كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
شكراً أخي سيف الحق وأخي من الجوف على ما أبديتماه من ملاحظات .
إذا كنتم تذكرون أنتم ومتابعي زاوية”أزمة الانتفاضات العربية ” أننا راهنا بنظريتنا في هذا المنتدى على فرضية لا يمكن أن يتسق التحليل المنطقي خارجها وهي :
1-أن المنطقة تعرضت لتقسيم جديد أطلقنا عليه مجازاً “سايكس بيكو 2” بين ايران من جهة وبين الغرب من جهة أخرى رغم عدم تكافؤ الطرفين إلا أن المصلحة التي فرضتها منطلقات تاريخية جعلت الغرب مجبراً على تقديم تنازلات لإيران ذلك أن التاريخ اثبت أنه ما من مرة تحالف الفرس مع اليهود أو الغرب إلا شكلوا خطورة على الأمة العربية والإسلامية .فتحالف قورش مع يهود بابل انتصر اليهود من خلاله على العراق في عهد نابونهيد وسوريا وفلسطين وعادةا لبناء الهيكل الثاني , وتحالف اسماعيل الصفوي مع البرتغاليين حشر بايزيد الثاني وسليم الأول وبالكاد تمكن سليم الثاني من دفع الضرر , وتحالف الخميني مع اسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا أدى إلى خسارة العراق وهزيمة صدام حسين وأهل السنة , لذا فكان للغرب أن يقدم تنازلات جذرية لإيران كي يصلوا معهم لاتفاق يقضي على الأمة العربية .
2-النقطة الثانية في هذه النظرية أن سايكس بيكو 2 قد قسمت الأمة العربية إلى هلالين وأعادت التاريخ إلى نقطة صفر هي عام 620م اي قبل البعثة النبوية حين كانت فارس تحتل البحرين والأحساء وعمان واليمن والعراق وبينما الدولة البيزنطية تحتل تركيا واليونان وسوريا وفلسطين والأردن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبهذا شكلت اتفاقية سايكس بيكو 2 هلالين هلال شيعي ايراني يمتد من طهران فبغداد فالكويت فالأحساء والبحرين فالإمارات فاليمن أي رأس الهلال بطهران وذيله بصنعاء وبهذا فقد أسقطت سوريا من موقع الهلال الشيعي القديم.
بينما يمتد الهلال الإخواني (مكان البيزنطي ) من استانبول وصولا لطنجة مرورا بكل البلدان العربية المحيطة بالبحر المتوسط .
3-تحدثنا أن هناك مكتب تنسيق بين حزب الله كمندوب لإيران في الاتفاقية وبلاك ووتر كمندوب لإسرائيل في اتفاقية سايكس بيكو2 وهذا المكتب قرب الناقورة في فلسطين المحتلة لينسق حزب الله عمله مع بلاك ووتر في إحداث ثورات الربيع العربي والتغيير الراديكالي في الأمة العربية وإعادتها للاستعمار .
4-بينا في النقطة الرابعة أنه كما لمح رجال أغراب في تونس كانوا يمثلون حزب الله وبلاك ووتر في تونس ومصر حيث دخل 99عنصرا لبلاك ووتر من اسرائيل عبر سيناء وعبر مائة ونيف من قاعدة ايرانية بكردفان عبر النيل لمصر لإحداث الثورة كعناصر لحزب الله فقد لمحوا بقوة ووضح بالثورة الليبية حيث ساهم حزب الله وبلاك ووتر والباسيج الإيراني أو القوات الخاصة الإيرانية بسقوط طرابلس الغرب بيد حلف الأطلسي وأعلن حزب الله وايران أنهما ساهمتا في اسقاط نظام القذافي .وعليه فقد توصلنا لتحليل ونتيجة مفادها أن الجيش السوري وهو يلاحق قوات مجهولة في البقاع تدخل وتشارك في حرب حمص إنما هي قوات حزب الله .
وقد تحدثنا أن الحكومة السورية قد اكتشفت خيانة حزب الله وطاردت قواته المساندة للثوار السوريين من القاعدة السورية(الذي هي الجيش الحر تحديداً)ومليشيات الإخوان المسلمين الماسون من ليبيا وسوريا ومصر ومن بعض دول الخليج ,وبلاك ووتر .وقد كانت قوات حزب الله تدخل لمساندة الثوار بحمص في بداية الثورة وحين اكتشف الجيش السوري أمرهم طاردهم حتى داخل الأراضي اللبنانية حيث تنادى حتى أقطاب 14 آذار من عملاء سعد الحريري ليخفوا دور حزب الله القذر, بينما نددت الدول الغربية بالتدخل السافر لسوريا في لبنان غير عابئين بأن قوات حزب الله تتدخل بسوريا , ولكي يخفي حزب الله دوره اصطنعت حكاية خطف منسوبين من حزب الله من قبل الجيش الحر وهم في طريق عودتهم من حجهم الغريب إلى كربلاء في وقت أظن أنه ليس موسم حج.
العيب بالحكومة السورية أنها قليلة الكلام وإلا لبينت الدور القذر لحزب الله في حمص .
ومنذ ذلك الوقت بدأ حتى نصر اللاة يطعن بالحكومة السورية بدون رحمة حين أعلن بعد زلزال دمشق وتفجير خلية الأزمة بمبنى مجلس الأمن القومي السوري ؛ظاناً أنه قد تم الإجهاز على الحكومة السورية وكأنه يؤيد بشار الأسد بينما هو يحرض الغرب عليه حين أعلن أن الصواريخ التي ضرب بها حزب الله اسرائيل في حرب تموز 2006م كانت صواريخ من صناعة سورية .مما أحدث ضجة ضد الحكومة السورية ومن ثم افتعلت حكاية إمكانية سقوط الأسلحة الكيميائية السورية بيد التنظيمات الإرهابية وخاصة حزب الله.
بعد هذا الدور المشبوه بدأت الصورة تتضح أمام الحكومة السورية حول أعداءها الحقيقيين ؛ ولذا فإن حزب الله بدأ يخفف في خطابات نصر الله من تأييده لبشار الأسد وسوريا .
***
وقد تحدثنا في مقالين بعنوان :
” المعركة الأخيرة بين سوريا العظيمة ومغول وتتار وصليبيي العصر” عن خطة المعركة الأخيرة بين سوريا من جهة وبين أعداءها الحقيقيون حيث كان مرسي الرئيس الإخواني لمصر ينتظر أن توافق السعودية على دخول المعركة نيابة عن مصر ضد بشار الأسد ولكن خاب أمله حين أبلغ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أن السعودية لن تفرط بقواتها العسكرية – حيث تهدد ايران الأمن السعودي – لتزج بها في معركة بسوريا لاناقة للسعودية فيها ولا جمل , هنا اسقط في يد الرئيس محمد مرسي وأعطى القوات المسلحة المصرية أوامر بسرعة الاستعداد من خلال مناورات مصرية تركية قبالة السواحل السورية التركية اللاذقية واسكندرونة للتدخل بسوريا مع التحالف الدولي الذي سيكون من 30 دولة كما حدث بالعراق1991 و 2003م وبليبيا 2011م .وزودت أمريكا القوات المصرية على عجل بكل حاجتها من طائرات إف 16 ومعدات متقدمة أخرى , وفعلت الشيء نفسه مع الجيش العراقي , حيث قدمت له طائرات إف 16 عاملة بالجيش الأمريكي ليمكن تدريب الطيارين العراقيين على الأسلحة ذات التقنية الأمريكية على عجل استعدادا للتدخل ضد سوريا , وبينَّا أن العراق اتجه إلى روسيا لشراء مزيد من السلاح وظننا – خطأ حينها- أن ذلك قد يشكل إغراء لروسيا للتخلي عن سوريا حيث ثبت صمود الموقف الروسي الرائع خلف الوطن والقيادة السورية.
ثم جاء دور ايران لتدعي – والمالكي مجرد دمية ايرانية – أن العراق استجاب لضغوط أمريكية وأنه بدأ بتفتيش الطائرات الإيرانية الذاهبة لسوريا مما سيمنعها من تقديم اي مساعدة لسوريا , وهي حقيقة لم تقدم أية مساعدة , وحتى يوم أمس فتشت الطائرة الثانية مما يعني أن ايران لم ترسل أي طائرات ذات قيمة إلا طائرتين خلال شهر كامل , مما يسقط القضية برمتها ويجعلها كنوع من أن ايران تبحث عن مبررات كي تعلن تخليها رسميا عن دعم حليفها سوريا كمبررات ليس إلا , ثم وصلت القوات الخاصة الأمريكية للعراق والأردن , ولهذا بنينا تحليلنا على أن المعركة الأخيرة ستكون ضد سوريا من أربعة جبهات الجبهة التركية الشمالية (القوات التركية ومصرية والفرنسية وربما بريطانية مع القاعدة ومليشيات الإخوان الماسون والجيش الحر) والجبهة الشرقية العراقية (القوات العراقية والإيرانية والأمريكية الخاصة وقوات فيلق بدر وفيلق الصدر) الجبهة الجنوبية الأردنية (قوات أردنية ومصرية قد تصل إلى مائة ألف جندي مصري وقوات خاصة أمريكية وربما بريطانية أيضاً ) , وتأتي الجبهة الأهم وهي الجبهة الغربية حيث (إسرائيل التي ستتدخل مع الجولان بضربات جوية لأن التوراة تمنعها قطعيا من التوجه لدمشق باعتبار متى حدث ذلك ستكون نهاية إسرائيل وقوات أطلسية , وقوات أمريكية والتي قامت بمناورات عديدة بالجبهة السورية مع الجولان في الأسابيع الماضية حيث توالي الجبهة الإسرائيلية الاستعداد لهذه المعركة ؛بينما يقوم حزب الله بالتدخل العسكري الميداني من خلال قواته الخاصة ).
من هنا يأتي تصريحات مسئول حزب الله لتؤكد تحليلاتنا السابقة وهو وإن كان يسوقها بأنه إذا كان الخيار بين سوريا وبين الأسد فإن حزب الله والشيعة سينحازون لسوريا والمجتمع السني السوري ضد الأسد , بينما نقول له لماذا لم يعط حزب الله لأهل السنة في لبنان تقديرهم إن صدق وهذا هو تصريح مسئول حزب الله(“يدرك حزب الله وايران انهم على طريق صدام مع السنة ان لم يجسروا الهوة بينهم. والقضية الساخنة في ذلك هي سوريا، ومستقبل حزب الله والشيعة عموما مرتبط بسوريا. واذا كان الامر يتطلب التضحية ببشار فلنضحي به ولا نضحي بسوريا”.)إذاً فحزب الله حسب تحليلاتنا كان يقاتل مع الثورة منذ اندلاعها بسوريا وربما هو أول من حولها من ثورة سلمية إلى ثورة عسكرية دموية وبينَّا أن قوات حزب الله كانت تقتل بالشعب السوري ليس إلى جانب الأسد وإنما نكاية بالأسد لتثير عليه الشعب السوري ونقمة الرأي العام الدولي باعتبارهم شيعة يقتلون لصالح الأسد وليس ضده كما هو واقع حالهم .
في هذا التصريح صاغ مسئول الدائرة المقربة من قيادة حزب الله تصريحه دون أن يخفي أن هذا هو التوجه الرسمي لإيران وحزب الله معاً وأنه جاء لأنهم قرروا أن يكونوا إلى جانب سوريا (الشعب) لا إلى جانب الأسد كما يزعمون , ونُذكِّر الأحبة بأن الإخوان الماسون السوريون قد أعلنوا أنهم أكملوا ست جلسات محادثات مع ايران للتوصل لمرحلة ما بعد الأسد .
لهذا فقد أوقف نصر الله مؤتمر الحزب العام ليس لأنه لن يستطيع إقناع القيادات الحزبية الشيعية بالاستمرار بدعم الأسد ولكن على العكس لأنه لن يستطيع أن يقنع كوادر حزبه بأنه مرتبط بالقرارات الإيرانية وأن ايران منذ بداية الثورة السورية وهي تعمل للإطاحة بالأسد.خوفاً من أن يرفض معظم كوادر حزب الله أو بعضهم قتال بشار الذي دعمهم لسنوات طويلة .
الآن حصحص الحق .
الآن أعلن حزب الله أنه وايران اختاروا علناً إسقاط الأسد بعدما كانوا يقاتلونه سنتين سراً .
ورغم إصرارنا من خلال عمل تنظيري تاريخي بحت وليس من خلال المعلومات الاستخباراتية أن هذا هو ما يحدث إلا أننا واجهنا كثير من سخرية البسطاء والجهلة , كما واجهنا نقداً مريرا من قبل مفكري الأمة وعلمائها ومثقفيها , وكان ذلك من قبل الطرفين المؤيدين لبشار الأسد وهم كالمتعلقين بقشة دعم صديق هو في الواقع عدو , ومن قبل أعداء بشار الأسد وهم يقولون أنت لا ترى حزب الله وهم يقتلون إخواننا أهل السنة ؟ وقلنا للجميع بلى إن حزب الله يقتل الشعب السوري ولكن لأنه ضد بشار ويريد إثارة النقمة عليه لا لأنه معه.
الآن حصحص الحق فهل من مدكر؟.
د.صالح السعدون