كلمة الملك سلمان لإعلان سياساته الجديدة: قراءة هادئة
كلمة الملك سلمان لإعلان سياساته الجديدة: قراءة هادئة
وكل من انتمى لحزب فهو ضد الوطن.
2- القضاء على الفساد واستئصال المفسدين ومراجعة الأجهزة الرقابية للقضاء على الفساد .كلمة الملك سلمان لإعلان سياساته الجديدة: قراءة هادئة
كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهو الملك السابع للمملكة العربية السعودية بالأمس , ونعلم المعنى الرمزي للعدد سبعة حيث خلقت السموات السبع والأرضين السبع على إعجاز علمي لهذا العدد من القوة والتمكين , كلمة هامة حددت إطارات العهد الجديد وسياساته القادمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي , الداخلي والخارجي .
ولعلنا نتناول أهم ماجاء في هذه الكلمة التاريخية , التي إن تم تنفيذها كما تمت صياغتها , وخاصة من تلاعب الوزراء وتعمد عدم تنفيذ محتواها بالدقة التي ارادها الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله, وبالطبع إن ارتجاف الوزراء على كراسيهم لشيء مهم جداً ليحسبوا ألف حساب قبل أن يتهاونوا في تنفيذ أجندة الملك سلمان وفقه الله دولياً وعربيا ووطنياً . وسيبدأ هذا الأمر في حال محاسبة أول وزير لتقصيره في تنفيذ تلك الأوامر والتعليمات حيث قال : “أكدت على المجلسين الأمني والاقتصادي التيسير على المواطنين، ولن أقبل أي تهاون في توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين ” ولعل هذا التحذير واضحاً منه تنبيه الوزراء إلى ضرورة الاضطلاع بمسئولياتهم وفق الأمانة التي ولاها اياهم خادم الحرمين الشريفين , ووفق القسم الذي أقسموه على المصحف أمام مقامه السامي .
وبدون شك أن التأكيد على الهدف العام , وهو تخيل مايجب أن نكون عليه بناء على تنفيذ السياسات التي قررها مقامه , يتمثل بقوله : إن “دولتنا سائرة على خطى النمو بكل ثبات”، مضيفاً “وضعت نصب عيني على مواصلة العمل على الأسس التي قامت عليها المملكة ، وسنسعى نحو التنمية الشاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة” . ثم أردف مؤكداً على هذه الناحية : أكد ” على العمل لـ “تحقيق العدالة لجميع المواطنين، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا منطقة وأخرى “، موضحاً : “وجهت وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق بالاستماع إلى المواطنين “.
فمن جانب الهدف العام هو النمو بثبات نحو المستقبل , في تنمية متساوية متوازنة بين جدة والرياض العظيمتين وبين الجوف والحدود الشمالية وجازان المناطق الفقيرة , بحيث تصرف المشاريع وفق تنمية متساوية بين المناطق لاوفق انتساب هذا المسئول لجدة أو المجمعة او أي مدينة بالمملكة , ولعمري إن هذا منتهى العدل ولكننا سنحتاج لمحاسبة الوزراء المخلين بهذه السياسة وبدون رحمه لأنهم إن لم يحاسبوا فلن يخجلوا من خيانة توجيهات وتعليمات ولي الأمر وفقه الله لكل مافيه خير البلاد والعباد ؛ و أن هذه التنمية ستكون وفق الأسس التي قامت عليها المملكة فلا يمكن لنا أن نتخيل أن منهج حسن البنا أو سيد قطب كما يتمنى البعض أو المنهج الليبرالي أو غيره يمكن أن يحل محل منهج رسول الله وأبي بكر وعمر وفق المنهج والأسس التي أرساها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .
وفي ظل الوحدة الاجتماعية للسعوديين شدد خادم الحرمين الشريفين على أمر هام يجبر كل ناعق على تحقيق الوحدة الاجتماعية بقوله : ” أننا “سنتصدى لأسباب الخلاف ودواعي الفرقة ، وسنقضي على تصنيف المجتمع بما يضر الوحدة “، وأن “أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات”. وبالتأكيد شرق بعض المغردين وغرب في معنى هذا الجزء من كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله , وزودني بعض الأحبة بتغريدة ذات ميول إخوانية تخلط بين الأماني والرغبات يقول صاحبها متمنياً : ” قريباً ستتم محاسبة كل من يقوم بتصنيف فرد أو مجموعة أو مؤسسة وذلك لحماية المجتمع وتوحيد كلمته وحماية للأمن الوطني” بهذا النفس الإخواني هو يهدد من يتحدث عن الليبرالية او الإخوانية , والمعنى الحرفي لكلمة خادم الحرمين الشريفين أنه يقصد تحديداً أن هذا التصنيف يتعلق بالقبائل والعوائل والمناطق فقط ولا يشمل الليبرالية والإخوانجية أو أي توجه يناقض توجهات الدولة وفق الأسس التي قامت عليه وفق منهج الملك عبدالعزيز .
وتمضي السياسات الاجتماعية للملك سلمان وفقه الله بالنواحي الاجتماعية مشدداً “على ضرورة إيجاد “حلول عاجلة لتوفير السكن للسعوديين”، وعلى “توفير تعليم تتوافق مخرجاته مع خطط التنمية وسوق العمل”، مؤكداً أن “الوطن ينتظر من رجال الأعمال الكثير، وعليهم المبادرة في مجالات التوظيف ” .وهي توجهات لا تحتاج إلى شرح , ولكن من الواضح أن السياسات ستتجه إلى أن يكون التعليم غير إخوانياً بنائياً ولا قطبياً وستنقى وزارة التعليم بفرعيها من المسيسين الذي جعلوا مخرجات التعليم نحو الإرهاب او تأييد الإرهاب اقتصادياً أو بالشباب المضلل , فقد أكد مقام خادم الحرمين الشريفين أن المخرجات التعليمية التي نريدها هي البناء فيما يتوافق مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية من بناء المدن والمصانع وتعميرها بناء المساكن وتعمير الأسر وإنتاج الأطفال والانتقال نحو دولة صناعية متعددة مصادر الدخل , وليتوقف مخرجات التعليم عن انتاج شباب لدعم النصرة وداعش وأمثالها مما يدمر الحضارة والمدن والجماعات والأفراد والحياة . إن سوق العمل هو المخرجات الوحيدة للتعليم لا سوق الحرب والجهاد وفق الأسس والمبادئ الضالة التي أرساها سيد قطب وحسن البنا . وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين في موقع آخر من شق خطابه الاقتصادي حيث قال : أن المملكة ستسعى “لبناء اقتصاد قوي تتعدد فيه مصادر الدخل، …، وشدد على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة، تتعدد فيه مصادر الدخل”, وهذا لن يتأتى دون وزارة تربية وتعليم قوية قادرة على محاسبة مخالفي توجهات الدولة من الموجهين والمعلمين المسيسين الذي يتعمدون مخالفة سياسات خادم الحرمين الشريفين التعليمية الهادفة نحو بناء دولة اقتصاد عظمى. فضلا عن تغيير شامل في كل المناهج التي بنيت لتتلاءم مع مرحلة الربيع العربي .
وبدون شك إن درة تاج الخطاب الملكي هو الحديث عن القضاء على الفساد , واستئصال ومحاسبة المفسدين في توجه عظيم يذكرنا بسياسات رسول الله والخلفاء الراشدين من تطبيق للعدل والأخذ بقوة السيف على أيدي المفسدين حين قال خادم الحرمين الشريفين أيده الله : مشدداً على القضاء على الفساد وحفظ المال ومحاسبة المقصرين” فمن هنا يعاد بناء قوة الدولة لأن ايطاليا كحالة تاريخية فقدت احترامها السياسي دولياً حين استشرى الفساد المالي في السبعينيات من القرن الماضي وفقدت مكانتها وانقطعت سبل السياحة والنمو حين استشرى الفساد إلى درجة تكوين المافيات المالية التي وصل حداً لقتل رئيس الوزراء , ونحن في السعودية ولله الحمد وبوجود أمن قوي على مدى العهود لم ولن نصل إلى 10% مما حصل ببلدان أخرى , غير أن خادم الحرمين الشريفين بحسه الأمني والسياسي علم أن استئصال أي درجة من الفساد مهما قلت هي السبيل للشفافية والبناء والأمن واحترام العالم لنا كدولة مقبلة نحو المطالبة بمقعد دائم في مجلس الأمن بالأمم المتحدة خلال السنوات السبع القادمة كدولة كبرى تبينت قدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية من إعادة الأمور إلى نصابها في مصر وتونس , وفي تغيير معادلات الاقتصاد الدولي من خلال التحكم بأسعار البترول دولياً ؛ وهنا ربط خادم الحرمين الشريفين بين القضاء على الفساد واستئصال المفسدين بالأمن , حين قال إن “الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح بالعبث بأمننا”.وقال إن الأمن نعمة عظيمة، وهو الأساس في رخاء الشعوب واستقرارها ، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين .”.وبالتأكيد يبدأ الأمن الفردي والجماعي للوطن ووفق كلمة خادم الحرمين الشريفين وفق عناوين كبرى:
1- لا للتحزب أو الفئوية أو القبلية أو المناطقية فنحن سعوديين في بوتقة واحدة .وكل من انتمى لحزب فهو ضد الوطن.
2- القضاء على الفساد واستئصال المفسدين ومراجعة الأجهزة الرقابية للقضاء على الفساد .
3- استحداث تعليم يتجه إلى أهداف وأسس أقيمت عليها المملكة وفق سياسات الملك المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله لا وفق مبادئ سيد قطب أو حسن البنا ؛ بحيث يتجه لبناء الإنسان المتقبل لسوق العمل لا للتوجه نحو ساحات القتال أو تأييدها بمواقع التواصل الاجتماعي .
4- العدالة الاجتماعية بين المناطق والأفراد بحيث يتساوى الجميع أمام ما يبذله الوطن لرقي شعبه.
5- أن على الوزراء تنفيذ أوامر خادم الحرمين دون تلاعب أو تلكؤ أو تغافل أو لامبالاة , فالعهد الجديد لن يتهاون في ذلك بإذن الله .
د.صالح السعدون