كتب د.صالح السعدون

تشهد المنطقة في هذين اليومين مراجعات للسيناريوهات المطروحة , فسوريا قامت باستعراضات عسكرية لقواتها المدفعية والصاروخية ولأول مرة بالذخيرة الحية بحيث وجهت رسالة قوية لتركيا وأمريكا وإسرائيل , بأن الوطن غال الثمن وأن التخلي عن السلطة للغرب بمثل هذا الجبن الذي حصل في تونس ومصر لن يكون في سوريا .
إسرائيل وأمريكا وفرنسا وتركيا قررت استعمار سوريا واقتسام كعكتها , لذا صرفت قطر عشرة مليارات دولار على دعم الثورة ونقلوا عصابات القتل من بلاك ووتر وحزب الله والباسيج ومليشيات الإخوان الماسون وقوات القاعدة كي تعيث في سوريا فساداً وقتلاً ثم تتهم الحكومة السورية بالقيام بكل هذا التدمير والإجرام فتصبح الحكومة السورية تحت طائلة الخوف من المسئولية , فيكون الذعر فتتم الاستقالات ومن ثم انهيار السلطة فتسقط الدولة والشعب بيد الاستعمار وعملاؤه .كما تم في تونس ومصر وليبيا – وإن اختلف السيناريو بالأخيرة – , غير أن المفاجأة أن سوريا أثبتت أن في العرب رجالاً لا يخشون العواقب في سبيل الأوطان فصمدوا .
هذا الصمود جعلهم ينتقلون من المفاجأة إلى امتلاك زمام المبادرة إلى صنع الأحداث والانتقال إلى القيام بالأفعال بدلاً من ردود الأفعال , حاول تيس قطر حمد بن جاسم أن يستعرض ” علابيه ” و “معليش ” على استخدام الكلمة العامية لأنك من الصعب أن تستخدم كلمة زئير الكلب , فالأصل هو أن تقول نباح الكلب , ولذا فمثل تيس قطر ليس له عضلات وإنما مجرد عرض شديد في الرقبة , حاول أن يستعرض قوته وتمكن من رشوة ” محمد العبري وبن خلي ” في الجامعة العبرية الجديدة , إلى جانب تهديدات أمريكية على بعض الدول العربية , فجمدت عضوية سوريا , ومن ثم فرضت عقوبات اقتصادية على الشام , وكانوا يتوقعون أن تسجد سوريا تحت أقدام قطرائيل , لكن سوريا أبلغت قطر أن الحقير حقير والكبير كبير , على قدر أهل العزم تأتي العزائم #وتأتي على قدر الكرام المكارم . فأعلنت سوريا أفعال فاجأت العالم :
1- وطدت علاقاتها بالصين وروسيا , فأعلنت الصين وقوفها مع سوريا حتى حد الحرب , أما روسيا فكان موقفها حتى الآن عظيماً , فزودت سوريا بأسلحة جديدة ومتطورة , كما أرسلت قطعاً من بحريتها المتطورة للسيطرة على الاتصالات والتشويش لصالح الجيش السوري .
2- انطلقت سوريا إلى تأديب العصاة من العملاء للغرب وإسرائيل , وعلى رأسهم أردوغان وتركيا والآردن , فقررت قطع خط الترانزيت عن الأردن والخليج وعن تركيا وأوروبا , وهددت روسيا تركيا بإجراءات عقابية , فقام الشباب الأتراك من حزب أردوغان وهم في خوف من ضياع مكتسبات حزبهم بسبب طموحات زعيمهم غير المحدودة بتحركات وأعلنوا أنهم سيقومون بانشقاقات على أردوغان , فخر أردوغان على قدميه واضطر أن يقوم بعملية جراحية لا يدرى أهي جلطة دماغية أم جلطة قلبية , وألغى سفره إلى قطرائيل وهو يلعنها , ودخل إلى السرير الأبيض .خاصة بعدما طلب أردوغان من بوتين التوسط بينه وبين الأسد فقال له بوتين في لهجة جافة ” إن الأسد مشغول بدفن جنوده الذين قتلتهم عصاباتك ”
3- قامت الأردن بإلغاء موافقتها على العقوبات الاقتصادية وطلبت من العراق تأمين الخط البري نحو تركيا فالأردن . خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات في سوريا , بينما زجت أمريكا بسفيرها اليهودي الجبان فورد كي يعود إلى دمشق لمناقشة الطابور الخامس في كيفية إنقاذ ما يمكن إنقاه .
4- لقد غيرت سوريا وهي تبتسم مجرى التاريخ , فأعلنت تركيا أنها لن تستخدم أراضي تركيا في أي اعتداء على سوريا , فشكرت سوريا تركيا على موقفها النبيل الشجاع , لقد أوقف الحزب الإخوان الماسون بتركيا عملية استعمار سوريا , باعتبارها عملية غير اقتصادية ومكلفة جداً ومحفوفة بالمخاطر , ودخل أردوغان المشفى , وشكرت سوريا رجال تركيا الأبطال على لعبتهم الصبيانية وعلى وعدهم الذي صدر تحت العصا السورية بعدم استخدام الأراضي التركية للاعتداء على سوريا . لقد أوضحت الأزمة معادن الرجال , مبينة لهم أن عصر الخلفاء الأتراك العظام قد انتهى إلى غير رجعة .
5- من المهم أن تطلب سوريا من تركيا أن تسمح لها بتفكيك المخيمات التي بنتها إسرائيل وأمريكا على الحدود التركية , كرمز إذلال لتركيا , فقد تحتاج إليها سوريا لتؤوي بها بعض اللاجئين من الدول المجاورة بما فيها تركيا .
6- ما زالت الدعوة قوية والحاجة ملحة لتشكيل محور روسي – صيني – سعودي – سوري – باكستاني . بحيث أن الدول الخمس تجمعهن العداوة الشديدة من قبل أمريكا والغرب وإسرائيل لكل منها . ففي هذه الأيام بدأ الغرب يشن هجومه على روسيا نفسها وظهر الخائن الروسي الأكبر الذي مزق الاتحاد السوفييتي جورباتشوف كي يشكك في الانتخابات الروسية التي جرت هذا الأسبوع .. وليبدأ الربيع الروسي حسب المؤامرة .
7- بالنسبة للسعودية فقد جاءت زيارة الخائن الأكبر سادات عصرنا راشد الغنوشي لأمريكا ومنظمة إيباك الصهيونية اليومين الماضيين لتجعل الرجل يهدد متوعداً لدول الخليج بتنسيق مع تيس قطر بأن الثورات العبرية قادمة إليها , وفي مثل هذه الظروف فإنها أفضل الأوقات لشن حرب معاكسة ضد قطر وتأديبها وتغيير قيادتها وإعادة الأمير الشرعي والد الأمير الحالي أو ضمها للبحرين كأمراء اصليين في قطر ولو بحرب عسكرية خاطفة كحرب ريغان ضد نورييغا بنيكاراجوا , فكما تم تغيير حكم القذافي .. من قال أن قطر محصنة ضد التغيير مائة في المائة ؟!!! ؛ بحيث تسقط المؤامرة فيما لو اتحدت مجهودات السعودية مع سوريا وروسيا – الصين والباكستان .
د.صالح السعدون