هل حانت ساعة سقوط أردوغان أم أنه مدعوم ماسونيا ؟


هل حانت ساعة سقوط أردوغان أم أنه مدعوم ماسونيا ؟

إن نجحت ثورة الأتراك فلا شك أن العالم يقف وراءها .
وإن أخمدها أردوغان وهو المرجح ولو بنسبة ضئيلةهل حانت ساعة سقوط أردوغان أم أنه مدعوم ماسونيا ؟

كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مالذي يجري في عالم اليوم ..؟
أردوغان عاد من واشنطن خائبا وشبه مطرود ..!
ذهب لكي يقول لأمريكا : إن لديه أدلة أن قوات الجيش السوري قد استخدمت السلاح الكيمياوي ضد الشعب السوري , وأراد أن يذرف دموع التماسيح على الشعب السوري الذي يقسوا عليه بشار الأسد بينما يحن عليه أردوغان الجلف التركي الإنكشاري , ويبدو أنه قد تناسى ولو مؤقتا عهد جمال باشا السفاح .
لم يفوت أوباما الفرصة , فاتفاق لافروف -جون كيري لم يجف حبره بعد بالتوجه بسفينة الأزمة نحو السلام الذي ينشده الشعب السوري , فلجم أوباما أردوغان في نفس المؤتمر الصحفي وسط ذهول الإخواني الماسوني بقايا يهود الدونمة وقال: إن الأدلة المتوافرة ليست كافية .
***
عاد أردوغان خائبا نحو نقرة تركيا أنقرة ويبدو أنه سيدفن أحلامه في أنقرتها .
وماهي إلا ايام إلا وحطت طائرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأنقرة حيث سمع لأول مرة خطابا غير الذي تعود عليه خلال سنوات 2011-2013م .
ورأى أن السعودية التي حملت ملف الأزمة السورية تختلف عن قطر وأنها تنشد حل الأزمة سلميا ولذا فعلى أردوغان أن يغير بوصلته ويتغير كما تغير العالم من حوله .
بالطبع لانعني أن الغرب الماكر قد حسم أمره , فبريطانيا وفرنسا لأول مرة يعارضون الثلاثي الأمريكي (أوباما-كيري -هايجل).
وسمح بتصدير السلاح للمعارضة السورية , وهي بالتأكيد لم تنقطع عنهم أبدا فالصور أظهرت لدى الثوار الخونة الماسون بسوريا مدافع أمريكية متقدمة , ولئن توجد لعبة أمريكية كبرى بالأزمة السورية فإن أردوغان على الأقل لم يحظ من مضيفه الأمريكي بأي ثقة لإبلاغه عن الخطط أو الفكرة التي يتم اللعب حولها , مما جعله يعود ويقبل استمرار الأسد كرئيس لسوريا بعد عام 2014 م .
***
السياسيون الأتراك ومن ورائهم الشارع التركي قرأوا الفشل الريع الذي منيت به السياسة التركية .
ورغم أن المافيا التركية قد استفادت من هذه الحرب بسرقة مئات المصانع السورية الحلبية إلا أن الشركات التركية قد عانت من الحرب أولا ثم من انقطاع خط الترانزيت التركي من تركيا للأردن والخليج الأمرين , وخسرت خسائر لم تكن في حسبانها , ولعل أردوغان قد راهن على سرعة سقوط الحكومة السورية ولكن استمرار الحرب ضد الإرهاب من قبل الحكومة السورية وإغلاق طريق الترانزيت كان فوق مايطيقه الإقتصاد التركي , ولئن تنقصنا الشفافية ودقة المعلومات حول الخسائر التركية على مستوى الاقتصاد والشركات والأفراد , فإنه من ناحية نظرية يجب أن نعلم أن الشحن البري أقل كلفة بكثير من الشحن الجوي أو البحري .
وبهذا يمكن أن نقول مبدئيا ونظريا في ظل فقدان الأرقام والإحصائيات أن الشعب التركي قد بدأ يفقد ازدهاره في السنوات الأولى لحزب أردوغان الماسوني .
وأن أحد أهم النتائج الهامة للثورة السورية التي سيغطيها البحث التاريخي ؛ إنما سيكون تأثير الثورة السورية على الازدهار الاقتصادي التركي بشكل سلبي .
***
وسواء كان الساسة الأتراك قد قرأوا فقدان الدعم الدولي عامة والأمريكي خاصة لأردوغان بأنه مؤشر يسمح لهم بالتحرك نحو ربيع تركي كحالة تقليد للربيع العربي الذي تعاني منه الجارة السورية ؛ أو أن الشعب التركي بدأ بالتململ بسبب أزمة تركية اقتصادية غير واضحة حتى الآن إلا للشباب الذين ربما شعروا بها لتوقف عملية التوظيف أو ماشابه , فإن الربيع التركي في اعتقادي لايزال محليا , لايبدو أن الماسونية العالمية أو الصهيونية الدولية ذات علاقة مباشرة فيها , على الأقل حتى الآن .
***
ويمكن القول أن الإفراط في تعامل أردوغان مع المتظاهرين من شباب الجامعات
يوحي على الأقل أنه مدعوم دوليا وأن المثل القائل : من أمن العقوبة أساء الأدب ينطبق تماما على الزعيم الماسوني الإخواني التركي الطامح لخلافة ماسونية هذه المرة على العالم العربي .
لقد نسي أردوغان أن التاريخ يتقدم ولايعود للوراء .
ولئن قيل ويقال إن التاريخ يعيد نفسه .
فإن تلك الإعادة تعتني بالأسباب والظروف والنتائج , وليست بالشعوب ذاتها أو القادة أنفسهم .
فقد تزعمت اليونان الحضارة العالمية مرة واحدة فقط , ثم ذهبت تلك الزعامة لغيرها .
وبعد الرومان والفرس , رحلت عنهم الإمبراطوريات وإلى الأبد , ولقد ذهبت محاولات موسيليني بث الروح في الشعب الروماني (الإيطالي) من جديد أدراج الرياح , كما ذهبت محاولات شاه إيران بعث الإمبراطورية الفارسية هباء منثورا , وستذهب محاولات الخميني وأقزامه سدى وشذر مذر.
جاء العرب وسادوا وابدعوا في دمشق وبغداد وقرطبة وغرناطة , ولكنهم ودعوا زعامة العالم , وحاول الأكراد ولم بفلحوا , وجاء محمد الفاتح والأتراك المماليك وبعهم العثمانيين , حيث كان الفاتح والقانوني أوج الحضارة التركية الإسلامية .
وما محاولة أردوغان بث الروح في أمة الأتراك الميتة إلا نوع من ضروب المستحيل وستذهب سدى كما هي محاولات موسيليني والشاه والخميني .
التاريخ يمضي قدما , وإرهاصاته أن أتراك اليوم لابد أن يتخلوا عن الماسونية والعلمانية ويعودوا إلى الإسلام النقي مع مجمل العرب فقط لكي يشاركوا أمة الألمان لقيادة الإسلام الجديد نحو انتشاره العالمي . عملية قيادة الأتراك للعالم من جديد قضية ميئوس منها وعلى أردوغان ألا يحاول أن ينفخ الروح في جسد ميت , عليه فقط أن يهيء الأتراك للمساهمة مع الألمان كما ساهم العرب مع الأتراك بالعصور الوسطى واضعين فكرة الإسلام أهم من القومية العربية . وعلى الأتراك أن يتناسوا الطورانية سواء جاءت على شكل سلطاني (حزب الإتحاد والترقي ) أو جمهوري علماني ماسوني أو إخواني ماسوني .وعليهم الإندماج مع العرب تحت قيادة الألمان لينتصر الإسلام بشعب جديد وأمة جديدة وحيوية جديدة تختلف عن الأمم التي أحرقت نفسها .
***
إن نجحت ثورة الأتراك فلا شك أن العالم يقف وراءها .
وإن أخمدها أردوغان وهو المرجح ولو بنسبة ضئيلة , فستكون مجرد استقراء خاطي لساسة الأتراك انتائج الثورة السورية.
د.صالح السعدون

1٬626

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

2 تعليق على “هل حانت ساعة سقوط أردوغان أم أنه مدعوم ماسونيا ؟”

  1. د.صالح السعدون

    [color=000000]"نيزافيسيمايا غازيتا" : الاحتجاجات تعم نصف المحافظات في تركيا

    ان السياسة الخارجية والداخلية المتشددة التي ينتهجها اردوغان تقود الى زيادة المعارضين لها.تعاني تركيا من أزمة سياسية، تشمل اكثر من نصف المحافظات التركية. ويعود السبب الى قرار السلطات ازالة متنزه "غيزي" الواقع في الجزء التاريخي من مدينة اسطنبول وتشييد مركز تجاري في مكانه. لقد أدت القساوة التي قمعت بها الشرطة المظاهرات السلمية التي خرجت للتعبير عن رفضها لقرار إزالة المتنزه، الى تنظيم احتجاجات واسعة في العديد من المدن التركية ومن بينها العاصمة انقرة.لقد توجه سكان اسطنبول يوم 31 مايو/ايار، الى ميدان "تقسيم" للتعبير سلميا عن رفضهم لنية السلطات، بازالة متنزه "غيزي"، الا ان الشرطة استقبلتهم بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. هذا العنف، أدى الى تزايد عدد المحتجين في الميدان، كما تسبب في تنظيم اجتماعات احتجاجية عفوية في انقرة وازمير وغيرهما من المدن التركية.تبع ذلك في الاول من يونيو/حزيران، ظهور شعارات تطالب باستقالة حكومة رجب طيب اردوغان، الذي اعترف بقساوة الشرطة، ودعا الناس الى التفرق متعهدا بعدم تنفيذ ما كان مخططا له، ولكن الحشود لم تتفرق.واعلن معمر غولير وزير الداخلية التركي ان عدد المعتقلين يقترب من 1000 شخص وعدد المصابين حوالي 80 وان 48 محافظة من أصل 81 تساند مظاهرات اسطنبول، حتى ان المتظاهرين في عدد من المحافظات هاجموا مقرات الحزب الحاكم.استمرت التظاهرات في اليوم التالي، حيث حاول المتظاهرون في انقرة الوصول الى مبنى البرلمان، مما أضطر السلطات الى زج قوات الجيش.وتجدر الاشارة الى ان الرئيس السوري بشار الاسد صرح قائلا "لا يستحق الشعب التركي هذا العنف، وعلى اردوغان الاستقالة" ان نفس هذه الكلمات اطلقها اردوغان مع بداية الازمة السورية، حيث دعا بشار الاسد الى الاستقالة.ويقول اردوغان، ان المتظاهرين خرجوا الى الشوارع بدعوة من احزاب المعارضةمثل حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي للحزب الحاكم في البرلمان. في حين اعلن الحزب انه يتضامن مع الشعب ولكنه لا يشترك في الاحداث، كما اعلن الحزب الشيوعي وحزب العمال وكذلك مشجعو فريق "فينربخشة" و"غلطة سراي" والقوميون وممثلو الاقلية الكردية عن تضامنهم مع المتظاهرين.[/color]

  2. سوريا الاسد

    – عندما قلنا قبل سنة إنتظروا تركيا سخر الكثيرون وقالوا إنه يحلم

    – عندما ذهب أردوغان إلى كسر العظم مع سوريا قلنا العداء لسوريا ليس ترفا بل نتيجة خيار كبير سيفجر تركيا وهو أخونة دول المنطقة الذي يجب أن يبدأ بأخونة الدولة التركية وهذا سبب كاف لإنفجار لن يتأخر

    – عندما قالت الصحافة التركية أن أحد إثنيين يجب أن يرحل الأسد أو اردوغان حتى تستقر المنطقة قلنا هذا صحيح وفي اللحظة التي يسلم فيها العالم ببقاء الأسد سيبدأ العد التنازلي لرحيل اردوغان

    – الإشتباك في المنطقة بين مشروع الأخونة و مشروع العلمنة والتعايش بينهما مستحيل فالأخونة تعني الإستغلال المميت والمقيت للدين والعلمنة تعني الحياد المتصالح والمتسامح مع الدين و زعامة المشروعين في كل من تركيا وسوريا

    – الثورة هي حدث تاريخي ينجم عن تلاقي ثلاثة عناصر هي : 1- قيادة سياسية واضحة ذات مشروع متصادم بنيويا مع الحكم القائم وذات حضور واضح في الحياة العامة إعلاميا وسياسيا ونقابيا وشعبيا 2- إنفجار شعبي عارم يتجاوز منطقة ومهنة وموضوع مطلبي بعينه ليصبح الغضب على الحكم القائم محوره 3- قضية مطلبية مباشرة في منطقة او مهنة تشكل شرارة التلاقي

    – ما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا لا يزال لغزا لجهة غياب أو ضعف بعض هذه العناصر أو كلها ليبدو اقرب إلى إنقلابات عسكرية او حروب خارجية أو الإثنين معا لتغيير راس الحكم في هذه البلاد وتسليم الأخوان دفة السلطة فالغموض يطال كل من العناصر الثلاثة المكونة للثورة

    – ما جرى في سوريا بات واضحا أنه حرب خارجية بآلة داخلية منظمة هي الأخوان والقاعدة وشرائح علمانية تعمل عند الغرب إستفادت من مناخ ما جرى عربيا لتصطف في الذاكرة التي صنعها الإعلام بصفتها ثورة

    – المهم أن ما يجري في تركيا وحده تنطبق عليه معايير الثورة فنحن امام تعبيرات تصادمية تتنامى منذ سنوات بين الأحزاب المعارضة في اليمين واليسار مع حكم الأخوان في تركيا وبعناوين تمتد من السياسة الخارجية والتدخل في سوريا إلى التحالف مع القاعدة والسياسة التربوية ومناهج التعليم و التعيينات القضائية والإدارية وصولا إلى الشق الإقتصادي والمسؤولية عن الكساد وإنتهاءا بقضية الحريات وقمع الصحافيين

    – نحن امام إصطفاف ينمو ويتدحرج منذ سنتين وليس أمام عشرة ايام يسقط فيها بن علي في تونس فجأة ولا امام عشرين يوما يسقط فيها مبارك

    – نشهد كل يوم حراكا تركيا مناهضا لحكم الأخوان بعنوان مختلف وتناميا لمساحة الغضب في شريحة جديدة في المجتمع وتفككا للقاعدة الشعبية للحكم

    – نشهد تململلا نوعيا ظاهرا في مؤسستي الجيش والقضاء الضامنتين لعلمانية النظام التركي الذي يستهدفه حكم الأخوان

    – الشرارة التي فجرت الثورة واضحة بقرار الحكومة إزالة بيوت ومساكن للفقراء محاطة بحديقة تاريخية أثارت غضب جماعات اليسار والبيئة و أهالي المحيط وتنامت لإستقطاب جمهور واسع معارض لتشمل مناطق ومدن جديدة وتخرج عن نطاقها المطلبي وتقودها القوى السايسية المعارضة وتعلن اهدافها برحيل حكومة أردوغان وسقوط مشروع الأخونة

    – الكلام عن دور خارجي سيبدأ بالظهور على لسان أخوان تركيا و إستعارة ما قالته الحكومة السورية عن المتطرفين ودورهم والإيحاء بدور الإعلام وبعد قليل يخرج أردوغان للقول نتعرض لمؤامرة لكن اين المصداقية ؟

    – تركيا ال85 مليون نسمة ولغتها المغلقة على سكانها من يملك فيها إعلاما مؤثرا من خارجها بمثل ما تملك الجزيرة والعربية في سوريا ومصر وغيرهما ؟

    – من يملك نفوذا لتنظيم عالمي يقوده خصوم الأخوان وله إمتداد تركي كمثل القاعدة والأخوان في البلاد العربية ؟

    – إذا كان هناك من تفاعلات لدور سوريا فهو ببساطة ان الأخونة كشرط للحرب على سوريا إستدعت تغييرات داخلية تركية إستنهضت شرائح سياسية وشعبية كامنة والسعي لتفتيت النسيج الإجتماعي السوري طائفيا إستدرج مثله في النسيج المماثل بمكوناته في تركيا

    – اللي بيلعب بالنار بيحرق صابيعو تقول إحدى الأغنيات الشعبية وهذه حال اردوغان

    – ثورة في تركيا لن يكتب لها الفوز السريع لأنها ليست مؤامرة ولا لعبة خارجية فهي حراك أصيل بكل ما تحمل الكلمة من معاني لكن زمن الأخوان بدأت نهايته من حيث بدأت زعامته

    – الباب العالي رجل مريض مرة أخرى

    – مريض الوهم مريض بالواقع صار على طريقة موليير فوهم السلطنة كسيفها طويل طويل

التعليقات مغلقة