بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم
ما الذي يجري بالعالم والمنطقة منذ انتخاب بوتين.

قامت روسيا بزخم غير عادي بانتخاب الرجل الذي أعاد لروسيا هيبتها, الرئيس فلاديمير بوتين للمرة الثالثة , ووسط الدموع شكر مواطنيه ولكنه لم يضيع وقتاً فقد بدأ ممثل روسيا بمجلس الأمن يمارس سلطاته كمندوب لدولة روسيا العظمى , بحيث أجبر الأمم المتحدة على أن تعلن حزمة من الرؤى من أهمها : 1-اتهام الأمم المتحدة المعارضة السورية بارتكاب مجاز وعنف وأنها ترفض الحوار 2-أن ليبيا تدرب الإرهابيين السوريين وتبعثهم للعبث بأمن سوريا , وعليها تبين أن الأمم المتحدة لم تعد ملك مندوب ساركوزي ووزير خارجيته ولا هيلاري كلينتون ليقولا ما يشاؤون , وأن المارد الروسي العملاق قد خرج من قمقمه, هذاالانقلاب بموقف الدول الكبرى الذي فرضه بوتين سيجعل منه أعظم شخصيات العصر لأنه غير وجه التاريخ من السيطرة الأمريكية الأحادية إلى عالم ثنائي القطب , اليوم حدث انقلاب سياسي كبير بموقف الأمم المتحدة , أصبح العالم ثنائي القطب فعلاً , روسيا والصين أمام الغرب الصليبي .وعلى الفور مد الغرب رجله وأطفأ أزيز طائراته , وأسكت الناطقين بمجلس الحرب , وعاد راديو فرانس 24 يبث أخبار الرياضة المطولة والثقافة بعد انقطاع لعدة أشهر بسبب تركيزه على الأزمة الليبية والسورية بداية من اليوم. وبناء عليه فقد مد العالم رجليه :

1-أعلن ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عن تمتعه بإجازته الاعتيادية ومن ثم التوجه لأمريكا لإجراء فحوصات طبية مبرمجة مسبقاً كما أعلن.في وقت كان أمير قطر قد شعر بثقل موقف روسيا والتغييرات الدولية ضد إسرائيل والغرب ولصالح أصدقاء موسكو , وعزم على تجديد علاقات الولاء القطرية للسعودية فقد عرف ألا شأن لقطر بعد اليوم وأنها مجرد بعوضة بمستنقع الدول الإقليمية الكبرى, وربما مغادرة الأمير نايف كان رفضاً للقاء هذا الصعلوك القطري ابن الإيرانية .

2-قام أمير قطر ربما بعد أن بصق بوجه ابن جاسم بزيارة للسعودية وفق شروط قاسية , منها أن السعودية لن تتعامل معه كأمير دولة بل كصعلوك يجب محاكته ومحاسبته على الخروج على الإجماع وعلى الدور المخزي للسياسة القطرية , فأنزلت الرياض مستوى استقباله ليس على مستوى ولي العهد أو من يقوم بمقام النائب الثاني ؛ بل على مستوى أمير العاصمة الرياض , وهي إهانة ليس لها حدود حسب المراسم الدولية لاستقبال رؤساء الدول .

3-استقبل الملك أمير قطر وكأن جلسة المحادثات بين الطرفين كانت محاسبة وليس معاتبة وتأديب وليس تأنيب , بحيث يعيدون قطر لبيت الطاعة الخليجي, ووفق ما يريده الشقيق الأكبر الذي طالما أقض مضجع حمد بن جاسم .

4-صمت الغرب واتهمت الأمم المتحدة المعارضة السورية بأنها ترفض التسوية السلمية وأن المسألة يجب أن تحل سلمياً , وأعلن محمد العربي أمين الجامعة العبرية بأن عسكرة الثورة السورية أمر مرفوض وأن إمدادهم بالسلاح لم يعد ممكناً وقام الجيش السوري باجتياح بابا عمرو في ظل 48 ساعة.

5- وفي الوقت الذي يجعجع نتن ياهو بأنه مستعد لضرب إيران يخرج حاخاماتهم ليقولوا إن ضرب إيران يتعارض مع التوراة , مما يجد ساسة إسرائيل المبرر الديني للتراجع عن ضرب إيران التي ننتظرها منذ 30 سنة بينما إيران والغرب يجتمعون في جنيف لتعديل سيناريو الربيع العربي الآثم وفق المعطيات الجديدة.

6- في الوقت الذي يجري تبريد الأزمة السورية ويضغط على المعارضة أن تجلس مع الحكومة السورية لإجراء محادثات فإن المأمول أن تقلص السنتين في الدستور الجديد إلى عدة أشهر فتجرى انتخابات رئاسية توصل الإخوان الماسون إلى الحكم وفق شراكة من قبل الأحزاب الأخرى على أن لا يجري على حزب البعث السوري مثل ما جرى على حزب البعث العراقي أو الوطني المصري أو حزب بن علي بتونس , ومن ثم تتوجه الأزمة السورية نحو صراع سياسي بدلاً من الصراع العسكري .

7-ربما ستسخن الأزمة الجزائرية والبحرينية بانتظار ما سيسفر عنه جلسات التآمر الإيرانية الغربية الصليبية بجنيف عن اتفاقات لتعديل سايكس بيكو الثانية التي اصطدمت بالقوة الروسية الصينية الجديدة.

8-من هنا نعيد على صانع القرار السعودي وبعد فشل سياسات وزارة الخارجية السعودية في الشهور الثلاثة الماضية أن تدرس مسألة إنشاء وتدشين المحور السياسي الجديد (روسيا- الصين- السعودية- باكستان – وسوريا).

الأيام حبلى , لم تنتهي ولن تنتهي الأزمة السورية خلال ساعات فمازال لي الأيدي للظهر وعض الأصابع مستمرة استعداداً للمفاوضات .

د.صالح السعدون[/color]