نظرية تاريخية جديدة : السيادة الثالثة للأمة العربية -الإسلامية قادمةأمة عربية-إسلامية 1/6

22/5/1425 هـ الكاتب د.صالح السعدون

نظرية تاريخية جديدة:
السيادة الثالثة للأمة العربية -الإسلامية قادمة
وبنهاية تلك الفترة تكون نهاية التاريخ

المقدمة :-

تختلف نظرة الشعوب والحضارات وكذلك الفلاسفة والمفكرين حول نهايات الزمان أو نهاية التاريخ , ومنذ بداية العصر الحديث أجهد الفلاسفة أنفسهم حول هذه القضية . وأخيراً خرج صامويل هنتنجتون اليهودي الأمريكي على العالم , بنظرية صراع الحضارات ,حيث يرى فيها أنه (( في هذا العالم الجديد تكون السياسة المحلية هي السياسة العرقية, والسياسة الكونية هي سياسة الحضارات , ومحل المنافسة بين القوى الكبرى يحل صدام الحضارات )) ,كما يرى (( أن مزاعم الغرب في العالمية تضعه بشكل متزايد في صراع مع الحضارات الأخرى وأخطرها مع الإسلام والصين , وعلى المستوى المحلي فإن حروب خطوط التقسيم الحضاري وبخاصة بين المسلمين وغير المسلمين ينتج عنها “تجمع الدول المتقاربة ” وخطر التصعيد على نطـــاق أوسع , وبالتالي جهود من دول المــركز لإيقـــاف تلك الحـــروب )) (1) .

ويقول (( على أن غالبية صراعات خطوط التقسيم قد حدثت على امتداد الحدود الملتفة عبر أوراسيا وأفريقيا والتي تفصل بين المسلمين وغير المسلمين , وعلى المستوى الأكبر أو الكوني للسياسة العالمية , نجد أن الصراع الرئيسي بين الحضارات هو ذلك القائم بين الغرب والباقي , بينما على المستوى الأصغر والمحلي نجد أن الصراع القائم بين الإسلام والآخرين )) (2).

ويرى أن الصراع المسيحي الإسلامي (( يتدفق من طبيعة الديانتين والحضارتين المؤسستين عليهما ,الصراع كان من ناحية نتيجة الإختلاف , خاصة مفهوم المسلمين للإسلام كأسلوب حياة متجاور و يربط بين الدين والسياسة ,ضد المفهوم المسيحي الغربي الذي يفصل بين مملكة الرب ومملكة قيصر .كما كان الصراع نابع من أوجه التشابه بينهما , كلاهما دين توحيد ويختلف عن الديانات التي تقول بتعدد الآلهة ,… وكلاهما ينظر الى العالم نظرة ثنائية “نحن ” و “هم ” , كلاهما يدعي أنه العقيدة الصحيحة الوحيدة التي يجب أن يتبعها الجميع ,…))(3) .

ونقرأ من هنتنجتون أن نظريته كيهودي أمريكي قد صممت لتحريض الغرب المسيحي على الأمة العربية والإسلامية , ورغم أنه يضع الصين كحضارة مستعصية على الأندماج بالحضارة الغربية الا أنه يكاد يكون أشبه بذر الرماد على العيون , لكي يغطي ماتعنيه نظريته من استهداف محدد للحضارة الإسلامية دون غيرها بالمسخ أو الإستعمار (4) , فمشروع المحافظين الجدد في البيت الأبيض منذ مجيء أدارة الرئيس بوش إنما هو وضع نظرية هنتنجتون ضد الإسلام كأمَّة موضع التنفيذ , أما إقتران الصين بالحضارة الإسلامية في نظرية صدام الحضارات لهنتنجتون , فهي أشبه ماتكون بإقتران كوريا الشمالية وإيران من جهة بالعراق وأفغانستان كدول هي محور الشر في التصريحات المعلنة لرموز المحافظين الجدد بواشنطون , فالصين بنظرية هنتنجتون لايمكن للحضارة الغربية أن تحتويها لكنه يمكن التفاهم معها كحضارة , تماما مثلما أن كوريا الشمالية هي ضمن محور الشر , ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعلن الحرب عليها كما اعلنتها على العراق في السياسة العملية للمتشددين دينياً الذين يديرون البيت الأبيض بواشنطن .

ورأى فرانسيس فوكوياما (( شرعية الديموقراطية الليبرالية كنظام حكم بعد أن لحقت الهزيمة بالأيدولوجيات المنافسة ,مثل الملكية الوراثية ,والفاشية , والشيوعية ..)) وأضاف في كتابه نهاية التاريخ وخاتم البشر ,قائلاً (( إن الديموقراطية الليبرالية قد تمثل” نقطة النهاية في التطور الأيديولوجي للإنسانية”, و “الصورة النهائية لنظام الحكم البشري ” وبالتالي فهي تمثل ” نهاية التاريخ ” )) .

ويقول منتقداً نظرية هيغل وماركس ويرى أنه رغم اتفاقهما أن” للتاريخ نهاية ” , فإن هيغل يرى أن نهاية التاريخ هو الدولة الليبرالية , أما ماركس فيراه بالمجتمع الشيوعي (5).

ويبدو أن المحافظين الجدد في البيت الأبيض قد أخذوا من هاتين النظريتين منهجاً عملياً لهم لحكم العالم وفرض استعمار الغرب على الحضارة والشعوب الإسلامية دون غيرها , لأن التهديدات لكوريا الشمالية كانت ومازالت مجرد شعارات جوفاء , لا يمكن لها أن تكون سياسة عملية في الواقع , ومع ذلك فإن هذا لا يعني أنهم لا يريدون خنق الحضارة الصينية وتحجيمها , و من جانب آخر نجد أن مشروع الشرق الأوسط الكبير ليس الا موازنة مستحيلة بين مصالح إسرائيل وضمان مستقبلها وبين تطبيق نظرية فوكوياما في نهـــاية التاريخ وخاتم البشر وبين محاولة فرض هذا النموذج على الأمة العربية والإسلامية .

ولعل الكثير من المراقبين في الغرب قد حذروا منذ سقوط الإتحاد السوفييتي في العقد الأخير من القرن الماضي (( من أن الإسلام سوف يصبح قوة جيوبوليتيكية متطرفة , وأنه مع التزايد السكاني , والإمكانات المادية المتاحة , سوف يشكل المسلمون مخاطر كبيرة , وسوف يضطر الغرب إلى أن يتحد مع موسكو ليواجه الخطر العدواني للعالم الإسلامي )) ويرون (( أن الإسلام والغرب متضادان وأن نظرة الإسلام للعالم تقسمه الى قسمين “دار الإسلام ” و “دار الحرب “حيث يجب على الأولى أن تتغلب على الثانية(6) , وأن المسلمين يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضد الغرب , وعلى الغرب أن يتحد مع الإتحاد السوفييتي ليواجه هذا الخطر الداهم بسياسة واحدة )) (7), بيد أن هنتنجتون يرى أن الأرثوذكسية لا تمت للحضارة الغربية بصلة .

ونحن في نظريتنا هذه نرى أن نهاية التاريخ هو انتصار الخير على الشر من منطلقات ليست دينية فحسب – لأن المسلمين يرون أن الإسلام نظام حياة وعمل وعبادة , وهذا ما يراه الغـــرب نفســه فيقـــــــول الرئيس نيكســون بكتابه “الفرصــــة السانحة ” (( والإسلام ليس مجرد دين , بل هو أساس لحضارة كبرى , نحن نتكلم عن العالم الإسلامي كوحدة واحدة ليس بسبب وجود “لجنة مركزية إسلامية ” تدير سياسة المسلمين بالعالم , ولكن لأن الدول الإسلامية تجمعها تيارات سياسية وثقافية واحدة نابعة من الحضارة الإسلامية ككل )) (8) – بل من منطلق نظري أيضاً ومن استقرائنا للتاريخ الإنساني , ولعل الخير والشر هنا مسألة نسبية لكل الحضارات , فكل حضارة ترى أن الخير يكمن في مثلها هي وحدها دون الآخرين , ولكن وبنظرة موضوعية مجردة فإنه حتى لو كان هناك أخطاء بالتطبيقات التي قام بها القائمون على حكم المسلمين والشعوب التي وقعت تحت حكمهم في وقت ما , فإنه أولاً الإسلام برئ من كل تطبيق لا يتفق مع مبادئه التي أقرت بالقرآن والسنة النبوية , أما ثانياً فيكفي أن ننظر الى سماحة الإسلام والمسلمين وتعاملهم أثناء الإنتصارات بالحروب ويكفي أن نلقي نظرة موضوعية الى ما فعله هولاكو المغول ببغداد والبلاد التي احتلها , وكذلك الصليبيين في احتلالهم لبلاد الشام وبيت المقدس على قدسية أرض الأنبياء بل وحتى في أهالي القسطنطينية الأرثوذكس , وبين ما فعله صلاح الدين الأيوبي حينما فتح بيت المقدس بالصليبيين من عفو وسماحة .

ونحن هنا نريد ألاَّ يفهم القارئ أن الباحث يرى الصراع بين الخير والشر من زاوية فكرية خاصة , وإنما هو شكل من أشكال الصراع بين الحضارات والديانات , كما يراها حتى رؤساء الدول الكبرى , فهذا الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان يقول في محادثة هاتفية مع المدير التنفيذي لإيباك _ وهي إحدى منظمات اللوبي اليهودي بأمريكا _ مما يثبت أن جزء من السياسات الدولية تقوم على هذه المعتقدات يقول في محادثته المؤرخة بأكتوبر 1983م , وهو يناقشه حول مشاكل لبنان , (( أعود إلى أنبيائكم الأقدمين في العهد القديم وعلامات إقتراب مـــــــجدون (المعـــــــركة الفاصلة بين الخير والشر ) فأجدني أتساءل هل …هل نحن الجيل الذي يشهد تلك الواقعة , ولا أدري ما إذا كنت قد لاحظت مؤخراً أياً من هذه النبوءات ولكنها بالتأكيد تصف الأزمان التي نعيشها )) ويعلق بول فندلي قائلاً “وآراء ريغان هذه ليست الأولى من نوعها , فلها سوابق بالمكتب البيضاوي , ولكنها تعكس التصديق الواسع النطاق للتنبؤات التوراتية , واستخدامها لتبرير وجود إسرائيل ” (9). ولهذا شئنا أم أبينا فالسياسة الدولية تقوم في جزء كبير منها على مثل هذه المعتقدات ومن أعلى المستويات .

وترى كارين آرمسترونج أن أتباع الديانات الثلاث اليهود والمسيحيون والمسلمون يرون أن الله (الرب)قد كشف عن نفسه متدخلاً بشكلٍ مباشر في أمور البشر من خلال أحداث غدت تاريخاً للخلاص (10) . ومامن شك أنه بالنسبة للعالم الإسلامي يرى أن القضاء والقدر يتدخل في كل مناحي الحياة ,وإن كان الإنسان تظل له خياراته في كثير من الأمور أيضاً. وهو ما يؤكده القرآن قال الله سبحانه ((هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ))(الحديد , آية 4).

نظريتنا هذه ترى أن الغلبة النهائية للنظام الإسلامي الصحيح الذي إرتضاه الله للبشر , ومن خلال ضرب الحق بالباطل , ومن خلال صولات وجولات للباطل , تكون النهاية بإنتصار الحضارة الإسلامية على حضارة الغرب المسيحية منها أو العلمانية , الشيوعية منها أو الرأسمالية , وستكون نهاية التاريخ بعودة القوة والسلطة العالمية بيد الأمة العربية والإسلامية متى شاء الله ذلك وقدَّر , بغض النظر عن كل قوى التسلط في عصرنا الحالي, وبغض النظر أيضاً عن كل موازين القوى الحالية في العقد الحالي من هذا العصر , ولعل قبائل بني إسرائيل الأثنتي عشرة المحصورة مع موسى بين البحر وبين قوة أكبر الدول في عصرها دليل على ما ذهبنا إليه , ويقول الله سبحانه في كتابه الكريم فيما يتعلَّق بصراع الحق والباطل ((بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهــــق ولكـــــم الويل مما تصــــــفون )) ( الأنبياء آية 18), ويقول سبـــحانه ((قل إن ربي يقذف بالحق عــلام الغيوب , قل جاء الحـــــق وما يبدئ الباطل وما يعيد )) ( ســـــبأ, آيتي 48-49) .

إننا في نظريتنا هذه لا نعبأ بمقاييس القوة أو موازين القوى الحالية في عصرنا هذا, لنحكم على أحداث التاريخ بالمستقبل القريب والبعيد , أو لنستقرئ نهاية التاريخ , وإنما نستقرئ التاريخ خلال ألف وخمسمائة سنة الماضية , وننظر بهدوء إلى المتغيرات الكونية خلال عدة قرون في صراع مستمر ليس بين الحضارات فقط , وإنما بين الخير والشر أيضاً , تلك النظرة التي كثيراً ما ترى الحضارات القائمة على الديانات السماوية بالذات أكثر من غيرها, أن كل منها يمثل الخير وماعداها يمثل الشر , إن هذا الصراع أشبه ما يكون بمد البحر وجزره , فالأيام دول بين الحضارات والشعوب, فمن كــــان اليوم له القــــــوة و الســـــلطان فإن غداً لغيره . وهو مصداق لقول الله سبحانه بالقرآن الكريم (( قال موسى لقومه إستعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )) (الأعراف ,آية 128) وقوله سبحانه ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ))(الأنبياء ,آيتي 105 –106), وقوله ((… وتلك الأيام نداولها بين الناس …))(أل عمران ,آية 140) ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ))( الأنبياء , آية 35) و ((…وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير))(الحجرات ,آية 13) , وقال الله سبحانه (( إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ))(غافر , آية 51)

وسنرى في هذا الإستقراء أن التاريخ يتجه نحو غاية ليس للبشر قدرة في تغيير مسارها , الا بالنزر اليسير من التأثير , وذلك من خلال إتباع هؤلاء البشر أو هذه الأمة أو تلك للسنن التي وضعها الله سبحانه لهم , أما الأحداث الكبرى في التاريخ والتحكم بمساره فذلك شيء آخر , فالله جل شأنه هو الذي خلق هذا الكون , وهو القادر على أن يسير الرياح بالإتجاه الذي يريده سبحانه من خلال قوانين ونواميس محددة , متى ما تحققت تلك السنن أو الشروط بأية أمة أو حضارة فإن النصر سيكون حليفها .

كما أن قوة الأمم وانتصارها وتمسكها بأسباب القوة ليست أمراً إختيارياً في كل الأحوال , فالإرادة الإلهية لها علاقة بذلك , قوة هذه الأمة أو تلك , انتصارها أو ضعفها أو هلاكها , سواء كان من خلال مصادر قوة طبيعية أو أسباب بشرية , فيقول الله سبحانه (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميرا ))(الإسراء ,آية 16) وقوله سبحانه (( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لايعلمون , وأملي لهم إن كيدي متين )) ( الأعراف , آيتي 182-183). وقوله سبحانه (( ولقد أهلكنا القــرون من قبلكم لمَّا ظلموا ))( يونس ,آية 13).

ولذا قد تنزع السلطة من أمة ما وهي في قمة مجدها دون أن تمر بمرحلة الهرم والشيخوخة حسب نظرية إبن خلدون في الدولة , وقد يكون من خلال إنهيار سريع كالإنهيار الذي أصاب إمبراطورية المغول , ربما بسبب الظلم والإرهاب واستئصال البشر دون سبب موجب لذلك . وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ))(هود , آية 117) , وقوله سبحانه ((وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين )) (الأنبياء , آية 11) , وقوله سبحانه (( فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد )) ( الحج , آية 45). ولنا في الحضارة الفرعونية والحضارات البائدة في أمريكا الجنوبية مثالاً أمام العيان , لهلاك أمم في أوج قوتها لأسباب إلهية بحتة, ومن خلال ظروف طبيعية أو بشرية .

تأليف د. صالح السعدون
قسم الإجتماعيات بكلية المعلمين بالرياض

هوامش المقدمة :

(1) صامويل هنتنجتون , صدام الحضارات ,ترجمة طلعت الشايب , سطور ,1998م ,ص 46 ,ص 37-38

(2) المرجع نفسه , ص 414

(3) المرجع نفسه , ص 340- 341

(4)المرجع نفسه , ص502 –503

(5)فرانسيس فوكوياما , نهاية التاريخ وخاتم البشر , ترجمة : حسين أحمد أمين ,مركز الأهرام للترجمة والنشر , القاهرة , الطبعة الأولى , هـ1413- 1993م ,ص 8- 9

(6)الحقيقة أن تقسيم الإسلام يرى العالم ثلاثة أقسام دار الإسلام ودار الصلح أو الهدنة ودار الحرب .

(7)ريتشارد نيكسون , الفرصة السانحة , ترجمة :أحمد صدقي مراد , دار الهلال , ص 135

(8)المرجع نفسه , ص 136

(9)بول فندلي , من يجرؤ على الكلام ,, اللوبي الصهيوني وسياسات امريكا الداخلية والخارجية ,شركة المطبوعات للتوزيع والنشر , بيروت ,الطبعة الرابعة ,1987م- 1407هـ, ص402- 403

(10) كارين آرمسترونج , الحرب المقدسة ,الحملات الصليبية وأثرها على العالم اليوم ,ترجمة سامي الكعكي ,دار الكتاب العربي ,بيروت ,الطبعة العربية ,2004م ص38