بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
حين أكمل الرئيس بشار الأسد خطابه الأخير وسط قاعة بها من الحضور آلاف من السوريين, كانت رسالة واضحة للعالم أن الرجل لا يخشى على نفسه من شعبه وهو في عاصمته وقد تعمد على القل بالمنطقة المحيطة بالقاعة أن يأتي بسيارته وحده دون حراسة .
كل هذا مع ما حصل من اكتضاض الناس حوله لمصافحته وخروجه من القاعة ليس معه إلا حارسين تقريبا .
***
ما إن انتهى الخطاب حتى جاءت موجة عارمة من الانفعال والتشنج الغربي فرنسي أمريكي بريطاني , وحتى الإنجليز المعروفين بالبرود أصيبوا بنوبة هستيرية من التشنج حسب تصريحات وزير الخارجية هيج , ولا ننسى الأتراك والأزرق أصفر إبراهيمي وسواهم من سياسيوا العالم .
غير أن أهم تعقيب على الخطاب كان من صحيفة اسرائيلية اظنها ايديعوت أحرنوت حيث قالت باقتضاب “إن مصير الأسد سيكون نفس مصير صدام والقذافي “.
هنا التقطت الأجهزة الأمنية تلك الإشارات الواردة بالموضوع أعلاه , وهو أن مسألة قتل الأسد لن تكون من خلال تدخل عسكري , بقدر ما سيكون من خلال عملية نوعية تشبه من عملية خلية الأزمة بمجلس الأمن القومي ومن خلال صواريخ بسيطة إطلاقها بسيط وغير مركب ولكنها دقيقة الإصابة عميقة التخريب والتفجير , وأنهم سيركزون على أي موقع قيادي يحتمل أن يكون فيه الرئيس بشار الأسد.
***
لقد أبلغ الرئيس الأسد جهات متعددة من العالم أن أي غزو أجنبي لسووريا سيمطر اسرائيل وتركيا وقطر وأماكن أخرى بصواريخه السورية الروسية الصنع.
وقد تعثر مشروع التدخل غير مرة رغم تحرق ابن جاسم حيث كأن العملية ثار شخصي بينه وبين الرئيس بشار.
وهاهي تركيا رفضت السماح بالتدخل من أراضيها إلا بعد اكتمال نشر بطاريات الباتريوت , وقد أثارت الأخت الفاضلة الجوهرة ممن نتحاور معهم بتويتر , موضوعا هاما للغاية وهو أن البطاريات الباتريوت الموجودة بزاوية تركيا الشرقية مع ايران قد وضعت من أكثر البطاريات تطورا حيث ترتبط بالأقمار الصناعية , وحسب تحليلها فإن المتوقع أن تكون بسبب مخاوف أمريكا وتركيا أنه إذا وقع التدخل فسيكون هناك تدخل روسي بطريقة أو بأخرى , وحتى ربما خشية اي حركة طيران بين سوريا وروسيا في حالة الحرب.
***
وفي الوقت الذي يتراس العجوز الوقح الأزرق البني الإبراهيمي اجتماعا دوليا بين الروس والأمريكان وهو شرف لن يعط إلا لليهود , بخصوص الفرصة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة لحل الأزمة السورية في وقت صعد الإبراهيمي عدائته تجاه الرئيس السوري بأنه يجب ألا يكون في الحكومة الانتقالية , هذا وهو محايد كما يفترض. مما يوحي بأن الاجتماع سيفضي للفشل بشكل حتمي مالم تحدث معجزة سياسية.
في هذه الظروف المشحونة بالتشنج السياسي الدولي ..
يعيش بلداء وجهلة العرب في حالة نشوة انتصار , فهاهو العريفي مرسول الحب لسلمان العودة يقابل جموع الإخوانجية المصريين , ويقابل رئيس الوزراء المصري وهو ليس بشخص رسمي من قبل الدولة السعودية بحيث نتساءل , ماالذي يجري بالرياض ؟!
ولماذا يصبرون على هذه الفوضى الإخوانية ..؟.
***
هنا لا يشعر بالخطر مثل السوريين , ولهذا فعلى قدر الخطر نجد القرارات التشنجية
بل إنها انتحارية , بمعنى أن الرئيس لن يركب طائرته هاربا مع حقيبته ..
بل سيقاوم ولكنه إن قتل من حيث لم يعد قادرا على إدارة الحرب فيجب على العسكريين قيادتها بشيء من الفوضى بحيث لايتركون موقعا إلا ويمطرونه باسلحتهم الصاروخية.
من اسرائيل إلى تركيا إلى قناة السويس إلى البحر المتوسط وصولا لتهديد الطيران المدني .
لا ندري إلى اين تتجه الأمور ..
ولكني أجزم أن اي اتفاق يمكن التعويل عليه بين أمريكا وروسيا على حساب بشار الأسد قد اصبح ضعيف الحظوظ بالنجاح.
استعدوا للاسوأ والله الحافظ , ولكن لاتفقدوا الأمل فإن الله قد وعد عباده :
“كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله”.
د.صالح السعدون