الحرب العالمية الثالثة .. على الأبواب ..

بدأوا يدقون طبول الحرب .. فمتى تكون ساعة الصفر ؟

خلال الشهرين الماضيين ؛ كان تحضير الساحة العالمية للحرب الكبرى في الشرق الأوسط على قدم وساق , حرب -كما قال جنبلاط الصغير- ستأكل الأخضر واليابس , ستجعل الشرق الأوسط مزيج من التصحر والدمار والدماء والأشلاء , كل ذلك بسبب أن الغرب وإسرائيل يقرأون التاريخ والأحداث والمستقبل أكثر من قراءتنا , أمواج التاريخ بدأت تنحسر من الشرق مدها وحالياً بدأ يتجه للغرب جزرها ,الكاتب د.صالح السعدون 23/2/1429 هـ

الحرب العالمية الثالثة .. على الأبواب ..

بدأوا يدقون طبول الحرب .. فمتى تكون ساعة الصفر ؟

خلال الشهرين الماضيين ؛ كان تحضير الساحة العالمية للحرب الكبرى في الشرق الأوسط على قدم وساق , حرب -كما قال جنبلاط الصغير- ستأكل الأخضر واليابس , ستجعل الشرق الأوسط مزيج من التصحر والدمار والدماء والأشلاء , كل ذلك بسبب أن الغرب وإسرائيل يقرأون التاريخ والأحداث والمستقبل أكثر من قراءتنا , أمواج التاريخ بدأت تنحسر من الشرق مدها وحالياً بدأ يتجه للغرب جزرها , ولكن عما قريب وفي ما بين عامي 2012م و2022م سيكون التاريخ قد تغير بشكل جذري وتبدل وتحول المد من الشرق نحو الغرب بما لا رجعة فيه .

وقد نبهت -كمؤرخ عربي – كثيراً عن أن هذه الحرب هي المغامرة الكبرى الأخيرة للغرب للتشبث باتجاه الريح واتجاه المد والتاريخ , ولكن هيهات ؛ فمن يقرأ التاريخ بطريقة فرانسيس فوكوياما أو صموئيل هنتنجتون فسيظل يحلم بإمكانية أن ينتهي هذا السجال من الصراع بين الحضارات باندحار حتمي للحضارة الإسلامية – حسب قراءة صموئيل – التي يكون العرب فيها هم ( مادة الإسلام ) كما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وبالتالي انتصار حتمي لليبرالية والحضارة الغربية حيث ستكون تلك شاكلة نهاية التاريخ – حسب قراءة فوكوياما – ولكن التاريخ حسب نظرية كاتب هذا المقال ( السيادة الثالثة للأمة العربية الإسلامية قادمة ) له إتجاه آخر بإرادة الله سبحانه .

هم يخططون لمغامرتهم الأخيرة أو ما قبل الأخيرة , من خلال استماتتهم بتطبيق منطق بروتس المعروف والقوى – كما يصفه صموئيل في نظريته :

(( فيالقنا مملؤة حتى الحافة ..

قضيتنا ناضجة

العدو يتزايد كل يوم

نحن على المرتفعات جاهزون للنزول

إذا سارت مع المد ستؤدي إلى الحظ السعيد

وإذا أهملت, فكل رحلة حياتها

سيكون مصيرها للمياه الضحلة والشقاء

لابد لنا أن نأخذ اتجاه التيار عندما يكون مواتياً

أو نخسر مغامرتنا )).

من الغريب أن الغرب متأكد من خسارته للمغامرة , ولكن كأن قادة وسادة النظام العالمي الجديد , الذين يسيرونه ويرسمون خطوطه العريضة والدقيقة ؛ مضطرون على إجبار سكرتاريتهم في قصور الحكم في واشنطن ولندن وباريس على خوض تلك المغامرة من قبيل ” مكره أخاك لا بطل ” و ” ما حيلة المضطر إلا ركوبها ” فهم خاسرون والتاريخ يغير مساره وعليهم المحاولة , ولعل الأكثر إثارة للدهشة هو أن فلاسفة صراع الحضارات يحاولون تسجيل إستدراك للتاريخ لم يفهمه ساسة الغرب فيقول هنتنجتون : ان (( المسار الحصيف للغرب هو ألاَّ يحاول أن يوقف تحول القوة , وإنما يعرف كيف يبحر بالمياه الضحلة ويتحمل الشقاء ويخفف من مغامرته ويحمي ثقافته )) .تلك النصيحة أراد المؤرخ أن يحمي نفسه فيها بعد أن يتجرعون الهزيمة فيكون له من يُعذره ؛ فهو يرى أن من الحماقة أن يحاول الغرب وقف تحول القوة من الغرب إلى الشرق , وإنما عليه فقط أن يعرف كيف يبحر في ظل هذه المتغيرات التي يشهدها العالم وعليه أن يتحمل الشقاء الذي سيعانيه من جراء هذا التحول ؛ كما ينصحه أن يخفف من ضخامة المغامرة لحماية الثقافة الغربية من السقوط على عكس ما يذكره فوكوياما قبل تراجعه عن نظريته أخيراً .

قبل شهرين وأكثركانت ساحة الشرق الأوسط تشهد نقوشاً تاريخية على صخور جباله وأوديته مضمونها ما يلي :

1) سجلت إسرائيل من خلال تقرير فينوغراد أن إسرائيل قد هزمت من خلال جيشها المدجج بأحدث أنواع الأسلحة , وقيادتها السياسية التي لا تمتلك أية قدرات لإدارة المعركة أو الحرب أمام قيادة حزب صغير هو حزب الله وجيش يعتبر من الجيوش المدربة على حرب العصابات في حرب عام 2006م رغم أن إسرائيل أحالت بيروت إلى أنقاض , وهو ما ينذر الغرب وإسرائيل بالخطر .

2) سجلت أمريكا من خلال التغييرات والإنتخابات الداخلية هزيمة المحافظين الجدد من قادة الحزب الجمهوري الذين أضروا بمكانة وقدرة أمريكا والتي قال عنهم أوباما المرشح الديموقراطي ” إن واشنطن في ظل إدراة بوش أصبحت المكان المناسب لموت الأفكار ” وأنها ” حطمت السياسة الخارجية الأمريكية ” , لذا جردوا بوش الصغير من كثير من المحيطين به من زمرته , وقررت أمريكا أن تتغير , ولأن التغيير لم يأت وقته ؛ ولابد من استكمال مشروع سادة وسدنة وراسمي النظام الدولي ؛ فقد أتوا للجمهوريين برجل محافظ لا يقل عن بوش في عدائه للحضارة العربية والإسلامية ( ماكين ) , وجلبوا أمامه رجل أسود يسعى للتغيير , وإمرأة هي هيلاري كلينتون ؛ ممن يتوقعون أن الشعب الأمريكي لن يقبل بكليهما , لعل ذلك يوقف عجلة التغيير الإجبارية في أمريكا , ومن هنا ورغم أنه لا يمكن التنبؤ بما يحدث ؛ إلا أن هذا كله يصب في إستعجال ساعة الصفر لحرب لا تبقي ولا تذر في الشرق الأوسط ؛ ذلك أن إدارة بوش بدأت تعطي إشارات قوية لهذه الحرب .

3) سجلت ساحة العراق تراجعاً في ما يمكن أن تسميه أمريكا ” تقدم ” فالمقاومة سجلت انتصارات جديدة وعادت بزخم خلال الأسابيع الماضية , مما يجعل المخاوف بفشل سريع للمشروع الأمريكي هناك كبيرة ؛ إن لم تكن محتمة .

4) سجلت الساحة العربية محاولات دؤوبة وكادت أن تكون ناجحة على الساحة اللبنانية من خلال المبادرة العربية ؛ واجتماع وزراء الخارجية العرب السعودي والمصري والسوري , ولكن رغم اضطرار جنبلاط الصغير خلال الشهرين الماضيين إلى تخفيف تصريحاته المحرضة للحرب بتنسيق مفضوح مع رموز المخابرات الغربية كالحريري والسنيورة وغيرهم ؛ حتى حسم القرار في العواصم الغربية وواشنطن بالذات ففشلت المبادرة العربية واستعاد دعاة حرق الأخضر واليابس مواقفهم السابقة حين أخذوا الضوء الأخضر من الغرب ؛ ولكن مع ذلك فلا تزال السياسة الغربية تواجه نكسات وعقبات من الطرف المقابل سواء كانوا ذووا إتجاه قومي أو إسلامي .

هذه التغييرات التي تشهدها السياسة هنا لا تنبئ بأن أصحاب القرار سيرضخون للهزيمة , ولعلهم يمضون قدماً في المغامرة , وهناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد قرب الحرب في لبنان وسوريا وهي ما يلي :

1) أكبر تلك المؤشرات هي حالة الذعر التي تسود الإقتصاد العالمي :

أ‌) ولأن رأس المال جبان فإنه يهرب من السيولة النقدية والأسهم وخلافها قبيل الحرب بفترة متجهاً إلى المواد الخام التي ستزيد قيمتها مع وجود حرب عالمية .

ب‌) فغلا ثمن النفط إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل شهور ؛ فقد تجاوز برميل النفط حاجز المائة دولار لأول مرة ربما منذ الأزل .

ت‌)وانحدرت قيمة الدولار إلى مستوى قياسي .

ث‌) وغلا قيمة الذهب والفضة ؛ بل وحتى البلاتين كمواد خام بديلة عن النقد الورقي ؛ وهو أمر محير .

ج‌) ولم توفر رؤوس الأموال حتى السلع الغذائية مثل سلعة القمح الإستراتيجية التي ستزيد سعرها إلى ثلاثة أضعاف وقت الحرب .

هذا الذعر المالي الذي ساد منذ شهرين , ويزداد حدة مع الأيام.

2) تحذير الحكومات العربية والأجنبية من خطورة الوضع بلبنان :

أ‌) ومن بينها فرنسا التي قامت بإغلاق قنصلياتها أو ربما ملحقياتها الثقافية بلبنان

ب‌)المملكة العربية السعودية والكويت من بين الدول العربية التي حذرتا رعاياهما من السفر إلى لبنان .

ت‌) وهو أيضاً ما نوَّه عنه الرئيس السوري بشار الأسد قبل عدة أشهر من أن بلاده تستعد للحرب على أنها قادمة في أية لحظة .

ث‌)وتصريخات السيد حسن نصر الله في خطابه في مرور أسبوع على استشهاد مغنية من أن فريق الحريري يصرح لكوادره من أن الحرب التي ستغير مصير لبنان قادمة .

كل ذلك يجعل الحرب واردة في أي لحظة , وهي مؤشرات قوية إلى أن وزارات الخارجية بتلك البلدان قد تبلغت بقرار ما تجاه الوضع بالمنطقة , وكان لابد وفق المعطيات الجديدة أن تحذر رعاياها , وكما يقول المثل ” وإن الحرب مبدؤها الكلام “وهي ليست مجرد مزاح ولا تهديدات أو لهو , ولعل بورصة الحرب الحقيقية في لبنان , هو جنبلاط الصغير الذي ما إن يتكلم عن الحرب حتى يتأكد كثير من المراقبين إلى أنه قد أخذ الضوء الأخضر من الغرب .

3) الوضع بإسرائيل ينبئ عن أن كل شيء فيها يتجه للحرب :

أ‌) فعزل وزير الدفاع السابق وإعادة عسكري مخضرم على رأس المؤسسة العسكرية وتمختر إيهود باراك بعصا الماريشالية يعطي انطباعاً بالمهمة التي كلف بها .

ب‌)إعادة تجهيرز وإعداد جيش الإحتلال الإسرائيلي للحرب من خلال تدريبات مكثفة منذ نهاية حرب تموز 2006م , بما في ذلك المناورات المكثفة في الجولان – لأهم فرق الجيش الإسرائيلي – في هذه المنطقة الجبلية والتي لن تكون بعيدة عن المعارك في الحرب القادمة .

ت‌)تبشير جنبلاط بأنهم هو وجماعة جعجع والحريري مستعدون لحرب تأكل الأخضر واليابس , في الأيام القلية القادمة يعني أنه قد تأكد من أن الخطة قد أصبحت جاهزة .

ث‌) إعلان إسرائيل تأهب جيشها إلى الدرجة القصوى يوم الجمعة , ومن العجيب سهولة إتخاذ القرار وسهولة إتخاذ الذريعة , فالمبرر أمام الشعب الإسرائيلي والعالم أن هناك معلومات – ليس هناك من يؤكد مصدرها – أن مجموعات إرهابية قد دخلت أرض فلسطين المحتلة , ولذلك فقد بدأ الإستعداد .

ج‌) أكد السيد حسن نصر الله في خطابه التأبيني بأسبوعية مغنية أن معلومات فريق الحريري قد أكدت أن الحرب ستقع بين أبريل (نيسان ) ومايو ( أيار ) , إلا أن إعلان حالة التأهب يعطي إحتمالاً كبيراً أن الحرب قد تقع بأسرع من هذا الوقت لتقوم إسرائيل بالإجهاز على حزب الله – هذا وفق الخطة – ثم يتدخل الحلف الأطلسي لينتشر على الحدود السورية اللبنانية , ثم تفتعل الحرب الأخيرة مع سوريا أو ربما سوريا وإيران .

4) تلجلج المبادرة العربية وتعثرها وزيارات عمرو موسى لبيروت الإستعراضية أكثر من كونها جدية , والتوتر الذي يُرى على ملامح المعارضة والإبتسامات التي تنشرح لها وجوه كانت كئيبة أمثال السنيورة والحريري وفتفت , والتنازلات التي تقدمها المعارضة والتشدد الذي يتزايد مع الأيام لفريق الحريري , كل ذلك يعطي مدى عمق قراءة الأزمة القادمة بالنسبة للمعارضة كنبيه بري وحسن نصرالله وسليمان فرنجية وكرامي والحص , واللهو الذي يعيشه الفريق الآخر بمستقبل الأمة .

القضية محسومة من حيث القرار , وسيكون لباراك الرجل العسكري تحديد ساعة الصفر بالنسبة لجاهزية الجيش الإسرائيلي ؛ حيث جيئ به لهذه المهمة , ولكن الأهم من هذا كله لنا بالنسبة لنا كمثقفين وشعوب عربية أن على سوريا أن تتأكد من أن السلطة في إيران ستكون فعلاً بيد الرئيس محمد نجاد , لا بيد رافسنجاني وخاتمي ذلك أن الرئيس الإيراني يمكن أن يوحي بالثقة في أنه سيبقى على مواقفة , وعلينا أن نأمل في ذلك , أما فريق الغرب أو بالأحرى عملاء المخابرات الغربية بإيران خاتمي ورفسنجاني ومجموعاتهم مما يطلق عليه بالإصلاحيين فيجب أن نحذر وصولهم من خلال مرشد الجمهورية الإيرانية والبرلمان إلى إجبار نجاد على رأيهم الذي قد يكون متفقاً مع الغرب لصالح انتهازية الإستراتيجية الإيرانية عبر العصور , فلو عرضت أمريكا انسحاباً من العراق أو جنوب العراق لصالح إيران أو الموافقة على كثير من مصالح إيران بالعراق والخليج , أو التسامح حيال برنامج إيران الإصلاحي ؛ مقابل تخلي إيران عن دعم سوريا ؛ فيجب علينا أن نتوقع أن سياسة الإصلاحيين الإيرانيين رافسنجاني وخاتمي ستكون كمثل شعار ” إيران أولاً ” لتبقى لاسمح الله سوريا وحيدة بالميدان كما كان العراق وحيداً .

لو افترضنا أن هذا بعيد الإحتمال , فليكن , ولكن عودنا الغرب الجبان ألا يدخل المعركة إلا في ظل ميزان قوى منحاز له بشكل مطلق وإلا فلن يغامر , ولذلك علينا الحذر .

إذاً فطبول الحرب تقرع ؛ هذا مؤكد , وساعة الصفر قد حددت في أبريل أو مايو أو ربما أسرع من ذلك , ثم أي من الطرفين قد يقع بخطأ الضربات الإستباقية إسرائيل أم حزب الله , ولكن أهم ما في الأمر الذي يجب أن نحسب حسابه , هو هل هناك طبخة وسيناريو معد مسبقاً ثم سيعلن فجأة يغير أجواء السلم في المنطقة كيوم احتلال العراق للكويت بحيث تكفهر الأجواء وتشتد العواصف السياسية والزوابع العسكرية وتنقلب الطاولة على شعوبنا لينتصر العدو ؟ هذا ما يجب أن نخافه ونحذره , إن سوريا دائماً حذرة , ولكن يظل الخوف أن تقلب إيران الطاولة فجأة ودون سابق إنذار .

1٬406

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

4 تعليق على “الحرب العالمية الثالثة .. على الأبواب ..”

  1. قراءه منطقيه للواقع أسأل الله العلي العظيم ان تكون الغلبه فيها لأهل الإسلام

    *****************
    ياهلا وأشكرك على الزيارة
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم
    بشروا ولا تنفروا
    وأنا أبشر نفسي وأبشرك بأن النصر آتٍ إن شاء الله ومد التاريخ قد بدأ بالإنحسار من الشرق إلى الغرب ستمر على الأمة محنة كسقوط بغداد أو أشد ولكن مع نهاية هذه الأزمة ستشرق شمس الإسلام على الغرب إن شاء الله
    أبو بكر (د. صالح السعدون

  2. مرحبا دكتور السعدون صراحة محاضراتك التي تلقيها علينا في كلية المعلمين مع أنها طويله ألا أنها ممتعه وأرى ـأن رؤيتك وتحليلك للامور السياسيه وفي لبنان بالتحديد مقنعه نوعا ماا

    وبالنسبه للمقال أتفق معك في كل ماتقوله ولايحق لي الاختلاف او ابداء رأيي امام حضرتكم ألف شكر لك

    تقبل تحياتي

    ***********
    المعذرة أستاذي العزيز أن فاتني أن أرد عليك وكنت قد رددت ولكن يبدو أنه لم يقبل ردي حينها
    بالنسبة لطول محاضراتي فالموضوعات التي نتطرق لها واسعة وكما تعرف هي ثلاث دول مضغوطة في مادة واحدة لذا لكي نصل إلى فهم جيد لمحاضراتنا لابد من الإطالة
    أنا سعيد بكم وبمشاركتكم ودمت أخ كريم
    أبو بكر

  3. السلآم عليكم ورحمه الله وبركاته
    الدكتور : صآلح لقد آعجبت بشخصيتك وثقآفتك اللآمحدوده وقليلآ آجلس بيني وبين نفسي آفكـر وآحسدك عليـهـآ ولآكن نحن قوم لآنقـرآ وآذآ قرآنـآ لآنفهم …….؟؟ آنآ آحد طلآبك
    ودآيمآ يآدكتور آلآحظ عليك تقول كتآب وكآنك تصدقه ولآكن بالقآعه حوآلي خمسين طالب لا آستطيع كيف آنآقشك ولآكن كتآب التوآره جآ القرآن الكريم ونسخ جميع الاديآن وليس مثل القرآن ولآكن الانجيل كل رجل يحرف ويزود فيه وينقص وكآنك تومن بـه كمآ ذكر بالقرآن الكريم
    العمل بأحكام ما لم ينسخ منها. وجميع الكتب السابقة نسخت بالقرآن الكريم، قال تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " [المائدة: 48]. أي حاكماً عليه، وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن الكريم، ومن ذلك الإيمان بأن التوراة والإنجيل كغيرها من الكتب السابقة إضافة إلى نسخها بالقرآن فقد أصابها ا لتبديل والتحريف والتغيير، لأن الله تعالى وكل حفظها إلى علمائهم "مَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ" [المائدة: 44]. خلاف القرآن الكريم الذي تكفل الله تعالى بحفظه "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر:9] وتحريفها كان على نوعين:
    1- تحريف ألفاظها بالحذف والزيادة والنقصان، قال تعالى: "فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" [البقرة:79 ]. وقال تعالى: "وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [آل عمران:78] وقال تعالى مبينًا ما كانوا يخفونه من الكتاب المنزل "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [المائدة:15] وقال تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" [آل عمران:71] وغيرها.
    2- تحريف معانيها بالتأويل والتحريف، وحملها على غير محاملها، وتغيير معانيها في التراجم والشروح ونحوها، كما في الآية السابقة "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" [آل عمران:71]. وقوله تعالى: "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" [النساء: من الآية46] وفي الآية الأخرى: "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ" [المائدة:41] وقوله تعالى: "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" [البقرة: من الآية75] وقوله تعالى: "فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" [البقرة:59].
    ومعلوم أن أهل الكتاب مع اعترافهم بفقد الأصول التي أنزلت على أنبيائهم فقد مزجوا أخبارهم بما بقي عندهم من كتب أنبيائهم كما هو مشاهد في الإنجيل الذي بيد النصارى. فالمعلوم أن الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام إنجيل واحد، أما الأناجيل الموجودة بأيدي النصارى فهي أناجيل متعددة أربعة أو خمسة أو أكثر مختلفة فيما بينها، وتختلف كل طبعة من الإنجيل الواحد عن الطبعات السابقة لها، فأي هذه الأناجيل هو إنجيل عيسى عليه السلام، وفيها ما زعمه النصارى من قبل المسيح عليه السلام وصلبه ودفنه، ثم قيامه من بين الأموات، وغيرها من الأخبار التي هي محكية على تلاميذ عيسى عليه السلام وأتباعه، وقد خلطوها مع كتاب الله من غير تمييز بين ما هو عن الأنبياء وبين غيره.
    واضيف بعض الاحاديث:
    وروى البخاري عن ابن عباس قال: "كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث. تقرؤنه محضاً لم يشب. وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً. ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟! لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم".
    ولذلك غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى في يد عمر بن الخطاب صحيفة من التوراة، وقال: "ألم آتكم بها بيضاء نقية. ثم قال: والذي نفسي بيده لو أن موسى بن عمران حي لما وسعه إلا اتباعي".
    وآختم بحديث لم آتآكد بصحته بمعني الحديث ان الرسول قال لاتصدقووا التوراه والانجيل ولاتكذبوه
    وشكرآ لك يآدكتوري ويآقدوتي في المستقبل

    *******************
    ياهلا فيك ياعزيزي وأنت أخي الكريم والقريب إلى نفسي
    وأنا أتفق معك بكل ما قلته فلا اختلاف بين وجهتي النظر لكلينا في هذا الخصوص .

    و قد جاء النهي عن قراءة التوراة والإنجيل للذين يقرأون التوراة والإنجيل من الناس العاديين الذين يريدون أن يفهموا ما ورد فيهما ففي القرآن كل شيء بما يغنيك عن قراءتهما .

    أما نحن المؤرخون أو السياسيون أو العلماء فنقرأ خزعبلاتهم لا لنستفيد منها بل لنفهم كيف يفكرون هؤلاء المهووسين الذين يتخذون من تلك النصوص التوراتية مبرراً للقتل والتدمير لأمتنا ؛ فنتمكن من خلال فهمهم الدفاع عن أمتنا فنحن مكلفون بكل حسب طاقته وقدرته .
    وإذا لم نقرأ ما يكتبون فسنكون أمة لا تقرأ أو لا تفهم دورها بالحياة , فإذا عرفنا عدونا أمِنَّا شره إن شاء الله .

    بوركت من أخ وصديق ولعلني أكون قد أصبت
    محبك أبو بكر

  4. خليف الشمري(زائر)

    [الكلام يطول عن هذه الرؤى الواقعية ……..

    لكن يبقى صالح السعدون مبدعا كعادته

    استمر في الابداع فلك من يقرأ لك ويحبك

    **************************
    أشكرك أستاذي العزيز
    فأولاً معذرة لتأخري بالرد فقد كنت معتمراً بالبيت الحرام وغبت الأيام الماضية عن الموقع
    ثانيا بوركت وأحبك الله سبحانه وجمعنا في ظله يوم القيامة
    شاكراً لك شعورك الطيب
    أبو بكر

التعليقات مغلقة