استقراء لاتجاهات الأزمة السورية وسط عاصفة الشرق الأوسط
استقراء لاتجاهات الأزمة السورية وسط عاصفة الشرق الأوسط
فالسربال القديم سربال شتوي .. من الفراء الذي كان يتدفأ به الخليجي من البرد في شتاء مقبول .. أما الآن فنحن في صيف حار كصفيح ساخن يلهب الجسد بحرارتهاستقراء لاتجاهات الأزمة السورية وسط عاصفة الشرق الأوسط
كتب /د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
المنطقة والعالم يتغيران .. يوماً بيوم ..
روسيا وسوريا من جهة .. وأمريكا وفرنسا وتركيا مع إسرائيل وإيران من جهة أخرى
الكل يتغير .. بينما الخليج لا يزال في سبات عميق أو ربما كالكسلان غير قادر على تغيير نفسه وخلع السربال القديم الذي أصبح لا يتناسب مع موقف اليوم ..
فالسربال القديم سربال شتوي .. من الفراء الذي كان يتدفأ به الخليجي من البرد في شتاء مقبول .. أما الآن فنحن في صيف حار كصفيح ساخن يلهب الجسد بحرارته كما أن به اسلحة فتاكة تحتاج منا إلى تبديل لباسنا من لباس الفرو إلى لباس يتناسب مع المرحلة من صنف ألبسة الواقية من الرصاص وتغيير أدواتنا لتصبح قابلة لكسح الألغام الفارسية المجوسية والأمريكية الصليبية التي بدأت تزرع في ترابنا أينما حللنا في الإمارات والبحرين والكويت والسعودية.
ولكن الكسلان يقطع ثلاثة أمتار بيومين .. بينما يهرف الذئب عشرات الكيلومترات بالساعة ؛ ترى هل سنحب اسلوب الكسلان أم اساليب الذئاب؟
***
ما يجري في لبنان يحمل نذر شؤم كبيرة وخطيرة ..
ففرنسا وأمريكا وإسرائيل اصطدمت مع إيران بتغييرات عالمية على مخطط الخريف العربي بموقف بوتين حيث اصبح مدفيديف مجرد تابع ذليل لبوتين فلم يعُد مسموحا للمؤامرة العالمية بأن تمر على سوريا فالجزائر فدول الخليج بدءً من البحرين ومن ثم تصديرها لروسيا والصين ..
ومن هنا تغير الموقف؛ فلكي لا يصبح موقف إيران مكشوفاً بعدائه لسوريا.. من المؤكد أن إيران قد دفعت بحزب الله نحو تأجيج الصراع الطائفي بلبنان وكأنه نوع من المبادرة لفك الحصار عن سوريا وتحويل نار الصراع إلى لبنان ..
البسطاء سيرون أن في ذلك حل للمشكلة السورية ؛ لكنني أرى العكس تماماً فحزب الله هو من يقود ميقاتي وحكومته ؛ ورضاه عن التسيب الأمني والانتقال نحو الحرب الطائفية بقدر ما هو ظاهرياً لصالح سوريا إلا أنه ايضاً سيكون ضدها تماماً فسيكون في ظاهره أن إيران وحزب الله يقومون بعملهم من أجل إنقاذ سوريا , بينما في الحقيقة أن سقوط شرعية الحكومة اللبنانية ؛ وسقوط الأمن ؛ وبداية الحرب الطائفية بشكل عنيف سيجعل الأراضي اللبنانية مصدر إزعاج حقيقي بحيث يبدأ اساطين الحرب وتجار الحروب فرصتهم للثراء وخاصة أمثال سمير جعجع.
إذ سينشط تهريب السلاح لسوريا , كما سينشط تهريب أفراد القاعدة والإخوان الليبيون لحمص واللاذقية وسواهما وستصبح سوريا أرضاً مكشوفة بالنسبة للخارج وخاصة الأرض اللبنانية ومن المعروف أن الرئيس السابق لسوريا حافظ الأسد قد اضطر أن يخوض حرباً داخل لبنان لزرع الاستقرار في لبنان لأن ما يحدث في داخل لبنان يؤثر على سوريا بشكل مباشر .
إذاً يجب علينا أن نستقرئ تطور الأحداث العنيف والمفاجئ بلبنان ومن جهات محسوبة ظاهريا على سوريا بينما هم أتباع للنظام الدولي الجديد واتفاقيات سايكس بيكو2 من خلال قراءة جديدة وهو ما يعني أن الخريف العربي قد اتخذ طابعاً جديداً لتنفيذ الأجندة الصهيونية على حساب عاصمة الأمويين ؛ وأنهم يتلونون بمؤامرتهم كالحرباء التي تتخذ من لون الأشجار أو الصخور لوناً لها في كل لحظة .
العالم يتغير من حولنا ..!!
ونحن كأمة عربية غير قادرين على مقاومة التغيير فضلا عن صناعة الحدث .
فلنبحث عن بؤر المؤامرة .. فحين نرى وجه المنصف المرزوقي القبيح كعميل للاستخبارات الفرنسية والأمريكية وهو يهدد ببشار الأسد بأنه سيترك الحكم بسوريا حياً أو ميتاً نعرف أن لدى هذا العميل الصغير شيئاً ما يريد أن يقوله .
المؤامرة تتغير وتتلون وما يحدث بلبنان إنما هو أمر يتعلق بسوريا وصولاً لتواجد أكثر من 330 من مراقبي الأمم المتحدة ذوي الأصول اليهودية أو عملاء اليهود ؛ بحيث ينفذون أجندة إسقاط الحكومة السورية وإقامة حكومة الإخوان الماسون بسوريا ليكتمل الهلال الإخواني حول البحر المتوسط.
لقد أعلنوا اليوم أن أهم ما تقتضيه مهمة عملاء إسرائيل والصهيونية العالمية والماسون هو البحث عن السجون , إنها لعبة العراق القديمة ؛ حيث يبحثون عن الأسلحة الكيميائية بغرفة نوم الرئيس صدام حسين وكل القواعد العسكرية العراقية ؛ فلا نستغرب إذا اصبحت مهمة هؤلاء الصهاينة الوحيدة هو البحث عن السجون والمساجين السوريين من الإخوان الماسون وعملاء النظام الدولي الجديد في القواعد العسكرية السورية ووزارة الدفاع السورية وقصر الرئيس بشار الأسد ؛ وسيصفق العملاء .
وستسخر الأمة من نفسها إلى الحد الذي سنقول إن القول القديم " يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" لم تعد تتناسب مع فداحة السخرية العالمية من جهلة أمتنا الذين يصفقون ليل نهار لجلاديهم.
فياليل ما أطولك ..! ترى هل من صبح قريب؟!!!
د.صالح السعدون