صنافير وتيران جزيرتان سعوديتان:
صنافير وتيران جزيرتان سعوديتان:صنافير وتيران جزيرتان سعوديتان:
كتب د. صالح السعدون
أثار قرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإعادة جزيرتي “تيران وصنافير ” للسيادة السعودية؛ رعونة للإخوان المسلمين المتسترين وبعض البسطاء في مصر، مقابل هدوء للوطنيين والمثقفين المصريين، ومن المعروف أن تيران وصنافير جزيرتان حجازيتان في أيام الدولة العثمانية وأيام الشريف حسين والملك علي وقد ورثت المملكة العربية السعودية جميع ممتلكات الأشراف الجغرافية حين تسليم جدة ما عدا “معان والكرك والعقبة” حيث خططت بريطانيا لإبعاد السعوديين عن حدود إسرائيل وجعل الأردن فاصلاً جغرافياً سياسياً بين السعودية وإسرائيل، فأعلن تبعيتها للأردن الشقيق من خلال معاهدة وقعت قبيل رحيل الملك علي من الحجاز مع أمير الأردن آنذاك عبدالله الأول، وذلك قبيل تسليم جدة للملك عبدالعزيز بأسابيع، وعليه ولأن السعودية قاحلة وبدون بترول فبالكاد يسكن شعبها في الواحات أو المدن التجارية.
وبقيت الجزيرتين معترف بأنهما تابعتان للسعودية من قبل الأردن ومصر وإسرائيل، التي لم تتجرأ على احتلالهما في حربي 1948 و1956م.
وفي يونيو حزيران ارتبكت الجبهة السورية الإسرائيلية وساند عبدالناصر سوريا فأعلن حالة الحرب التي كانت إسرائيل على أتم الاستعداد لها، بينما جيش عبدالحكيم عامر حيث كان الرئيس عبدالناصر حين دخل الحرب يعتمد على كلمة المشير حين قال له” كل شي تمام ياريس”، وكان عامر يمنع عبدالناصر من التدخل بالجيش باعتباره اختصاص له، فأعلن عبدالناصر الحرب على إسرائيل وكان ضمن خطة الحرب إعلان الحصار على إسرائيل من قبل خليج العقبة، وكانت جزيرتي تيران وصنافير أفضل موقع عسكري لفرض ذلك الحصار، وفي ربكة الحرب لم يكن هناك ربما حاجة لتبادل البرقيات والوثائق بقدر ما استخدم الهاتف من قبل الرئيس جمال عبدالناصر لموافقة الملك فيصل رحمه الله على تأجير الجزيرتين على مصر على أن تعيدهما بعد انتهاء الحرب. ولم يكن الملك فيصل بالذي يتأخر عن أي مشروع لتحرير القدس في حينها ولم يتوقع أن عامر قد دمر الجيش المصري بالفساد والنفوذ لأصفيائه وأهمل التدريب والانضباط لصالح الاستعداد لمواجهة إسرائيل. وكان موقف الملك فيصل عظيماً يقدر حاجات الأمة ولا يهتم بتفاهات وفقاقيع الإعلاميين الباحثين عن الشهرة بقدر ما كان حين أجر الجزيرتين على مصر يرغب في خدمة عمليات الجيش المصري ضد إسرائيل.
وهكذا احتلت القوات المصرية الجزيرتين قبيل أيام قليلة من حرب حزيران/ يونيو 67م، ولكن طياري جيش المشير كانوا في حفل ساهر كبير ليلة الضربة لذلك تمكنت إسرائيل من القضاء على الطيران المصري في سويعات الصباح من اليوم الأول من الحرب، وأصبح للجيش الإسرائيلي السيادة فاحتل القدس والضفة الغربية والجولان وسيناء وضمن ما احتلته الجزيرتين السعوديتين التي تم تأجيرهما لمصر للأغراض العسكرية.
وبهذا فتواجد مصر في الجزيرتين المؤجرتين لا يزيد عن أسبوعين، حتى تم استعادتهما في معاهدة كامب ديفيد، وكان السادات وهو في كامب ديفيد على اتصال مع الملك خالد وولي عهده حينها الملك فهد -فيما بعد-حول بند في المعاهدة تشترط إسرائيل ألا تعيدهما للسعودية إذا ما استعادت مصر السيادة عليهما من إسرائيل. والذي قيل أن الملك خالد قال استعيدوهما لمصر ولسنا مستعجلين على استردادهما فلنترك ذلك للظروف.
وهكذا كان تحريرهما مسئولية مصرية، وكذلك إعادتهما للسعودية مسئولية تاريخية وسياسية مصرية، ويتحدث بعض الأغبياء من الإعلاميين الذين يبتغون الشهرة ويقول:” “السعودية بتتفرج من 66 سنة، وإحنا نحارب ونموت، بعدين يصحوا ياخدوا الجزيرتين”.
هنا يأتينا الرويبضة والحاقدين ليتحدثوا بالشئون العامة التي لا يفهمون منها شيئاً، ولو اقتصروا على أن يتحدثوا عن الديسكو والمراقص لكان أرحم لزلاتهم. ومن المهم أن يرد على هذا التويفه أن مصر استرجعت صنافير وتيران بدون حرب وبدون إطلاق رصاصة واحدة وبدون أن يموت جندي واحد، فلعل من يحثوا في فم هذا الحقير سيئاً من الرماد. لأنه ما مات هو أو أبوه في سبيل تحرير تيران وصنافير “فبلاش المزايدات والفهلوة “، أما الحرب فقد كتب المصريون الشرفاء أن الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصياً وأخوته الذين كانوا أكبر منه سناً قد زار مصر مقاتلاً وجنديا في حرب الـ 1956م يدافع ضمن جيش مصر عن مصر وها هو يعود إليها ملكاً بينما لا ندري عن ذلك التويفه إن كان قد قاتل بالجيش المصري هو أو ابوه.
قبيل الربيع العبري قامت اسرائيل بتجربة الدخول بطائرتين إف 16 للمجال الجوي السعودي من قبل تبوك، ولم يدر الطيارين كيف فجأة ظهرت طائرتي اف 15 سعوديتان خلفهما وأمراهما بالتوجه نحو قاعدة تبوك الجوية وكانا على اتصال مع قواعدهم بإسرائيل التي أمرتهم بالمناورة وكانت القاعدة في تبوك تستمع للمحادثة بين الطيارين وقواعدهما فأرسلت الطائرات السعودية طلقات تحذيرية وسمع أحد الطيارين الإسرائيليين يبكي فأمرتهم قيادتهم بالاستسلام، فتم اقتيادهما للقاعدة في تبوك، وفوراً نقلا للرياض، وبدأ التحقيق معهما باللغة العبرية من قبل ضباط سعوديين، وهنا قامت قيامة الغرب أمريكا وبريطانيا يتوسطون بإيقاف التحقيق مقابل كل ما تريده السعودية فالمهم أن لا يحقق مع الضابطين وأن ينقلا إلى بلد أوروبي بالسرعة الممكنة، فوضعت السعودية شروطها، ومن ضمنها الموافقة الغربية على تصنيع السعودية لطائرة التايفون بالرياض، والتنازل عن اشتراط معاهدة كامب ديفيد بعدم استعادة الجزيرتين، وشروط أخرى، ونقل الضابطين بعد إيقاف التحقيق معهما وموافقة الدول الغربية على شروط السعودية إلى دولة غربية. ولذلك نجد أن اسرائيل صامتة أمام عدم الالتزام بشرطها بخصوص الجزيرتين وعودتهما للسعودية.
تلك هي القصة الكاملة لجزيرتي صنافير وتيران السعوديتين المؤجرتين على مصر حيث انتفت الحاجة المصرية لهما في أي مهمات عسكرية، ووجب على الأخ رد السلفة لأخيه بعد أن أغناه الله.
وواجب الشعب المصري ما عدا الخونة من الإخوان المسلمين الماسون أن يقدروا أن السعودية وهبتهم جزءاً من أرضها كي يحاربوا عدوهم من موقع قوة.
ولتحيا مصر وليحيا شعب مصر وليحيا الرئيس عبدالفتاح السيسي، وليموت أتباع مرسي والمرشد في غيضهم.
د. صالح السعدون