الملكية الدستورية باليمن هي الحل !
الملكية الدستورية باليمن هي الحل !
كتب د.صالح السعدون
فاته الكثير من الزمن للحاق بركب الحضارة سيقرر أن من الأفضل لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة دخوله لركب الحضارة العصرية من خلال دخول مقنن لمنظومة الملكيات العربية التي نأمل أن تتحول إلى ملكيات دستورية في أقرب وقت من أجل استقرار جزيرة العرب ومن حولها , واضعين – أي الشعب اليمني – في حسبانهم الدعم المالي الذي إن أحسن توجيهه في قطع المسافات الزمنية الفاصلة بين اليمن والعالم المتطور .الملكية الدستورية باليمن هي الحل !
كتب : د.صالح السعدون
اليمن يقف على مفترق طرق كبرى , والقوى الفاعلة في اليمن إنما هي ذات مصالح مؤقتة قد لا تنظر إلى المصلحة العليا لليمن ؛ بقدر ما تضع في حساباتها المصالح السياسية على المدى القصير ؛ بحيث أنهم قد لا يقدرون مدى خطورة خياراتهم السياسية في هذه المرحلة على المدى البعيد بالنسبة لمستقبل اليمن .
فالحكم اليمني جمهوري وله بدون شك قاعدة عريضة جداً , ومن يرى كم من الأعداد الملايينية التي تحتشد مؤيدة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يدرك أن معارضيه إنما هم أقلية , وأقلية كبرى .
فالمعارضة اليمنية التقليدية من المؤكد أن لهم مؤيديهم , بيد أنهم يكادون أن يكونوا بدون مؤيدين , وتكاد تخلوا الشوراع في المدن اليمنية من أي تأييد حقيقي للمعارضة التقليدية , ولعل المعارضة الحديثة وهي المعارضة التي جاءت تقليداً أعمى لما حدث في مصر وتونس واستجابة لرغبة النظام الدولي الجديد بالتغيير في النظام السياسي في النظام العربي القديم , مما يعني أن القيادة السياسية والعسكرية والإعلامية للثورات الربيعية العربية والتي تقاد لا كما قال علي عبدالله صالح من تل أبيب بقدر ما تدار تحديداً من غرفة العمليات المشتركة بين حزب الله وبلاك ووتر التابعتين لكل من ( إيران وأمريكا وإسرائيل ) في شمال منطقة الكابري في فلسطين المحتلة والتي تبعد حوالي 20 ميلا شمال مركز قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة ، والذي يقع على “الخط الأزرق” اللبناني – الفلسطيني )) . نقول لعل هذه المعارضة الحديثة والتي يطلق عليها الثورة الشبابية خطأ إذ أن عدد الكهول في المظاهرات الثورية ضد النظام اليمني الحاكم أكثر من عنصر الشباب , ورغم أن الدولارات الأمريكية والفيس بوك والوعود التي بذلت لقادة الثوار من دور سياسي قادم كلها تعتبر محفزات لاستدامة الثورة حتى الإطاحة بالنظام , وفي الوقت الذي وصلت الوساطة الخليجية إلى طريق مسدود , كما أن هناك إصراراً من قبل ثورة الربيع للنظام الدولي الجديد على إتمام المشروع الغربي للتغيير حتى وإن لجأت الاستخبارات الأمريكية حداً تستخدم فيه صاروخاً – لا يمتلكه معها إلا الإستخبارات الروسية – لاغتيال علي عبدالله صالح وهو يصلي صلاة الجمعة حين بدأ الإمام بسورة الفتح بعد الفاتحة بالركعة الأولى مما يعني دقة التوقيت بحيث يتم ضمان عملية الاغتيال , ولكنهم أرادوا عمرواً وأراد الله خارجه , فقد مات الكثيرون ممن هم مع الرئيس اليمني بالصف الأول بينما بقي علي عبدالله صالح حياً حيث أخذ علاجاً في مستشفيات السعودية .
وبينما لايزال أحمد بن علي عبدالله صالح يسيطر على اليمن من خلال آلة الحرس الجمهوري القوية ؛ غير أن نائب الرئيس الذي ليس له إلا صلاحيات اسمية لا يزال بين مطرقة السفير الأمريكي وسندان المعارضة والسلطة .حيث تبقى الحياة في الجمهورية اليمنية مصابة بالشلل التام حتى إشعار آخر .
فإن الحوثيين الطرف المشاغب والمثير والمحبين لسفط الدماء من أجل خدمة أهداف الإستراتيجية الإيرانية والمال الإيراني المتدفق على قيادتهم بحيث أعمى تلك القيادة عن مصالح اليمن العليا لصالح المصالح الإيرانية , يظلون يشكلون – رغم أقليتهم وانتفاء قدرتهم على التغيير دون مساعدة كسروية – خطراً على مستقبل الخليج وجزيرة العرب .
ومن هنا وجب بالضرورة على المباردة الخليجية وفي ظل تغيير جذري بتوجهات مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مجلس للملكيات العربية , أن تطور مباردة الخليج اليمنية إلى عودة الملكية السابقة في اليمن للحكم الدستوري البحت بحيث يتم ضمان عدم انتكاسة الأمور نحو الفوضى أو الشلل أو تحقيق المصالح الإيرانية , فالجمهوريون أثبتوا فشلهم في تنمية اليمن في ظل فساد مالي وإداري وشلل في الإدارة لمدة ناهزت ستين عاماً , بينما أثبت الشيوعيون الجنوبيون أن لاقاعدة لهم حتى في جنوب اليمن , وحيث المعارضة الضعيفة , وعدم قابلية شباب الفيس بوك من غالبية الشعب اليمني , فلم يعد من حلول مطروحة على الساحة السياسية اليمنية أفضل من الملكية الدستورية , وحيث أننا نشاهد الغرب وهم يضعون أربعين مليار دولار لزعزعة الأمن العربي أن يضع الخليجيون أربعين مليار لتأمين الجبهة العربية بجزيرة العرب من الأخطار الإيرانية والتي يبدو أن الغرب هو من يدير دفة المصالح الإيرانية لليمن .ومن المؤكد أن الشعب اليمني الذي فاته الكثير من الزمن للحاق بركب الحضارة سيقرر أن من الأفضل لمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة دخوله لركب الحضارة العصرية من خلال دخول مقنن لمنظومة الملكيات العربية التي نأمل أن تتحول إلى ملكيات دستورية في أقرب وقت من أجل استقرار جزيرة العرب ومن حولها , واضعين – أي الشعب اليمني – في حسبانهم الدعم المالي الذي إن أحسن توجيهه في قطع المسافات الزمنية الفاصلة بين اليمن والعالم المتطور .
د.صالح السعدون