في لبنان زعيم المارونية في بكركي ؛ صرح تصريحاً خطيراً ؛ حيث قال : ” إن الرئيس السنيورة رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية القادمة يمثل المسيحيين بلبنان أكثر مما يمثلهم العماد عون ” .
هذا التصريح فيه من الخطورة بمكان ؛ بحيث يجب علينا قراءته بتمعن , لأن الأغبياء يفضحون المخططات بغبائهم أكثر مما يمكن لنا قراءتها من خلال السياسيين المحنكين ؛ وبعجالة فإننا نقرأه كالتالي :
1) أن الحرب بلبنان تمثل حرباً بين فريقين , فريق يمثل الحضارة الغربية ( المسيحية –اليهودية ), وآخر يمثل الحضارة الإسلامية والأرثوذكسية والصينية ( الكونفوشية ) أياً كانت تلك الدول الإسلامية ؛ بحيث يدفع الغرب واليهود؛ المسلمين والروس والصين نحو تشكيل حلف واحد هو قد بدأ الآن بالتشكل أو يكاد , فروسيا تريد ضم الصين إليها وإيران ومعها الدول الناطقة بالفارسية ( أفغانستان وطاجيكستان ) إلى جانب سوريا وحزب الله ومن يعارض الهيمنة الغربية كالعماد ميشال عون والمعارضة اللبنانية التي يقودها ؛ في وجه الحضارة الغربية بقيادة أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا وأيطاليا وغيرهم ومن يمثل الصليبية العالمية والمسيحيين بلبنان الموالين للحضارة الغربية والذي أقر جعجع بجعجعته المعهودة أن السنيورة ومن معه كالحريري والجميل وجعجع وجنبلاط وشركائهم يمثل هذا التوجه من الموالين للغرب أكثر مما يمثلهم المسيحي ميشال عون .
2) وحسب رأي جعجع فإن الجنرال ميشال عون يمثل المسلمين في لبنان أكثر مما يمثلهم السنيورة ؛لأنه في حال وقعت معركة هارماجدون معركة الصراع الكبرى بين الحضارة الغربية من جهة والحضارات الأخرى ( الإسلامية والكونفوشية والأرثوذكسية) من جهة أخرى ؛ فإن عون سيكون تابعاً للمسيحية الروسية إلى جانب الأرمن اللبنانيين أكثر من تبعيته لفرنسا وأمريكا التابعتين للحضارة الغربية .
3) فيما يتعلق بمشروع صراع الحضارات أو معركة هارماجدون الكبرى , والتي فيما يبدو أنها لا زالت على الطاولة للنقاش بين قادة النظام الدولي الجديد , وأن تأجيل الموضوع لا يزال جارياً ؛ ولكنه لم يتم إلغائه بعد ؛ وأن ما يفعله السنيورة حالياً من المماطلة بتشكيل الحكومة اللبنانية إنما يصب في انتظار ما سيتقرر خلال الشهر القادم على أقرب الأحوال .
4) إن الصيف الساخن الذي هدد به نائب وزيرة الخارجية التي وصفها المفكر الكويتي د. عبدالله النفيسي بـ ” حمالة الحطب ” لا يزال وارداً وأن على من يريد أن يفكر بالسياحة في هذا الصيف أن يفكر ألف مرة قبل أن يذهب إلى لبنان .
ليت كل من باع أمته يكون بفريقه رجل غبي يفضح المخططات قبل أوانها لكي لا تفاجأ الأمة على حين غرة ؛ وإن كانت قد أطالت السبات فربما .. ولعل .. وعسى .. من يقظة ولو متأخرة !!
د.صالح السعدون