دأبنا في هذا الموقع على التعريف بالنظام الدولي الجديد ورغباته وسياساته وأهدافه , ومن يقود هذا النظام وأشكاله ومؤسساته وأدواته , وعلاقاته بالمملكة العربية السعودية , وحاولنا بشيء من الهدوء الإشارة إلى أن النظام الدولي الجديد هو ما سطرته وثيقة فئة دولار واحد كوثيقة عالمية , حيث رمزت هذه الوثيقة – وبكثير من الإثارة – حيال هذه المنظمة الدولية الكبرى , ومن أراد التوسع فما عليه إلا أن يقرأ أكثر من عشرة بحوث وعدداً من المقالات عن ” أسرار فئة دولار واحد ” فقد يصل إلى نتيجة واستقراء دقيق لهذا اللغز الدولي الكبير ؛ وقد نصت هذه الوثيقة تحت عرش إبليس الهرم الزجاجي ذو الثلاثة عشر دوراً تحت مياه المحيط الأطلسي بمثلث برمودا ؛ إلى كثير من الرموز الأساسية في هذا النظام فكلمة النظام الدولي الجديد , وعام 1776 سنة تأسيس هذا النظام بالأرقام اللاتينية , وكلمة بالله نثق وهو إبليس إله هذا النظام ولعل جورج دبليو بوش قد اشار إلى أنه قد تلقى من الله مكالمة بالتلفون وأمره باحتلال العراق , وهو يشير إلى إبليس , وهكذا تنتشر الرموز على هذه الوثيقة لمن يريد أن يقرأ ويفهم , وعيبنا نحن العرب كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان أنهم ” أمة لا يقرأون ” .
سمى جورج بوش الأب في إبان مرحلة سقوط الإتحاد السوفييتي النظام الدولي الجديد باسمه الدقيق , وحاول جورج بوش الإبن وكونداليزا رايس وبراون وباول وبلير وساركوزي تعديل المسمى للتظليل حين قالوا عنه المجتمع الدولي , والمجتمع الدولي أو النظام الدولي الجديد هو هيئة سرية من ثلاثة عشر عضواً يعطي تعليماته للرؤساء بالغرب ومن هناك يدير السياسة العالمية , أحد أهم سكرتارية هذا النظام وأدواته ومنظماته هو هنري كيسنجر وبريجنسكي وغيرهم من المستشارين اليهود وليست هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المنتشرة إلا أدوات لهذا النظام .
في سنة تأسيس النظام الدولي الجديد 1776م تأسست الولايات المتحدة الأمريكية من 13 ولاية , وبعد 13 سنة سقطت الملكية الفرنسية وقامت الثورة الفرنسية عام 1789م التي نشرت العهر العالمي وحررت اليهود وبدأت عصر النظام الدولي الجديد .
وبعد قيام النظام الدولي الجديد بـ 22سنة تمكن النظام الدولي الجديد بتأييد محمد علي باشا من قبل دول الغرب المجتمعة بالمال والسلاح الحديث والرجال المرتزقة من شن الحرب وإسقاط الدولة السعودية الأولى .
وفي هذا الوقت الذي يعاني النظام الدولي الجديد في أواخر أيامه من الترنح تحت وطأة الأزمة الإقتصادية التي كان هو قائدها وهو المتسبب بها , وتحت وطأة تغيير مجرى ومسار التاريخ من الغرب إلى الشرق نحو مسار معاكس حيث توقف عام 2003م في احتلال النظام الدولي الجديد لبغداد ثم استدارة سفينة التاريخ وتوجهها مثل سفينة عابرة للمحيطات لتتجه منذ حرب غزة عام 2009 م من الشرق إلى الغرب ؛ فإن النظام الدولي الجديد يترنح للسقوط بين عامي 2012م -2022 م ولذا تأتي الخطورة .
فالنظام الدولي الجديد ليس له عدواً على وجه الأرض أكثر من المملكة العربية السعودية وأهلها العرب ومكة المكرمة والمدينة المنورة , ولذا فإنه لن يهنأ له بال قبل أن يوجه لها ضربة أخيرة – لاسمح الله – . وقد تكون فيها نهايته هو إن شاء الله .
ولكن مع ذلك فبلادنا دولة ضعيفة بمقاييس الدول الكبرى وهي محاصرة بين أعداء كلهم خطورة وحقد فإيران والعراق من جهة وإسرائيل وأمريكا وبريطانيا من جهة أخرى وعملاؤهم من هنا وهناك , وستقدم طلبات وضغوط على بلادنا كما يتحدث العارفون ببواطن الأمور , وعلينا أن نكون فطنين , الضغوط ليس هدفها الإستجابة لها , هم يعلمون أن الطلبات التعجيزية التي سيقدمونها لن يتم الموافقة عليها , ولكنهم يريدون أن يضعوا بلادنا بين مطرقة الداخل وسندان الخارج , ومسببات ومبررات لغزوها لاسمح الله مما يعجل بالفوضى والضعف حمى الله بلادنا من شرورهم .
نحن مطالبون بأن نرفع درجات الوعي , ربما تضطر الحكومة السعودية لعجزها حقيقة من مواجهة الضغوط الخارجية إلى إقرار شيء ما مما ليس منه بد , ولكن على المواطن الوعي فالليبراليون يجب عليهم ألا يركبوا موجة الشيطان وأمريكا , وهم باعتقادهم أنهم قد انتصروا بجهلهم على المحافظين , وليس هناك من هو أجهل من الليبرالي الذي لايرى في أسباب وجوده في الدنيا – وربما هو لايؤمن بالآخرة – إلا في أمور سطحية هي كأس خمر ورقص ومجون وقيادة للسيارة وفض حجاب وسفور ؛ متناسياً سلامة الوطن وحياة أمة بمعتقداتها وثرواتها , ولعل العراق مثل حي , والمحافظون عليهم أن يعلموا أن خسارة شيء أفضل من كل شيء وأن القضية لعبة سياسية من يجيدها يسهل عليه البقاء للنهاية .
عام 2010م عام عصيب على بلادنا , وعلينا قيادة وشعباً أن نزيد من ضوابط الحرص على بلادنا , علينا أن نتوحد خلف قائد سياسي ملهم لديه قريب من قرن من الخبرة والتجربة أمد الله بعمره وحفظه ذخراً للأمن والأمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله . علينا أن نقاطع كل من يقول كلمة سيئة في حق الوطن من الداخل والخارج , وأن نعلن داخل كل فرد منا حالة الطوارئ القصوى , فالعدو ركز عيونه علينا , علينا أن نحث أئمة الحرمين بالإكثار من الدعاء فالله هو الحامي فعام 2010 م وما وراءه نسأل الله أن يمر علينا وعلى بلادنا بسلام .
د.صالح بن محمود السعدون