إمبراطورية إيران الجديدة ؟!
إمبراطورية إيران الجديدة ؟!
خطر الإمبراطورية الفارسية الجديدة على الأمة العربية وخاصة دول الخليج العربي في ظل انسحاب أمريكي وشيك أو مفاجئ ..!
منذ أن توقفت الحرب الإيرانية العراقية في عام 1989م بدأ العالم يتغير …
د.صالح السعدون
إمبراطورية إيران الجديدة ؟!
خطر الإمبراطورية الفارسية الجديدة على الأمة العربية وخاصة دول الخليج العربي في ظل انسحاب أمريكي وشيك أو مفاجئ ..!
منذ أن توقفت الحرب الإيرانية العراقية في عام 1989م بدأ العالم يتغير ؛ فالنظام الدولي الجديد قام بحماية دولة إسرائيل من التدمير على يد ما يُعتقد أنهما أكبر نظامين يشكلان خطراً على إسرائيل بالشرق الأوسط ؛ فالعراق دولة علمانية ولكنها ذات نظام بعثي قومي متشدد يضع من بين أهدافه تحرير فلسطين , وإيران ساهم النظام الدولي الجديد بثورته الدينية وتخلى عن تأييده للشاه , وساعد قائد الثورة أن ينتقل من باريس إلى طهران لتسقط حكومة الشاه الذي فر من إيران لاجئاً في مصر .
عجيب أمر السياسة , فالمتتبع لأسرارها و ناسجي خيوطها يصاب بدوار البحر ؛ فنظام البعث العراقي الذي يريد أن يقضي على إسرائيل كان قد نسج خيوط انقلابه أربعة شخصيات عالمية هامة ؛ هي جورج بوش الأب الذي كان حينئذ مجرد لاعب صغير , لايعدو رئيس مكتب الإستخبارات الأمريكية الذي يعمل تحت عين نظام الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر في القاهرة , والرئيس جمال عبدالناصر نفسه إلى جانب شابين من شباب حزب البعث هما صدام حسين التكريتي وحنا عزيز الذي أصبح فيما بعد طارق عزيز . وقد هُرِّب صدام وزميله من مصر إلى العراق عبر سوريا وبدعم من مصر ونجح انقلاب البعث , وبعد سنوات تمكن صدام من تثبيت الحكم البعثي لنفسه بالعراق فتنازل أو عُزل أحمد حسن البكر وخلفه الرئيس العراقي الخامس صدام حسين في عام 1979م .
كان راسمو النظام الدولي الجديد قد فرغوا من مخططهم في نهاية العام السابق 1978م فشاه إيران قد سحبت من تحت عرشه بساط التأييد الذي بدونه لا يمكنه أبداً الصمود في طهران أكثر من أسابيع قليلة ؛ وفي الوقت الذي طرد أحمد حسن البكر من القصر الجمهوري العراقي ؛ قام صدام حسين الرئيس العراقي الجديد بطرد رجل الدين الشيعي الخميني من النجف الأشرف بالعراق الذي سيكون الزعيم الإيراني الجديد ليتجه إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث كانت الاستخبارات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والإسرائيلية تريد أن تجري معه لقاءات حرة واتفاقيات مفصلة , وفي الوقت الذي صدقت أو صادقت تلك المخابرات على اتفاقياتها مع الخميني ما عدا المخابرات الإسرائيلية التي أبلغت نظيراتها الثلاث أنها لا تثق بالرجل كونه رجل دين في إيران .
وفي الوقت الذي جرى التصديق على تلك الاتفاقيات كانت إيران تشتعل والشاه يحزم حقائبه خارج إيران , فحدث التغيير في إيران والعراق في وقت شبه متزامن عام 1979م , وشكل الخميني حكومته الأولى بإيران , وبدت مؤشرات وإرهاصات التفكير الإمبراطوري الفارسي تبرز بالأفق من خلال ماكان يروجه ويزعمه رجال الدين الإيرانيون المحيطون بالخميني عما أسموه بتصدير الثورة في مخطط يشمل الشرق الأوسط كله زاعمين أن ذلك يخدم في تحرير فلسطين .
ودخلت المنطقة في حرب هوجاء بدت وكأنها بداية تغيير النظام الدولي القديم ( السابق ) ؛ ولكن العراق تمكن من خلال دمج أهدافه بأهداف الدول العربية بالخليج العربي باعتبار دفاعه عن أرضه دفاعاً عن البوابة الشرقية للأمة العربية ؛ وهو ما أطلقت عليه في نظرتي التاريخية الإستراتيجية عن العراق بأن صدام و العراق لم يكن في تلك الحرب إلا ممثلاً لإستراتيجية جزيرة العرب في صراعها الإستراتيجي والحضاري ضد إستراتيجية إيران التي ترى أن العراق هي “فردوسها المفقود” ؛ واستمرت الحرب عشر سنوات حتى رضخت إيران حين وجدت نفسها عاجزة عن مواصلة الحرب ولو لشهر واحد إضافي , وكما قال الخميني ساعتها ” إن تجرع السم أهون علي من إيقاف الحرب ” . فوقفت الحرب عام 1989م ثم سقط الإتحاد السوفييتي عام 1991م وبسقوطه انتهت الحرب الباردة بين معسكري الشرق (وارسو) والغرب (الأطلسي) ؛ وحوصر العراق بعد حرب الكويت وتغير وجه العالم .
بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001م دخلت إيران بقيادة الإصلاحيين مع المحافظون الجدد ذوو التوجهات الصهيونية العلنية بأمريكا في تحالف جديد معلن أو شبه معلن ضد قوى المنطقة في عام 2001م -2003م , وكما أعلن رافسانجاني الرئيس الإيراني الأسبق وشامخاني وزير الدفاع الإيراني الأسبق أنه لولا مساعدة إيران لأمريكا بوش الصغير في كل من أفغانستان والعراق لما تمكنت من احتلال كل من البلدين .
وتمكنت إيران من تحقيق الكثير من أهدافها في أفغانستان وربما كل أو جُل أهدافها بالعراق , ويبدو أن إيران قد أوشكت من أن تنتهي من الاستعدادات للإعلان عن إمبراطوريتها ؛ وقد استنتجت في دراستي التي أشرت إليها ( العراق بين ثلاثة إستراتيجيات جزيرة العرب , إيران , والدردنيل )أن إيران لا يمكنها الانتصار في العراق على إستراتيجية جزيرة العرب إلا إذا تحالفت مع اليهود أو حلفاء اليهود أو من هم غرب العراق . ومما لا شك فيه أن تحالف إيران مع بوش ورامسفيلد وآرميتاج وبول وولفوتز وريتشارد بيرل وهؤلاء إما يهود أو مسيحيون صهاينة يعني أن إيران تحالفت مع اليهود ضد العراق وإستراتيجية جزيرة العرب بالعراق ؛ ولهذا فالمنتصر في حرب عام 2003م ليس أمريكا وبريطانيا بالعراق وإنما إيران أيضاً , حيث دخل الحرس الثوري الإيراني العراق ومليشيات بدر والمهدي التي دربها الحرس الثوري لتحتل العراق تحت مرآى الجيشين البريطاني والأمريكي في تحالف لا يزال حتى الآن غير معلنة تفاصيله .
يوم الأحد 15/6/2008م مساء ناقشت فضائية روسيا اليوم في بانوراما قضية ” إمبراطورية إيران الجديدة ” التي تريد أن تقيمها الحكومة الإيرانية بين ثلاث دول هي إيران وأفغانستان وطاجيكستان و هي الدول التي تتحدث باللغة الفارسية ؛ هذا القرار متى ما أعلنته إيران فإنها تكون قد بدأت فعلاً السير إلى الشرق مدججة بالصواريخ والقنبلة النووية وبأحلام إمبراطورية لم تمت منذ قورش وقمبيز وكسرى آل ساسان ؛ وهو ما يعني أن على العرب أن يبحثوا عن صدام حسين جديد يحمي البوابة الشرقية من الخطر الفارسي .
وكما قال مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر قبل أكثر من عقد من الزمن في كتابه الفوضى ؛ الاضطراب العالمية عند مشارف القرن الحادي والعشرين : (( ثمة احتمال أن تمكث هذه السيادة [ الأمريكية بالخليج العربي ] سطحية سريعة الزوال لانعدام الروابط الكامنة للقيم المشتركة أو الثقافة السياسية أو الدين بين أمريكا ووكلائها من الدول العربية . … , مما يزيد من خطر فقدان الصلة مع بعض سكان بلدان هذه الدول . يضاف إلى ذلك أن إيران متطلعة إلى السيادة الإقليمية ومتأهبة لاستباق الولايات المتحدة , ولها تراث إمبراطوري وتملك الدافع الديني والقومي لمنافسة الحضور الأمريكي والروسي في المنطقة ؛ وإذ هي تقدم على ذلك فإنها ترتكن على التعاطف الديني لجيرانها , وإزاء تآمر الدين والقومية ضد هيمنة إقليمية غريبة , فإن السيادة الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط مبنية تماماً على الرمال )) .
د.صالح بن محمود السعدون
د.صالح السعدون
ياهلا أستاذي العبدي وكل عام وأنت بألف خير
ج1 هي لا تدعم أمريكا بالعراق ؛ هي تفاهمت مع أمريكا وتحالفت معها لالتهام العراق ولكن بعد احتلال العراق ظن الأمريكان والبريطانيين أن غيران ستفي بتعهداتها حسب اتفاقياتهم السرية والأدوار التي اقتسموها بالعراق ؛ ولكن إيران مع تصاعد المقاومة السنية ضد الأمريكان رأوا أن شأن الغرب صغير وأن العراق قد تم ابتلاعه من قبل الشيعة العراقيين التابعين لعمائم قم ورجال الدين بإيران فأرادت أن تغير شروط اللعبة وتعيد اقتسام العراق بحيث تكون إيران متفوقة في مصالحها على الأمريكان هنا بدأ الخلاف واجتمع سفير إيران بالعراق مع ممثلي الاحتلال الأمريكي للوصول إلى صيغ تفاهم ترضي طمع منهم إيران وادعوا أنهم لم يتوصلوا إلى شيء وهذا يمكن أن يكون صحيحاً ؛ ولذا بدأ ما يسمى لوي اليدين بين إستراتيجية الغرب الأوروبي والإستراتيجية الإيرانية إيران تقول إما تتنازلوا أكثر وتعطوننا امتيازات جديدة مثلاً استقلال البصرة عن العراق لتتبع إيران مثلاً ..وإما سنضم الشيعة الصدريين للمقاومة ؛ وأمريكا تقول نعم ونحن قادرون على أن نلوي يدكم إنكم تصنعون قنبلة نووية سنحاصركم ونفرض عليكم عقوبات ؛ حتى يتوصلوا إلى تفاهم جديد , المشكلة أن إيران ترى أن موقفها يتحسن كل يوم بالعراق في وقت يسوء موقف أمريكا كل يوم أكثر , ولذلك فالأمر بينهم شد وجذب وتستمر المساومة فهم كانوا في تحالف ثم غدرت إيران بأمريكا و بدأوا محاولات للتفاهم ولم يصلوا حتى الآن إلى ذلك فالصراع مستمر بطرق دبلوماسية فقط . أما الدعم فقط كان وقتما كان العراق مستقلاً وأول عهد الاحتلال فقد دخل الحرس الثوري الإيراني تحت عيون الجيش البريطاني والأمريكي . أما التنديد فهو من ناحية سياسة إعلامية لكي لا يكتشف بعض العقلاء من الشيعة أن إيران تفاهمت مع عدوهم على بلادهم , إضافة إلى نوع من الضغط المتبادل بينها وبين أمريكا لتصل إلى تحقيق سياساتها بالعراق .
س2 الجزء الأول من السؤال الثاني ضمن الإجابة عن السؤال الأول أما الجزء الثاني فمصلحة أمريكا بالعراق كثيرة ا) السيطرة على ثروات البترول العراقي للاستغناء عن البترول السعودي من أجل بداية الضغط على السعودية وقتذاك (2004م ) .ب) حماية إسرائيل من النظام العربي الوحيد الذي رفض بعنف أي محادثات سلام معها كما رفض تشغيل خط بترول عراقي قديم مع حيفا لتستفيد إسرائيل من تصدير العراق لبتروله من خلال موانئها , فعقوبة له كان لابد من حرمانه من بتروله وأمنه واستقراره كما منع إسرائيل من الاستفادة والمشاركة بالفائدة من البترول العراقي ؛ وقد حدث ذلك قبل عام 1989م حيث كانت إيران تمنع تصدير بتروله من خلال الخليج وسوريا تمنع تصديره من خلال بانياس وحسني مبارك يتوسط لدى العراق من أجل فتح خط حيفا وصدام يرفض ذلك بعنف فكان لابد من جعله مثلاً يخيفون به غيره من الزعماء العرب .ج) و ننسى أن صدام قد أقسم أن يحرق نصف إسرائيل وكان عميلاً للمخابرات الأمريكية ثم تمرد عليهم وهو الوحيد الذي استخدم صواريخ كيميائية ضد إسرائيل في عام 1990م .لعل الشرح يطول وسنكتفي بهذا ..
أما مصلحة إيران فهي متلهفة على العراق منذ 5000 سنة ونقلت عاصمة كسرى المدائن ( آكتسيفون ) شمال غرب بغداد حاليا لكي تكون العراق في وسط إيران فإيران صحراء والعراق ذات أنهار ومنذ ذلك التاريخ واحتلال العرب للعراق من جديد في عهد إبي بكر الصديق والعراق هو فردوس إيران المفقود , في العصر القديم كان العراق يتحكم بالتجارة العالمية القادمة من الصين والهند وبدونه تكون إيران بلا قيمة عالمياً في العصر الحديث العراق يمتلك ربع إنتاج ومخزون العالم من البترول والربع الآخر عن المملكة العربية السعودية والنصف الثاني موزع على العالم لذا فهو مغر لإيران كما هو مغر لليهود وأمريكا . إلى جانب حسرة الخميني حين مات وهو لم يحقق أحلام إيران الإمبراطورية وصدام هو المسئول بمساعدة خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله في إفشال المشروع الإيراني , ولذا فرغبة الانتقام سوداء لديهم على العراق وصدام . ومن هنا كما قلت أنت ستكون العراق بوابة للسيطرة على المنطقة من خلال قوى كحزب الله وغيره . هذا أيضاً باختصار .
ثالثاً : ثق أنك ضليع بالسياسة وإن أسئلتك تدل على أنك تفهم بالسياسة أكثر من غيرك فلك الشكر وإلى الأمام . بوركت وكن بألف خير
أبو بكر [/color]
العبدي(زائر)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانت بخير
ا شكرك اولا على جهدك الجبار ونتمنى استمرارك و استمرار ابداعاتك
س:كيف تدعم ايران امريكا بالعراق وهي دائما تندد بالوجود الاميركي بالعراق؟
س:كيف تفسر الخلافات والنزاع وعدم موافقة امريكا على التسلح الايراني رغم انك تقول انهم حلفاء؟وماهي مصلحة امريكا بالتحديد بالعراق وما مصلحة ايران اهي فقط السيطرة ونهب ثروات العراق وفرض السيطرة لتكون بوابة للسيطرة على المنطقة كلها؟
وشكرا جزيلا
انا لست ضليعا مثلك في السياسة لذا تكون اسئلتي احيانا (على قدي)
علما ان هذه المشاركة ليست الاولى لي باسم (العبدي)
وشكرا