صفقة القرن مالها وما عليها .. مدخل للحديث المعمق 1/ 3:
صفقة القرن مالها وما عليها .. مدخل للحديث المعمق 1/ 3:
كتب د.صالح السعدون
في حديثنا في هذه المقال عن خطة الرئيس ترامب حول القضية الفلسطينية، يجب علينا قبل مناقشة الخطة ومالها وما عليها أن نتحدث عن أمور عامة حول تلك الخطة، في بداية الأمر لابد من الوقوف ملياً عند موقف البهائي الفارسي الذي نصبته الموساد رئيساً على فلسطين، محمود عباس ميرزا، فقد لبس ثوب الثورجية وكأنه يذكرنا هذا الرجل الذي لا يحسن الكلام بالعربية بقدر طلاقة لسانه بالعبرية يذكرنا بالماركسي الأرجنتيني المولد إرنستو إرنستيكو جيفارا(تشي جيفارا)، وهو يتحدث بلغة تختلف عن لغة رؤساء الدول من الدبلوماسية الرتيبة، بحيث تحدث بلغة رجل الشارع المتسم بالعربدة أكثر منها لغة دبلوماسية لرئيس دولة، فقد خاطب محمود ميرزا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه (كلب ابن كلب) إلى الحد الذي أخذ أحد المغردين الإخوانجية كلماته عنوانا لتغريداته مزغرداً بها وهو مزهو بما قاله البهائي محمود عباس، ولا ضير من ذلك فأصلهما واحد فجمال الدين الأفغاني بهائي مثل عباس، وهو أستاذ أعلى لحسن البنا فهم خليط نتن بعضه من بعض.
موقف محمود عباس ليس خدمة للقضية الفلسطينية ولا حباً بالأرض الفلسطينية أو بشعبها العظيم الصامت المغلوب على امره، فدوره هو حماية إسرائيل وخدمتها بدء من مركز البهائية في عكا، وطالما أن الحال كذلك فأي موقف يتخذه محمود عباس يجب أن نعلم أن منطلقاته الفكرية والدينية والشخصية والوظيفية كتابع للموساد هي خدمة إسرائيل وتنفيذ أوامر الموساد تماماً كأي شخصية كبرى بفلسطين بدء من الشقيري وياسر عرفات وصلاح خلف وأحمد ياسين وخالد مشعل وإسماعيل هنية ويمكن للقارئ الواعي أن يضع من الأسماء ما شاء خلف هذه القائمة. ويمكن استثناء من قتلوه من فتح أمثال كمال عدوان وخليل الوزير وغيرهم الذين قتلوا لأنهم فلسيطينيون مجاهدين وغير عملاء. على ألا يُضم قتلى حماس أمثال الرنتيسي وأحمد ياسين لهذا الوصف فقتلى حماس قتلوا لأنهم رفضوا تنفيذ أوامر الاستقالة لإخلاء الساحة لجيل جديد أكثر طاعة للموساد كمشعل.
من هنا يمكننا أن نتصور أن الخطة رغم سوئها وسوادها، إلا أنها هي الخيار الأفضل للشعب الفلسطيني مؤقتاً، وأركز بشكل مؤقت بين ٢٠٢٠ وحتى ٢٠٢٢، وانبهكم الى أمر مهم في هذه النقطة ان الرئيس ترامب لم يجعل ايقاف الاستيطان لمدة اربعة اعوام عبثا فمن المؤكد انه يعلم ويخطط على انهاء إسرائيل كدولة قبل ان يترك البيت الأبيض عام ٢٠٢٤ ان لم يحكم لفترة ثالثة حتى 2028م.
ولذلك يقف عملاء الموساد رافضين قطعياً قبول خطة ترامب ليس لأسباب وطنية، فالبدائل من ناحية وطنية شبه معدومة تماما، والأفق مغلق، وهكذا لا يستطيع عباس بالأصل إيجاد أي بدائل أفضل سوى أنه يحب أن يبقى على خطة أوسل القبيحة التي خطها بيده، وهو بهذا يتماشى بمن سبقه أسوة بالمواقف التي اتخذها الشقيري وعرفات وفتح وحماس، في السبعين سنة الماضية، حيث أنه من الثابت أنه لا توجد أي وثيقة فلسطينية يمكنها ان تدل على من الذي قام بتأسيس حركتي فتح وحماس، ذلك لأن مؤسس هاتين الحركتين هو الموساد الإسرائيلي والموساد مؤسسة من الكابال ليست اكثر من طلاسم اسرار موحشة لن يفتح كنوزها الا أمثال رابين والسادات، اما تنظيم الجهاد ذلك التنظيم الهلامي فقد ساهمت بتأسيسه الاستخبارات البريطانية، وهكذا تتضح الصورة أن الشعب الفلسطيني مغلوب على أمره وتسيره ريبوتات مسيرة بأوامر عدوهم، وهكذا نفهم لماذا اتفقت كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني على رفض الخطة منذ ثلاث سنوات، وحاولوا أن يبعدوا الدولة القائدة للعرب والمسلمين المملكة العربية السعودية عن الموافقة عليها، كانت قطر وتركيا وإيران وحماس وفتح هم من يؤججون الحرب ضد السعودية منذ ٢٠١٧ ليجعلوا موافقتها للخطة او دعمها ضربا من الخيانة التي هم منغمسين فيها سرا وعلنا بينما السعودية بريئة منها سرا وعلنا، ورغم أن الملك سلمان أعلن مرارا من خلال جلسات مجلس الوزراء السعودي رفضه لأي خطة لا يقبلها الشعب الفلسطيني، إلا أن الحملة استمرت وكان هدف تلك الحملة المنظمة تخويف السعودية من الموافقة على الخطة، رغم أن ذلك لم يكن وارداً بالأصل، ولعل أهدافهم أنهم ككل مجتمعين تجبرهم الموساد على هذه الحرب لأنه معروف لدى الأوساط العربية والعالمية كما كان يقال بأنه ” لا سلام بدون السعودية ولا حرب بدون مصر…” فيما يخص القضية الفلسطينية، والموساد هو العمق الصهيوني الغامض والمظلم الرافض للسلام، وهكذا نجحت قطر بماكينة إعلامها مع أتباع تركيا وإيران وفتح وحماس على منع السعودية من خلال حرب إعلامية مبرمجة من الموافقة على خطة ترامب للسلام، أو مناقشة ما يجب أن تكون تلك الخطة عليه، ومع ذلك، فرأينا أن تلك الخطة ليست ممن يؤسف عليها أسفا كثيرا، ولكن بالتأكيد لها إيجابيات يمكن حصرها بما يلي:
1-أنها فرصة يمكن استغلالها لفتح باب التفاوض لصالح حلول مستقبلية تسعد الشعب الفلسطيني مؤقتا مع انتظار الاشهر القادمة تحريا لانقلاب وتغيير الظروف العالمية مستقبلا مابي سنة و 3 سنوات قادمة. ومن خلال التفاوض وتعديل شروط التفاوض يمكن تعديل الخطة من خلال المفاوضات.
2-تحسين معيشة الشعب الفلسطيني وتغيير أسس الاقتصاد والحركة والسفر والتعامل مع شعوب العالم كشعب له كينونته وجنسيته وتطلعاته.
3-إيقاف الاستيطان لمدة أربع سنوات، ونحن نعلم أن هناك بالأصل هجرة مضادة نحو أوكرانيا وستزداد مع الأسابيع والأشهر القادمة، وقبول الخطة ستعجل برحيل المزيد من هؤلاء المهاجرين الصهاينة نحو أوديسا بأوكرانيا. بينما ينقلب ميزان تعداد السكان ليصبح الصهاينة اقلية. والعرب أكثرية. إنما رفض الخطة سيجعل لدى الصهيونية أملا في أن الشعب الفلسطيني لن يستطيع التعامل بشكل عصري مع قضيته وسيعتقدون أن المجال سيبقى مفتوحا لاستمرار وجود إسرائيل بعد عام 2012م مما يؤخر هجرتهم.
4-استقطاب مليارات الدولارات بما يقارب من(190) مليار ريال سعودي أو (50) مليار دولار يمكن أن يخرج فقراء الشعب الفلسطيني إن وضعت لجنة فساد دولية لمنع عباس وحماس من سرقة تلك الأموال من أفواه شعبنا الفلسطيني الحبيب. بحيث يمكن أن يعيشوا بالمستوى الذي يعيش فيه عباس وهنية وعريقات ومشعل وقريع وأشباههم من البكوات والبشوات القدامى بفلسطين الذين يرغبون بزيادة واتساع البون الشاسع بين مستواهم المعيشي الذي يفوق سرقة سهى عرفات لأموال الشعب الفلسطيني لصالحها وصالح ابنتها بنت عرفات حيث سرقوا أموال الشعب الفلسطيني وتعيش فيه امرأتين ب3 مليارات دولار في قول و10 مليارات في قول آخر. ومن المعروف أيضاً أن رصيد خالد مشعل الشخصي 3 مليارات دولار بينما شعب غزة يتضور جوعاً.
لعل جزء من الخطة كما لو نتخيلها وفق بنودها من أن مصر وهي تحافظ على أرضها شبرا فشبرا غير أنها يمكن أن تبني مطارا لفلسطين في الأراضي المصرية دون تنازل عن تلك الأرض، وتأخذ على كل مسافر ضريبة رمزية فيدر ذلك دخلا بالمليارات على الخزينة المصرية وفي نفس الوقت يجد الشعب الفلسطيني فرصة للسفر إلى كل أنحاء العالم، كما يجد العمل المربح ماليا واقتصاديا فضلا عن كل أنواع الوظائف داخل فلسطين فلن يكون سفره لطلب العمل بقدر ما يكون للسياحة والتجارة والتسويق وخلافها.
5-من اجمل ميزات الخطة أن ترامب اختار تدمير المنظمة التي شكلها الموساد الصهيوني (حماس)، حيث سيتم حل حماس ذلك الشيطان الأسود الموسادي الجاثم على رقاب أهالي غزة. فبالخطة يجب أن تضمحل وتنتهي وتحل نفسها ويمكن منحهم رشوة مرتبات مقابل أن لا تكون لهم سلطة القتل لحماية إسرائيل، وهكذا توفر الخطة الخلاص من حماس ومن فتح أيضا، وهذا سبب من أهم الأسباب التي تجعل أقزام السلطة ووجوهها الشيطانية ترفض الخطة قبل إعلانها، إذ ستنتهي المتاجرة من قبلهم بالقضية الفلسطينية، وتنتهي سرقتهم لمليارات الدولارات من الأموال التي هي حق للشعب الفلسطيني. والأهم من ذلك كلها إنهاء حركة فتح وحماس والجهاد لصالح انتخاب أي فرد فلسطيني من حقه الترشح للرئاسة الفلسطينية وفق مستقبل جديد يمكن صنعه بعد فوز ترامب بانتخابات 2020 مع منع خطط سوروس لتزوير الانتخابات وفق هوى النظام الدولي الجديد ومافيا الخزر وبطريقة يكسب من جراء ذلك التزوير المزيد من المليارات لأرصدته.
٦-ان خطة ترامب ولأول مرة تتطابق مع قرار الأمم المتحدة الى حد ما في قرار التقسيم عام ١٩٤٧ وكذلك تتقارب من مبادرة الملك فهد للسلام او خطة الدول العربية للسلام المبنية على خطة الملك فهد. واعني بها الإعتراف من قبل ترامب بالقدس الشرقية او جزء منها عاصمة لفلسطين بل وبناء سفارة امريكية فيها وهذا تطور لأول مرة يعلنه رئيس دولة غربية. فضلا عن امريكا بالذات.
محمود عباس الذي قبل في اوسلو بأراض فلسطينية أقل يرفض أراض فلسطينية اكثر بنسبة الضعف لدولة فلسطين. بل ويرفض إيصال قطاغ غزة بالضفة الغربية لتكون دولة غير مجزأة ويربطها اوستراد ثم جسر شبه جوي بارتفاع ٣٠مترا. هو لا يريد ذلك يريد تجزئة فلسطين التي قسمها مع خالد مشعل وهنية والرنتيسي واحمد ياسين
سنكتفي في هذا الجزء الاول من المقال الى هذا الحد لنكمل في الجزء الثاني ان شاء الله.