الصراع السعودي -الإيراني من المنتصر ؟ الجزء الثاني


الصراع السعودي -الإيراني من المنتصر ؟ الجزء الثاني
في النهاية نحذر من معلومات حول خطة خداع ايرانية فربما زار الرئيس الإيراني السعودية كي يعيد عقارب الساعة للوراء , يجب علينا الا نكون طيبين ونسلم لحانا ورقبتنا لعدونا , فهناك معلومات عن خطط خداع ايرانية للسعودية .
الصراع السعودي -الإيراني من المنتصر ؟ الجزء الثاني

كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
في مقال هام نشرته في موقعي الرسمي (موقع مارد ) بعنوان : ” الصراع السعودي الإيراني من المنتصر؟” (http://drsalsadoun.com/news_view_586.html ) تحدثنا طويلا عن انتصار ساحق في الشهرين الماضيين للسياسة السعودية على إيران في ظل صراع مفتوح سياسي ودبلوماسي واقتصادي وحتى عسكري , وحليفتها أمريكا .
وأنهينا مقالنا الذي قرأه قريب من نصف مليون قارئ , بتساؤل هام :” ترى ما سيكون عليه الرد الأمريكي الإيراني ؟ ” ولقد بدأت ردود الأفعال الإيرانية الأمريكية متوترة إلى حد كبير , وهو ماسنتناوله في هذا المقال الجديد.
الرد الإيراني كما يبدو ظهر متشنجا في العديد من المحاور , فقد صرح الرئيس الإيراني روحاني في جلسة مجلس وزرائه ملمحاً للسعودية ” بأن هبوط النفط تحرك سياسي منظم ومؤامرة ضد مصالح المنطقة ” وبالطبع لايفوت القارئ أن مصالح المنطقة وفق افق الرئيس الإيراني الضيق ومنظوره السياسي أن تمكن تلك المصالح ايران من الهيمنة السياسية والدينية والاقتصادية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط .
بينما وصل الأمر إلى حد التلميح بالتهديد المبطن من قبل الناطق باسم الخارجية عباللاهيان (؟): لوكالة أنباء “رويترز”، إن الصمت السعودي وعدم اتخاذ خطوات جدية للوقوف بوجه تهاوي الأسعار هو خطأ استراتيجي بحت ” ومن المؤكد أن ايران قد ضربت في الصميم ذلك أن ميزانيتها قد حسبت على أساس سعر البرميل 72 دولار , بينما البترول تهاوى تحت مستوى 60دولار , وليس لديها احتياطي سوى 60مليار دولار , مما يعني انها ستسحب كامل احتياطياتها المالية ولن يكفيها , وقد امست تداعيات انهيار اسعار البترول على ايران كارثية فقد سرحت ايران حوالي مليون واربعمائة الف جندي من الحرس الثوري , كما قلصت دعمها للحوثيين ولحزب الله .
وفي وقت اتجهت الدبلوماسية الإيرانية لتفعيل الضغط على السعودية من خلال البحرين , حين قبضت الحكومة البحرينية على الإيراني علي سلمان رئيس جمعية الوفاق (الإيرانية) في البحرين , فاتجهت ايران لاستغلال هذه القضية حيث طالب ظريف وزير الخارجية الإيراني البحرين بأن تطلق سراح الرجل المحسوب على ايران فوراً , مما جعل البحرين تعتبر مع السعودية ومجلس التعاون والجامعة العربية أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني تدخلاً سافراً في شئون دولة عربية مستقلة . لكن صراخ إيران انما هو صراخ وأنين الألم .
الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط مع إيران واسرائيل بما يُعرف “الاتحاد الثلاثي السري ” او “الاتحاد الثلاثي الغادر ” وهو اتحاد بين دول الدجال الثلاثة. ومخادع لدرجة متميزة أن لم يلحظه حتى الدبلوماسيين والمراقبين السياسين العباقرة. الا قلة منهم. فقد اضطرت امريكا رغم ارتباطها بعلاقات صورية حسنة مع السعودية والامارات والبحرين إلى اصدار تصريح من خلال وزارة خارجيتها قالت فيه من خلال موقعها بتويتر : ” المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيف راتكي: نحن قلقون للغاية لاعتقال واستجواب زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان ” . ولعل هذا من ناحية دبلوماسية تصريحا كافياً لتبين أمريكا أنها تنحاز للرؤية الإيرانية في الصراع السعودي-الإيراني تجاه البحرين خصوصا والمنطقة عموماً .ولئن كانت امريكا حذرة مؤقتاً فلن نأمنها أن تعلن عداءها في أي وقت .
ويستمر السياسيون الإيرانيون الرسميون تصريحاً وتلميحاً بالتهديد مما يوحي بمدى الأزمة التي خلفتها السياسات السعودية الناجحة بالمنطقة متفوقة على السياسة الإيرانية التي تنتظر حدثاً ما للبدء في تصدير الثورة الإيرانية لدول الخليج, فقد كان علي لاريجاني الذي خط بيده هو وأخيه خطة”أم القرى “لهدم الكعبة ونقل الحج إلى قم قد اعتبر : ” أن العلاقة بين الإيرانيين وحكومتهم ووفائهم لثورتهم الإسلامية وتصدير هذه الثورة إلى بقية دول المنطقة ،.. كلها أمور تساعد على حفظ البلاد من الداخل “. ونقلت وكالة أنباء إيسنا الإيرانية عن لاريجاني دعوته” إلى ضرورة دعم القوات المسلحة الإيرانية بما يساعد على الوقوف في وجه التهديدات، وما سماه تقدم الارهاب في المنطقة. “
العسكريون الإيرانيون وخاصة الجيش الشعبي الباسيج أو الحرس الثوري , كأن اكثر همجية وصراحة بالخطط الإيرانية التي لم يستطع روحاني أو لاريجاني او ظريف البوح بها فقد قال اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، خلال كلمة ألقاها في مقر ” قدس ” بمحافظة أصفهان [مركز اليهودية الإيرانية..من اتباع الدجال ]:الثلاثاء 2 سبتمبر 2014م ” إن إيران سوف تدخل في حرب شاملة مع الدول العربية التي سماها بالدول المعادية للثورة الإسلامية الإيرانية في المنطقة.ونقل موقع “عماريون” التابع للحرس الثوري الإيراني، كلمة اللواء جعفري، التي ألقاها أمام قادة الصف الأول في الحرس الثوري .”نحن لن نبدأ في هذه الحرب، ولكنها سوف تقع في المنطقة , وعلينا خوضها بكل شجاعة، كما شاركنا بالحرب المقدسة ضد العراق ” . وقال بما يؤكد نية اعلان الحرب على السعودية والبحرين والامارات والكويت : ” أن “أهم إنجازات الثورة الإيرانية هو تصديرها إلى الدول العربية التي تعاني من الديكتاتوريات منذ عقود طويلة ” .
التوجهات العسكرية الإيرانية الجديدة:

ولعلنا حين ننقل تصريحات العسكريين الإيرانيين المعروفين بتهورهم نصاً سيكون أبلغ من الحديث بمعنى تصريحاتهم , وقد تحدث جعفري هذا قائد الحرس الثوري عن أنه : ” تم استنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج “التعبئة” في الكثير من المناطق والدول بالمنطقة ، وأصبحت تطبق اليوم في سوريا والعراق ولبنان، ” واستطعنا أن ننقل تجارب الحرس الثوري الإيراني الناجحة إلى هذه الدول العربية الحليفة”. مبيناً بغباء أن كتائب “عاشورا” وكتائب “الإمام علي” التي تدخلت وواجهت ” الفتنة في عام 2009م ، وأجهضت مشروع الإصلاحيين وأعداء الثورة الإيرانية في أعقاب أزمة الانتخابات الرئاسية ، تتمتع اليوم بأعلى المستويات من التدريب العسكري والأمني ومجهزة لتدخل في حروب إقليمية شاملة ، إذا ما دخلنا في حرب مع أعداء الثورة الإسلامية في المنطقة”.” .
في صعيد متصل نعيد تذكير القارئ إلى قراءتنا السياسية لما يجري بالمنطقة , من أن الرئيس السوري بشار الأسد وماهر الأسد متزوجان من زوجتان سنيتان وفق قسم ذُكر أن حافظ الأسد أقسمه للملك فيصل وأعلنه الرئيس حافظ بالتلفزيون السوري عام 1980 م من أنه أسلم وفق الإسلام السني عند قاضي الشرع أو المفتي , وأن بشار وماهر الأسد يعلمون جيداً أن إيران تريد شراً بسوريا وبالحكومة السورية , وأن حزب الله والحرس الثوري الإيراني يقاتلون في الجبهتين مع الجيش السوري وإلى جانب داعش والجيش الحر , وأن ماهر الأسد قد أمر قواته بوضع قوات حزب الله أمام الجيش السوري وأمرهم بقتل كل من يوجه سلاحه ضد الجيش السوري من أفراد حزب اللات, ولن أقيم وزناً للاعتراضات الفكرية بقدر ما أنا ملتزم أن أقول الحقيقة للقارئ السعودي والإماراتي والمصري والكويتي والبحريني اولا ثم بقية الشعوب العربية .
كما أوضحنا وفق نعوم سركيس بجريدة النهار وعبدالرحمن الراشد بالشرق الأوسط , أن بشار الأسد قد أرسل رسالة في غاية الأهمية لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله عبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يعبر فيها عن امتعاضه وخلافه مع إيران ورغبته في تحسين العلاقات السعودية السورية , التي منح الملك عبدالله ملفها للأميرين مقرن بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف , وأن هناك اتصالات تجري , ويبدو أن إيران على عكس التصريحات الرسمية والإعلامية من دعمها للرئيس الأسد قد كشرت عن أنيابها أخيراً رغم تطمينات ارسلها الأسد مؤقتاً عبر وزير خارجيته المعلم , ولعلي أعطي القراءة والأخبار لقائد من قادة الثورة السلفيين بسوريا والذين قد اتفق معهم بالمنهج الديني , وأختلف معهم جذرياً في جواز الثورة والقتال ضد الجيش والحكومة السورية الشرعية مهما كانت الأسباب المسوغة لذلك , ولكني انقل آراءه كي يتأكد القارئ السعودي والخليجي والعربي من مصداقية طرحي ومن فم الثوار أدينهم :

” #‏حزب_الله_السوري‬ كتبها/خالد الحماد
1-#حزب_الله_السوري يفتتح مكاتبه في محافظة طرطوس، براتب 50 ألف ليرة لكل من ينضم له، وهذه خطوة لها مدلولاتها وتنُم عن أمور وتغييرات في سوريا.2- هذه المكاتب حددت الدوام فيها بعشرين يوماً في الشهر مقابل عشرة أيّام راحة، وأول مكتب لها في منطقة القدموس العلوية .3- واشترطت على العسكريين فك ارتباطهم بالجيش بمجرد التحاقهم بمكتب حزب الله حتّى دون إبلاغ قطاعاتهم. 4-وهذا الحزب السوري صناعة إيرانية ، برعاية من حزب الله اللبناني، وبعيدا عن الجيش السوري، ويعتبر كيان جديد وسرطان يتم زراعته لإيران في سوريا.5-والجدير بالذكر أن المخابرات الجوية تقوم بتسريحهم من الجيش وترتيب أوراقهم الرسمية ليصبحوا في #حزب_الله_السوري، النسخة السورية لحزب الله.6-وإنشاء مثل هذا الحزب في الساحل ينُم عن خوف وعدم ثقة من العلويين لجيش بشار، وهنا يصبحون تحت المرجعية الإيرانية مباشرة. 7-النظام اهتم بشريحة معينة من العلويين ومن عوائل معينة، مما جعل المُهمشين يقعون في أحضان إيران خارج إدارة بشار.10/3/1436
31/12/2014 / 8-هذه الخطوة تؤكد أن أنصار بشار وطائفته باتوا متيقنين من رحيله، ولابد أن يكون لهم جسما عسكريا سياسيا يحمي مصالحهم. 9-وهذا الجسم يُراد له أن يكون ذراع إيران في سوريا على ذات الخلفية والطريقة لحزب الله اللبناني، ومن هنا إيران تودع الأسد!! 10-إيران تضع رجالها في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفق مشروع أحزاب وشركاء في الحكم، لتكون المتحكمة في سياسة تلك الدول. ” .

هكذا إذاً …
” وشهد شاهد من أهلها ” .
الآن نحن أمام حقائق أن بشار سني تريد إيران الإطاحة به , وأن العلويين خانوا بشار لأنه سني ,وباعوه وتابعوا ايران وحزب اللات , وكان العلويين يسمون ابيه وعمه بالخونة , لأنهم تركوا العلوية , وتساعد إيران على إنشاء حزب اللات السوري لإسقاط الأسد . مودعة للأسد على حد قول الثوري الشيخ خالد الحماد .
ولذلك إيران كما نرى اعلنت الحرب في اعتى وسائلها وأساليبها ضد من يسميه جعفري رئيس الحرس الثوري بـ الأطراف الإقليمية والدولية التي “اتحدت ضد جبهة الإسلام والحق [الإسلام الحق هو اسلام دولة اصفهان اليهودية التي يقودها خامنئي ] ، ونحن نقف ونقاتل هذه الجبهة الاستكبارية في سوريا والعراق ولبنان بكل قوة ” .
ولهذا يتحدث الجنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني بثقة من ” إن تغير موازين القوى الذي تشهده المنطقة يصب في مصلحة الثورة الإسلامية الإيرانية.
مؤكدا وجود جيوش شعبية مرتبطة بالثورة الإسلامية في العراق وسوريا واليمن، يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان .” وأشار إلى أن سوريا تشكلت فيها أيضاً قوات شعبية تستلهم فكر وقيم الثورة الإسلامية الإيرانية[تأكيداً لما قاله الثوري السوري السلفي ]، كما اعتبر أن جماعة أنصار الله التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن يمارسون الآن دورا كدور حزب الله في لبنان، بفضل اتخاذهم قيم الثورة الإسلامية نموذجاً “. وتزامنت تصريحات المسؤولين في إيران مع اختتام الجيش مناوراتٍ عسكرية واسعة بمشاركة جميع تشكيلاته البرية والبحرية والجوية. واستمرت ستة أيام، اختبرت خلالها أسلحة جديدة كما قالوا .
هذا باختصار هو الرد الإيراني على النجاح السعودي المذهل في سياساتهم الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية التي ابتدأت في ضرب القواعد العسكرية الإيرانية في اثيوبيا وارتيريا وجزر دهلك والسودان والعراق قبل سنة وبضعة اشهر تقريباً , وصولا لمناورات الجيش السعودي (سيف-عبدالله ) التي أذهلت العالم وجعلت الجيش السعودي يعادل جيشي فرنسا وبريطانيا معاً .
ولكن السياسة ليست معناها الركون والسكون والتقوقع خلف النجاح الذي تحقق بالماضي القريب , بل وكما عدوك يعمل يجب عليك أن تعمل وتتجسس وتعرف خطط العدو وأن تبني خططك في مواجهتها متقدماً ومتفوقاً عليه.
المحذور أن إيران تتحدث بلغة الواثق , وعلينا جس نبض نجاحنا من خلال رجال استخباراتنا , ولابد أن الأمير خالد بن بندر قادراً على الوصول إلى الحقيقة الحاسمة , فهذا نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني يصرح بقول خطير يجب الا نتجاهله حين يقول :” إن تغير موازين القوى الذي تشهده المنطقة يصب في مصلحة الثورة الإسلامية الإيرانية ” نجحنا اقتصادياً في ضرب إيران بالصميم .ولكن علينا أن نفعل ما يلي :
1- علينا أن نتأكد من عمليات سرقة إيران للبترول العراقي وأن ندمر الأنابيب التي تساهم في سرقة ذلك البترول لأن هذا سيعوض ايران في خسارتها ان حدث ذلك . فضلا عن الإحراج الذي ستواجهه الحكومة العراقية ان تأكد هذا الأمر .
2- علينا أن نتأكد من خلال استخبارات قوية من مصداقية الموقفين القطري والكويتي , ولئن كان الموقف الكويتي مطمئناً فعلاً بما يملكه الشيخ صباح من مصداقية , غير أن مبدأ نبينا ابراهيم كان شرعياً ” أولم تؤمن , قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي ” فلا مجال للثقة في مجال السياسة كدولة , وإن كنا نثق بالشيخ الجليل وبطيبة نيته , الا أن الكويت دولة بها أتباع لإيران بقيادة بعض الأسرة الحاكمة كناصر الصباح الذي تربطه أعلى مستويات علاقات التبعية بإيران , وكعبدالحميد دشتي وغيرهم , ولذلك كي لانُخدع نحن والشيخ المبجل صباح الأحمد يجب أن نتحرى الدقة فيما هو حاصل بين ايران والكويت .!!.
3- الموقف القطري مريب ومثير وفي منتهى الغرابة , فهو بسهولة تخلى عن ماكان يدعمه من توجهات ثورية اخوانية ماسونية , ولكنه عقد اتفاقيات دفاعية (مريبة جداً بأسبابها ودوافعها ) مع ايران ومع تركيا ولا يزال يدعم داعش والنصرة والحر , وحين تدقق في سلامة الموقف القطري فإنك تكتشف ألا شيء على الأرض , فعلى استخباراتنا أن تغطس بالبحر وأن تأتينا باللؤلؤ , فلن تخدعنا امرأة وجنينها لاقدر الله. خاصة أه بعد زيارة امير قطر لتركيا استقبل اردوغان الملك المغربي واشترى المغرب الجمل وما حمل .
4- سلطنة عمان ماضية في غيها , معلنة عداءها وتبعيتها كمستعمرة ايرانية , علينا أن نحدد سياساتنا تجاهها بدقة وان لم نعلن عداءنا لحكومتها فعلينا الاستعداد للحسم بالوقت المناسب .
5- العراق ارسلنا ” لجنة فنية ” لتجهيز افتتاح سفارتنا , ليتنا نضع الحقائق على الطاولة .. ماذا يفعل حزب الله العراقي ؟ , ماهي سياساته ؟ ماهي شرعيته ؟ من يدفع له مرتبات جنوده؟ وقبل أن نفتتح سفارتنا هناك .
6- اليمن فيه ضب صغير ينمو ويكبر على الحشيش (أقصد القات والأفيون الإيراني )وعلي عبدالله صالح , والرئيس المصاب بالمنغوليا هادي , كل يوم يسلمهم حقيبة من حقائب الدولة السياسية والعسكرية , والسعودية والامارات لاتزالان صامتتين مما يثير شعبيهما , صحيح أن الصمت هو اساس العمل الناجح , ولكن نتمنى أن يكون الصمت هو صمت العمل , وهكذا نجد المزاج الشعبي بالسعودية والخليج كصاحب هذا الحساب الأخ نايف حين يقول:

naif ‏@NaifNnss53
7- تدخلها في اليمن اعظم ..اليمن الحوثه اقليه .واليمن به رجال. .ارتفعت عندي حموظة المعده من سكوت الخليج عن مايدار ويكاد لهم والسعودبه خاصه..كيف لو سقطت بايديهم صواريخ سكود) انتهت تغريدتيه .
8- وتبقى ايران ذاتها , لقد وضع الساسة الإيرانيون قواتهم في حالة تأهب لقمع أي انتفاضات لتفكيك ايران , وهو مايلمح له جعفري حين يقول : أن كتائب “عاشورا” وكتائب “الإمام علي” التي تدخلت وواجهت ” الفتنة في عام 2009م ، وأجهضت مشروع الإصلاحيين وأعداء الثورة الإيرانية في أعقاب أزمة الانتخابات الرئاسية” فعلينا تفكيك الحرس الثوري ذاته ومن خلال المال كما فعلت ايران بالعراق وسوريا وكما تفعل الآن ايران في انشاء حزب اللات السوري.
9- وأخيراً يبقى أمر سوريا فكم أهيب بالقيادة السعودية أن تحسم قرارها بشكل نهائي وقد اتضح أن بشار بريء من العلويين , ومن ايران , خاصة بعد انشاء ايران لحزب الله السوري والاستعجال لإرساء حلف يضم (السعودية-الامارات-مصر –سوريا –الأردن –الكويت [ان ثبت صدق توجهها كصدق شيخها ] فضلا عن البحرين. واستبعاد المغرب نهائيا بعد أن حسم الملك المغربي محمد السادس قراره تحت ضغط بن كيران للتوجه نحو تركيا وانتقاد السيسي .
10- وتبقى الجبهة الداخلية , ونبراسنا ماقاله الأمير سلطان بن عبدالعزيز حين قال ما معناه : أن موقف الأسرة المالكة كالإبل في المرعى كل يرعى وفق مايحب , ولكن وقت الخطر تجتمع الإبل خلف قائدها , او كما قال رحمه الله , فلم يمر على السعودية من وقت نحن أحوج من أن ننضوي تحت قائدنا المحنك في أي قرار يتخذه , لأن الدول اجتمعت علينا نحن والامارات والبحرين كما تجتمع الأكلة على قصعتها , فضلا عن تواتر الرؤى المخيفة وهي من المنذرات التي يجب علينا وضعها في الحسبان , وكما دعوت في مقال سابق من ضرورة تأسيس ادارة لجمع وتعبير الرؤى شرط الا يكون فيه معبراً اخوانياً , لأنهم خونة سيعبرون عكس الحقيقة لإسقاط الدولة بعنوان ” ادارة للرؤى وتعبيرها واستشراف المستقبل من خلال اخبار السماء :”
https://www.facebook.com/dralsaadoon/posts/10202275439647545?pnref=story
, وهذا الأمر ليس من العبث فقد قامت بريطانيا كما قال مقال للأستاذ فهد بن شارع العتيبي ” وقد سبقنا إلى هذا، ففي عام 1967م أنشئ في بريطانيا “مكتب التوقعات البريطاني ” لمحاولة تتبع الأحلام التي تدل أوتشير إلى كوارث عامة أو قضايا تخص المجتمع كله ، وذلك لتلافي حدوثها ، أو تقليل آثارها إن حدثت .
وقد أنشئ هذا المكتب بعد وقوع كارثة في قرية بريطانية تدعى ” إيبرفاين ” سنة 1966م حيث انهار جبل من الفحم على تلك القرية مما أدى إلى وفاة عدد كبير من الأفراد معظمهم من الأطفال ، وبتتبع أخبار الكارثة وجد أن عدداً كبيراً من أهل القرية وأطفالها كانوا قد رأوا الكارثة أو مايشير إلى حدوثها في منامهم
فإنه من الضرورة الوعي بأهمية الرؤى الصادقة ووجود آلية منهجية معينة وبضوابط علمية ممكنة التحقيق , نستطيع من خلالها ضبط هذا المركز المزمع ، وما يخرج منه من توصيات تساهم في التنبؤ بالأحداث الغير متوقعة واحتواءها قدر الإمكان في المستقبل , كالكوارث الطبيعية والحروب والأمراض وخلافه , من خلال التخطيط والتوقع والاستشراف وصناعة البدائل والحلول .”
النتيجة :
ضربنا ايران في الصميم , فأعلنت ايران حالة التأهب ووضعت خططها المبيتة على طاولة العمل , وأمريكا وعُمان كحصان طروادة لتحقيق احلام ايران في المنطقة يلهثان وكأنهما عبدين لدولة المجوس دولة الدجال , نعم نجحنا وفشلوا , ولكن ايران كالثور الهائج الذي حين يرى الدم الأحمر يهيج بعنف ولو دخلت السكين في رقبته , علينا اكمال الذبح لدولة المجوس والا فالحرب سجال , من المهم أن نتابع بقوة نحرُ ايران بالعراق وسوريا واليمن وفي داخل ايران ؛ واشغالها بأسرع وقت ممكن في نفسها عن مغامراتها في الخارج ؛ علماً أن ايران قد تصدر ازماتها الداخلية من خلال حرب خارجية , وعلينا أن نحذر قطر وعُمان , وأن نتأكد من أخوة الكويت الحبيبة من أن ليس هناك خطأ ما , فلدي مخاوف ومعلومات أن السعودية تتعرض لأكبر خدعة في تاريخها من قبل دول متعددة .
علينا أن نقوي جبهتنا الداخلية عاجلا بنزع فتيل الأزمات , وعزل الوزراء الذي اطلق عليهم ملك البحرين في بلاده وزراء التأزيم كوزير المالية ووزير العمل ووزير الخدمة المدنية وأمثالهم .
وفي النهاية علينا نحذر من معلومات حول خطة خداع ايرانية فربما زار الرئيس الإيراني السعودية قريباً كي يعيد عقارب الساعة للوراء , ويخادعنا بأن ايران ستغير سياسات عدائها لنا ؛ يجب علينا الا نكون طيبين ونسلم لحانا ورقبتنا لعدونا , فهناك معلومات عن خطط خداع ايرانية للسعودية .
كما علينا تأسيس جيش ثالث كمليشيا شعبية تحت قيادة وزير الحرس الوطني تتدرب على حروب المدن والشوارع أو اعلان التجنيد الاجباري .
السؤال : كيف ستتطور احداث الصراع الذي لايمكن أن يتجه للتراجع أبداً ؟ .
اللهم أطل في عمر خادم الحرمين الشريفين , واحفظه واحفظ بلادنا من كل سوء , وأدم علينا وحدتنا , والله من وراء القصد .
د.صالح السعدون

1٬861

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

تعليق واحد على “الصراع السعودي -الإيراني من المنتصر ؟ الجزء الثاني”

  1. د.صالح السعدون

    http://alarab.co.uk/?id=41863
    جريدة العرب اللندنية

    شلومو بولتس يهودي سوري لا يؤمن بالحل السياسي مع الأسد
    باحث سوري يحمّل بشار الأسد المسؤولية الكاملة عن المجازر المرتكبة بحق السوريين ويرى أن داعش صنيعة النظام وإيران للقضاء على الثورة السورية.
    العرب إبراهيم الجبين [نُشر في 04/01/2015، العدد: 9787، ص(8)]

    بولتس: معظم اليهود السوريين لديهم تعاطف كبير مع الثورة السورية

    ظهرت في أميركا والعالم مجموعات مدنية وسياسية أيدت الثورة السورية، ومطالب الشعب بالتغيير، وكان في تلك المجموعات سياسيون سوريون يهود بقوا على مسافة من التشويش الحاصل في أروقة المشهد السياسي السوري الحالي، لكنهم فاعلون ومؤثرون، من بينهم شلومو بولتس، الباحث في الشأن السوري والمشرف على تقديم أوراق العمل السياسية والدراسات والاستبيانات لكبار المسؤولين في الحكومة الأميركية والكونغرس.

    هاجرت أسرة شلومو من مدينة حلب السورية إلى الولايات المتحدة، وما زالت تعتبر نفسها أسرة سورية، فلا يجد أفرادها، شأنهم شأن كثير من اليهود السوريين، مشكلة في كونهم يهوداً، الأمر الذي يعتبرونه لا يتعارض مع مواطنتهم السورية الكاملة، وحقهم في طلب التغيير الديمقراطي مثلهم مثل بقية أفراد الشعب السوري من المسلمين والمسيحيين والإيزيديين.

    درس شلومو بولتس العلوم السياسية وعلم الاجتماع في جامعة كولومبيا، وحصل على الماجستير في المجتمع المعاصر والتحولات العالمية من كامبريدج، لينشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة الأعمال الوحشية، والحوار بين اليهود والعرب طيلة السنوات العشر الماضية، كما أنه عضو في منظمة المغتربين السوريين في ميريلاند، وبدءاً من العام 2011 بدأ شلومو بالمشاركة في المظاهرات الداعمة لمطالب السوريين في أميركا، وأصبح عضواً في الائتلاف من أجل سوريا الديمقراطية في خريف العام 2012، وهو عضو في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في قسم مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط.

    كان عدد اليهود السوريين في العام 1922 عشرة آلاف نسمة من أصل مليون ونصف المليون نسمة هو إجمالي سكان سوريا، فتجاوزت نسبتهم الشيعة السوريين الذين كانوا قرابة الـ”0.6” بالمئة، بينما شكّل اليهود ما نسبته “0.72” بالمئة، ليقتربوا من الإسماعيليين الذين يشكلون “0.9” بالمئة من السوريين، قبل ذلك كان قد تم تأسيس أول مجلس برلماني سوري في العام 1919 تحت اسم المؤتمر السوري، انتخب اليهودي لينادو نائبا عن دمشق، واستمر في عضوية مجلس النواب السوري إلى العام 1943 حيث انتقل تمثيل اليهود للبرلمان السوري من دمشق إلى حلب بفوز اليهودي الحلبي عزرا أزرق، وبعد الاستقلال، أجريت انتخابات نيابية في العام 1947 وأصدر الرئيس شكري القوتلي مرسوما حدّد بموجبه عدد نواب الدوائر الانتخابية والطوائف التي ينتمون إليها فكان نصيب دمشق مقعدا واحدا لليهود فاز به اليهودي وحيد مزراحي نائبا عن دمشق وضواحيها، وبلغ عددهم في العام 1957 اثنان وثلاثون ألف نسمة.

    شلومو بولتس يقول لـ "العرب" إن "اليهود السوريين في بداية الثورة كانوا ينشدون مع المتظاهرين عن بعد (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)"

    الهجرة في عهد حافظ الأسد

    ” كان اليهود يشاركون في الحياة العامة قبل نظام حافظ الأسد” يقول شلومو بولتس لـ”العرب”، ويضيف: “في عهد الأسد الأب غادروا البلاد جميعاً، هاجروا بالفعل بسبب ضغط المخابرات الأسدية، لأن كل حفل ديني أو صلاة أو عيد أو أي مناسبة، كنت ترى عناصر المخابرات في كل مكان، يتدخلون ويراقبون، حتى أصبحت الحياة مستحيلة بالنسبة إلى اليهود السوريين في سوريا مع أنهم لم يكونوا يرغبون بممارسة السياسة في هذا المناخ”، ولكنه يشرح قائلاً: “نحن نحلم بالمحافظة على الثقافة والدين في المستقبل، ونحتاج الصلات والاختلافات الدينية والثقافية، لأنها تعني الغنى والثراء الروحي، وقد تم عزل اليهود السوريين عن بقية أفراد شعبهم، كما تمّ عزل بقية الطوائف بصورة أو بأخرى، حتى يظهر الأسد وحده كحاضن للأقليات وحامٍ لها، هذا حصل في سوريا وحدها، لكن في المغرب يمكنك أن ترى اليهود يعيشون بصورة طبيعية، وكذلك في تونس، حتى بعد الثورة التونسية على نظام زين العابدين بن علي، لم نسمع بحادثة واحدة ضد اليهود، إذاً ما حصل ليهود سوريا كان بسبب طبيعة النظام الأسدي”.

    ولكن كيف كان رد فعل اليهود السوريين في الولايات المتحدة والمهجر، تجاه الانتفاضة الشعبية السلمية في العام 2011، وخروج المظاهرات التي طالبت بالتغيير وإسقاط النظام؟ يقول شلومو: “أنا أعتقد أن معظم اليهود السوريين لم يكترثوا في البداية كثيراً لما فعلته الثورة السورية، كنت أحكي مع يهودي عراقي في بداية الربيع العربي، وكانت المظاهرات قد بدأت، وفي ذلك الوقت كان العراقيون السنة والشيعة والأكراد موحدين ضد الطاغية المالكي، قلت له إن مظاهرات العراق من كل الأطياف وكل الأديان، لكنه قال إنها نوع من الفوضى، وسمّاها (أناركية) وهي تخلق وضعاً غير آمنٍ، أتفهّم كيف يفكر اليهود، ولسبب مثل هذا هاجرنا نحن أيضاً من سوريا، لأنها لم تكن آمنة، لكن مع زيادة العنف الذي استخدمه الأسد ضد الشعب، بدأ اليهود السوريون يفكرون في مساعدة اللاجئين والمحتاجين من الشعب، وقد بدأت أحاديث ومشاريع عن هذا في الشهور الأولى من عمر الثورة، لكنّ كثيراً منها لم يحدث، أنا شخصياً شعرتُ أن وجهة نظر الغالبية من الشعب السوري تجاه اليهود السوريين كانت خاطئة، لأنهم اعتبروا أن كل الصلات قد انقطعت بين اليهود السوريين وسوريا، ولكنّ اليهود السوريين في بداية الثورة كانوا ينشدون مع المتظاهرين عن بعد (واحد واحد واحد الشعب السوري واحد)”.

    الهولوكوست والكيميائي

    لا يجادل شلومو بولتس في شأن مسؤولية رأس النظام السوري بشار الأسد، عن المجازر المرتكبة بحق الشعب، يقول لـ”العرب”: “أنا مع الربيع العربي، وأريد أن أساعد شعبي السوري، لأن ما يحصل في سوريا هو إبادة جماعية بمعنى الكلمة، حصلت على مدى أربع سنوات، وتحصل الآن على يد نظام بشار الأسد، واليهود يعرفون الإبادة الجماعية من الهولوكوست، ولذلك يجب على اليهود أن يكونوا ضد كل إبادة جماعية في أي مكان”، يتحدث بولتس عن مجموعات من اليهود السوريين تنشط في مجال الإغاثة، وتناصر الثورة السورية، وأنها تزداد تعداداً بشكل دائم، فينضم إليها يهود جدد من أصول سورية، ولكنهم لا يريدون أن يبدو الأمر دعائياً ويصرون على أن الهدف الوحيد لديهم هو حماية الشعب السوري مما يتعرض له، ويضيف: “حين استعمل الأسد الكيميائي في الغوطة، كان رد الفعل كبيراً من قبل اليهود السوريين، وقالوا إن هذا تصرفٌ إجرامي، وهؤلاء الأبرياء من شعبنا، ماتوا كما مات اليهود في الهولوكوست على يد النازيين، حتى أن الأيباك، كان يدعم القرار الأميركي في الكونجرس بتوجيه ضربة عسكرية للأسد، وأنا أظن أن معظم اليهود الأميركيين سوريين وغير سوريين، كانوا مصدومين مما حدث في الغوطة”.

    بولتس يؤكد: "من يعتقد أن بشار الأسد يريد في المستقبل أن يتحول إلى شخص عادي يعيش فقط خارج السلطة واهم"

    موقف إسرائيل

    لكن كيف تفكّر إسرائيل من خلال معرفة شلومو بولتس بالكواليس السياسية اليهودية، تجاه ما يحدث في سوريا؟ كثير من السوريين يعتبرون أن بقاء الأسد مطلب إسرائيلي، وأنها هي من تحميه في الخلفية، لأنه حافظ على مصالحها وقام بحماية حدودها في سوريا ولبنان، يقول شلومو بولتس: “إسرائيل ليست رأياً واحدا، بالنسبة إلى سوريا، هناك العامل الإيراني، الذي تحسب له إسرائيل حسابات خاصة، وكذلك حزب الله، هؤلاء تصنفهم إسرائيل أعداء لها، ومنذ أن وقعت مجزرة الحولة، لم يتوقف السياسيون الإسرائيليون، وخصوصاً اليمينيون منهم، عن إدانة تلك المجازر، من الممكن أن تقول إن هذه الإدانات مجرد كلام سياسي لا يعكس حقيقة الموقف، ولكن كانت هناك مظاهرات في إسرائيل خرجت لتدعم الشعب السوري، وأنا لديّ صلات مع إسرائيليين مؤثرين من داخل النظام الإسرائيلي الحاكم، وأسألهم عن الثورة السورية التي هي ضد إيران وضد حزب الله عدو إسرائيل، لا نتحدث عن الإبادة والمجازر، بل عن الجيواستراتيجي، وعن المصالح الكبيرة في المستقبل، وأسألهم لماذا لا تدعم إسرائيل الشعب السوري، فيقولون إن في إسرائيل تيارين، الأول يؤمن أن الشعب السوري يريد انتصار ثورة ديمقراطية، بينما الثاني يقلق من الإسلاميين المتطرفين مثل النصرة وداعش”.

    سيتساءل كثيرون عن موقف اليهود السوريين من قضية الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل، وهو الموقف الذي بقي ملتبساً مغلفاً بالغموض مثل كل ما يتصل باليهود السوريين أنفسهم، يقول شلومو بولتس: “معظم اليهود السوريين كانوا مع مفاوضات السلام التي أجريت في الماضي، من أجل التوصل إلى اتفاقية نهائية تضع حداً، للحرب، وتعيد الجولان إلى سوريا، وقبل الثورة عملتُ طويلاً على الحوار العربي اليهودي، وناصرتُ كل ما كان يحصل من تقدّم في تلك المفاوضات بين نظام الأسد وإسرائيل، ولكن حين تفكّر في الأمر من جديد، فمن هو الذي يملك الحق في إقامة السلام؟ حكومة مثل حكومة الأسد؟ أم الشعب السوري؟ كنا نتمنى أن يتم التوصّل إلى سلام، ولكن من الأفضل أن تكون الحكومة التي توقع السلام حكومة شعبية منتخبة ديمقراطياً، كنت ولا زلتُ مع إعادة الجولان للشعب السوري، وكان يمكن أن يحصل ذلك السلام، ولكن الآن المجتمع المدني مهم أكثر من المفاوضات بين نظامين سياسيين قد يتغيران في أي لحظة، لأننا بحاجة إلى أن نضع حداً للصراع بين اليهود والعرب، العلاقات بين الشعبين هي الأهم، وأتمنى أن يحدث هذا الآن”.

    يقرأ شلومو بولتس في خارطة النزاع السوري اليوم، وفق اعتباراته هو، فيقول: “أنا مناصر للجيش الحر، لأنه الوحيد الذي يحمل علم الاستقلال، فهذا هو العلم الذي كان قبل الأسد، حين كان هناك يهود سوريون في سوريا، وأنا ضد داعش بالطبع، لأنها تقتل المسلمين وقد ارتكبت مجازر كبيرة، وأظن أنه من الممكن أن يكون نظام الأسد وإيران قد قاما بصناعة داعش للقضاء على الثورة السورية وتوسيعه النفوذ، ولكن المهم واللافت أن داعش لم تحارب نظام الأسد، في المناطق التي سيطرت عليها داعش، 60 بالمئة من الداعمين لداعش كانوا ضد المعارضة السورية، ونسبة 13 بالمئة فقط منهم كانت ضد النظام السوري، داعش في الواقع ضد النظام الأسدي بالكلام، أما بالفعل فهم يساندون بشار الأسد، ولديهم نفس الأهداف، ولذلك يجب أن نحارب الاثنين معاً، ونرفضهما، ونتخلص منهما”، أما الكتائب الإسلامية المستقلة التي تقاتل على الأرض، فيقول عنها شلومو: “بالنسبة إلى المعارضة الإسلامية مثل الجبهة الإسلامية، أنا لا أتفق مع أرائهم السياسية بالتأكيد، ولكن أنا أعلم أنهم يحمون الشعب السوري من مجازر الأسد، ولذلك أنا سعيد بانتصارهم”، لكن الأمور كما يراها شلومو بولتس، كانت قد بدأت تتعقّد في منعطف هام، يحدّده كما يلي: “منذ معركة القصير، كانت إيران قد بدأت تحضر على الساحة السورية بقوة، ودون تغطية، ممثلة في حزب الله، الذي رفع شعارات طائفية على مآذن المساجد السنيّة، وروسيا تدعم الأسد طيلة الوقت، كيف يمكن للشعب السوري أن يقاوم هذا كلّه وينتصر عليه؟ الأقوياء أكثر”.

    بولتس مؤيد للمعارضة المعتدلة التي يقول عنها: "أنا مناصر للجيش الحر، لأنه الوحيد الذي يحمل علم الاستقلال، فهذا هو العلم السوري الذي كان قبل الأسد"

    خطة دي مستورا

    يعارض شلومو بولتس خطة دي مستورا ويقول: “نحن نعمل بقوة، ونشرح للمسؤولين في واشنطن، أن هذا ليس هو الطريق الصحيح، هذا طريق خاطئ، لأن أميركا الآن لديها مشكلة مع داعش، بعد ثلاث سنين من المجازر ضد الشعب السوري، ولم يكن لديكم مشكلة أمام أوضاع السوريين، خلال ثلاثة أشهر فقط تمكنتم من أن تقوموا بعمليات عسكرية دون موافقة من النظام الأسدي.

    أعتقد أن دي مستورا وخطته من الممكن أن يساعدا في الحرب ضد داعش، لكن هذا انتصار لإيران في الوقت ذاته، وقد كان هناك وقف لإطلاق النار في حمص، وفق خطة هدنة سابقة، طبعاً لم يتلزم بها الأسد بل إنه استغل ذلك لإجراء تغيير ديمغرافي على بنية سكان حمص، الأميركيون يقولون نحتاج إلى عقد اتفاق مع السنة المعتدلين في العراق وسوريا، ضد داعش، ولا أعتقد شخصياً أن قرارات تؤدي لمثل ما حدث في حمص يمكن أن تحصل على موافقة من السنة المعتدلة، لأن السنة المعتدلة في حمص لا يمكنها العودة الى حمص الآن، السنة المعتدلون هم في مخيمات لبنان يتعرضون للهجوم من حزب الله، هناك صراع كبير في المنطقة، والمشكلة أن إيران هي الدولة الأكثر طائفية في كل الشرق الأوسط، وكل الناس يقولون إن داعش كسرت الحدود العراقية السورية، ولكن قبل هذا، حزب الله فعل الشيء ذاته تجاه الحدود السورية اللبنانية في معركة القصير”.

    الحل السياسي في سوريا

    يقول شلومو بولتس إن الأسد لن يسلّم السلطة بالحل السياسي، ويضيف: “من يعتقد أن بشار الأسد يريد في المستقبل أن يتحول إلى شخص عادي يعيش فقط خارج السلطة واهم، وأنا أعتقد أن إيران وحزب الله حلفاؤه أقوى منه بكثير في سوريا، ولا أظن أنهم يمكن أن يسمحوا له بتسليم السلطة، أتمنى لو أستطيع القول إن المفاوضات التي يتحدثون عنها في موسكو وغيرها يمكن أن تجلب السلام، ولكن أنا رأيت ما يفعل بشار الأسد في المفاوضات عن مستقبل سوريا، والقول إنه يحارب الإرهاب كاذب، ففي الوقت الذي قال هذا، كانت المعارضة السورية هي من يحارب الإرهاب وليس نظام الأسد، بينما كان هو يدعمه بالبراميل المتفجرة فيقوّيه ويضعف المعارضة، إذا تم تطبيق حل سلمي صارم فستنتصر المعارضة من جديد، ولكن هذا لن يحصل، لأنه سيكون نهاية للنظام الأسدي، ومع الوقت فإن الأسد يضعف بلا حسم عسكري، وبلا حل سياسي، يوجد اليوم في الأراضي السورية متطرفون حقيقيون، مثل داعش، وهم يقتلون العلويين، ولكن المعارضة لم تفعل هذا معهم، ولم ترتكب مجازر بحق العلويين، ولذلك فإن العلويين بدأوا يقولون كفى، لم نعد نريد أن نحارب الطوائف الأخرى من أجل بشار الأسد، في الوقت الذي بدأت تتفاقم فيه مشاكل الأسد مع مقاتليه وجنوده، لهذا أتمنى أن يعيد الجيش الحر والمعارضة المعتدلة تشكيل أنفسهم من جديد، هذا هو الطريق الوحيد لكي يسقط بشار الأسد”.

    يهود سوريا والمعارضة

    هل ينشط اليهود السوريون ضمن تشكيلات المعارضة السورية السياسية؟ وهل لديهم أي دور في المحافل الدولية للدفاع عن قضية الشعب السوري؟ يقول شلومو بولتس: “أنا موجود، وأقول لك إن معظم اليهود السوريين لديهم تعاطف كبير مع الثورة السورية، وإذا تسنى لهم أن يفعلوا شيئاً إيجابياً فسيكون هذا أفضل، هم الأقلية الصغرى في سوريا، وإذا تشكّل لوبي سوري حر في الولايات المتحدة سيكون لديهم دور كبير حتماً”.[/color]

التعليقات مغلقة