“العرب مابعد اجتماع مسقط 2014 هم غير العرب بعد هذا الاجتماع المشئوم ” كلمة ستقال عام 2025 م

د.صالح السعدون

ما يجري بعمان حلقة جديدة من مسلسل التآمر الأمريكي-الإيراني-العماني على الأمة العربية عامة ودول الاتحاد الخليجي ( السعودية والإمارات والبحرين). عُمان منذ 2011 كان أمام سلطانها خارطتي طريق , إما ربيع عماني عبري ينتهي بسقوطه وقيام حكم يسلم عُمان كمستعمرة ايرانية كما هو بالمغرب سقوط الملكية المغربية بقيام حكم اخواني يعيد الاستعمار الفرنسي ولكن المغرب وعُمان وافقا مقابل ايقاف الربيع العبري وبقاء الملكيتين الخضوع للاستعمار من جديد , بحيث سيعود الاستعمار الفرنسي بالمغرب (بقيادة بان كيران والإخوان) وسيعود الاستعمار الإيراني بعُمان وبناء الحسينيات وجسر ايراني بين الأرض الإيرانية وجزيرة العرب ليسهل احتلال جزيرة العرب والخليج على حرس الثيران الإيراني ؛ ولذا توقف الربيع الإخواني بالمغرب وتسلم بان كيران الوزارة واوقف الشباب العميل حصان طروادة فرنسا عن خريفهم العبري فماتوا حسرة أن لم يصلوا لندمير المغرب وأنهم فقط استطاعوا اعادته للاستعمار , ولكن المغرب بوجود بان كيران قد عاد للاستعمار السلمي الفرنسي للمغرب أي إعادة الاستعمار الفرنسي للمغرب بوجه اقتصادي وسياسي غير ملموس وناعم , بينما في عُمان الحضارة الفارسية تأبى أن تكون ناعمة وهادئة , فقد وافق سلطان عمان على استعمار ايراني لبلاده وهو استعمار ساحق اقتصاديا وسياسيا ودينيا لكل حضارة عمان وموروثاتها .فضلا عن استعمار انجليزي اداري في نفس الوقت لثلاث دول خليجية .
وعليه , فقد وقعت معاهدة سرية تستعمر فيها ايران عُمان , وتلتها معاهدة دفاع مشترك بين عُمان وايران تستهدف تحديدا من بين دول العالم كل من : الامارات فالبحرين فالسعودية , وتلت ذلك كله تطبيع مذهبي بإقامة حسينية , ثم تطبيع جغرافي بإقامة جسر بري يربط ايران بالجزيرة العربية ويسهل على الحرس الثوري الايراني أن ينتقل لجزيرة العرب بدون الحاجة لتطور لوجستي ( في وسائل النقل) بل بالوسائل البدائية , وتلت ذلك فرض الخمس على الميزانية العُمانية بدفع عمان 60مليار دولار بصيغة متطورة خادعة للشعب العماني وهي شراء الغاز الإيراني , في حقيقتها ليست الا دفع الخمس للمرشد , وعليه فعُمان حين تستضيف الاجتماع الأمريكي الإيراني بالأمس ؛ انما هي بسبب كونها ارض ايرانية فمسقط مجرد مستعمرة فارسية تستضيف اجتماع بأوامر عليا من سيدها الجديد الخامنئي مرجعية دول المنطقة وفق تصريح الشيخ صباح الأحمد زعيم الكويت.
الاجتماع في المستعمرة الإيرانية الجديدة مسقط , على مستويين 1- الاجتماع المعلن وهو لتصوير تقبيل اجباري لوزير خارجية عمان لكاترين آشتون وهو بروتوكول اجباري , يدل عليه الابتسامات المتصنعة حتى من عباس عراقجي وزير الخارجية الايراني مع كيري وهم يرون كيف يطبع هذا الوزير السني قبلته على خد اليهودية كاترين آشتون , لأن القضية هي كسر الثوابت السنية والعربية , للوصول لعهد استعماري جديد لا يُبقى للعرب ومثلهم اي بقية , وصولا لشرب الشاي والعصير انتظارا لما يسفر عليه 2- الاجتماع عالي الأهمية في السفارة الأمريكية بمسقط بين الاستخبارات الأمريكية بقيادة دينيس روس أو من ينيبه كيري عنه مع وفد الاستخبارات الإيرانية حول كيفية تخطيط الأمريكيون والفرس لاستعمار اليمن فالبحرين فالإمارات والسعودية لا قدر الله ؛ إذاً فالاجتماع في مستعمرة مسقط لاعلاقة لها بتاتاً في الملف النووي الإيراني كما هو معلن , بل لوضع الخطط التفصيلية حيال كم لأمريكا..؟! وكم لإيران ..؟؟! من وراثة الرجل العربي المريض دول الخليج العربي المتبقية التي لم توقع معاهدات استعمارية تحت ايران الأصفهانية (السعودية + الإمارات + البحرين).
وهنا علينا التأكيد حيال حقيقة سياسية جديدة , مفادها : ” أن العرب بعد اجتماع مسقط يختلفون عن العرب بعد اجتماع مسقط ” كما سنقول بعد عشرة أعوام من هذا الاجتماع المشئوم , اجتماع مسقط التآمري المعلن , هو سقوط الأمة العربية. كما يريد المجتمعون والمضيفون المتآمرون , وليحيا التمثيل والمسرحيات التي تطلقها القيادات الخليجية ” بأن مجلس التعاون الخليجي يبقى مظلة ” وبالطبع هو مظلة ليس للوحدة الخليجية ؛ بل مظلة تجسس ايرانية ضد دول الاتحاد الخليجي الثلاث , ولصالح ايران من قبل عُمان وقطر . ما بعد اجتماع مسقط يعتبر ” توحيد للجهود الأمريكية – الإيرانية – القطرية – العمانية – التركية لإسقاط السعودية ومصر و الامارات وسوريا لا قدر اهأع , وعليه فكم نحن بحاجة إلى جهد وعمل مضاد , وأهيب بالأمير سعود الفيصل المحافظ على موروث الإسلام والعروبة وميراث السعوديين حيث لم يقبل امرأة في اجتماع دولي , ولم يصافح يهوديا صهيونيا حتى لم يفعل كما فعل أخيه الأمير تركي الفيصل , وكان دوما مثال وزير الخارجية العربي النموذجي المحافظ على الموروثات , فكم نحتاج لعمل مضاد يا صاحب السمو,عمل يكسر كل المحاذير وكل السياسات المعتمدة سابقا بما فيها اعادة الوحدة السعودية الاماراتية المصرية السورية ردا على مخططات اعداء الأمة نحتاج إلى :1- تجميد أو حل مجلس التعاون الذي يعمل بعض اعضائه على استعمار ايران للخليج العربي والذي تقوده عمان وقطر كحصاني طروادة حقير لاستعباد العرب , ولعل سوء الطالع أن يظهر السلطان قابوس بعد مرضه الأسبوع الماضي بلباس يختلف عن العمامة العمانية المعروفة نحو عمامات ولبس هندي غريب لم نكن نراه ابدا للسلطان , مما يوحي بالكثير من التأويلات والمعاني الأكثر غرابة. عُمان ترتب لأمريكا و ايران وتسهل لهم كل الظروف التي تساعدهم في احكام القبضة الاستعمارية على دول الاتحاد الخليجي السعودية – الامارات – البحرين. فهل سنفيق ونصحو ونستيقظ يقظة عربية يقودها حكيم العرب عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله ومحمد بن زايد بحكمته ودهائه والسيسي رجل مصر وبشار الأسد؟؟!!! .
هذه اليقظة ليست خيار من خيارات عديدة موجودة أمام القيادات العروبية , بل انها الخيار الوحيد على الطاولة , لأن المسألة بعد اجتماع مسقط ” هي أن يكون العرب امة أو لا يكونون .انها مسألة البقاء كأمة” .
د.صالح السعدون