المؤامرة … بين الحقيقة والتكذيب1/4

بين الحقيقة الضائعة.. والتكذيب المدروس..
المؤامرة كلمة يمقتها الكثيرون وخاصة الذين شاءت أقدارهم أن يندمجوا بالمحافل الماسونية بمختلف أنواعها وأسمائها بداية من فرانسيسكو إلى كل بقعة من بقاع الأرض , فهؤلاء لديهم حساسية خاصة من كلمة مؤامرة , ترتجف منها أبدانهم ,وترتعش دونها ألسنتهم وكأنهم سينطقون بإحدى المحظورات الكبرى بالماسونية ؛ التي قد تصل بهم إلى حد الكفر بواحد من أهم أركانها إن هم نطقوا كلمة مؤامرة , ويشعرون …
د.صالح السعدون

” نظرية المؤامــــرة”

بين الحقيقة الضائعة.. والتكذيب المدروس..
المؤامرة كلمة يمقتها الكثيرون وخاصة الذين شاءت أقدارهم أن يندمجوا بالمحافل الماسونية بمختلف أنواعها وأسمائها بداية من فرانسيسكو إلى كل بقعة من بقاع الأرض , فهؤلاء لديهم حساسية خاصة من كلمة مؤامرة , ترتجف منها أبدانهم ,وترتعش دونها ألسنتهم وكأنهم سينطقون بإحدى المحظورات الكبرى بالماسونية ؛ التي قد تصل بهم إلى حد الكفر بواحد من أهم أركانها إن هم نطقوا كلمة مؤامرة , ويشعرون كما لو أن موازين الكون قد انقلبت رأساً على عقب إذا ما ذكرت هذه الكلمة على أسماعهم , ولعل الصنف الأول من الذين ينكرون وجود المؤامرة هم من هؤلاء المشككين بوجودها لا يعنوننا كثيراً فربما لديهم من التعليمات المشددة من قبل أنديتهم الماسونية ؛ بألا يقروا بوجود هذه الكلمة في قواميس اللغة واعتبارها كلمة نشازاً لا ينطق بها إلا المتخلفون فكرياً وعدم الإقرار بوجود المؤامرة إنما هو نوع من أنواع الجهاد المستمر الذي لا يمكنهم أن يتهاونوا فيه في أي عصر أو حقبة من الحقب , ومن هؤلاء المفكرون المستشار القومي للرئيس الأمريكي جيمي كارتر ؛ زبيغنيو بريجنسكي ؛ الذي هو اليوم ؛ و كما يذكر المؤرخ الأمريكي جيم مارس , في كتابه ( الحكم بالسر , التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى ) ويؤكد أن بريجينسكي الآن هو عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة الهيئة الثلاثية السرية؛ حيث قال بريجنسكي عام 1981م (( إن التاريخ هو نتاج فوضى أكثر منه نتاج مؤامرة … إن صانعي الخطط والسياسات يقهرون بشكل متزايد بالأحداث والمعلومات )) ( ص21) , ولكن المهم لدينا شريحة أخرى وهي الصنف الثاني وهم المتشككين , ومن البديهي أن المُشكِّك يختلف عن المُتَشكك , فالصنف الأول أي المُشكك هو يعلم يقيناً بوجود ذلك الشيء الذي يعمل على تشكيك الآخرين بوجوده ؛ لأنه يساهم فيه ولا يريد من أحد أن يطلع على خفاياه ,وتشكيكه المبرمج إنما هو ضمن الدور المناط به , أو الذي عليه أن يقوم به , أما الصنف الثاني المتشكك فهو على الأقل يدعي أنه ذو تفكير علمي ويريد براهين تعجيزية توجد له بعض الانسجام الداخلي بين قلبه وعقله , بين إيمانه بوجود ذلك الشيء وعقله الذي يرغب لاهثاً في رفضه , وهذه الفئة أو الصنف هي مغفلة بكل ما تعنيه كلمة الغفلة من معنى , فهم ليس لديهم وعي بالمشكلة برمتها وسمعوا بعض الماسونيين ينتقدون المتحدثين عن المؤامرة بعنف وانساقوا عن جهل وطيب نية وربما تصنُّع بأنهم مثقفون يعون المسألة ويسيرون بدون وعي خلف أولئك المطبلون .

المؤامرة عمرها طويل كما يلمِّح لها ثيودور هرتزل زعيم الصهيونية دون أن يسميها ؛حين يقول في مذكراته الشخصية : (( إذا لم أستطع إلانة القوى العليا فسوف أثير العالم السفلي ..)) ويقول في مذكراته أيضاً مشتكياً من مؤامرات كتلة اليهود الرأسمالية ضد كتلته اليهودية الصهيونية ( القومية اليهودية ) : (( قررنا , لمجابهة التآمر اليهودي في قصر السلطان العثماني يلدز أن نتبع الطريقة التالية : يكتب نيولنسكي إلى عزت بأن اليهود المتآمرين عليَّ قد لا تكون لهم مصالح خاصة لكنهم يشعرون بهاجسين : أولهما الخوف من أن تقوى اللا سامية في أماكن إقامتهم إذا صدرت الدعوة لليهود بالمهاجرة , ثانيهما الخوف من أن نُهَجِّر جماعات كبيرة من اليهود المفلسين إلى فلسطين . لهذين السببين يحاول دعاة هذه المؤامرات اليهود نسف مشروعنا من أوله, إلا أن عزت يجب ألا يُسمح له بأن يسلبوه ثقته فيَّ ))

ويقول عن تآمر روتشيلد زعيم كتلة الرأسماليين اليهود (( إذا كان أدموند روتشيلد بالقسطنطينية فإني أتوقع الشر الروتشيلدي المألوف )) ويرسم هرتزل نفسه خططه التآمرية ضد رؤساء كتلة اليهود الرأسماليون فكيف إذاً نتصوّر تآمره ضد من هم من غير اليهود والذين هم على شاكلة ( صغار وكلاء الشحن مثلاً ) , فقد كتب بمذكراته عن روتشيلد (( سنصفي أموال روتشيلد كما فعلنا مع أصغر وكلاء الشحن وأصحاب الدكاكين … سنكون حقاً فقراء لو أتينا إليكم نشحذ بليوناً, إذا لم تريدوا المساعدة ؛ فسوف نسير بالطلب على طبقة ثانية إلى اليهود متوسطي الغنى , سنرسل بضع نشرات عن الخطة إلى مراكز الغنى اليهودية الرئيسية , ليطلع عليها المليونيرون المتوسطون …وستتحول جميع البنوك اليهودية المتوسطة الحجم إلى قوة مالية واحدة , تناهض أصحاب البنوك الكبار باسم المثل القومي الأعلى , وسيهدف هذا العمل إلى جركم معنا أو العمل على كسركم ثم تحطيمكم …)) ويقول بمذكراته في رسالة أرسلها إلى روتشيلد (( من أعطاكم الحق لأن تعملوا هذا …أنتم وصناديق أموالكم , يجب أن تقام الحراسة حولكم خوفاً عليكم من أناس لا يعرفون الحقيقة بعد , وما تزال ثروتكم الملعونة تزداد , إنها تزداد بسرعة تفوق ازدياد الثروات القومية للبلدان التي أنتم فيها؛ لذلك فإن هذه الزيادة ؛ إنما هي على حساب ازدهار الأمة ..)) ويقول في مكان آخر (( لابد أن أبدأ حملة ضد روتشيلد عاجلاً أم آجلاً , سيكون عنوانها المحدد : بيت روتشيلد – عرض موضوعي للخطر الذي يهدد هذا الأخطبوط العالم به …)) ويروي كيف يسيطر اليهود على رجال السياسة بالدول الأوروبية ((بين المساء والصباح خطر لي أسم الشخص الذي سيستميل مجلس النواب الفرنسي لنا : روانيه , الذي حسبما أخبرني ليفن في سالزبورج 1895م قبض نقوداً لخطابه عن اليهود ))ويقول (( وكما ذكرت إني جنَّدت مؤيدين لقضيتنا في الحلقة التي تحيط بالسلطان )) .

وقد كان هرتزل زعيم الصهيونية يصرح (( ويردد قبل نشوب الحرب العالمية الأولى إن نشوب حرب أوروبية جديدة لن يضر بالصهيونية بل سيشجعها )) و(( يحذر الساسة الأوروبيون بضرورة الاختيار بين الصهيونية أو الثورة التي يعمل اليهود على إذكاء نارها كي يترتب على كل من لا يريد أن (( يخرب اليهود كل شيء )) أن يؤيد الصهيونية )) ( دايفيد هيرست , البندقية وغصن الزيتون , جذور العنف في الشرق الأوسط, ص 166-167) , وبعد أن بدأ اليهود بوضع مخطط الحرب العالمية الأولى في حدود عام 1895م كتب في مذكراته في يوم 15/ 6/ 1895م يقول في مذكراته مخاطباً اليهود في كل الدول الأوروبية المتحاربة بالحرب الكبرى القادمة التي كان يجري التحضير لها ((كل من بقي في بيته حتى وقت اشتعال الحرب يجب أن يبقى فيه حتى انتهائها, وبالطبع يجب أن يحمل السلاح مع الآخرين , ولكن بعد الحرب سنقبلهم مسرورين ونكرمهم ؛ لأنهم يكونون قد حاربوا من أجل عزة اليهود )) , ويقول بمذكراته أيضاً (( إذا لم نكن هاجرنا عند وقوع الحرب القادمة ؛ فسوف يضطر كل اليهود إلى الذهاب إلى جبهة القتال بغض النظر عما إذا كانوا قد تخطوا سن الجندية أو إذا كانوا بعد في السن , وعما إذا كانوا أصحاء أو مرضى , سيتوجب عليهم أن يجروا أنفسهم إلى جيوش أوطانهم الحاضرة , وإن حدث أن كانوا ينتمون إلى جيوش متعادية ؛ فإنهم سيضربون بعضهم بعضاً, قد يعتبر بعضهم هذا عملاً مشرفاً, وقد يعتبره الآخرون ثمناً يدفع سلفاً من أجل مجدهم المقبل , ولكن عليهم جميعهم أن يشتركوا في هذه الحرب )).

ومما يثبت اكتمال مؤامرة و مخطط الحرب العالمية الأولى قبل وفاة هرتزل أنه كتب في مذكراته إلى قائد عسكري يهودي أسمه جولد سميد (( يجب أن تنضم أيها الكونيل إلى السلك العسكري التركي كجنرال , مثلما فعل ودز و كامبهوفنر وجولتز وغيرهم من الضباط الأجانب ؛ وبتلك الصفة تصبح القائد في فلسطين تحت سيادة السلطان ,وعند تقسيم تركيا؛ تسقط فلسطين في أيدينا أو في أيدي أتباعنا كدولة مستقلة )) ويقول هرتزل عن الجيتو وهو الحي اليهودي المغلق الذي يحيط به أسوار داخل المدن الأوروبية بما يؤكد أن بعضاً من اليهود على الأقل لديهم مخطط قديم عمره أكثر من ألفي عام ؛ وكان الجيتو قد أعتبر وصمة عار على المجتمعات الأوروبية حتى قيام الثورة الفرنسية التي قامت ضد الملكية الكاثوليكية وكأن أهم أجندتها هي إعلان تحرير اليهود وخروجهم من الجيتو هذا الجيتو وصم به الأوروبيون بالعار ؛ بينما كان اليهود هم من صنعوه لأنفسهم من خلال مؤامرة قديمة تهدف إلى حفظ الديانة اليهودية والجنس اليهودي من الانقراض , حسب اعتراف هرتزل نفسه , ومع ذلك حوسب الأوروبيون على عمل صممه اليهود لأنفسهم يقول هرتزل (( إن الأشخاص العاديين ليس لديهم ولا يمكن في الحقيقة أن يكون لديهم إدراك تاريخي , إنهم لا يعلمون أن آثام العصور الوسطى تعود اليوم إلى أوروبا , إننا نحن اليهود قد صنعنا الجيتو على ما نحن عليه ؛ فمما لاشك فيه أننا اكتسبنا تفوقا ماليا, لأن ظروف العصور الوسطى دفعتنا إلى ذلك , والآن تتكرر نفس العملية فقد أجبرنا على العمل في البورصة , حيث حرم علينا أي نشاط اقتصادي آخر ؛ ولأننا في البورصة فإننا بالتالي نتعرض من جديد للاحتقار …)) (ثيودور هرتزل , الدولة اليهودية , ص56).

كيف بدأت المؤامرة :

كانت اليهودية واليهود قد أصبحت بعد احتلال اليهود للقدس وكأنها مركز الكون ؛ خاصة بعد الفناء الذي تعرضت له الأمة الفرعونية ,وبدا أنها قد سيطرت على مجرى التاريخ في الشرق الأوسط على الأقل ؛ وخاصة في أوج قوتهم في عهد النبي سليمان عليه السلام الذي لا يعترف اليهود بنبوته وإنما يرونه مجرد ملك من أقوى ملوك بني إسرائيل أقام الهيكل المقدس الأول كرمز لسيطرة بني إسرائيل , ولكن بعد وفاة النبي سليمان بن داود عليهما السلام رجع اليهود عن عبادة التوحيد وعبدوا الآلهة الوثنية , وانقسمت دولة بني إسرائيل إلى دولتين مملكة القدس ومملكة نابلس , وضعفت سيطرة اليهود , وهددهم الله سبحانه بالطرد من رحمته إن لم يعودوا لعبادته , وكما تقول المؤرخة البريطانية كارين آرمسترونج (( لكن ملوكا بعد سليمان تلهوا بالوثنية والتمثل الثقافي ؛ فانجذب عامة الناس انجذاباً مهلكاً إلى عبادة الخصوبة الوثنية الكنعانية : فعندما هذذ القحط محاصيلهم الزراعية , لم يجد بنو إسرائيل غضاضة في التحول إلى عبادة الإله بعل كجيرانهم الذين كانوا يؤمنون أن في مقدورهم التلاعب بآلهتهم لحملها على إنزال المطر ))وتضيف كارين (( وأدخل الكهنة جوانب من العبادات الوثنية إلى طقوس اليهودية وشعائرها …ولم يكونوا بعد مستعدين لعقيدة التوحيد الصارمة )) وأمام ذلك سلَّط الله عليهم جيرانهم الآشوريون الذين أبادوا القبائل الإسرائيلية العشر إلى الأبد وسميت بالقبائل الضائعة من التاريخ .

وتقول كارين (( وبينما كانت أعمال الترميم جارية في الهيكل – في عهد الملك يوشيا – عثر الكاهن الأكبر حلقيَّا على مخطوط عتيق ؛ ربما كان مخطوطاً لأسفار موسى الخمسة ( البنتاتوخ ) كلها أو ربما ببساطة مخطوطاً لسفر تثنية الإشتراع ؛ الذي انتهى بسلسلة من اللعنات الرهيبة , أشاعت الرعب في نفس يوشيا ؛ لأنها بدت وكأنها تحققت جزئياً, وكان الرب قد أخبر موسى بأن احتلال الأراضي المقدسة يتوقف على الالتزام الدقيق بتعاليم التوراة وفي حال ما إذا عصى بنو إسرائيل الرب فسوف يفقدون أرضهم )) .

وأخيراً, و أمام كفرهم بالله وعصيانهم له أرسل الله عيسى بن مريم عليه السلام بمعجزة خارقة للطبيعة البشرية كمجدد لديانة التوحيد, وقد حاولوا قتله وقتلوا وصلبوا شبيهه واضطهدوا أتباعه , ولعل المؤامرة الكبرى ؛ هو ما فعله القديس بولس وهو أسم لأحد اليهود الأذكياء وأسمه الحقيقي شاؤول ؛ حيث غيَّر الديانة المسيحية رأساً على عقب من خلال مؤامرة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً , ويذكر المؤرخ البريطاني الكبير أرنولد توينبي في كتابه تاريخ البشرية ((أن أقدم ما وصل إلينا من أخبار يسوع التي دونها أتباعه المتحمسون الذين كانوا قد قبلوا العقيدة , بأن يسوع مثل الفراعنة لم يكن له أب إنسان بل إنه ولد لأمه من إله وفي حالة يسوع لم يكن الإله رع ( المصري ) بل الله ؛ وبحسب ما ورد في الكتب المقدسة المسيحية ؛ فقد رفض يسوع نفسه فكرة الألوهية بالنسبة إليه في أي معنى كانت وعلى الأقل في قولين له مدونين يرمي يسوع إلى القول بأنه لا يستوي مع الله في الهوية …)) (توينبي ج1 ص289- 290) .

قام شاؤول اليهودي الذي أصبح ( بولس المسيحي ) بتغيير جذري بالديانة المسيحية التوحيدية فكما تقول كارين آرمسترونج (( ومع أن بولس أنكر التعاليم اليهودية الأساسية إلا أنه بقي يهودياً في أعماق روحه , وقد طبع المسيحية بالتصورات والأساطير اليهودية ؛ فقد علَّم المسيحيين أنهم يمثلون تحقق التاريخ اليهودي , وأنهم هم إسرائيل الجديدة …وعلّم المسيحيين كذلك أن يسوع هو ” فصحهم ” أي عبورهم من الموت إلى حياة روحية جديدة , وهم الآن في حالة ” نفي ” ليس عن الأراضي المقدسة بل عن المسيح وعن ملكوت الرب الوشيك , لقد باتوا ينتمون فعلاً إلى العالم الآخر , ورجال اليهود المقدسون أمثال إبراهيم وداود وموسى هم قدوة للمسيحيين أيضاً ؛ لأنهم كانوا ينتظرون المسيح دون أن يعوا ذلك …كما سيصعب عليهم الانتباه إلى أن ثمة عناصر خطيرة الشأن في عقيدتهم الجديدة هي في الواقع عناصر يهودية …)) ص 55-56 .

ويرى توينبي أنه (( بدت المسيحية وكأنها واحد من المذاهب العديدة التي قامت داخل اليهودية … ومما يدعو إلى الإعجاب بشكل مساو للدهشة الأولى هو أن هذه المسيحية ذات الصبغة اليهودية السابقة نجحت في النهاية في أن تضم إليها جميع سكان الإمبراطورية باستثناء اليهود ومشايعي اليهود من أتباع يهوه … السامريين . إن المسيحية كما أوضحها القديس بولس نجحت في التغلب على الديانات الإقليمية المنافسة لها بأن امتصتها , ولو أن ثمن ذلك كان التخفيف قليلاً من الوحدانية التي ورثتها من المسيحية )). ويتساءل توينبي بتعجب ربما لينبه القارئ فيقول (( وتحوُّل فريق يهودي إلى كنيسة مسيحية مسكونية أمر يدعو في واقع الأمر إلى الدهشة ! )) ص 293-294.

لقد كانت تلك هي المؤامرة الكبرى من قبل نفر من اليهود على الديانة المسيحية؛ فحين بُعث عيسى عليه السلام ,كان الهدف منه تصحيح مسار الديانة التوحيدية التي أنزلها الله على موسى عليه السلام بعد أن انحرف بها اليهود إلى الوثنية , ولم يتعضوا من التهديدات التي وجهها لهم الله سبحانه بوجوب طاعته وترك معصيته , وحين جاء عيسى بالحق علم اليهود أن عليهم العودة عن غيِّهم أو مواجهة المزيد من غضب الله وعقابه ؛ فقاموا بمحاولة قتلهم لعيسى عليه السلام كآخر حلقة من حلقات معصية الله وقتلهم الأنبياء بغير حق , وهو ما يعني أنه قد قرروا أن يمضوا بعدائهم لربهم إلى نهاية الطريق وآخر المطاف ؛ ولذا قرروا تزوير الديانة المسيحية , وقاموا بتبديل الديانة المسيحية التوحيدية إلى ديانة أخرى جديدة تختلف عما أنزله الله وعما جاء به المسيح عليه السلام .

لقد كان مجيء عيسى عليه السلام الذي أرسله الله بالإنجيل بديانة توحيدية خالصة , وكما يقول المؤرخ الإنجليزي الكبير أرنولد توينبي إن (( المسيحية المنتصرة ورثت عن سابقتها , اليهودية , التوحيد الخالص , لكن المسيحية خرجت عن التوحيد بأنها ابتلعت وتمثلت بالديانات المنافسة المقهورة غير اليهودية , والتي كانت أجمعها , ديانات لا يهودية )), لقد كان تقبل الديانات المحلية – العاجزة عن تلبية قناعات المجتمعات – وامتزاجها بالديانات الأجنبية مقبول على نطاق واسع في القرن الثالث للمسيحية ,من خلال كما يصف توينبي عملية ((الاختيار والنشر والتقبل والتركيب )) ..

ويؤكد توينبي أن المسيحية كانت أمام ضغط هائل من قبل حضارة الإغريق المتطورة لغةً وفناً وفلسفةً , مما جعل القائمون على نشر المسيحية يعملون على إفراغها من محتواها التوحيدي مقابل تحدي الديانات المحلية بجنوب وشرق أوروبا , إلى جانب أهداف خاصة بالقديس بولس الذي اعتنق المسيحية وترك ديانته الأصلية اليهودية كما ترك أسمه الأصلي شاؤول , بيد أنه ركَّب واختار وتقبَّل عقائد الثالوث الكوكبي المحلي في بلاد الرومان واليونان مركبِّاً لهذا الثالوث الكوكبي إلى ثالوث مقدس قرَّب المسيحية للوثنية وخرج بها عن أصلها التوحيدي نحو ديانات أوروبا الوثنية .

لقد كانت الصور البدائية المشتركة دينياً بين الأمم هي الأم , وكذلك جاءت فيما بعد الأم والأب والابن فأحياناً الأم تصبح هي الشمس التي تأتي للناس بالدفء وأحياناً أخرى تكون الأم هي الأرض التي لديه القدرة الإنباتية حسب اعتقادهم , وهنا نجد أن ايزيس وأوزيروس أو الشمس والقمر وصنع المصريون حورس الإبن .

ومن هنا جاء دور شاؤول اليهودي ليحرف الديانة المسيحية عن التوحيد ويركب وينقل ديانات الثالوث الكوكبي إلى الثالوث المقدس ليركب ويضع الله (سبحانه وتعالى عما يصفون علواً كبيراً )مكان أوزيروس أو عشتار , ومريم مكان إيزيس أو ود, واليسوع أو عيسى مكان الإبن حورس أو الزهرة أو نكرح ,ويرى توينبي أن هذا (( النجاح الذي يدعو إلى الدهشة – وقد تم على يد مسيحي يهودي هو القديس بولس – هو انتزاع مسيحية لا يهودية من الدين اليهودي , بحيث كان باستطاعة غير اليهود أن يقبلوا بها بحرية دون أن يلتزموا بمراعاة الشريعة اليهودية , ومما يدعو إلى الإعجاب , بشكل مساو للدهشة الأولى هو أن هذه المسيحية ذات الصبغة اليهودية السابقة , نجحت في النهاية في أن تضم إليها جميع سكان الإمبراطورية الرومانية باستثناء اليهود , ومشايعي اليهود من أتباع يهوه الملتزمين أي السامريين )).

إن ما يريد أن يقوله توينبي ولم يقله هو أن شاؤول كواحد من أذكياء اليهود أراد أن يصرف شعوب العالم عن عبادة اليهودية التي يرى اليهود أنها لهم دون العالمين , كما أنهم حسدوا العالم بأن يكونوا موحدين لله يتبعون ديانة توحيدية هي المسيحية التوحيدية الخالصة التي نزلت على عيسى عليه السلام , فزوروا الديانة المسيحية وركبوها لتتلاءم مع ديانات الثالوث الكوكبي ديانة شعوب البحر المتوسط , من خلال الثالوث المسيحي المقدس الذي ابتكره شاؤول أو القديس بولس .

لذا يؤكد توينبي في تاريخ البشرية (ج1 ص 293) ((إن المسيحية كما أوضحها القديس بولس نجحت في التغلب على الديانات الإقليمية المنافسة لها , بأن امتصتها , ولو كان ثمن ذلك كان التخفيف قليلاً من الوحدانية التي ورثتها عن اليهودية ففي المسيحية كما شرحها القديس بولس , كما كان الحال في زرواسترية المجوس , رفعت صفات الله الحق الوحيد …إلى درجة التساوي بالمظهر مع الإله فأصبح يسوع الإله المتجسد…وباعتبارها (( أم الله ))أصبحت أم يسوع الإنسانة آلهة في الواقع )).

ومن هنا فقد تم قطع أواصر الصلة تماماً بين المسيحية واليهودية. ويرى البعض أنه بناءً على رفض بولس إجراء عملية الطهارة لمن يعتنق المسيحية، قامت قطيعة لاهوتية مع فكر التوحيد السامي. وهكذا بعد عدة قرون ظهرت _بتأثيرات من فكرة الثالوث في الميثولوجية المصرية والأفلاطونية السكندرية الجديدة _ ظهرت فكرة الثالوث، وأضيف إلى الأب والابن الروح القدس.

هل المؤامرة مستمرة ؟

ولعل الحديث هنا سيطول ؛ ولكننا سنقوم كمدخل لهذه الدراسة بقصتين شهيرتين من تاريخنا الوسيط بالأندلس في عهد المعتمد بن عباد والتاريخ المعاصر بالعراق وقصة صدام حسين ؛ بحيث يمكن لنا أن نفهم تاريخ المؤامرة المستمرة , فقد كانت الحكومة الخفية لليهود قد انتقلت من بابل تحت ظل حكم الفرس إلى الأندلس في ظل حكم المسلمين بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية وفتح الأندلس فيما بعد ؛ حيث رأت الحكومة اليهودية المستخفية أنها ستكون هناك أكثر أمناً ونشاطاً ؛ وعاشوا أكثر من ثمانية قرون في أمن وازدهار ؛ بحيث تمكنت تلك الحكومة من تشديد قبضتها على المجتمعات اليهودية في الشتات , ثم فيما يبدو أنهم أصبحوا بالاتفاق مع الأسبان تحت حكم أسبانيا النصرانية بعد ضعف قوة المسلمين هناك , وربما كانوا يعملون على إضعاف الطرفين من أجل ضمان مصالحهم ؛ سواء في الجزيرة الأيبيرية أو في العالم .

ويرى المؤرخ البريطاني دوغلاس ريد في كتابه الذي اختفى من الأسواق ( جدل حول صهيون دراسة للمسألة اليهودية منذ ألفين وخمسمائة عام ) فيقول (( إن الإسلام …لم يظهر العداء للديانة اليهودية وأوغسطين [ وهو مؤرخ يهودي ] نفسه كان راضياً إلى حد ما حيث قال ” إن الإسلام أجاز لغير المؤمنين الحرية الاقتصادية وإدارة الحكم الذاتي …إن الإسلام كان متسامحاً بوجه عام مع أتباع الديانات الأخرى …وإن ما حققه الدين اليهودي من ازدهار بحرية في ظل الإسلام ما كان بالإمكان تحقيقه في بداية انتشار الديانة المسيحية “ويواصل دوغلاس ريد قوله – وإن ” إمكانيات الازدهار ” هذه تم خلقها لليهود من قبل الإسلام على الأراضي الأوروبية في أسبانيا لقد فتح الإسلام الغرب ليدخله بذلك ” أعنف عدو ظالم [يعني اليهود ]…إلا أن نظرة الاحتقار تجاه اليهود من قبل الشعب الأسباني كانت قوية جداً بشكل عام … وبغض النظر عن كراهية ونفور السكان تجاه اليهود والمارانو ؛ فقد كلف الملوك الأسبان وزراء المال من الطائفة اليهودية بصورة عادية خلال مرحلة طويلة بعد خروج الإسلام من أسبانيا )) ويضيف دوغلاس ريد إن المؤرخ اليهودي الصهيوني اعترف وأكد (( أن اليهود قدموا ” مساعدات مالية “لمسيحيي الشمال في الغرب أثناء صراعهم مع المسلمين القادمين من الجنوب )) (دوغلاس ريد ص 120- 121). هذا رغم أن المسلمين هم الذين قدموا الأمن لليهود بدخولهم الأراضي الأوروبية آمنين على أموالهم ودماءهم وديانتهم .

وكان هذا وضع اليهود في أسبانيا حتى عهد المعتمد بن عباد , ويبدو أن اليهود في تلك المرحلة التاريخية قد توصلوا إلى نظام عالمي جديد يخضعون فيه المسيحيين في ممالك أسبانيا النصرانية لنفوذ الحكومة اليهودية الخفية ؛ تحت طائلة حاجة حكومات أسبانيا لتغطية مصروفات الحرب التي تغذيها القروض اليهودية ضد المسلمين , وأمام ضعف المسلمين فقد كان اليهود يقدمون القروض للنصارى في حربهم الصليبية بالأندلس مقابل أن يعهد لهم أخذ الجزية التي فرضت على ملوك الطوائف بما فيهم من ضعف أدى إلى قبولهم لذلك الوضع الذليل .

يقول المقري التلمساني : ((قال ابن اللبانة رحمه الله تعالى : ولم يزل المعتمد بخير إلى أن كانت سنة خمس وسبعين وأربعمائة ووصل اليهودي ابن شاليب [وهو ربما هو عضو الحكومة الخفية اليهودية بأسبانيا آنذاك ] لقبض الجزية المعلومة مع قوم من رؤساء النصارى وحلُّوا بباب من أبواب أشبيلية فوجه لهم المعتمد بن عباد المال مع جماعة من وجوه دولته , فقال اليهودي : والله لا أخذت هذا العيار , ولا آخذه منه إلا مشجراً , وبعد هذا العام لا آخذ منه إلا أجفان البلاد , ردوه إليه , فرُد المال إلى المعتمد ؛ وأعلم بالقصة , فدعا بالجند , وقال : ائتوني باليهودي وأصحابه , واقطعوا حبال الخباء , ففعلوا وجاؤوا بهم , فقال : اسجنوا النصارى واصلبوا اليهودي الملعون , فقال اليهودي : لا تفعل وأنا افتدي منك بزِنَتِي مالاً, فقال : والله لو أعطيتني العدوة والأندلس ما قبلتهما منك ؛ فصُلِب , فبلغ الخبر النصراني [ألفونسو ] فكتب فيهم [ أي بالسجناء من النصارى ] فوجه إليه بهم , فأقسم النصراني أن يأتي من الجنود بعدد شعر رأسه حتى يصل إلى بحر الزقاق , وأمير المسلمين يوسف بن تاشفين إذ ذاك محاصر سبتة , فجاز المعتمد إليه , ووعد بنصرته , فرجع , وحث ملوك الأندلس على الجهاد, ثم وصل ابن تاشفين فكانت وقعة الزلاقة المشهورة , ورجع ابن تاشفين إلى المغرب , ثم جاز بعد ذلك إلى الأندلس , وتوهم ابن عباد أنه إذا أخذ البلاد يأخذ أموالها ويترك الأجفان , فعزم ابن تاشفين على أن يخلع ملوك الأندلس , ودارت إذ ذاك مكايد جمة …وكان ذلك بدسيسة من بعض أهل الأندلس نصحا لابن تاشفين ))(المقري التلمساني , نفح الطيب , ج 4 , 246-247).

لقد كانت الحكومة الخفية لليهود المستقرة تحت مملكة ليون وقشتالة تريد من المعتمد بن عباد منحها أطراف البلاد كمقاطعات أو إقطاعيات خاضعة لجباية اليهود أو الحكومة الخفية مباشرة ؛ مقابل تأمين أموال سلفاً ونقداً للحكومة الأسبانية ؛ وحين رفض ابن عباد وقتل مبعوث تلك الحكومة الخفية ( السرية ) غضبت كل العملاء لتلك الحكومة , فالملك الفونسو أجبر على شن حرب لا هوادة فيها ضد المعتمد , وحين وجد المعتمد الحل في مواجهتهم بالاستنصار بابن تاشفين قام عملاء الحكومة اليهودية السرية من المسلمين وأهالي الأندلس ؛ بتحريض ابن تاشفين باسم المصلحة العليا للمسلمين بالقضاء على حكم المعتمد بن عباد وأسرته ولعل هذه القصة التاريخية تقطع السنة كل المتهكمين بحقيقة المؤامرة بأنها قديمة منذ أكثر من ألفي عام .

لو قرأ أحد المشككين هذه القصة لتصنع ضحكاً مدوياً وسيقول وهل ستشن أسبانيا النصرانية حرباً ضد المعتمد بن عباد من أجل يهودي , لعل الإجابة لدى البروفيسور عبدالوهاب المسيري في كتابه ( اليد الخفية دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية ) يقول في ص61-62 : (( ولعل حادثة ديفيد باسيفيكو (1784-1854) تلقي مزيداً من الضوء على المصالح اليهودية وباسيفيكو هذا هو تاجر ودبلوماسي بريطاني يهودي ولد في جبل طارق , وأخذته أعماله التجارية إلى البرتغال …وعين قنصلاً عاماً للبرتغال لدى المغرب ثم لدى اليونان بين 1837- 1842م , ولكنه أقيل من منصبه نتيجة خلافات مع الحكومة البرتغالية …وظل باسيفيكو باليونان حتى 1847 مشتغلاً بالتجارة , ولكنه دخل في مواجهة خطيرة مع الحكومة اليونانية أسفرت عن مجيء الأسطول البريطاني إلى شواطئ اليونان مما أثار ضجة كبيرة في أنحاء أوروبا وداخل بريطانيا ؛ ففي هذا العام منعت الحكومة اليونانية الجماهير المسيحية من إجراء الطقوس التقليدية لعيد الفصح , وهو إحراق تمثال خشبي يرمز إلى يهوذا , وذلك احتراماً لوجود أحد أفراد عائلة روتشيلد المالية اليهودية في أثينا لإجراء مفاوضات مع الحكومة اليونانية بخصوص قرض , وقد استثار ذلك غضب الجماهير التي تظاهرت وهاجمت منزل باسيفيكو ودمرته وأحرقت أوراقه , وقد طالب باسيفيكو الحكومة اليونانية بتعويض قدره 800 ألف دراخمة, وأيده في ذلك ممثل إنجلترا لدى اليونان باعتبار أن باسيفيكو من رعايا بريطانيا, وقد رفضت الحكومة اليونانية طلبه ؛ بل قامت بمصادرة أملاكه وإزاء ذلك أمر بالمرستون وزير الخارجية البريطاني آنذاك الأسطول البريطاني بفرض حصار على ميناء بيريوس اليوناني ,كما استولى البريطانيون على 200 سفينة يونانية واستمر الحصار من يناير 1850م حتى أبريل من نفس العام ؛عندما رضخت الحكومة اليونانية , ودفعت لباسيفيكو تعويضاً قدره (150,000) تراخما (دراخمة ).وقد أثارت هذه الحادثة التي تضمنت تحريك الأسطول البريطاني لمعاقبة حكومة مسيحية لصالح يهودي ضجة في أنحاء أوروبا وداخل بريطانيا فأعربت كل من روسيا وفرنسا وبروسيا عن غضبها البالغ وتشكلت في إنجلترا جبهة معارضة لبالمرستون حاولت إقصاءه من منصبه )).

فقد تختلف الأزمنة التاريخية والأمكنة الجغرافية والفاعلين لتلك الأحداث ولكن تبقى الأسباب التي قد تعطي نفس النتائج .وهنا ندخل إلى القصة المعاصرة فمن المعروف للجميع أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد صرح بمجرد توقف الحرب العراقية الأيرانية وشعوره بنشوة انتصاره على أيران ؛ بأن أقسم أن يحرق نصف إسرائيل إذا ما حاولت الاعتداء على العراق , وقد قال هذا التصريح الخطير مع إعلانه باكتشاف العلماء العراقيين عما أسماه هو في حينه ( الكيميائي المزدوج ) وقد كان هذا التصريح هو توقيع شهادة الوفاة ليس لحكم صدام حسين وإنما لوحدة دولة العراق ولعلنا هنا نقول بأنه حتى لو م يصرح صدام حسين بذلك التصريح ولو لم يقوم بذلك الخطأ الإستراتيجي العظيم الذي جلب للأمة كل مصائبها وهو احتلاله للكويت فإن المؤامرة ستجد أسباباً أخرى لتدمير العراق الذي كانت قوته العسكرية والبشرية والاقتصادية خطراً حقيقياً على إسرائيل .

ويقول روجيه جارودي الفيلسوف الفرنسي المسلم في كتابه ( حفارو القبور الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها ) نقلاً عن مجلة كيفونيم أي ( اتجاهات ) والتي تنشرها المنظمة الصهيونية الدولية بالقدس حيث نشرت مقالة في عددها رقم 14 فبراير عام 1982 عن “خطط إسرائيل الإستراتيجية في الثمانينيات ” ((… أما العراق ذلك البلد الغني بموارده النفطية , والذي تتنازعه الصراعات الداخلية ؛ فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل , ويعد تفكيكه أمراً مهماً بالنسبة لإسرائيل ؛ بل إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا ؛ لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لأمن إسرائيل )) ( جارودي ص 42).وبغض النظر عن مختلف الآراء تجاه حكم الرئيس العراقي إلا أن المعروف أنه فقد حكمه لها السبب بالذات .

1/7/1427 هـ
الكاتب د.صالح السعدون

21٬302

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة