ملكة جمال بربرية شعر للدكتور صالح السعدون
ملكة جمال بربرية شعر للدكتور صالح السعدون
قصيدة شعرية: (ابن سعدون) ، 1407هـ
*******
سلامٌ مُعطَّرُ في جوانبهِ الوُدُّ ويكسوه إكليلٌ من الزهر والورد
فتحمله السحائب من ربى نجد تسوقُ حمولتها بالبرق والرعد
لتسقي بلاداً بين نجدٍ وطنجةٍ وفاسٍ ومكناسٍ وتطوانَ فالوجد
أريحُ الصَّبا إن شئتِ قبَّلتِ خدَّها مع الفجر، لهفي، لو أقَبِّلُهُ خد
أيا ليتها الذكرى تعود ونلتقي كما التقينا دون ظنٌّ ولا وعدُ
ولاقيتها بين الرباط إلى سلا وجالستها في مجلس كله وُدُّ
تمنيت لو طالت لديها إقامتي ويا ليتني معها بقيت بلا حد
كأن الليالي مارعتنا عشيةٍ وحتى شروق الشمسُ تسقيني الود
كأنا ونحن كالنديمين لم نبتْ مع الهمس في عمق الصبابة والسعد
أشم أريج العطر في أنفاسها وأسكر من حلو الرضابة والشهد
كأن حرير الصين شبه أديمها أديم إذا لامسته ناعم مُرد
إذا مرَّ كفِّي ذابَ من فرطِ لينِها رطيبٌ لميسٌ غضةٌ بضةٌ مُلد
كفتني عن الغيد الجميلات ما بدت فما شاقني ليلى ولا راق لي هند
وكنت أعيش الوقت مجنون في الهوى فكانت لي الأنثى وكنت لها الرفد
ألا هل لفودي مهرةٌ بربريَّة تداوي جريح هام من برحة الوجد
شربت كؤوس الحب؛ والقلب ما ارتوى فكنت لها سيفاً وكانت لي الغمد
فيا لهف نفسي لو بقيت لأشهرٍ لأقضي وطراً؛ بل وأرضي بها الوجد
لقد عشت معها عيشة مخملية فكانت كحور العين في جنة الخلد
د. صالح السعدون/ (ابن سعدون)
1407هـ / الرياض
1٬830