شيمون بيريز .. الرئيس ” التاسع ” لإسرائيل .

شيمون بيريز .. الرئيس " التاسع " لإسرائيل .
هل هو شؤم إسرائيل .. وهل يعني أن مؤشرات نهاية دولة إسرائيل قد اكتملت ..؟
د. صالح السعدون الأرقام عالم عجيب غامض حين نبحر في عالمها نؤمن أن الله بنى هذا الكون على مقادير محددة ؛ وأن هذه الأرقام تدخل في تلك المقادير , فإذا كان الله سبحانه جل شأنه هو الواحد الأحد الفرد الصمد؛ وإنه سبحانه قد انفرد بهذه الوحدانية ولله المثل الأعلى فإن سائر الأرقام قد خصصت بقدر من الله لكل رقم خاصيته التي اختص بها عن سائر الأرقام .
فنجد أن رقم سبعة كان رقماً مباركاً كما توحي به الآيات وكبار المخلوقات فنجد أن السموات سبعاً و الأرضين سبعاً (( فقضاهن سبع سموات في يومين … الآية )) فصلت 12 ؛ وهكذا نجد أن رقم سبعة يتكرر في المعجزات والعبادات والدعاء ؛ إلى جانب أن الإنسان أثناء السجود يسجد على سبعة أعضاء كما قال عليه السلام : ” أُمرت أن أسجد على سبعة أعظُم ” رواه [ البخاري و مسلم, وعلى سبيل المثال لا الحصر فأجهزة الجسم من جهاز هضمي ودموي وعصبي وجنسي ..و..سبعة أجهزة ؛ كما خلق الإنسان على سبعة مراحل من التراب إلى الطين إلى الطين اللازب فالصلصال وحتى الفخار في سبعة مراحل قبل اكتمال خلق آدم كما أن الله سبحانه خلقنا داخل رحم الأم من سبع مراحل (( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفةًً في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أ نشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أ حسن الخالقين)) ولعلنا نتعجب من أنه حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية , كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة , و عدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هو سبعة. و يجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات وغيرها كثير مما يعني أن الأمر قدر إلهي وليس أمر مصادفة أو أمر عبثي .
كما جاء رقم الثمانية في القرآن مرتين أو ثلاث في المرة الأولى في سورة الحاقة (( والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية )) الحاقة 17 وللتشديد جاءت كلمة ثمانية بعد ثمانية كلمات في الآية نفسها لتأتي ثمانية مؤكدة لتمام الأمر , ويفسر البعض أن رقم ثمانية تعني تمام الأمر من نهايته وانتهائه ؛ أما في المرة الثانية فقد جاء في سورة القصص على لسان النبي شعيب عليه السلام وهو يحاور رسول الله موسى عليه السلام في مسألة تزويجه إحدى ابنتيه (( قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هـاتين على أن تأجُرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك …)) آية 27 . أما في الآية الثالثة فهي بعدد أصحاب الكهف (( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ..)) الكهف 22 , والتأكيد هنا على السبعة لأن الأقوال الأولى تبعتها رجماً بالغيب ثم جاء التأكيد على السبعة وحرف الواو التي سبقت وثامنهم كلبهم وهي أرجح الأقوال وتمام المجموعة هو رقم ثمانية .
وقد جاء رقم تسعة وهو رقم العذاب والتدمير والموت فلا يأتي هذا الرقم إلا والشؤم حليفه حتى وإن كان الإسلام يرفض التشاؤم ؛ ففي سورة النمل جاءت آيتين لرقم تسعة (( وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين )) النمل 12 ((وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون )) النمل 48؛ ولعل الأعجب أن التسعة ارتبطت بالفساد بالأرض في الآيتين ذلك الفساد الذي ينتهي بعذاب مدمر لقوم صالح وقوم فرعون ؛ ولعل من الغريب أن نبينا شعيب وهو يشترط على نبينا موسى عليهما السلام تزويجه إحدى ابنتيه اشترط ثمان سنوات أو عشر سنوات ولم يشترط تسع سنوات بتاتاً أي لم يقل ثمان سنوات أو تسع بل ثمان أو عشر لأن التسعة رقم غير وارد في قاموس الأنبياء ؛ وحين نتتبع السنة النبوية الشريفة نجد العديد من الإشارات التي تبعدنا عن رقم تسعة؛ فعن أبي بن كعب قال ” انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك ؛ قال أنا فلان بن فلان ابن الإسلام قال فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت ياهذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة ” وهذا مما يؤكد شؤم هذا الرقم تسعة .
وقد يقول قائل إن يوم عرفة هو تاسع أيام ذي الحجة ورمضان هو تاسع الشهور العربية فنقول أما يوم عرفة فهو يوم عبادة ودعاء وصيام وتضرع إلى الله ولكنه ليس بيوم من أيام العيد الثلاثة رقم عشرة وإحدى عشر وإثنا عشر من ذي الحجة فهي أيام العيد والفرح ؛ وإن عد من الأيام ذات الفضل فقد يكون ضمن الشذوذ عن القاعدة ؛ أما تاسع الشهور رمضان فهو لا يدخل في موضوعنا لأن خيارات المسلمين لبداية العام هي التي جعلت من رمضان تاسع الشهور وهو أيضاً لا يعطي خلافاً لما ذهبنا إليه .
ولعل بيت القصيد ومربط الفرس في موضوعنا هذا هو أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز معروف بأنه شؤم على نفسه وعلى المنطقة وقد يكون شؤماً على إسرائيل فهو مراراً وتكراراً خاض الانتخابات عن حزب العمل ولم يفز ولو مرة واحدة في رئاسة الوزراء بما فيها تلك المرة التي قام بجريمة قانا ؛ أما شؤمه على المنطقة فهو الذي كان له دور كبير في بناء مفاعل ديمونه وهو شاب وهو من أتى بالنووي للمنطقة ؛ أما شؤمه على إسرائيل فهو أنه قد أصبح الرئيس التاسع والحرب القادمة قد تكون آخر الحروب الاستباقية التي تشنها إسرائيل لإطالة عمر بقائها بالمنطقة لأن المؤشرات بدأت تؤكد قرب زوالها ؛ ولقد صرح بيريز نفسه في حرب تموز 2006م أن تلك الحرب هي حرب (( حياة أو موت إسرائيل )) ولكن تلك الحرب لم تمت إسرائيل ولم تحييها ؛ ولكن المتوقع فيما يبدو أن الحرب القادمة والتي يكون بيريز رئيساً تاسعاً لإسرائيل هي الحرب التي ستميت إسرائيل والله أعلم ؛ وهل بناء الحائط العنصري العازل الذي يعزل إسرائيل عن محيطها الفلسطيني هو إستعداد لصناعة جيتو يهودي كبير بعد هزيمة الحرب القادمة يمكنه من حماية اليهود كما حمتهم حيطان الجيتو بالمدن الأوروبية لمئات السنين ؛ نحن لا نجزم وإنما نقدم تحليلاً فهل يصدق ؟ هذا بعلم علام الغيوب سبحانه .
د. صالح السعدون

582

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة