أسباب تأجيل الحرب …في الشرق الأوسط 2/2

هل نحن ما زلنا في مرحلة مخاض بين ديموقراطيي النظام الدولي الجديد وبين محافظيهم الجمهوريين ..

في عام 1847م كان اليهود متحدين خلف قيادة واحدة هي الرأسمالية اليهودية التي رمزت لها إتفاقية المحيط الأطلسي المرموزة بالدولار فئة واحد ؛ وكان جميع اليهود في كل أنحاء العالم يحشدون أنفسهم خلف قيادتهم التي تسنمت على رأس الهرم لقيادة النظام الدولي …..

أسباب تأجيل الحرب …في الشرق الأوسط 2/2
في عام 1847م كان اليهود متحدين خلف قيادة واحدة هي الرأسمالية اليهودية التي رمزت لها إتفاقية المحيط الأطلسي المرموزة بالدولار فئة واحد ؛ وكان جميع اليهود في كل أنحاء العالم يحشدون أنفسهم خلف قيادتهم التي تسنمت على رأس الهرم لقيادة النظام الدولي الجديد الذي بدأ منذ عام 1776م كما مؤرخ على الدولار ذاته ؛ وصولاً إلى الثورة الفرنسية بعد 13 عاماً أي في عام 1789م بحيث تمكنت قيادة النظام الدولي الجديد الذي يقال أن الملياردير اليهودي روتشيلد يتزعمه مع آخرين ؛ على أن الرأسمالية اليهودية العالمية والتي سيطرت على العالم الغربي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بدرجة كبرى فإنها ما تزال تضعف قبضتها كلما اتجهنا نحو الشرق فألمانيا والنمسا والدولة العثمانية بدرجة أقل ؛ ولكن بشكل معكوس تماماً في القيصرية الروسية التي لجأ اليهود فيها للعنف والإرهاب لتركيع القيصر الروسي وحكومته .
هنا ظهرت إرهاصات تململ من قبل أطراف أخرى مثقفة من اليهود بأن قيادة النظام الدولي بالرأسمالية اليهودية العالمية لا تخدم إلا أثرياء اليهود ؛ وان هناك شعب مسحوق من اليهود بين المطرقة والسندان بين مصالح الرأسمالية اليهودية وبين مصالح تلك الحكومات التي لاتعطي اليهود كما يشتهونه من مراكز مرموقة على حساب شعوب أوروبا .
فظهر الدكتور كارل ماركس اليهودي الأصل الألماني الجنسية ومعه الدكتور أنجلز الألماني الأصل والجنسية بالبيان الشيوعي الشهير لعمال العالم عام 1848م معلناً ولادة الإشتراكية الدولية الماركسية ويدعو طبقة العمال ( البلوليتاريا )للثورة على الحكومات وإقامة الدولة العالمية الشيوعية التي تنادي بألا إله والحياة مادة وأشتراكية المال والنساء وغير ذلك .
ولعل عجائب وغرائب الزمن أنه حين طورد ماركس بألمانيا كدولة رأسمالية تحارب الشيوعية بعنف إثر المظاهرات العنيفة التي أعقبت إعلان البيان الشيوعي ؛ فقد هرب كارل ماركوس نحو بريطانيا لتعلن حمايته حتى وفاته رغم أنها خاضعة لقيادة النظام الدولي الجديد الرأسمالية ورغم أنه يحارب حتى النظام الملكي البريطاني نفسه ؟!.
ومن هنا فقد ولدت كتلة جديدة تابعة للنظام الدولي الجديد هي يهودية في أصلها تتبع الفقراء وتبني نظامها على كفاحهم ؛ واتخذت من شرق الكرة الأرضية نشاطاً لها روسيا والصين فيما بعد وكما اعتبرت كتلة الرأسمالية اليهودية العالمية الغرب من باريس ولندن وواشنطن مركزاً لسيادتها وأرض الميعاد بالنسبة لها ؛ فإن الكتلة الإشتراكية الشيوعية اتخذت من روسيا مقرها وأرض ميعادها زجنة الدنيا التي يريدون أن يقيم اولئك اليهود الشيوعيون نظامهم عليها على حساب القيصرية الروسية .
وقد ظلت العنصرية التي يسمونها اللاسامية وهي كلمة تعني كراهية الشعوب الأوروبية لليهود الذين يعودون لأصل سام بن نوح ؛ ظلت تؤجج مشاعر اليهود من الطبقة الوسطى فظهرت نداءات الرحيل من دول أوروبا نحو وطن جديد كامل لليهود وقد كانت الأرجنتين وأوغندا إحدى المحطات الأساسية التي إختارها اليهود كأرض للميعاد ولكن في نهاية الأمر تم اختيار فلسطين كأرض لهذا الوطن اليهودي وقد أطلق على هذه الكتلة الجديدة الثالثة لليهود والتي أرادت أن تدخل ضمن إطار وقيادة النظام الدولي الجديد أطلق عليها اسم الصهيونية التي أعلنت عام 1898م) ويطلق عليهم أيضاً القوميون وهي الطبقة الوسطى من اليهود , فإذا كان أثرياء اليهود كانوا منخرطين تحت الكتلة الرأسمالية , وفقراء اليهود منخرطون تحت الكتلة الشيوعية ( الإشتراكية الدولية ) ؛ فإن الطبقة الوسطى قد انخرطت تحت الكتلة الصهيونية ؛ وإذا كان مجال عمل الرأسماليون في أمريكا وبريطانيا وفرنسا , بينما الشيوعيون اتخذوا من شرق الكرة الأرضية مجال ومكان عملهم ونشاطهم بداية من روسيا ؛ فإن الصهيونية ظلت في وسط أوروبا ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية ؛ حتى عام 1902م حين اجتمع هرتزل زعيم الصهيونية بروتشيلد بلندن وبدأت الكتلتان التفاهم حول إمكانية انخراط الكتلة الثالثة بالعمل تحت قيادة الكتلة الأولى في حين ظلتا الكتلتين على غير وفاق مع الكتلة الثانية ؛ كان هذا ما توصلت إليه من بحوث شاقة في إطروحة الدكتوراة .
قامت الحرب العالمية الأولى وبدأت كل كتلة تعمل لصالح نفسها ؛ فالكتلة الشيوعية اتخذت من الحرب وسيلة للقضاء على القيصرية الروسية وإقامة دولة الإشتراكية الدولية في موسكو عام 1917م وانسحبت من الحرب العالمية الأولى وفق منهجية علمية عملية جعلت القيصرية الروسية تسقط دون طلقة رصاص واحدة .بينما حصلت في العام نفسه الكتلة الثالثة الصهيونية على وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ثم أوقفت الحرب في العام التالي بعد أن حققت الكتلة الأولى الرأسمالية أضعاف أضعاف ما حلمت به قبل الحرب.
قبيل الحرب العالمية الأولى تمكن الروس من خطف مجهود الكتلة اليهودية الثانية الشيوعية ؛ فبعد وفاة لينين تمكن ستالين من السيطرة على مقاليد الحكم وإقصاء اليهود من القيادة وزاد ذلك في عهد بريجينيف ولكن جورباتشوف الذي يعتقد أنه ذو أصل يهودي تمكن من إسقاط حكومة الإتحاد السوفييتي عام 1991م فعادت القيادة للكتلة الرأسمالية لأن الكتلة الصهيونية ليس لها إلا أن تعطى فتات من التبرعات الكثيرة بالنسبة لحجم إسرائيل والقليلة جداً بالنسبة لقيادة النظام الدولي الجديد ؛ وهو ما يعني أن قيادة النظام الدولي الجديد قد عادت إلى روتشيلد والقيادة الرأسمالية بأمريكا .
هذه القيادة انقسمت داخلياً إلى قسمين قادة يميلون لبرامج الحزب الديموقراطي الأمريكي وهم لا يشاركون إلا في إختيار الرئيس الديموقراطي كمرشح بعد أن يضعون له أجندته التي يجب عليه أن يسير عليها بعد انتخابه , وقسم من قيادة النظام الدولي الجديد جمهوريون متشددون يختارون الرئيس الأمريكي الجمهوري كمرشح بعد أن يضعون له أجندته التي يجب أن يسير عليها بعد الحرب . وفي الغالب تكون نسبتهم داخل القيادة كما نستشفها من نتائج الإنتخابات الأمريكية في السنوات الأربعين الماضية كالتالي : ( 8 أعضاء من قيادة النظام الدولي ذوو توجهات جمهورية = 4 أعضاء ذوو توجهات ديموقراطية ) فيكون حينئذ ثمانية سنوات لحكم رئيس أو رئيسين جمهوريين مقابل حكم أربع سنوات لحكم رئيس ديموقراطي كما حصل في عهدي ( نيكسون 6سنوات 2سنة فورد = 4 سنوات كارتر ) أو يكون ذلك الإنقسام ( 7 أعضاء من قيادة النظام الدولي ذوو توجهات جمهورية = 5 من الأعضاء أصبحوا ذوو توجهات ديموقراطية ) فحينها يتجه النظام الانتخابي الأمريكي لانتخاب رؤساء جمهوريين لمدة 12 سنة = ثمان سنوات رئيس ديموقراطي ) كما حصل في عهود كل من ( ريغان 8سنوات + 4 سنوات بوش الأب = 8 سنوات كلينتون ) .
ومن هذا التحليل الذي لم يسبقني عليه أحد ؛ فإن تأجيل الحرب لثلاثة أشهر يعني أن العضو الثامن في قيادة النظام الدولي الجديد لا يزال متردداً فهو بين الديموقراطيين والجمهوريين ؛ فإذا حسم أمره نحو الديمقراطيين فحينها يكون قد انتهت فترة الحزب الجمهوري ( 8 سنوات من عهد بوش الصغير ) لتبدأ فترة الحزب الديموقراطي ( 4 سنوات للحزب الديمقراطي أوباما + هيلاري ) وهو يشبه وضع ( نيكسون – فورد + كارتر )؛ أما إذا حسم أمره فبقي ضمن قيادة النظام الدولي الجديد ذوو التوجهات الجمهورية الحربية ؛ فسيستمر الحزب الجمهوري لأربع سنوات أخرى تستمر آلة الحرب تلتهم أموال الشعب الأمريكي لصالح أولئك القادة للنظام ؛ فتكون الصورة ( 8سنوات بوش الصغير + 4 سنوات لماكين العجوز ) وهو يشبه وضع ( ريغان – بوش الأب = كلينتون ) ؛ والله أعلم .
ولعلنا نذكر من يظن أن الناخب الأمريكي هو من يحسم الإنتخابات ؛ أن بوش في ولايته الأولى لم يفز بالأصوات وإنما سطا على السلطة بحكم قضائي خسر القضاء الأمريكي مصداقيته في ذلك الحكم الجائر ؛ كما أنه في انتخابات الفترة الثانية من حكمه قد حدثت تزوير في الأصوات في ولاية فلوريدا التي يحكمها أخو الرئيس بوش الصغير وحين بدأ الحزب الديموقراطي يعد مذكرة اعتراض على النتيجة للمحكمة العليا الأمريكية فوجئ الحزب بأن مرشحه جون كيري يخرج مهنئاً بوش الصغير بالفوز بالانتخابات – ربما – تحت التهديد والضغط .
كلمة أخيرة انظروا معنا في اختيار الديموقراطيين دائماً يأتون العالم برؤساء أمريكيين حكماء ( كارتر + كلينتون + أوباما – كلينتون ) بينما يأتينا الجمهوريون بأغبياء ومهووسين بنزف الدماء والحروب ( نيكسون + ريغان المهووس + بوش الحاقد( الأب) + بوش الغبي ( الصغير) + ماكين ذو الأنياب التي تشبه مصاصي الدماء ) .
لذا دعونا ننعم بالأمن لثلاثة أشهر قادمة حتى يحسم قادة النظام الدولي أمرهم ؛ ولنتوجه بالدعاء لله من قبيل المثل ( ليس حباً بعلي ولكن كرهاً بمعاوية ) مع أننا نكره هذا المثل لأننا نحب علياً ومعاوية رضي الله عنهما أجمعين ؛ دعونا ندعو أن يتم انتخاب أوباما كرئيس وهيلاري كلينتون كنائب له وسواء قتل أوباما بعد عدة أشهر لتصبح كلينتون أول رئيسة إمراة لأمريكا أو أنه أكمل مدة ولايته ؛ فإنه بالتأكيد خير للعالم وللسلام العالمية أن يذهب ماكين إلى مزبلة التاريخ إلى الأبد مع رئيسه الذي يتشبه به بوش الصغير .

د. صالح السعدون

1٬580

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

2 تعليق على “أسباب تأجيل الحرب …في الشرق الأوسط 2/2”

  1. مطرب الدندني

    كلمة أخيرة انظروا معنا في اختيار الديموقراطيين دائماً يأتون العالم برؤساء أمريكيين حكماء ( كارتر + كلينتون + أوباما – كلينتون ) بينما يأتينا الجمهوريون بأغبياء ومهووسين بنزف الدماء والحروب ( نيكسون + ريغان المهووس + بوش الحاقد( الأب) + بوش الغبي ( الصغير) + ماكين ذو الأنياب التي تشبه مصاصي الدماء ) .

    اذا الحكمة على مابها ارحم من الغباء وللنتظر

    لكني ارى التنافس على الرئاسة فيه شىء من البرود ؟؟ ياترى ما

    السبب ؟؟

    ننتظر نوفمبر ونرى ماذا سيكون هنا في شرقنا الاوسط

    ******************
    ياهلا أستاذ مطرب
    أشكرك على تواصلك
    في نوفمبر أعاذنا الله من مجرد تصور كيف ستكون عليه الأمور
    أملنا هو بالآية القرآنية الكريمة " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله " وإلا فسنرى أمور تشيب لها الولدان
    ومع ذلك دعونا نتفاءل
    بوركت وياهلا [/color]أبو بكر

  2. د.صالح السعدون

    ياهلا أستاذ مطرب
    أشكرك على تواصلك
    في نوفمبر أعاذنا الله من مجرد تصور كيف ستكون عليه الأمور
    أملنا هو بالآية القرآنية الكريمة " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله " وإلا فسنرى أمور تشيب لها الولدان
    ومع ذلك دعونا نتفاءل
    بوركت وياهلا

    أبو بكر [/color]

التعليقات مغلقة