بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أهو خطاب الإخوان المسلمين – القيادة العامة أم أننا نحمل النص فوق ما يحتمل:
جاءني بالفيس بوك رسالة من صديق يطلب تحليلا لرسالة كتبها أو مقال كتبه د.سلمان العودة
فقلت راياً شخصيا فإن أجدت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله .

“لو طال العمر”

سلمان بن فهد العودة

أستاذ سامي تحية طيبة

الرجل يقدم شيفرات لأتباع حسن البنا وأتباع الخميني

أن العصر قد تغير وأنهم يجب أن يستبشروا في متغيرات قادمة يظن هو أنها ستطول إلى خمسين سنة قادمة , يحكم بها الإخوان الماسون الأمة العربية , ولكي يكون قادراً على إقناع شبيبة الإخوان ومليشياتهم العسكرية يصور الصورة السياسية بمخيلة شاعرية حين يقول ” نعم؛ أجدني متشبثاً بالحياة حتى آخر نفس.أريد أن أعيشها طولا وعرضاً بعمقها واتساعها.”

أريد أن استمتع ــ دون وسيط ودون تأخير ــ بكل التحولات التاريخية ــ التي سيشهدها نصف قرن قادم.

وحتى الأحداث العادية واليوميات هي مصدر بهجة لا تنضب،)) هذه الصورة الخيالية يستثير فيها حماسة الأغبياء من الشبيبة الإخوانجية مذكراً لهم بتلك الأيام التي كانوا يدربونهم بمعسكرات النشاط الطلابي وكأنه يقول هل تذكرون لقد حان الوقت وأنا قلت لكم وهاهو الزمن سيفرحنا بما نريد من المال والسلطة , انظر نوع الحماس الذي يستثيره إنه لا يختلف نهائيا عن طريقة الحسينيات التي يجلدون فيها أنفسهم وهو يقول : ((اقرأ فيها رحمة الله، وعدله، وقرب فرجه للمحرومين والمسحوقين، ومأسوري الأجساد والأرواح!

أريد أن أشاهد بدهشة وحماس كل المآلات التي سيصير إليها عالم أنتمي إليه وأحبه، وأمقت تخلفه، وأقرأ الحدث كاملا غير منقوص بعد أن شهدت بداياته، وقرأت حروفه الأولى.))ويستثمر الإسلوب الفارسي في التحليق بالخيال لأنهم هكذا يشحنون الأمة الفارسية نحو الهاوية التي تتضمنها أحلامهم.

يبحر في عالمهم الخاص حين يقول (( أريد أن أشهد وجوهاً جديدة في الحياة؛ من صبية كبروا، وكبروا وشمروا عن سواعد الجد، وخاضوا التجربة بكل ثقة، ونزلوا يخطرون بكبرياء التواضع!)) وجوهاً جديدة غير الحكام والوزراء السابقين عالم يختلف عن النظام العربي القديم , تلك الوجوه الجديدة صبية دربهم بمعسكرات نازية خاصة بالتأكيد رضعوا تمائم ووصايا خاصة فهم كبروا وشمروا عن سواعد الثورة من أجل التغيير وخاضوا في تونس وليبيا وسوريا التجربة بكل ثقة وهم كلك بجزيرة العرب ثم نزلوا يخطرون بكبرياء التواضع : هنا جملة ملغومة , فالمخاطر تحتاج إلى نزول لكنه ليس نزول ذليل بل نزول فيه كبرياء على غير الإخوان متواضع لدرجات الماسونية من الرتب 33وما تحت من رتب القيادات هذه الجملة بالذات تحتاج إلى الرجوع إلى قواميس سيد قطب وعقائد الخميني كي نستطيع فهم مدلولاتها الإخوانجية ذات الأصول الشيعية . فبدون أدنى شك أن الإخوانجية عقيدة مشكلة من الشيعة والماسونية وغيرها .

وأن أرى التاريخ يتوقف لهم، ويمنحهم حق الحياة، والمجد، والخلود.

كل عبارة من عبارات الخطاب قنبلة نووية من التوجيهات والرسائل السرية للتنظيم الماسوني الذي استغلوا فيه مدارسنا لقتلنا مع الأسف في هذا الزمن الذي برمجوا فيه عقول الأغبياء من أبنائنا فحسبنا الله ونعم الوكيل هذه العبارة أعلاه يريد أن يتوقف التاريخ لتبدأ حقبة الإخوان الماسون وإنه ليرى أن التاريخ هو المانح وليس الله سبحانه فنحن السلفيون نؤمن بالآية ” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء..” بينما الإخوان المسلمون يرون أن القضية لا تعدو فرصة تاريخية وقد أذن لهم التاريخفتوقف لهم ومنحهم حق الحياة أولاً بمعانيها الواسعة , والمجد اي السلطة والملك والخلود .. أظن أني لن أتجرا على الحديث عنها لأنها قد تخرج من الملة أو لا تخرج فهذا ليس لي وإنما للمشايخ , ولكن الخلود هو في الحياة الآخرة وليست في هذه الدنيا الفانية بينما الدكتور سلمان يتحدث عن الخمسين السنة الحالية , هي ربما كلمة أجبر عنها لآنها رمزية كشيفرة ولا يقصد بها أمور شركية ولكني تمنيت ألا ينزلق قلمه إليها لأن معناها مرعب فالتاريخ لا يمنح الخلود لأحد لأن الدنيا كلها زائلة وفانية .
أريد أن أتحدث عن آخرين قدموا التضحيات الجسام بتفانٍ وتجرد، ولم يطيلوا الحسابات، ولا راودتهم أحلام التصدر، ولا أصاخوا لإغراء السلطة والمال والجاه، فأصبحوا صلوات يتلوها الناس، وقامات تتقاصر دونها الأعناق، وخطت أسماؤهم بمداد من نور على صفحة الأيام!
في هذه الفقرة هناك دلالة أكيدة على أن منظمة الإخوان الماسونية السعودية تشهد صراعاً الآن على من يتزعم السلطة القادمة ,وأن هناك تنافس حاد , ولا نجد أن زياد الدريس مثلاً قد قدم مقالاً ليس هذا وقته وإنما كان يريد تسجيل حضور ووضع اسمه على الطاولة كرجل جاهد بقلمه , أعتقد أن الخلافات حيال اقتسام حقائب وزارية في أشده ولذا فد.سلمان يوجه رسالة استجداء واستنهاض الهمم بأن لا تختلفوا على اقتسام الغنيمة قبل أن نصطادها إنكم تقتسمون سمكة في بحر , فهو يريد أن يتحدث عن آخرين دون أن يسميهم أهم عمر وابو بكر أم سيد قطب وحسن البنا أم المشايخ زملاء د.سلمان الذين سجنوا خمس سنوات لم يكر أسماء ولم يتحدث عن أحد إلا أنها وصايا وشيفرات رمزية إلا أن المختلفين على الكعكة يجب أن يتذكروا أن هناك مجهولون قدموا تضحيات بتجرد وتفاني بدون أن يقدموا حسابات لماذا هم خسروا وغيرهم ربح ودون أن يحلموا بوظيفة رئيسية يتفوقون بها على غيرهم , فالسلطة والمال والجاه تأتي بأوامر سرية ليست خياراً لأحد فمتى ما فض الخطاب وجدوا أسماء القيادات مكتوبة فلا يغضب الآخرون أنهم مستبعدون لأن هذه منظمة ماسونية سرية ليس هناك خياراً لأفرادها وإن تلك القامات التي رضوا أن يكونون عبيداً أصبحوا أصناما تعبد فأصبحوا صلوات يتلوها الناس، وقامات تتقاصر دونها الأعناق، وخطت أسماؤهم بمداد من نور على صفحة الأيام!)) من هنا يذكرهم أن طفلاً إخوانيا شيعيا ماسونيا مثل خالد مشعل فاز برئاسة حماس بعد مقتل أحمد ياسين رغم أن كل التوقعات كانت تشير إلى الرنتيسي وحين امتعض الرنتيسي على القرار قتل خلال ايام قليلة , فتنظيم الماسون عليه أن يختار بين الموت أو القبول بقرار القيادة السرية المجهولة .

أريد أن أشهد واقعاً مزمناً، ظنه الناس سرمداً لا يزول، كيف انطوى وأصبح سطراً قصيراً في كتاب التاريخ لا يكاد يتبينه القارئون!

هنا رسالة واضحة يريد شدة في المظاهرات والتدمير والثورة لطي صفحة تاريخنا الذي ظن أنه لن ينطوي وسيكون سرمدا وفجأة راي أنه مجرد سطر قصير بالتاريخ سينتهي بعد أسابيع حسب ظنه وأن القراء سيطوون صفحته سريعاً .
أريد أن أرى صورة مختلفة غير تلك التي تقابلني كل صباح.
أبتغي المزيد من الساعات الممتدة لأعب من متع الحياة المبذولة بنشوة وفرح كلما أمكنني ذلك دون تذمم، مادمت مرتاح الضمير، دائراً في الحد الذي خطه لي قلم التكليف.

هذه الفقرة مرعبة
يريد طي الصفحة سريعاً وكأنه يحض على ثورة لا تبقي ولا تذر ولا ترحم
ثم يوحي بأنه خميني الجزيرة العربية القادم فقد سلم قيادة الثورة وتم تكليفه فيها
هذه العبارة واضحة لا تحتاج إلى ذكاء كبير .إنه يهنئ نفسه ويبلغ أتباعه بأنه قد أصبح مصطفى عبدالجليل الجزيرة

أريد أن أفرح بثياب أستجدها، وكأنها أول كسوة تلامس جسد ابن البادية.

وأن أفرح بطعام جيد ألتهمه، وكأنه أول وجبة يتبلغ بها ابن الحقل.
هنا يتحدث برسالة رمزية أن على اتباع الإخوان الماسون أن يركزوا على التغيير فتغيير اللباس ربما شكل الحكم والمظلة التي تظلنا بها دولتنا حفظها الله , وأن يكتفوا بقيام دولة الإخوان وكأن ابن البادية لم تقم له دولة وأن يكتفوا بما تجود به دولة الإخوان كما يجب أن يشعروا أنه لم يتذوقوا حلاوة كما أنه يركز على ربما شيفرات خفية فإما أنه يحذر من الفلاحين والبدو بكونهم ذوو ولاء للحكومة , وإما أنه يريد التركيز على ثورة البادية والفلاحين وإغرائهم بالثورة لكون اشتراكهم بالثورة يجعل الأمر صعباً على المجتمع السعودي.

أريد أن أفرح بمعلومة جديدة، وكأنها شاردة، وكأنها أول لمسة نورانية يهتز لها عقل طفل حديث العهد بالحياة.

أريد أن أتعلم كيف أستخدم التقنية الحديثة من أحد أحفادي، وكأنني بين يديه طفل صغير لا يستنكف من التوبيخ والضحك على بطء فهمه، وعجزه عن الاستيعاب.

اعتقد أنه يحض على الانخراط في الحرب الألكترونية واستخدام النت واستقبال شيفرات الثورة من خلال المواقع النتية كالفيس بوك وتويتر وغيرها .
وفي الجزء الأخير يزكي نفسه وخبرته وأنه قد عركته الحياة فهو هنا يبين أنه لن ينال زعامة الثورة لمجرد ولاءه للغرب وإيران وإنما نتيجة طبيعية لجهوده عبر السنون , إنه برنامج مرشح للمرشد على الطريقة الخمينية والله أعلم
قال في الأخير الشيفرة الأخيرة :
تكدر صاحبي عندما تذكر المخاطر المحيطة به، وبالحياة من حوله.

أما أنا ففلسفتي: «أحسن الاستمتاع بالنعمة قبل رحيلها».

أوشك أن أجزم أنه يكر أتباع الإخوان الماسون ببيتين للشعر لامرؤ القيس حيث قال :
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت ونعذرا
أعتقد أنهيبين الدور الذي قاموا به مع أوباما وكلينتون وقياصرة الغرب واجتماعاتهم واتفاقاتهم السرية , وأن صاحبه أو مجموعة من قيادات الإخوان شككوا في نجاح ثورتهم , وأنه يوحي لهم أنها محاولة وفلسفته بأن عليهم المحاولة والاستمتاع بالمخطط والفرصة المعروضة قبل أن تذهب بها الرياح
أقول لكم شيئا معاشر الوطنيين ابشروا وبشروا فنهاية مخططهم هو نهاية محاولات امرؤ القيس حين مات بجبل في أنقرة وهو يلبس جبة مسمومة حيث قال :
أجارتنا إن المزار قريب, وإني مقيم ما أقام عسيب
. اجارتنا ان الخطوب تنوب, واني مقيم ماأقام عسيب.
اجارتنا انا غريبان هاهنا, وكل غريب للغريب نسيب
وليس غريبا من تناءتدياره
ولكن من وارى التراب غريب
من هنا فابشروا فهو فأل شر على ثورتهم وسيجنون الندامة إن شاء الله

د.صالح السعدون