سحب الحرب تعود للتراكم من جديد فوق سماء الشرق الأوسط
سحب الحرب تعود للتراكم من جديد فوق سماء الشرق الأوسط
انسحاب السياسة السعودية من لبنان بعد أن طعنها سعد الحريري بضربة من الخلف باتجاهه نحو السياسة المصرية بدلاً من الدعم السعودي.. وبحيث أصبح موقفه حرجاً بين موقفه كرئيس للوزراء اللبناني الذي يقضي بمتابعته للمصالحة مع القيادة السورية وفق نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس السوري بشار الأسد المشتركة للبنان .. وبين الالتزامات التي وقعها مع المجتمع الدولي ..سحب الحرب تعود للتراكم من جديد فوق سماء الشرق الأوسط
التسخين في الأرض اللبنانية ..
ما من شك أن الرئيس أوباما قد مورست عليه ضغوط قوية خلال السنتين الماضيتين من حكمه .. تجاه أن يلقي بثقل أمريكا لتأييد إسرائيل .. ولعل أوباما لم يكن ليقبل في ظل علاقات دولية ووعود انتخابية وسياسة ووعود – أيضاً – للعالم العربي والإسلامي – بدءاً من خطابه الشهير بالقاهرة – أن يلقي بثقل أمريكا مع إسرائيل كما يريد المجتمع الدولي ( النظام الدولي الجديد ) وإسرائيل واللوبي الصهيوني بأمريكا .
ويبدو أنه كان في الفترة الماضية من ولايته قد حاول الموازنة بين الحد الأدني لطلبات هذه القوة الخفية .. وبين الحد الأدني من السياسة العقلانية التي كان يريد أن يختطها بالشرق الأوسط في ظل انشغاله المحموم بالأزمة الاقتصادية التي كان يعطيها الأولوية بسياساته , ولذا فقد حاول من خلال مبعوثه للشرق الأوسط ميتشل أن يضغط على إسرائيل .. ولعل إسرائيل رغم موافقتها على تلك الضغوط الأوبامية إلا أنها وجهت ضربتها تحت الحزام لعملية السلام حين رفضت تمديد قرار إيقاف الاستيطان فكان أن قرر العرب إيقاف محادثات السلام .
قبيل انتخابات التجديد النصفي جاءت الأخبار غير سارة للرئيس الديموقراطي .. بأن القيادة العالمية للنظام الدولي قد قررت معاقبته لمماطلته في تنفيذ الأوامر .. لذا وعلى عجل اتخذت إدارته وهي كما يبدو عليها الذعر الشديد سياسات جديدة تجاه إسرائيل من جهة والعالم الإسلامي من جهة أخرى .
فقامت مندوبة أمريكا في مجلس الأمن سوزان رايس – والتي تحاكي خطى مادلين أولبرايت والتي يبدو من تقاسيم وجهها أنها يهودية الأصل .. وإذا كانت غير معلنة حالياً عن أصولها اليهودية فسيكتشف الرئيس أوباما أنها يهودية وستعترف له كما فعلت أولبرايت بعد سنوات من خدمتها للرئيس كلينتون – قامت بشن هجوم عنيف على سوريا . كان الهجوم مفاجئاً وغير مسبوق . اتهمت فيه المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس يوم الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول سورية وإيران بمواصلة تسليح حزب الله ، معتبرة أن الحزب يمارس نفوذا مدمرا ومزعزعا للاستقرار في المنطقة، وفق تعبيرها.ففي لقاء مع الصحفيين على هامش اجتماع لمجلس الأمن بشأن لبنان شددت رايس على أن “حزب الله يبقى الميليشيا الأكبر والأكثر تسلحا” في لبنان ، حسب قولها، وأشارت إلى أنه لا يمكن أن يكون نجح في ذلك بدون مساعدة سورية وحصوله على أسلحة سورية وإيرانية.
وأكدت رايس أن دمشق “أبدت استهانة سافرة بسيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدته واستقلاله السياسي”، وأضافت أن سورية “تواصل تقديم أسلحة متطورة بدرجة متزايدة لميلشيات لبنانية من بينها حزب الله على الرغم من قرار مجلس الأمن رقم 1680 الذي يدعو سوريا إلى اتخاذ إجراءات ضد حركة الأسلحة إلى داخل الأراضي اللبنانية”.
من زاوية أخرى نفذت المخابرات الأمريكية على عجل عملية طرود المتفجرات كي تعلن أنها تستهدف العالم اليهودي مستدرة إدارة أوباما للنفوذ الصهيوني في آخر رمق لتقليل المذبحة الانتخابية للديموقراطيين .
ورغم أن بشار الجعفري قال إنه لا يملك تفسيراً منطقياً لهذا الهجوم المباشر على سوريا حيث سمتها المندوبة بالاسم بدلاً من التلميح . وأن هذا التصريح يتناقض مع حقائق إيجابية على الساحة اللبنانية .. بل ويستند على وقائع مغلوطة .. إلا أن المراقبين رأوا في انقلاب الموقف الأمريكي و تصريحات رايس في المنظمة العالمية — حيث الانتقادات غير المباشرة هي العرف السائد — وسط مخاوف متنامية بأن لبنان يتجه نحو أزمة سياسية بشأن لائحة اتهام من محكمة تابعة للأمم المتحدة يتوقع أن تورط حزب الله في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005م .
ومما يلفت الانتتباه أن الدور المصري برز فجأة كدور مناقض لسياسة التهدئة التي اختطتها المملكة العربية السعودية إلى جانب الجمهورية السورية في لبنان حين استقبلت مصر طرفي الأزمة من الجانب التابع للموالاة للغرب والنظام الدولي الجديد ( المجتمع الدولي ) وهما سعد الحريري وسمير جعجع . مما يعني أن السياسة المصرية من جهة والسعودية السورية من جهة أخرى قد اتجهت نحو الخصام حول مصالح المنطقة .
ولهذا وبعد الضربة التأديبية من قبل أسياد النظام الدولي الجديد لسكرتيرهم في البيت الأبيض السيد أوباما .. وفوز الجمهوريين بما يمكن أن يعادل جناحي الحكم بأمريكا بحيث تميل السياسة الأمريكية جبراً إلى اليمين بدلاً من اليسار الوسط الذي أراده أوباما .. فيمكننا أن نشاهد ما يلي :
1- انسحاب السياسة السعودية من لبنان بعد أن طعنها سعد الحريري بضربة من الخلف باتجاهه نحو السياسة المصرية بدلاً من الدعم السعودي . وبعد استبداله لليمين المتطرف من تيار 14 آذار بدلاً من الوسط ( وذلك باستبداله جنبلاط مثلاً بشخص مثل سمير جعجع .) . مما يعني أنه قد مضى نحو المخطط الإسرائيلي – الأمريكي حتى النهاية ؛ وبحيث أصبح موقفه حرجاً بين موقفه كرئيس للوزراء اللبناني الذي يقضي بمتابعته للمصالحة مع القيادة السورية وفق نتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس السوري بشار الأسد المشتركة للبنان .. وبين الالتزامات التي وقعها مع المجتمع الدولي مما جعل مستقبله السياسي مرهون باستمراره في إحراق الشرق الأوسط حسب ما تمليه المصالح الأمريكية والإسرائيلية .. ولذلك سقط أحد عملاء سعد الحريري من مجموعة 14 آذار بزلة لسان كبيرة حين قال : إنهم يطالبون سعد الحريري بالانتحار السياسي .. مما يعني أن سعد الحريري قد أصبح مجبراً على المضي قدماً وفق اتفاقاته السرية تلك ؛ أو ضياع مستقبله السياسي ..و لعل هذا العميل لا يعلم أن الأمة تتمنى أن ينتحر سعد الحريري بإحراق نفسه حياً في سبيل أن تنجو الأمة من الشراك التي أعدت لها من قبل أعدائها .. فسيكون انتحاره حينئذ بشرف .. خير من استمرار مستقبله السياسي بهذا التحالف الذي سيجلب له العار .
2- توجيه ضغوط مكثفة من قبل أمريكا – إسرائيل – المحكمة الدولية على إيران – سوريا – حزب الله , وصدور قرار من محكمة الظلم الدولية ذات التوجهات الصهيونية يدين حزب الله وسوريا , ويبدأ من ثم مسلسل جديد من تأزيم المنطقة نحو حرب جديدة .
3- بداية تنفيذ المخطط المُعد منذ عام 2005م نحو حرب جديدة بالمنطقة قد تستمر التحضيرات بها طوال عام 2011م وصولاً لعام 2012م , حيث يرغبون بالمعركة الفاصلة أو بنهاية العالم .. ولكننا يجب ألا ننسى أنهم فشلوا بمخططهم عام 2008 لمعركة هارماجدون ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” .
د.صالح السعدون
العبدي (زائر)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابارك لكم نشاط موقعكم اضافة الى التحسينات الرائعة عليه والى الامام ان شاء الله
انا اسف لاني لا اجد تعليقا مناسبا لما ذكرت انت سعادة الدكتور لكن خير ما اجد هو الايه الكريمه في نهاية مقالكم
ملاحظه هناك اخطاء ليست املائيه هي مطبعيه ان جاز التعبير
في السطر العاشر من النقطة رقم واحد
اضافة الى الى الايه الكريمه في نهاية مقالكم [/color]
د.صالح السعدون
[color=AC5668]حييت أستاذي العبدي
اشكر لك تواصلك معنا ومباركتك ..
في الحقيقة تم تعديلها ولكنها في الأصل ليست أخطاء إملائية ولا مطبعية .. وإنما في برمجة نظام الموقع .. فأنا أكتب المقال على الوورد في جهازي ثم أقوم بنسخة على موقع المقال ومن العجيب أن اسم الله سبحانه في هذا البرنامج تنقلب حروفة .. لسبب أو آخر في البرمجة فلا بد من عودتي لتعديله فهو خطأ بالبرمجة في حقيقة الأمر مع الشكر للتنبيه .[/color]