الانتخابات اللبنانية .. والدور الذي تخدم به أجندة النظام الدولي الجديد

لبنان .. والدور القادم المناط بزعمائه ..
الانتخابات اللبنانية .. والدور الذي تخدم به أجندة النظام الدولي الجديد ..
فاز الحريري .. صفق السنيورة الصغير .. هزم الجنرال عون ..
سيظن البعض أن الحريري مسيحياً , وأن الجنرال عون قد أصبح مسلماً سنياً , أو أن كاتب هذه السطور قد غير مذهبه أو ديانته لا سمح الله .. سأظل بإذن ربي سنياً ما حييت , ولكن أرجو من الله ألا يحشرني أنا والسنيورة وزعيمه الحريري في صف واحد , وأن يحشرني مع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ,

لبنان .. والدور القادم المناط بزعمائه ..
الانتخابات اللبنانية .. والدور الذي تخدم به أجندة النظام الدولي الجديد ..
فاز الحريري .. صفق السنيورة الصغير .. هزم الجنرال عون ..
سيظن البعض أن الحريري مسيحياً , وأن الجنرال عون قد أصبح مسلماً سنياً , أو أن كاتب هذه السطور قد غير مذهبه أو ديانته لا سمح الله .. سأظل بإذن ربي سنياً ما حييت , ولكن أرجو من الله ألا يحشرني أنا والسنيورة وزعيمه الحريري في صف واحد , وأن يحشرني مع محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر , ولكن يجب أن نكون منصفين .. فعبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول وقف في طريق والده ومنعه من دخول المدينة حين قال والده المنافق إذا عدنا للمدينة سيخرج الأعز منها الأذل ؛ يعني أنه سيُخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فسلط الله عليه ابنه حتى سمح رسول الله لابنه أن يسمح لهذا المنافق أن يدخل المدينة المنورة بعد غزوة أحد .
في لبنان لا يزال الجنرال عون مسيحياً .. ولا يزال السنيورة صامتاً هو والحريري فلا يقول أحدهما إنه سنياً إلا بسبب الحاجة لأصوات أهل السنة في لبنان الذين لم يظهروا ذكاء مميزاً يتوافق مع خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة , كما لا يقول أحدهما أنه علمانياً .. إنما يقودا تجمع أهل السنة ويسيران بهم نحو صف أمريكا وإسرائيل وهنا مربط الفرس.. ورغم أن الجنرال العربي المسيحي ميشيل عون على ديانته ولم يغيرها إلا أنه يقف مع الصف العروبي واللبناني , وضد أمريكا وإسرائيل وهذا هو مربط الفرس الثاني .
في لبنان لا يختلف الفريقان فريق الثامن من آذار وفريق الرابع عشر من آذار على فكر أو دين أو توجه قومي .. لأن كل فريق يمثل كل الشرئح المذهبية والفكرية والدينية ؛ بل كل الاختلاف الحاصل إنما هو على الاصطفاف خلف أجندة الغرب والنظام الدولي الجديد والموالاة له ولأهدافه في دعم وبقاء إسرائيل في منطقتنا العربية دعماً لكل السياسات الشيطانية التي قامت من أجل حرب أمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم , من جانب فريق الموالاة للحضارة الغربية ورؤى النظام الدولي الجديد من فريق سعد الحريري المقرب جداً من الدوائر الغربية والأمريكية المقربة بدورها من إسرائيل .
أما الاصطفاف التالي فإنه أيضاً لم يكن هدفه لبنان وربما حتى ليست المصالح العربية العليا فالفريق الآخر يصطف خلف مسمى آخر هو المعارضة , والتي يبدو أن الاسمين لا يعنيان لبنان فالموالاة ليست موالاة للوطن وإنما للغرب والنظام الدولي الجديد والمعارضة لا تعني المعارضة من أجل لبنان أو داخل لبنان ومن أجل مصلحة لبنان وإنما المعارضة للمشروع الآخر الموالي للغرب وإسرائيل وإن كان هذا يصب في حقيقة الأمر في مصلحة لبنان والعرب على عكس مشروع السنيورة – الحريري .
نعود إلى المسميات .. ففريق الرابع عشر من آذار هو رقم يدخل تحته كل الأفكار المتناقضة من جعجع المتطرف المسيحي إلى جنبلاط المتطرف الاشتراكي إلى الحريري والسنيورة الذين لا يمكن أن يحسبوا على تيار الإسلام السني و..و..وغيرهم ..فلا هم قوميون ولا علمانيون ولا وطنيون ولا اشتراكيون ولا يجمعهم أي قاسم مشترك ذو توجه فكري أو سياسي أيديولوجي سوى قاسم واحد معاداتهم للوطن اللبناني وعداءهم للأمة العربية و حدتها حتى لو على صعيد توحيد المواقف , القاسم الأكبر هو ولاءهم للغرب والغرب وحده .ولذا فمسماهم ليس إلا مجرد رقم 14 آذار رقم من الأرقام لا يمثل أي أي توجه أو فكر أيديولوجي .
الأكثر عجباً هو المسمى الآخر فلم يسمون أنفسهم القوى الوطنية رغم أنهم كذلك, ولم يطلقوا على أنفسهم مسمى القوى القومية لأن إيران الداخلة في المحور ليست ذات قومية عربية , ولم يتمكنوا من أن يطلقوا على أنفسهم مسمى القوى إسلامية لأن الجنرال عون ليس مسلماً , ولكنهم يجتمعون على قاسم مشترك واحد هو معارضة المشروع الغربي بكل تفاصيله , ولذا فهم الثامن من آذار مجرد رقم لا يعني شيئاً أكثر من تجمع معارض للغرب وعملائه وأقزامه من ممثلي تيار 14 آذار .
كانت أموال الحريري وأموال المخابرات قد غزت لبنان قبل الانتخابات بأيام حيث صُبَّت 23مليار ليرة لبنانية لشراء الأصوات من الفقراء أو معدومي الضمير والحس الوطني الذين باعوا أصواتهم للحريري وأتباعه من أذناب النظام الدولي الجديد , ورغم ذلك لم يفوزوا بعدد مطلق بل ب71 مقعد , ولا أدري إن كان يجوز لنا نطقه بضم الميم وفتح العين أي مُقعَد أي واحد وسبعون مُقعَدأً أقعدوهم وهم مقعدين لايستطيعون أن يسيروا بالوطن نحو بر الأمان .مقابل 57 مَقعداً للمعارضين للمشروع الغربي بالمنطقة وبلبنان . لقد تعجبت الأخبار من السيولة النقدية التي دخلت لبنان ذلك اليوم لشراء الأصوات على حساب الأمة ليفاجئنا الحريري تلك الشخصية السمجة الثقيلة وهو يتقبل التهاني بلباس سبور .. تهاني تحمل قبلات نخب تدمير الأمة .
ترى ..؟! أي سنوات قادمة ستضج بها سماء وأرض الأمة العربية في وقت يكون قادة العمل السياسي أمثال سعد الحريري – السنيورة . وأي مستقبل أليم مظلم ينتظر أطفال وصبايا لبنان طالما أن هذا الدمية سيكون رئيساً لوزراء لبنان .؟ .
بودي أن أسأل رئيس الوزراء اللبناني الجديد سؤال صحفي : ما هي الأجندة التي وضعت على طاولته قبل الانتخابات وما هي الأجندة التي ستوضع على طاولته بعد استلامه لمهامه ؟ وكيف يمكنه أن يدمر وطنه وأمته من أجل كرسي رئاسة الوزارة ؟ .
ترى وهل يعرف عملاءه الدور الذي عليهم أن يؤيدوه فيه خلال السنوات القادمة ؟ وهل يدركون كم من الدماء الذين سيسألهم الله عنها مقابل موقفهم السياسي هذا ؟!!
د.صالح السعدون

487

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة