بانوراما الشرق الاوسط” : ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟


بانوراما الشرق الاوسط" : ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟
استعرض التحليل بنوع من الإجادة قوى الشرق الجديدة , فالصين لديها طائرات من الجيل الخامس بعد أمريكا وروسيا , فضلا عن صواريخ عابرة للقارات جديدة ومتطورة وحاملة طائرات صينية .بانوراما الشرق الاوسط” : ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟

كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
التحليل بحد ذاته كافيا لإلقاء الضوء حول ما يجري في العالم
وهو تحليل دقيق لا يحتاج إلا قليل جهد للتركيز على بعض النقاط ووضع تحتها خطوط حمراء .
تحدثنا مرارا عن أن أمريكا متجهة للتدخل الدولي بسوريا , يشدها العديد من العوامل الإقتصادية والحضارية وأمن إسرائيل .
ومن المعروف أن العميلين معاذ الخطيب وسفير الإئتلاف السوري العميل بفرنسا خبراء نفط وغاز وقد اكتشفا حقول غاز بكميات كبيرة وحقول نفط بكميات غير عادية بالجولان وبالساحل السوري , ويبدو أنهما اتفقا مع اسرائيل والغرب وخاصة فرنسا أنهما بعد وصولهما للسلطة بقاسيون فإنهما سيمنحان الشركات الفرنسية وإسرائيل كل ما يريدانه من النفط والغاز السوريين , ولذا فنجد أن اسرائيل قد أعادت فورا قبل شهرين شركات التنقيب عن النفط بالجولان السوري المحتل , قبل سقوط بشار الأسد , باعتبار أن سقوطه بالنسبة لإسرائيل مسألة وقت ليس إلا , وبدون شك أن في هذا تفريط بالمصالح الروسية والصينية , إذ أن سوريا يمكنها منح حق التنقيب في الغاز والبترول لشركات روسية وصينية .
ويبدو أن قطر قد دخلت بالخط من خلال رغبتها ايضا في نصيب من البترول والغاز السوري فضلا عن رغبتها بمد خط أنابيب الغاز نحو الساحل السوري ومن ثم نحو أوروبا , مما سيخفض قيمة الغاز بالعالم بنسبة 30% وهذا بدوره سيشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الروسي القائم في جزء من ايراداته على بيع الغاز لإوروبا .
***
أما أمن إسرائيل فلا يحتاج إلى أدلة ابداً إلا لقليلي الذكاء , في ظل تصريحات إيهود باراك قبل تركه لوزارة الدفاع الصهيونية باسبوعين أن الأزمة السورية خلصت اسرائيل من سبعة فرق سورية , وأن الجيش السوري يتآكل , كما لاننسى -والعقل العربي سريع النسيان برغبة جامحة للنسيان المتعمد- أن الإئتلاف السوري بقيادة معاذ الخطيب قد اتفق بوثيقة الدوحة على تسريح الجيش السوري بعد نجاح الثورة السورية من 600 ألف مقاتل حتى 50 ألف مقاتل فقط.
***
بقي الأمر الثالث وهو الحرب الحضارية وقد نوهنا عنها مرارا ومن خلال نظرية صموئيل هنتنجتون “صراع الحضارات ” قرر الغرب القضاء على الحضارات الإسلامية والكنفوشية والأرثوذكسية , وما الحرب التي بدأت من تونس حتى سوريا فدول الخليج لاقدر الله والتي تقودها الغرب وإيران وأدوات هذه الدول كالقاعدة وبلاك ووتر وحزب الله ومليشيات الإخوان الماسون , إلا بداية لهذه الحرب الحضارية التي تتجه نحو الحرب العالمية الثالثة .
تأكد بوتين من خلال مخابراته أن الغرب متجه لفرض الحرب بسيناريوهات معينة وبالقوة العسكرية محددا الأرض والمكان والزمان لتلك الحرب , فقرر تغيير اللعبة بعبقرية فذة .
***
استعرض التحليل بنوع من الإجادة قوى الشرق الجديدة , فالصين لديها طائرات من الجيل الخامس بعد أمريكا وروسيا , فضلا عن صواريخ عابرة للقارات جديدة ومتطورة وحاملة طائرات صينية .
أما روسيا فحدث في تطوير ترسانتها العسكرية ولا حرج وفي كل المجالات .
ولا ننسى أن العديد من طائرات ميج 31 رابضة في مطارات سرية سورية وأخرى بقبرص .
وبينما كانت أمريكا تضع تكتيكاتها باعتبار أن الحرب ستبدأ بفرض منطقة عازلة وحظر للطيران السوري على الأراضي السورية , فإن روسيا فاجأت أمريكا على أكثر من صعيد فوضعت أمريكا على حالة شفير حرب عالمية وعلى عدة جبهات , فالجبهة الأولى تم دعمها من قبل الصين وروسيا حين أعلنت كوريا الشمالية أنها ستلقن أمريكا دروسا وان وقت الانتقام قد حان مما لخبط القدرات الغربية فبدلا من جبهة الشرق الأوسط ومالي في أفريقيا , اصبح عليه لزاما وفي ظل إعلان كوريا الشمالية أنها دولة نووية , أصبح على الغرب أن يحسب حسابا للخطر المفاجئ والذي لم يحسب له حسابا .
أما الجبهة الثانية فهي البحر الأسود حيث اتجهت الأساطيل الروسية نحو الحدود التركية التي جعلها قردوغان مطية نتنة لحلف الأطلسي والتدخل السافر بشأن دولة عربية طمعا في استعمارها لاسترداد العصر الطوراني بالشام.
وبهذا فالخطط الأطلسية بدلا من أن تكون قد اتجهت من تركيا جنوبا نحو سوريا فعليها الآن أن تتجه شمالا للدفاع عن تركيا من هجوم محتمل روسي . ولقد وصلت ربما التقارير المقلقة لبوتين من استخباراته من داخل الإدارة الأمريكية أن امريكا متجهة للتصعيد في سوريا بعد زيارة أوباما لإسرائيل والأردن وزيارته للقبة الفولاذية لحماية إسرائيل من الصواريخ السورية , إبان وجود بوتين في قمة البريكس بجنوب أفريقيا , ولهذا لم يكن لديه وقت كقائد أعلى للقيادة العسكرية الروسية حتى يصل إلى موسكو ولا أن يؤجل قراره ثلاث ساعات إضافية حتى شروق الشمس بل أرسل من الطائرة الرئاسية الخاصة أوامره لوزارة الدفاع أن تقوم القوات البحرية الروسية قرب الحدود التركية بمناورات خلال ساعات الصباح الأولى وقبل شروق الشمس وكأن الحرب قامت فورا وعليهم امتحان قدراتهم القتالية وقدراتهم على الاستعداد لجلب الجنود بشكل فوري على وضع الاصبع على الزناد .
لقد صرح مسئول بوزارة الدفاع الروسية أنه ليس بالضرورة أن تقوم روسيا بإبلاغ الدول الكبرى بمناوراتها وأهداف تلك المناورات وحدودها الجغرافية , مما يعني أن روسيا توجه رسالة إنذار شبه أخير لأمريكا أن عليها مراجعة روسيا في اي قرار حرب يتعلق بالأزمة السورية وإلا … .
الآن أصبح العالم من قطبين روسيا ومعها الصين وكوريا الشمالية وسوريا , وأمريكا ويتبعها الحلف الأطلسي وإيران.
وسنرى كيف تتطور الأحداث في وقت أصبح نصف السفن الحربية العالمية تتواجه في البحر المتوسط استعدادا للحرب العالمية الثالثة. وأخرى تتواجه بين البحر الأصفر والمحيط الهاديء .
أعتقد أن أمريكا بمقدورها أن تكون أكثر تعقلا ..
ولكن هل النظام الدولي الجديد بقيادة الشيطان و12 ترليونير يهودي يمكن أن يكون لهم عقول , أم أنهم يدفعون العالم للحرب العالمية الثالثة وفق خطتهم بالأصل حيث أعدوا لكل سيناريو حسابا خاصا به , يمكن للحرب العالمية الثالثة أن تتأخر حتى يضع الغرب سيناريوهاته الجديدة , لكني أعتقد أنهم سيغامرون ويقامرون كعادتهم .
د.صالح السعدون

1٬705

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

تعليق واحد على “بانوراما الشرق الاوسط” : ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟”

  1. د.صالح السعدون

    [color=000000]"بانوراما الشرق الاوسط" : ماذا كانت تخطط واشنطن لسورية حتى أمر بوتين بمناورات عاجلة..!؟

    لأول مرة تصبح واشنطن في خانة رد الفعل منذ سنوات طويلة, حيث بدأت بحشد قواتها في كوريا الجنوبية خوفاً من تطور عسكري غير متوقع, في حين كتمت أنفاسها أمام المناورات العسكرية الروسية ولازالت صامته حتى الساعه, وحتى المحللين السياسيين الأمريكيين كانت تعليقاتهم شبه معدومة على المناورات العسكرية الروسية كما هو الموقف الرسمي الأمريكي, حيث شكلت المناورات العسكرية الروسية مفاجئة الى جانب المفاجئة الثانية بتهديدات كوريا الديمقراطية, في رسالة لواشنطن بأنها في حال لم ترى الواقع ستصحى على واقع أكثر مرارة.
    في البدء وقبل المستجدات العسكرية والسياسية كانت التقارير الإعلامية, وتحدثت التقارير عن تحذيرات واشنطن لتل أبيب بأن التصعيد على الأرض في سورية قد يؤدي الى حرب جدية في المنطقة, وإعتبره البعض نوع من جس النبض, تلاه حديث الكيان الصهيوني عن إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية, ولكن الرد الروسي كان مفاجئأ على عملية جس النبض الأمريكية وفاق التوقع, والحديث لم يعد يدور عن تقارير إعلامية وعمليات جس نبض, بل تحول الى لعبة يمكن وصفها بالخطيرة جداً, وتفاجأ المراقبون الروس قبل الأمريكيين من قرار الرئيس الروسي المفاجيء ببدء مناورات عسكرية في البحر الأسود بالقرب من تركيا, وقد أعادت المناورات العسكرية الروسية المفاجئة الى الأذهان حديث الرئيس الروسي عن هزات ستحدث وتغير العالم في السنوات القادمة, حين وصف السنوات الخمس القادمة بأنها مصيرية في أول خطاب له عند تسلم الرئاسة الروسية.
    ما حدث وصف بحسب جهات إستخباراتية متعددة بأنه خطير جداً, وبحسب خبراء سياسيين فهو بمثابة إنذار نهائي بقلب الطاولة بوجه الأمريكي, وخصوصاً أن التصعيد في آسيا وصل ذروته مع تحذيرات كوريا الديمقراطية لواشنطن بتغير قواعد اللعبة, ومن الواضح أن قواعد الإشتباك تغيرت تماماً في العالم فخلال الأزمة السورية كشفت الصين عن صواريخ عابرة للقارات تطلق من الغواصات تشبه صواريخ بولافا الروسية, وكذلك كشفت عن طائرات من الجيل الخامس لتصبح ثالث دولة تملك طائرات من هذا الجيل بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية, وأدخلت الى الخدمة حاملة طائرات جديدة كأول حاملة طائرات صينية بالتزامن مع خروج حاملة طائرات أمريكية من الخدمة, في حين أن روسيا قامت بتطوير ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق لدرجة أن تطلب واشنطن من موسكو لأول مرة خفض الترسانات النووية, فخلال الأزمة السورية يمكن الجزم بأن العالم متعدد الأقطاب لم يكن فقط نتيجة إستعمال الفيتو بوجه قرارات الغرب والناتو, بل هو نتيجة طبيعيه لموازين القوى العسكرية المستجدة في العالم حيث بدأت موسكو تنهض عسكرياً بالتوازي مع نهوض حلفائها, وبسبب تعنت واشنطن التي رفضت أن تشاهد الواقع كما هو جعلهاً تتلقى الإهانة ليس من روسيا أو الصين بل من كوريا الديمقراطية.
    مصدر روسي تحدث عن أن الإستخبارات الروسية رصدت تحركات أمريكية من طرف واحد تجاه الملف السوري, وبأن لعبة أمريكية خطيرة بدأ التخطيط لها ضد سورية, بالتزامن مع حشود للمسلحين في لبنان وتركيا والاردن فضلاً عن بدء دخول المسلحين من الأراضي المحتلة برعاية الموساد الصهيوني, و بدء دعم جبهة النصرة ومعالجة جرحى جبهة النصرة في مشافي الكيان الصهيوني وبل القتال الى جانب جبهة النصرة, والرد الروسي لم يكن فقط عبر المناورات الروسية المذهلة بسرعتها وتوقيتها, بل أيضاً تهديدات كوريا الديمقراطية لواشنطن لم تصدر بدون ضوء أخضر روسي صيني لكوريا الديمقراطية, حيث تحمل التهديدات الكورية آلاف الرسائل التي فهمها الأمريكي جيداً, ويضاف الى ذلك تقارير تحدثت عن رفع اللهجة السورية تجاه دول الجوار لأول مرة منذ بدء الأزمة وتحذيرات بقصف حشود المسلحين قبل دخولهم الأراضي السورية وداخل معسكرات تدريبهم.
    وبحسب المصادر الخاصة فإن ما حدث ليس سوى رسالة إستباقية لواشنطن, مفادها أن المفاوضات ما بعد قمة الدول الثمان ستكون عبر فرض الواقع الذي يرفض الأمريكي القبول به, وبل أكثر من ذلك سيتفاجأ الأمريكي بأن ما حصل عليه بالمفاوضات لن يحصل عليه أبداً حين تبدأ سياسة فرض الأمر الواقع, وقبل دخول الشهر الأخير لمفاوضات الدول الثمان كانت التحذيرات الروسية الحازمة, التي مفادها بأن الرد على جس النبض قد يكون بقطع نبض الخصوم, والأوراق التي تحملها موسكو كثيرة جداً أصغرها طرد قوات الناتو من أفغانستان, وأكبرها لازال يمنع واشنطن من أي مغامرة في المنطقة, وما جرى في نهاية شهر آذار يمكن وصفه بسياسة الدب الروسي البطيء جداً والهاديء الذي لا يضرب سوى ضربة واحدة.
    وأياً كان ما تحضره واشنطن في الكواليس, وبغض النظر عن ما تحضره أو حضرته, أكان جس نبض أم معركة, فإن الرد المبدئي رسالة قد وصلت للأمريكيين من روسيا ومن سورية, ولأول مرة الرسالة كانت عبر الجنود وليس بالطرق الدبلوماسية, وبعد سنتين على الأزمة السورية يمكن الجزم بأن الأمريكي ذهب في إستنزاف سورية ولكن مع مرور الوقت تبين أن سورية ومن خلفها حلفائها هم من إستنزف الأمريكي, حيث بعد نهاية الأزمة يمكن إعمار سورية, ولكن لن يعود الزمن للخلف والملفات المستحقة أصبحت على طاولة أوباما في سباق مع الزمن لا يتجاوز الشهرين, ويتشابه الوضع كثيراً بالجو الذي كان سائد قبل قمة الدول الثمان في روسيا عام 2006 وفي حال لم يتعلم أوباما من سلفه جورج بوش سيتكرر المشهد وأعذر من أنذر هي الجملة التي تختصر رسالة المناورات العسكرية الروسية.[/color]

التعليقات مغلقة