أكتوبر الأحمر 2019 لمن يفهم ما يعنيه هذا اللون..
أكتوبر الأحمر لمن لم يفهم ما يعنيه هذا اللون:
كتب د. صالح السعدون
السياسة متطورة يوما بيوم والقوي يفرض وجهة نظره على الضعيف، والصراع بين الأيديولوجيات على أقصى اتساعه، بداية اتجهت الأحداث إلى هذا الرجل القوي في البيت الأبيض وهو يتخذ قراراته التي خدعت الصغير والكبير، خدعت الدولة العميقة بقيادة نانسي بيولسي، كما خدعت الأردن وتركيا وإيران، وأعتقد كباحث أن الرئيسين بوتين وترامب لديهما طريقة للتواصل والتفاهم حول خطوات مدهشة تحيي السلام العالمي فعلياً، بدأت الأزمات الحالية بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني الأوروبي مع أمريكا ودولتها العميقة، حيث قلب الرئيس ترامب الطاولة في وجه النظام الدولي الجديد وسياسات حكومة بيلدربيرغ العالمية السرية، وأتباعها فرنسا وألمانيا وإيران وتركيا وقطر، ذلك أن هناك بروتوكول سري يتبع الاتفاق النووي الإيراني المشئوم يسمح لإيران بإعادة امبراطوريتها القديمة أيام الدولة الساسانية، على حساب الأمة العربية، ولذلك فقد بدأت إيران بمجرد التوقيع على الاتفاق النووي باكتساح بيروت؛ فضلاً عن دمشق وبغداد، وصولاً لليمن بينما خضعت مشيخات خليجية بدون حرب لاتفاقيات استعمارية تخضع بموجبها لإيران باعتبار خامنئي مرجعيتهم العليا، صمدت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر أمام تلك المخططات الجهنمية لأوباما الصغير.
تصايح الفرس طرباً بمن فيهم المجنسين بجنسيات عربية كالفارسية غريبة الطباع والأخلاق توكل كرمان، بأن إيران احتلت أربعة عواصم عربية وكانوا ينتظرون سقوط العواصم الخامسة الرياض والسادسة أبوظبي ودبي رد الله كيدهم بما يسر عباده المؤمنين، كانت تلك الخطة اسمها خطة” أم القرى” التي كتبها الأخوين لاريجاني المجوسيين، وذلك كمدخل لهدم الكعبة والمسجد النبوي وتحوليهما كما تتمنى الحضارة المجوسية إلى أكوام زبالة كتلك التي في بغداد وبيروت، فضلاً عن استبدال التقديس للمساجد التي يعبد فيها الله وحده لا شريك له إلى تقديس البقيع والمقابر لتقديس الأموات وإعلان الشرك بالله من أقدس مدينتين إسلاميتين عربيتين، لقد كان انتقاماً ثأرياً لإسقاط دولة ساسان وإطفاء نار المجوس قبل 1440 عاماً.
اتجهت الإمارات العربية المتحدة إلى الاتحاد مع السعودية والبحرين، وأعلن الشيخ محمد بن زايد حفظه الله أن السعودية هي الأمل المتبقي فإن سقطت السعودية لا قدر الله سقط العالم العربي وأنَّا لسنا شيئاً بدون السعودية. حينها بدأ التحالف العربي يعمل بقوة، وكما يعلم أحبائي المتابعين: كما ناديت به منذ عام 2011م حين بدأت نار الخريف العبري تحول عالمنا العربي إلى هشيم تذروه الرياح، وكانت النار تشتعل في ليبيا ومصر وسورية والعراق واليمن، فقد بينت في مئات التغريدات إلى أن الحصن الأخير للأمة العربية هو اتحاد اجباري للمصلحة العامة بين السعودية والإمارات، فإن اتحدت السعودية التي كانت تمتلك حينها سبعة ترليون دولار مع الإمارات التي تمتلك إمارة أبوظبي وحدها ترليون دولار، فإن العالم العربي سيكون بأمان وبخير وسيتم انزال الهزيمة برعاع الخريف العربي وببرنارد ليفي مخطط الخريف العبري في الدول العربية وقائد جحافل الثوار، حيث كما قال ” حينما وصلت إلى الساحة الخضراء استقبلني الثوار بزخات من اطلاق النار كبطل ونعتوا معمر القذافي بالصهيوني اليهودي، بينما كنت أنا اليهودي الصهيوني الوحيد بينهم”.
اتجه التحالف العربي لإسقاط مجرم العصر محمد بديع ومحمد مرسي البياع الذي اختير فقط من أجل اسمه كي يبيع أراضي مصر، حيث رفض حسني مبارك أن يبيع سيناء لصالح حماس بغزة والدولة الداعشية، بسعر بلغ (60 مليار دولار)، بينما وافق البياع مرسي على بيع سيناء بقيمة بخسة قدرها (ثمان مليارات دولار) ومع ذلك سرقوها وحولوها لمحفظة الإخوان المسلمين في أوروبا خدمة للماسونية العالمية.
تمكن الملك عبدالله رحمه الله من اسقاط الماسونية في مصر وضمان انضمامها للتحالف العربي، لمواجهة الغزوات التركية الإيرانية والدولية لعالمنا العربي، وبدأ مشروع التدمير الذاتي للعالم العربي من خلال اطفاله الماسون الإخوان المسلمين يتهاوى ويترنح، متجهاً نحو إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، ثم بدأ بالتراجع مع إعلان التحالف العربي الحرب ضد إيران في اليمن، وصغارها الحوثيين الذين يساعدهم مئات الآلاف الفرس العابرين من خلال مستعمرتهم العُمانية، وكان هذا أول إعلان للتوازن السياسي والعسكري بين رعاة الخريف العبري (تركيا وإيران وبريطانيا وأمريكا والعاهرة تنظيم الإخوان المسلمين بفرعية الشيعي والخارجي وقطر)، تمكنت الدول العربية من إيجاد مشروع مضاد للعبث بالوطن العربي والسعي لاستقراره، ووضع المشروع مع مساعدة الرئيس ترامب من قبل دولتين عربيتين للوصول إلى البيت الأبيض لمواجهة المد الإيراني، وإيقاف الحلم الطوراني التركي، فضلاً عن العبث الصهيوني المساند لهما، وكان المشروع يعمل على استعادة لبنان والعراق واليمن وسورية من إيران وطردها، ومع طردها فلن يحصلوا على مقابل، بل ستستمر العقوبات عليها، فتلجأ إيران إلى اغلاق مضيق هرمز فسيتم ضربها مع استعادة البعث العراقي لنفوذه بالعراق، وقد بينت ذلك في عام 2017 في تغريدات ومقال طويل.
الآن بدأت التظاهرات المزلزلة للنفوذ الإيراني في لبنان والعراق، وبدأت الضربات القاصمة للنفوذ الإيراني في سورية واليمن في حياد ملحوظ للجيش السوري وعدم دفاعه عن مليشيات الاحتلال الإيراني، كما بدأت السعودية جهودها الحثيثة في اليمن للتوصل إلى اتفاق نهائي بين المكونات اليمنية (الجنوب العربي+ اليمن الشمالي)، في صياغة فريدة لدولة وحدة، بيد أن تلك الصياغة لن يقبل فيها مكونات ذات عقلية جاهلية في اليمن الشمالي تعودت على سرقة أقوات الناس وقطع الطرق كعصابات سرقة ولصوص، سيحاول التحالف العربي اجبار الأطراف على القبول ببقاء اليمن موحداً، ولكن وفق أسس تضمن حقوق الجنوبيون العرب في ثرواتهم ووظائفهم وأمنهم وجيشهم، ولأن العقلية الحبشية الفارسية المسيطرة على صنعاء لن تقبل بذلك، فالمعتقد أنه اتفاق الرياض سيجعل بعض الشماليين من غير العقلاء اتفاقاً مؤقتاً، وسيخونونه عما قريب. في زمن أُبعِد عرب مأرب وإب وتعز والحديدة الأقحاح عن القرارات المصيرية، وأشغلوهم وقسموهم بين تحالف حوثي وإخواني وقطري. ولهذا ستتجدد محاولات خرق الاتفاق مالم تسقط قطر وإيران وتركيا الذي يفترض لسقوطهم الأولوية.
بدأ المشروع المقاوم للخريف العربي من قبل أطراف السلام العالمي ويمثلهم الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين اللذين يتعرضان لحقد وهجوم من كل عبري يزعم أنه عربي ويتبع تنظيم الإخوان المسلمين الماسوني وولاءه لتركيا وإيران، اتجه الرئيسان العالميان لترتيب البيت العربي مع الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة، في وقت قد بدأ الحصار الاقتصادي لإيران يؤتي ثماره، فقد قطعت اليد التي تمنح حزباللات بلبنان والحوثي باليمن الأموال، وعليه فقد قطعت أيديهما عن تقديم الرشاوى ووصل الأمر بحزب اللات أن يشحذ من الشعب اليمني الفقير صدقات وتبرعات. وكان هذا أكبر نصر للعقوبات، ولكي يتم إيقاف المال بشكل نهائي عن تركيا والحوثي وإيران فقد أمر ترامب أمير قطر تميم بتحويل كامل خزينته 185 مليار دولار للخزينة الأمريكية تحويلاً مجانياً لا يدخل فيه شراء أسلحة أو استثمارات، وهكذا عجزت قطر عن تمويل الحوثي في اجتماع في عُمان مركز التآمر على العالم العربي، ومقدم خدمات مجانية للمستعمر الإيراني، ووسيط إيران لإسقاط الأمة العربية تحت استعمار الفرس، إلا (25 مليون دولار) فقط. مما يثبت أن نظام موزة في أزمة مالية كبرى.
وبهذا فقد قام التحالف العربي يسانده تحالف دولي بقيادة بوتين وترامب ومعهم باستحياء جونسون، في حصار سياسي واقتصادي للأنظمة الإرهابية الثلاثة في قطر وإيران وتركيا.
ثم جاءت اللعبة السياسية الكبرى والمدهشة للرئيس دونالد ترامب والذي بينت لكم منذ 2017 أن الرئيس ترامب معجب بمفكر صيني عسكري وسياسي سون تزو أو صن تزو المولود في 551 ق. م. ويتبع منهجه بالتفكير، وهو قد أعطى وصايا مدهشة، فقد أعلن ترامب أنه سيسحب القوات الأمريكية في سورية، تلك التي لا أحد يعرف لماذا قام أوباما باحتلال شرقي سورية، فقد اكتشف ترامب أن أوباما ونانسي بيولسي قد احتلوا شرق سورية لسرقة البترول السوري، وإقامة مصانع مخدرات فيها وتسويقه في كل من السعودية والعراق والإمارات عبر الأردن الحاضنة للنشاطات الخاصة بالدولة العميقة، وما إن انسحبت القوات الأمريكية حتى بدأ العمل:
أما روسيا وسورية فقد قرروا استعادة الأراضي السورية المغتصبة من قبل الدولة العميقة والتي حاول الرئيس ترامب الانسحاب منها منذ بداية عام 2017 وسط ولولة من الدولة العميقة التي تارة تتحجج في إسرائيل وتارة بأسباب أخرى واهية، بينما كان الرئيس ترامب وحده يعلم عن سرقة البترول السوري وإدارة صناعة المخدرات في سورية كون مصانع المخدرات التي أقامها بوش- كرزاي بعيدة عن أسواق العرب، فأقامت هيلاري نانسي مع أوباما مصانع بسورية لتكون قريبة من الأسواق المستهدفة بالتدمير، انسحب الرئيس ترامب انسحابات جزئية متتالية، وأخيراً كشفت الأوراق فقامت رئيسة السي أي إيه مع نانسي بيولسي، بمحاولة انقلاب دستورية غير مشروعة على الرئيس ترامب ولسبب غير منطقي، فخرجت بيولسي ومعها الانقلابيون إلى الأردن وأفغانستان شبه هاربين في محاولة أن تطلب وفق مصادر الاستخبارات البريطانية طلبين، الأول التستر الأردني على عمليات بيع البترول السوري والمخدرات عبر الأردن وتركيا والأموال المحولة لحسابات عصابة الدولة العميقة، والثاني استكشاف إن كان العاهل الأردني الذي تعتبر والدته منى ذات أصول متينة في قيادات دولية عالمية، أن كان سيقبل حمايتها ولجوئها ومن معها للأردن، ويتساءل العارفين ببواطن الأمور كيف يمكن لرئيسة مجلس النواب التي تعمل مع آدم شيف على عزل الرئيس ترامب من منصبه؛ كيف يمكن لها أن تسافر للأردن؟؟! لقد اثارت الشكوك لأن الأردن صار هو مركز ترويج المخدرات التابعة للدولة العميقة، ولكن سفرها لأفغانستان التي هي أكبر منتج للهيروين في العالم، يثبت تلك الحقائق، من أن سفرها كان بخصوص ضمان تدفق تلك السلع وأرباحها للدولة العميقة فضلاً عن حشد الدعم لها، لقد أثبتت هذه القضية أن الفاسدين من السياسيين الأمريكيين يستخدمون الجيش لحماية تصنيع وتجارة المخدرات كما يقول التقرير، وتذكر مصادر تلك المخابرات أن الملك عبدالله اعتذر عن ذلك لعدم قدرة الأردن على تحمل تبعات قرار لجوئها للأردن، فاتجهت إلى أفغانستان محاولة الاستعانة بجزء من قيادات عسكرية أمريكية هناك ذات صلة بحماية مصانع المخدرات، ويقول أحد المطلعين أنه من الصعب الحكم عن نتائج الزيارة إلا بعد عودتها لواشنطن والنظر في تطور الأمور إن كانت سيقبض عليها وتسجن وتحاكم لقيامها بمخالفات دستورية كبرى أهمها محاولة القيام بانقلاب غير دستوري ضد الرئيس المنتخب وبدون أسباب وجيهة. أو أن هناك صفقة سيتم الوصول إليها معها من قبل الرئيس ترامب والجيش الأمريكي. في الوقت ذاته كانت المصادر الروسية قد أعلنت أن أوباما قد تم إعدامه، وبعد يومين ظهر لاجئاً سياسياً في كندا، ويقول مطلع على أسرار عالمية شهير أن الملياردير الصهيوني سوروس لن يقبل بالهزيمة بسهولة، وهو قادر على تمثيل الأدوار لكي لا يزعزع الثقة فيه ويعطي مطلق الثقة للرئيس ترامب عدوه اللدود. والمعنى هنا واضح وهو أنه من الممكن أن يعدم شخصية معينة ويكون هناك من يمثلها إعلاميا بعد موتها بطرق متعددة. بالنسبة لقطر مستعمرة الدولة العميقة أعلنت الحرب على الأردن وفق المحللة السياسية(مسك) بادعائها أن ثورة العراق مؤيدة من الأردن التي اشعلت فتيل الاحتجاجات هناك كما تزعم قطر . لذلك كله كانوا يكرهون الرئيس الأمريكي ترامب قبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
وهنا كان للرئيس ترامب عملية كبرى أخرى فقد استدرج أردوغان في قراره بالانسحاب من سورية، استدرجه لأطماعه والكشف عنها، وفي عملية اسماها نبع السلام وهي نبع الإرهاب فعمل أردوغان ما يلي:
1-فتحت شهيته لابتلاع سورية وفق مشروع مستمر بدء من هذا العام لاحتلال شرق سورية ثم تطويرها لكامل الأراضي السورية فالعراق والكويت في عام 2020، ثم كما يتمنى ضم كامل الأردن ولبنان عام 2021 وأخيراً طموحه في تأمين الصهاينة بعد سقوط دولتهم في عام 2021-2022م حيث سيتجه لاحتلال فلسطين، لاستمرار استيطان اليهود فيها بدلاً من رحيلهم إلى الوطن البديل في أوكرانيا.
2-استمرار سرقة البترول السوري وإدارة مصانع المخدرات نيابة عن الدولة العميقة ومشاركتها في الأرباح.
3-تهريب العميل الصهيوني البغدادي البديل من شرق سورية في السنتين الماضيتين، حيث كان بحماية الدولة العميقة، إلى تركيا أو ادلب لتأمين حياته ومساعدة تركيا كورقة ضغط على أمريكا بعد ما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وكنا قد بينا لمتابعينا في تويتر أن البغدادي الإسرائيلي الأصلي قد أسر أو قتل من قبل قوات روسية خاصة، بينما احتاجت تركيا والدولة العميقة وإيران وقطر إلى قريب من عام لإعداد البديل من خلال عمليات تجميلية جراحية وحين ظهر قبل عدة أشهر تبين أنه ذو شخصية مغايرة تماماً للشخصية المقتولة قبل سنتين.
4-استخدام أبشع أنواع البطش الطوراني (كالبطش الإسرائيلي) ضد الأكراد العزل من دهس العجائز، وصولاً إلى قتل المدنيين وخاصة الناشطات من النساء السوريات الكرديات، بل وما هو أعظم حيث استخدام سلاح الفسفور ضد المدنيين في استعراض وتحد للعالم بالطريقة الإيرانية والإسرائيلية.
هنا حقق الرئيس ترامب كل أهدافه، استجلب أردوغان إلى الفخ الذي أعد له، ثم أهانه إهانة قاتلة محقت الاحترام العالمي لأردوغان، وهدده بسحق الاقتصاد التركي فاستسلم أردوغان استسلاماً مخزياً، رغم محاولات التلميع للمهانين العرب اتباع أردوغان بالزعم الفاتر والمضحك بأن أردوغان رمى رسالة ترامب بسلة المهملات، بكل الأحوال وبعيداً عن تفاهات العبيد لم يتجرأ أردوغان على رد الإهانة ولو بكلمة صغيرة.
وقد سمح الرئيسين ترامب وبوتين للجيش العربي السوري باستعادة منبج وكامل الأراضي التابعة للجيش الأمريكي سابقاً، مما جعل سوريا أكبر المنتصرين في قرارات الرئيس ترامب وسط اعلان حظر روسي للطلعات الجوية التركية مما منع الغطاء الجوي للجيش التركي.
في وقت كانت إيران تفقد السيطرة على لبنان والعراق وقلت مكانتها في سورية عما قبل بنسبة تزيد عن 60%، وتعاني من السقوط والموت البطيء خاصة حين تشتد الثورة العراقية في هذه الأيام القادمة والتي يعتقد أنها قد تتخذ طابعاً عسكرياً، تجعل البقية الباقية من عملاء إيران تهرب إلى عُمان لحاقاً بالزعماء الهاربين الأيام الماضية، ووفق رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور؛ فإنه تجري محادثات سرية تقودها فرنسا بين أمريكا وإيران ودولة عربية مع إيران لرفع يد إيران نهائياً عن لبنان والعراق وإيقاف دعم حزب اللات والحشد والمليشيات العراقية تمهيداً لتحرر لبنان والعراق من نير إيران الثقيل، مقابل رفع (أعتقد أنه سيكون جزئياً فقط) للعقوبات المالية ضد إيران، ووفق المخطط القديم (2017م) الذي حدثتكم عنه فلن يجديها شيئاً، فبعد انسحابها من البلدين وسقوطها في سورية واليمن ستستمر العقوبات بطريقة أخرى حتى تستفز لإعلان غلق مضيق هرمز فتستحق ضربها من قبل تحالف دولي. العراق يطلب برلمانه من رئيس الوزراء العراقي ايفاد رجل عنه يتحدث باسمه لأنه قد هرب إلى عمان كما أشيع، بينما تزلزلت لبنان تحت وطأة التحليلات الاقتصادية والانهيار المالي المحتمل في وقت يحاول المتظاهرون الوصول لمقرات الرئاسات الثلاث.
قبل ذلك كان لا بد من انهاء مشروع داعش الإيرانية الأصل والتي يحاول الليبرالي السعودي تركي الحمد ومن قبله جمال خاشقجي الزعم أن الفكر الداعشي هو فكر سعودي، بينما هما يعلمان تركي وجمال أنه فكر إيراني إخوانجي ولا علاقة للفكر السعودي فيها، وفي وقت كانت الاستخبارات التركية والإيرانية تحيط بالزعيم الداعشي البغدادي (البديل وليس الأصل) لترحيله من مناطق الرقة نحو إدلب فقد قرر ترامب في اجتماع حربي أن يقضي على هذه الآفة وفق أكبر عملية خداع في التاريخ المعاصر لكافة الدول ذات العلاقة بداعش، مطبقاً فن الحرب للمفكر الصيني صن تزو كأفضل ما يكون التطبيق، ويقول المحلل الأمريكي ويكتور أنه من المؤكد أنه تم القضاء على كبار ضباط الاستخبارات التركية والإيرانية-وأضيف أنا-والقطرية، الذين كانوا يقومون بحمايته للانتقال إلى إدلب ثم تركيا ليكون ورقة ضغط في يد أردوغان، لقد كانت استراتيجية ترامب وفق صن تزو بأن يبدو كأنه بعيد عن تلك المنطقة لذلك سحب جيشه بينما كان هو في حقيقة الأمر قادر على الضرب بقوة ويعرف كل أسرار وتفاصيل ما يجري فيها. فكان انسحابه من سورية قد أعطى فكرة أن سورية أمان وأن ترامب قد ابتعد شره، بينما كانت طائرة الهليوكبتر تخترق الأجواء التركية وسط ذهول واتصالات الجيش التركي عن مهمة الطائرة الأمريكية التي تخطت الحدود المسموح بها، كان ترامب يمعن في خداع تركيا وكأنه بعيد عن أي محاولة للاقتراب من مخبأ البغدادي تحت حماية الاستخبارات التركية. ومن هنا جاءت الضربة مؤلمة.
فضح أردوغان في أطماعه في احتلال البلدان العربية، وفي استخدام الأسلحة المحرمة دولياً والتي كان يستخدمها طوال السنوات الماضية ويتهم فيها الجيش السوري، وفي حمايته لداعش ودعمها وحماية البغدادي البديل تحت رقابة ضباط استخباراته وفي سرقة البترول السوري، كما سرق مصانع حلب، وفي صناعة المخدرات لتدمير البلدان العربية.
الرئيس ترامب كما يضيق الخناق على الدولة العميقة بحرمانها وفضحها بأعمال مشينة كسرقة البترول وخط انتاج الميثيل السوري وصناعة المخدرات وحرمانها من أرباحها الطائلة، فإنه أهدى سورية بلد أجداده الأصلي شيئا من النصر والسلام، فقد اخترق الكبتاجون السوري المُصنَّع تحت يد القوات الأمريكية ليس بلداناً عربية، بل افريقيا وأوروبا، فقد أبلغت أمريكا ترامب اليونان عن تهريب 33 مليون حبة كبتاجون بقيمة تزيد عن 700 مليون دولار داخل حمولة من الخشب، فاعترضتها اليونان وصادرتها، وقال مصدر بالفيدرالي هذه صفقة واحدة قيمتها 700 مليون دولار فكروا كم من المليارات التي تدخل جيوب أعضاء الدولة العميقة من تلك المصانع في سورية، لقد حرم داعش أيضاً من عملية أرباح وتدوير هذه السلع لصالح الدولة العميقة، وبهذا فقد تبرأ منها ترامب وألصق الكوارث المعيبة في خصومه الذين يريدون عزله، فسقطوا ولم يسقط، وبدأت تتكشف معلومات أو شكوك أن بشار الأسد انخرط في تسهيل هذه التجارة لدعم ميزانية بلاده أو لضمان أن يبقى أولئك النافذين موالين لحكومته إن صدقت الأخبار رغم صعوبة إثبات تلك المزاعم كحقيقة كما تقول التقارير. وتذكر تلك التقارير أن حبوب الحمل المصدرة للسعودية والإمارات وقطر خصيصاً والمصنعة تحت يد داعش والقوات التي احتل فيها أوباما تلك المقاطعات السورية تحتوي على الكافيين والكينين، وهي مسكن للألم أكثر شعبية من الحشيش أو الكوكايين أو الهيروين كما تزعم تلك التقارير، لقد أثارت قضية شراء أوباما وزوجته قصرا في 14 مليون دولار تساؤلات وشكوك فراتبهم حتى لو لم صرفوا دولارا واحدا منه خلال السنوات الثماني الماضية لن يزيد التوفير عن 4 ملايين دولار فمن أين جاءتهم تلك الأموال بعد خروجهم من البيت الأبيض.
هكذا بدا لنا العالم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من شهر أكتوبر الأحمر الذي فعلاً بدا وكأنه الدم القاني في كل مكان، الخير يتقدم والشر يهزم ويتراجع والاستبشار بالخير واجب.
الدكتور صالح بن محمود السعدون
18٬236
محمد
اسعد الله أوقاتكم بكل خير د. صالح ، اتباعكم وأقرأ لكم منذ أعوام ، ولاشك ان كثير من تنبأتكم وقعت وهي نتاج تحليل ودراسة عميقة ،،
بلا شك انني لا ارقى الى منهجكم التحليلي ولا امتلك مصادر المعرفة المتنوعة التي لديكم ، ولكن اسمح لي ان اختلف معك في قضية معينة لربما نصل الى وفاق حولها ،،
دائماً ماتذكر ان الحكومة الاميركية انقسمت الى معسكرين او بأدق عبارة ” حكومة عميقة ” تحارب ترامب ، لكني ارى ان الولايات المتحدة تسير على منهج واحد على مر الزمن وبتعاقب الرؤساء واختلاف شخصياتهم وطرق تعاطيهم مع السياسة الداخلية والخارجية الا انهم لايخرجون عن النص
وهم سائرون على مخطط التقسيم لاسيما بعد اكتفتائهم الذاتي من النفط الأمريكي الصخري والغاز المسال ، ولو كانت السعودية مطمئنة لسياسات ترامب لما عجلت في اكتتاب أرامكو ، اعتقد ان اثارة وجود حكومة عميقة روج له عمداً من الحكومة الأمريكية لذر الرماد في العيون واستنزاف دول الخليج اكثر خاصة السعودية وقطر
فهي بهذا السيناريو تبقى غير بعيدة من البلدين وتسير في مخطط التقسيم مع إعطاء أمل لحكومات الخليج مع عدم خسارة ايران بالكامل لصالح روسيا ،
فلو اتفقت معي فهذا شرف كبير اناله ، وان اختلفت معي فتبقى استاذنا الذي نتعلم منه
اخيك الصغير محمد