الشيعة في الجناح الغربي هل يختلفون عن الشيعة في الجناح الشرقي ؟!

جناحي الأمة العربية الشرقي والغربي ( في الجزيرة العربية والهلال الخصيب ) …

الجناح الشرقي للأمة العربية خطر فارسي شيعي داهم …

الجناح الغربي للأمة … خطر غربي صليبي دائم …

جناحي الأمة ..خطر داهم ..وخطر قادم

9/6/1427 هـ الكاتب د.صالح السعدون

* الفسيفساء المذهبية في العالم العربي …

* لماذا لا يُجْهِد العلماء العرب أنفسهم بدراسة واقعهم المرير لانتشال الأمة من كبوتها ؟!

* الشيعة في الجناحين الغربي والشرقي للأمة منقسمون من حيث مواقفهم السياسية وبعنف صامت .. فلماذا لا يختلف التعامل معهم بناء على مواقفهم ..

نحن نتكلم عن الجزء العربي الآسيوي من الأمة العربية جزيرة العرب والهلال الخصيب وأهم أجزاءها السياسية الإقليمية المعاصرة هي اليمن والخليج ووسط جزيرة العرب إلى جانب العراق وبلاد الشام والدارس المتفحص لأحوال الأمة العرقية والمذهبية والتوجهات السياسية يقف أمام حالة مميزة حقاً ؛ حيث أن تلك الخريطة الفسيفسائية ليست من إنتاج مخطط قديم أو حديث , وإنما هو تقدير العزيز العليم سبحانه وتعالى ,حيث لا يمكن لأي يد ٍ أو عقلٍ بشري أن يصنع مثل هذه التراتبية العجيبة , ونحن في هذه الدراسة المتواضعة , لا نريد أن نتحيز لفئة مذهبية دون أخرى كما لا ينبغي للقارئ أن يرى بهذه الدراسة تحيزاً لأنها محاولة لاستقراء الواقع والتاريخ والاستفادة منه لصالح الأمة ؛ إننا نستقرئ ونستنطق التاريخ والجغرافيا ( الجغرافيا المذهبية والسياسية والتاريخ السياسي ) , ودراسة كيف تسنى لعدونا الانتصار علينا من خلال استقرائه الواقعي الصادق مع نفسه لواقع عدوه الذي هو نحن .

تعامل الغرب مع الأمة العربية منذ أواخر العصر العثماني بدراسات متعمقة من خلال مستشرقين متخصصين , حاولوا من خلال رحلات عديدة في عمق عالم عربي متخلف ومكشوف وفقير في كل مناحي الحياة ؛ أن يستقرئوا نقاط الخلل في بنيانه ونقاط ضعفه ,محاولة منهم لطعنه بالضربة القاضية .

ولعل مما أدهــش العالم الصليبي ( الغرب ) الذي في حقيقة الأمر رغم أنهم لا يعترفون بالصليب إلا من خلال تراث أعلام دولهم لأن نجمة داوود قد أسرتهم وأنستهم الصليب ؛[ ولعلنا هنا لا نغالي حيث لم تحتج أمريكا على دهس متعمد لدبابة إسرائيلية أمام شاشات التلفزة لفتاة أمريكية من دعاة حقوق الفلسطينيين بينما تقيم إدارة بوش الصغير الدنيا ولا تقعدها إذا قتل يهودي واحد ], غير أن الصليب يعود للحياة بمجرد أن يتذكروا رمز الهلال الذي ارتفع على كنيسة أيا صوفيا وأبى أن يغادر الأرخبيل وإلى الأبد؛ مذكراً أوروبا أنه ينتظر اللحظة التاريخية المناسبة للعودة من جديد بقوة دفع جديدة , لا يدري هذا العالم الصليبي من أين ستأتي للهلال مثل تلك القوة المنتظرة أو المزعومة , على أننا يجب أن ندرك أن لديهم بعض الكتب كالتوراة الحقيقية التي هي بين أيدي اليهود وحدهم تغذي لديهم مثل تلك المخاوف وتجعلها هاجساً دائماً يثقل هموم المخططين الاستراتيجيين في الغرب لحرب دائمة مع الهلال الإسلامي .

وقد تمكن الغرب من دراسة أوضاعنا ونجحوا خلال القرن المنصرم وبنجاح فاق كل توقعاتهم من وضع الأمة العربية داخل إسطبل خيولهم , وهنا نحن ندرس فسيفسائنا من جديد من وجهة نظر مغايرة وهي كيف تم لهم غزونا من خلال ضعفنا وكيف يمكن لنا صدهم من خلال سد ثغراتنا , ولعلنا نضع خطوطاً حمراء على نقاط ضعفنا ونحول دون استغلال عدونا لها مرة أخرى :

1) استغلال الضعف والانقسام المذهبي للأمة :

تتكون الأمة العربية في آسيا من ثلاثة أقاليم كبرى هي جزيرة العرب والعراق والشام , وفي خط أفقي من الشمال إلى الجنوب تنقسم الأمة العربية إلى ثلاثة أقسام ساحل البحر المتوسط وساحل البحر الأحمر وبه العرب من أنطاكية واللاذقية وحتى غزة وتبوك وجدة وعدن ووسط صحراوي يبدأ من بادية حلب مروراً بدمشق وإربد ومدن وسط جزيرة العرب حتى نجران وحضرموت وقسم شرقي يبدأ من أعالي نهر دجلة بالعراق مروراً بالحدود الأيرانية والبصرة ودويلات الخليج العربي المتناثرة حتى مدينة الحد العمانية عند التقاء البحر العربي بخليج عمان .

ويصف دزموند ستيوارت المؤرخ البريطاني الشهير رقعة فسيفساء العراق بقوله : (( أن هذا البلد لا يضم مجتمعاً منسجماً … فإذا تركنا اليزيدية الذين يعبدون الشيطان متخفياً في زي طاووس ملاك ,واليهود ومختلف الطوائف المسيحية وجدنا سكان العراق منقسمين إلى ثلاث فئات كبرى : في الشمال يسكن الأكراد الوديان الجميلة بين الجبال على حدود الأناضول و أيران , و مع أنهم مسلمين سنيين

كالأتراك ؛ إلا أنهم يتكلمون لغة قريبة من لغة الأيرانيين الشيعة , ويدعون التحدر من نسل الماديين القدامى , إنهم جبليون فقراء ومحاربون أشداء, يكونون ثلث سكان العراق , وفي الجنوب والغرب يقيم العرب الساميون من سكان مدن ومزارعين وبدو على ضفاف دجلة والفرات , وهم منقسمون إلى فئتين : في الشمال أكثرهم سنيون تعاونوا مع الأتراك , وكانت صلاتهم وثيقة بالسوريين السنيين , وفي الجنوب أكثرهم شيعة في مدن كالنجف وكربلاء والبصرة ومستنقعات العمارة …))( دزموند ستيوارت ,تاريخ الشرق الأوسط الحديث ( معبد جانوس , ص 262) .

وباختصار شديد أصدق وصف على كل هذه المناطق يمكن اختصاره بما يلي :(( أقليات شيعية في الجناح الغربي وأقليات شيعية بالجناح الشرقي تحيط بأكثرية سنية في كل مكان )) ولكن تلك الأقليات الشيعية ذات توجهات متنافرة تبعاً لموقعها بالجناح رغم صلاتها بالأكثرية الشيعية الأم , فكيف ذلك ؟ :

الجناح الغربي يوجد به ثلاث فرق شيعية لها ثقلها وإن كانت ليست غالبية بالنسبة لمحيطها ففي أقصى الشمال يوجد العلويون وفي وسط الجناح الغربي في جنوب لبنان يوجد الشيعة الأثني عشرية حيث حركة أمل وحزب الله وفي أقصى الجنوب يوجد الزيدية في اليمن بينما يوجد في الجناح الشرقي شيعة أثني عشرية في جنوب شرق العراق وفي شرق المملكة العربية السعودية وفي بقع متناثرة من الدويلات الخليجية المتناثرة هي أيضاً على فسيفساء رقعة الشطرنج السياسية في هذا الإقليم

وبين هذا وذاك وحولهم أجمعين يلتف محيط سني كبير , ونحن لا نهدف هنا إلى إغفال فرق أخرى كالخوارج الأباضية في عمان والشيعة الإسماعيلية بنجران والدروز بلبنان , ولكن نريد في هذه الدراسة التركيز على الطائفتين من هذه الفسيفساء الملونة ,ويلاحظ أن المحيط السني لا ثقل له ألبته على خريطة السياسة المحلية والإقليمية , وإنما هم غثاء كغثاء السيل , فهم ليسوا منظمين لا على مستوى القيادات السياسية ولا على مستوى الحكومات ولا على مستوى الشعوب , أما الشيعة فربما هم أكثر تنظيما وأكثر انضباطا وأكثر طاعة عمياء لزعمائهم الدينيين أولا ثم السياسيين أو حتى الحزبيين والحركيين ؛ ولكن مع ذلك فإنهم مختلفون اختلافاً جذرياً بين طائفة وأخرى ؛ فالعلويون خلال التاريخ الحديث أفشلوا

كل المخططات الغربية الاستعمارية التي استهدفت وضعهم على رأس حربة الغرب لضرب العالم العربي ففي الوقت الذي استجاب مسيحيو و دروز لبنان لدعوات الانفصال الفرنسية عن سوريا الأم بل إن موارنة لبنان قد رحبوا بالوجود الفرنسي الذي أعقب الحرب العالمية الأولى (( كحماية لهم )) كما يقول دزموند ستيوارت (ص349) وكما يورد كوثراني في بحثه ( مشاريع السيطرة والتجزئة في بلاد الشام من خلال أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية 1915-1920) فقد أرسل الرئيس الفرنسي ميليران برقية إلى المفوض السامي الفرنسي حول مخطط لتنظيم الإنتداب الفرنسي بسوريا يقول فيها : (( كان لبنان قد أكد بصورة قاطعة رغبته في الاستقلال الكامل تحت الانتداب الفرنسي , فهو اعتقادا أنه أكثر ثقافة وانطلاقا من موقف الحذر من الأكثرية المسلحة في المنطقة لا يرغب بالدخول مباشرة في الاتحاد السوري )) ( ص587) ؛ حيث كانت الخطة تقضي أن تفصل جبال العلويون بدولة مستقلة أيغالاً بإضعاف سوريا أسوة بلبنان ذو الغالبية المسيحية آنذاك , غير أن العلويون بإصرار عجيب رفضوا المضي وراء المخططات الفرنسية وأصروا على البقاء داخل المحيط السوري وضمنه .

فقد أعطى الرئيس الفرنسي ميليران تعليماته للموفض السامي الفرنسي يقول (( وبالنسبة للعلويين المقيمين في المنطقة الساحلية الجبلية والذين يتكلمون جميعاً اللغة العربية فيشكلون – حسب رأي ميليران – جماعة دينية مرتبطة نظرياً بالإسلام

لكنها في الواقع منفصلة عنه تماماً ويجب ألا تدمج بالمسلمين )) (وجيه كوثراني , المرجع السابق , ص580). وبناء على هذه التعليمات كان الرئيس الفرنسي يأمل في إيجاد دولة أخرى ومزيد من التقسيم هدفه إضعاف سوريا من خلال مايشبه الرشوة للعلويين بدولة مستقلة لهم , ولكن مخططاتهم باءت بالفشل ورفض العلويون إقامة دولة مستقلة لهم وبقيت ضمن الجمهورية السورية .

لقد كانت أهداف فرنسا تأسيس أربعة دويلات ببلاد الشام وكما يقول غورو المفوض الفرنسي بسوريا (( أنه من السهل الإبقاء على التوازن بين ثلاث أو أربع دول كبيرة يتيح لها وضعها أن تكفي نفسها بنفسها ويساعدنا وقت الحاجة على تأليب بعضها على البعض الآخر , وهذا واقع حساس تبدو بوادره بين دمشق وحلب ))(وجيه كوثراني ص587) , ولكن العلويين أبدو تلاحماً وطنياً وتاريخياًمع وطنهم السوري الكبير حسب محاضرة قدمها الكولونيل الفرنسي نيجر عام 1921م الذي قاد حملة للجيش الفرنسي هناك آنذاك . (كوثراني ص 566) .

ولعل الضغوط التي تتعرض لها سوريا الآن هي لذات الأسباب ؛ فرغم أن النظام السوري يرفض وصف نفسه بأنه نظام طائفي بحجة أنه نظام علماني تضم حكومته كل الفسيفساء السورية ؛ غير أن الغرب ينظر إليه باعتبار رأس النظام من أصول علوية , ويفترض الغرب أنه يجب على هذا النظام التنسيق معه ضد أمته العربية أسوة بالنظام الشيعي الأثني عشري الجديد بالعراق والنظام الشيعي الأيراني الذي أثبت أنه رغم الاختلاف الظاهر والمعلن مع الغرب إلا أنه ومنذ العصر الصفوي و الشاهنشاهي أو البهلوي وكذلك جمهورية الخميني اللإسلامية , وحتى حالياً فإن العرب هم العدو رقم واحد في الأجندة الأيرانية – عدا العرب الشيعة في العراق الذين هم جنود للنظام الأيراني ,يحققون له سياساته التي عجز الأيرانيون عبر عصور منذ عهد الدولة العثمانية وحتى عهد صدام من تحقيقها بأنفسهم بالعراق بمختلف السبل السياسية والعسكرية وكذلك الاقتصادية – ومن هنا تأتي الضغوط القاهرة ضد النظام السوري ذو التوجهات القومية العربية .

ولعل المراقب يلحظ تأييداً فاتراً من قبل أيران لسوريا رغم ما يفترضه البعض من اتفاق التوجهات الظاهرية بين النظامين من حيث محاربة الغرب لهما ؛ غير أن الحقيقة أن الحرب ضد سوريا حرب حقيقية لا هوادة فيها ؛ بينما حرب الغرب ضد أيران مجرد فرقعة إعلامية لا حقيقة لها , وحتى لو حصل هجوم أمريكي أو إسرائيلي مشكوك فيه أصلاً على أيران , فإنه لن يتعدى على الأرجح عملية الإقناع للرأي العام العالمي وخاصة العربي بأن العرب ليسوا وحدهم المستهدفون من حرب بوش الصليبية , ولو حدث هجوم مفتعل فإنه سيكون من قبيل الإيحاء بأن الحرب بين الغرب وأيران ذات صبغة جادة وليست مجرد تمويه على التعاون المعلن بين أقطاب السياسة العالمية الغرب وروسيا وإسرائيل الذين يتفقون كلهم – بما فيها روسيا التي تساهم بمقاطعة عسكرية – ضد سوريا بحرب وحصار حقيقية وبين تبادل أدوار في موضوع أيران .

ومن هنا فالعلويون أثبتوا من خلال حرب الغرب لهم مدى صدق توجهاتهم السياسية مع أمتهم – ونحن هنا نتحدث بعيداً عن الخلفيات المذهبية ذاتها التي قد يضيق بها البعض – وهو الدور ذاته الذي يمثله حزب الله وحركة أمل على الساحة اللبنانية فالغرب يعتبرهما العدو رقم واحد بلبنان , حيث رأى في السنتين الماضيتين ؛ أنه يمكن تطويع أهل السنة ببيروت وصيدا وصور – خاصة أتباع الحريري – وإن استعصت طرابلس لبنان السنية – من أتباع كرامي – بدعوى قربهم من سوريا وبيروت السنية – من أتباع الحص – ؛ لكنهم أبداً لم يستطيعوا تطويع الشيعة في لبنان الذين أثبتوا حساً عربياً صادقاً أكثر من جماعة الحريري السنية ذاتها .

وقد حاولت فرنسا في وقت احتلالها لسوريا ولبنان بعد الحرب العالمية الأولى أن تجس نبض الطوائف الموجودة هناك من حيث التعاون معها فقد ذكر أحد التقارير الديبلوماسية الفرنسية (( أن الشركس يشكلون جماعات قابلة لتقديم عون مهم وجدي لنا حين تطرح مهمة تشكل ” قوات الفرسان ” من ” المحليين ” هذه الجماعات تكن لنا مشاعر الصداقة ))( كوثراني ص562).ويمضي التقرير ذاته يقول عن الشيعة المتاولة (الأثني عشرية ) بلبنان ((إن الأحترام الذي يكنه المتاولة “الشيعة ” لمجتهديهم وعلمائهم كبير جداً, فهم يطيعونهم بصورة عمياء )) ومع ذلك فقد عجز أحد القادة العسكريين الفرنسيين أن يفك التحالف بين (( بعض مثقفي الشيعة من جهة وبين الحركة الفيصلية [نسبة لفيصل بن الحسين الذي أعلن ملكية عربية بسوريا آنذاك ]من جهة ثانية باعتبار الحركة الفيصلية ” حركة سنية ” ))(كوثراني ص 563-564).وعلى العكس من ذلك نجد شيعة العراق رفضوا ملكية فيصل بن الحسين وكتبوا المعاريض رافضين مبايعته إلا حين طلبت منهم بريطانيا ذلك كما سنبينه .

وكما وجدنا العلويون والأثني عشريون في سوريا ولبنان فإن الزيدية في اليمن عروبيو التوجه عبر سياساتهم المعاصرة , ولا نجد أية مواقف عن الأقلية الصغيرة بالمدينة المنورة عن أية مواقف سياسية يمكن تصنيفها لكن فيما يبدو لي وبالرغم من المحاولات الأيرانية التي يقال أنها تسعى للإتصال بهم فإنهم على الأرجح لن يختلفوا عن الجناح الغربي للشيعة العرب بوجه عام وعليه فإن الشيعة في الجناح الغربي يظلون معادين للغرب وإسرائيل و الصليبيون وعلى مسافة مرمى حجر من أيران وقريبون من أمتهم بوجه عام .

ومن هنا جاءت الضغوط على لبنان وسوريا و بعض علماء اليمن سواء كانوا من السنة أو الشيعة؛ ولعل المصير المشترك للشيعة في هذا الجناح الغربي والتعايش السلمي بينهم وبين أهل السنة عبر التاريخ وعدم وجود عناصر أو تأثيرات أجنبية غير عربية قادرة على تغيير التوجهات براديكالية شديدة , كلها أسباب تجعل من هؤلاء الشيعة أكثر تطرفاً من السنة ضد الغرب.

ولكن الجناح الشرقي مختلف تمام الاختلاف فقد اختفت ظاهرة وزير الإعلام العراقي الصحاف الذي كان مظهراً غير حقيقياً للعلاقات بين الطائفتين الشيعية والسنية بالعراق ؛ فقد كان الرجل يمثل فكره ويمثل نفسه وثقافته الخاصة ؛ وقد أظهر الإحتلالين الغربي من جهة ( الأمريكي والبريطاني ) والأيراني من جهة أخرى ؛ وجها بشعاً لطائفية مقيتة بالعراق , وصلت إلى حد التطهير العرقي , وعلى عكس العلويون بسوريا وحركة أمل وحزب الله بلبنان والزيدية باليمن المعادين للغرب ؛ فقد تحالف شيعة العراق مع الغرب في تحالف اندماجي مقابل عدو واحد ؛ بحيث انصهرت مصالح الطرفين مع المصالح الأيرانية ضد عدو واحد هو عرب السنة ومصالح الأمة العربية بالعراق .

ومن هنا جاءت نقطة الافتراق بين المصالح السورية من جهة والمصالح الأيرانية من جهة أخرى بالعراق , فسياسة السوريون يرون أن العراق عربي التوجه وعربي السياسة , بينما تغضب أيران من دمشق بصمت وتتفق تماماً مع أمريكا وبريطانيا من أن سياية سوريا العراقية تدمر مشروع الأحتلالين الغربي والأيراني للعراق للخطر وقد تتسبب بفشله نهائياً وهما وإن أظهرا – أي دمشق وطهران – صمتاً تجاه المشكلات الثنائية بينهما بالعراق فإنهما مضطرتان إلى التعاون بلبنان من أجل مصالح مشتركة وإن كان في أضيق نطاق ممكن من التعاون ؛ ومن هنا تأتي زوال الدهشة من عدم تحالف الطرفين في مواجهة الغرب ؛ وحصاره الحقيقي لسوريا ؛ مقابل المسرحية التي يجري تمثيلها على المسرح السياسي بخصوص أيران .

أما الشيعة في البحرين فقد أبدوا تضامناً كبيراً ومريباً مع المشروع الأمريكي والبريطاني في العراق وبشكل علني ومن خلال نواب منتخبون بالبرلمان البحريني وهو ما يعني أيضاً أن هناك تنظيماً شيعياً إقليمياً بالنسبة للجناح الشرقي من الأمة ليس فقط بين الشيعة بالبحرين مع شيعة العراق بل مع المصالح الشيعية الأيرانية بكل تأكيد وبدون مواربة لأنه قد ثبت الآن أن هناك تنسيقاً كبيراً بين المشروعين الغربي ( الأمريكي والبريطاني )من جهة والأيراني من جهة أخرى ؛ ولا يمكن لجهة تغلب المنطق والعقل أن تنكر ليس فقط هذا التنسيق بل قد يصل إلى حد التحالف الأيراني – الغربي فيما يتعلق بالعراق .وكما يرى الكاتب الكويتي د. أحمد الربعي في الشرق الأوسط 2يوليو 2005م أن حادثة المظاهرات التي قام بها شيعة البحرين ضد صحيفة الأيام حين نشرت كاريكاتير حيث ((… اعتبره بعض الشيعة بالبحرين إهانة للمرشد خامنئي كان يجب ألا يحدث. الصحف نشرت الكاريكاتير ثم أوضحت أنها لم تقصد ما فهمه البعض ، ومع ذلك تسيّر المظاهرات في البحرين ـ وليس في أيران ـ ويصل الأمر إلى تهديد رئيس تحرير الصحيفة بالقتل ، وهو أمر يطرح قضايا جوهرية وخطيرة في مجتمع متعدد المذاهب. ما فعله هؤلاء هو استفزاز طائفي ، وتخويف للناس ، فالسيد خامنئي هو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في أيران ، وهناك من يتبعه وهناك من يعترض عليه من الشيعة أنفسهم ، ولا يجوز تحريك المظاهرات واستفزاز الشارع بشكل طائفي بسبب كاريكاتير أوضحت الصحيفة انها لا تقصد به إهانة المرشد الاعلى )) , وأضاف الربعي يقول (( رجل الدين البحريني عقيل الموسوي الذي أرسل رسالة لرئيس تحرير الصحيفة وسماه بالخائن وهدده بعقوبة الشعب وبالغضب الشعبي، ربما لا يدرك خطورة مثل هذه اللغة الخشنة وغير المتحضرة بل والطائفية على بلد صغير مثل البحرين، وربما لا يدرك حجم الشكوك التي يمكن أن يثيرها هذا الكلام في قضية علاقة بعض النشطاء الشيعة في البحرين بإيران، والمسألة كما يعلم فيها الكثير من الحساسية. وشيعة البحرين مثلهم مثل كل البشر في كل مكان لديهم اجتهاداتهم ومواقفهم واختلافاتهم، وهو أمر مطلوب وطبيعي، ولكن غير الطبيعي ان يظهر أحد من هؤلاء وكأنه امتداد لإيران او غير إيران )).

ويقول كاتب آخر هو رزاق عبود –الذي كتب في منتدى بيروت 02.07.2005 (( بعد احتلال الجزر الثلاث، وتفريس البصرة جاء الدور لاحتلال البحرين :… موضوعنا، انه قيلت هناك،عبر كل صحافة العالم، كلمات، وعبارت كثيرة، ووصفت القيادات الايرانية السياسية، والدينية باتعس الصفات، والأ لقاب . ولم يتحرك لا خامنئي ، ولا احد سفرائه، او موكليه، او مريديه، او تابعيه للاحتجاج، او الاعتراض. ولم يطالبوا احد بالاعتذار … ولكن عندما تجرأ الفنان البحريني القدير خالد الهاشمي برسم كاركاتير يعكس ازدياد قبضة رجال الدين على رقاب الناس في طهران قامت الدنيا ولم تقعد. وعندما رفض مدير تحرير جريدة “الايام” الاستاذ جاسم منصور، بشجاعه التخلي عن زميله ، والرضوخ لطلبات الاعتذار. وتصدى الاستاذ عيسى الشايجي رئيس تحرير الصحيفة للتخويف بعد تسيير المظاهرات، والاعتصامات الغوغائية ، ولم تثنيـه رسائل التهديد، والوعيد، وتحرك السفارة الايرانية في المنامه للضغط على الصحيفة لتقديم اعتذار للحكومة الايرانية. تحركات ، واستعراضات تذكرنا بتهديادات صدام ضد دولة الكويت، وعربدة فارغة لتحقيق نصر ديبلوماسي بعد فشل مفاوضات الملالي مع اوروبا، وانكشاف لعبتهم الانتخابية. ومسلك دنئ يحاولون فيه تشويه سمعة الشيعة البحرانيين، ووطنيتهم. خاصة وقد رفع عملاء السفاره الفارسية شعارات من قبيل “ولائي لولائي” لخدش وطنية شيعة البحرين )).ويضيف الكاتب (( ان مجرد رفع هذا الشعار اللاوطني، هو اساءه لكل الشيعة في البحرين، ومحاولة قذرة لفرض الوصاية على شيعة الخليج، وتحقيق احلام الشاه المريضة. والاخطر تهدف الى اشعال نار الفتنة الطائفية بعد ان سارت خطوات عديدة على ذات الطريق في العراق. ان الشيعه في البحرين مطالبين الان بالتعبير عن وطنيتهم الصادقة ، كما فعل شيعة الكويت من قبل، ورفض التدخل الايراني في شؤونهم… وعلى الشعب البحريني كله التضامن مع صحفييه وحرية صحافته فهذه بادرة خطيرة. وهي ايضا امتحانا لقدره الدولة البحرينية على حماية مواطنيها من اي تهديد مهما كان مصدره. وقبر أي محاولة للتأثير على حرية الصحافة المقدسة. و رفض التدخل من اي طرف مهما كان طاغيا، او مستكبرا. وعلى المتظاهرين، والمحتجين، و الديبلوماسيين الفرس إزالة كل الصور اللاذعة ، والفاضحة عن ايران … وهذا ما يفعلوه اليوم مع الشعب البحريني الوديع ، الذي استضافهم كديبلوماسيين ، أو ممثليين للمرجعية. ولكتهم يدسون السم في حياة البحرين السياسية، والثقافية، والاجتماعية. كما فعلوا في بلدهم أيران، وكما يفعلون اليوم في البصرة ، ومدن العراق الأخرى المنكوبة بنفوذهم، وتآمرهم المريض … ولنسال المدعين بالحرص على الرموز الدينية هل كانوا سيحتجون لو كان الكاريكاتير يمثل بابا الفاتيكان، او شيخ الأزهر؟! )).

وبغض النظر عن أسلوب كل كاتب غير أن الحقيقة الماثلة أمام المراقبين من خلال هذا الحدث الصغير يعطي انطباعاً صادقاً أن شيعة البحرين هنا مطيعون لسيد أيران خامنئي أكثر من بلدهم ولعل المراقبين لن يخطئوا فيما إذا اعتقدوا أن شيعة البحرين هم أشد حماساً من شيعة العراق في تبعيتهم المعلنة لأيران الشيعية الفارسية منهم إلى مصلحة وطنهم العربي الأم .

أما الشيعة في المملكة العربية السعودية والكويت فمن المؤكد أنهم في وضع من الصعب عليهم أن يصرحوا بموقفهم بوضوح كاف أمر , ولعلهم غير قادرين على التصريح بمواقفهم بشكل يمكنهم من إعلان كل ما يعتقدونه , ولكنه من الصعب في الوقت نفسه وبالنظر بموضوعية كاملة تجاه مواقفهم التاريخية المعاصرة أن يدَّعوا أنهم يختلفون عن مواقف أخوتهم في البحرين على الأقل فمواقف الشيعة بالبحرين هي أصدق وأقرب المواقف السياسية التي سيكون عليها موقف الشيعة بالإحساء في المملكة العربية السعودية لو أتيح لهم الإعلان عنها , ولكن العلاقة فيما بين الشيعة في الإحساء وأيران هي التي ستظل محل خلاف بين المراقبين ؛ فبينما الشيعة أنفسهم يبذلون جهوداً جبارة كي يقنعوا خصومهم أنهم لا يرتبطون بإيران بالصلات التي يزعمها خصومهم غير أن خصومهم يغالون في وصمهم بعار تبعيتهم غير المحدودة لإيران على حساب بلادهم ويحاولون أيضاً تشبيه موقفهم تماماً بموقف الشيعة العراقيين , وفي الوقت الذي تهدف الدراسة إلى الابتعاد عن المواقف المغالية والبحث الموضوعي في كل تفاصيل هذا البحث بموضوعية وأمانة فعلينا دراسة الموضوع بدقة بعيداً عن التشنجات في الآراء .

ولعل موقف الشيعة في الإحساء لو ثبت أنهم يقتربون بمواقفهم من تلك المواقف التي وقفها شيعة العراقيون ؛ فسيكون أمراً مخلاً بأدنى أشكال الوطنية مهما كانت المبررات التي يمكن أن يسوقها أصحابها , وإذا كان التاريخ الحديث لم يكشف عن وثائق دقيقة تبين مدى الصلات السياسية والمذهبية بين الطرفين خصوصاً في الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم , إلا أن الملاحظ والمراقب ير ى أن الأحداث خلال الثلاثة العقود الماضية وتحديداً منذ قيام الثورة الخمينية في أيران بسقوط الشاه قد أوضح شيعة شرق المملكة العربية السعودية والكويت بشكل أكثر من واضح موقفهم المتضامن مع أيران – كما يرى بعض المحللين الخصوم _حتى على حساب بلادهم نفسها ولعله من الصعب الجزم والتعميم بمثل هذا المستوى .ويرى البعض أنه في أواخر عام 1979م اندلعت مظاهرات ببعض المدن في المنطقة الشرقية استجابة لنداءات وتوجيهات من الخميني غير أن فشل أيران في تحقيق أية انتصارات حاسمة على العراق قد أدت إلى التقليل من قدرة أيران على مزيد من التأثير على تحريك الشيعة في المنطقة الشرقية ( حسب بحث منشور بشبكة راصد بعنوان التجمعات الشيعية بالسعودية ).

ويرى جوزيف أ.كيشيشيان في كتابه ( الخلافة في العربية السعودية )أن الحكومة السعودية في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير فهد قد حاولوا تطوير مناطق الشيعة (( من خلال تخصيص مبالغ كبيرة لبناء بنى تحتية لشبكة الاتصالات والصناعة في المنطقة الشرقية ولا شك في أن تلك الإجراءات قد حسنت نظام التعليم في المنطقة وكخطوة لافتة للنظر , تم تعيين عدد من الشيعة في مناصب حكومية عامة )) ويمضي ليقول (( وفي أواخر السبعينيات جاءت التطورات الأيرانية لتحيي الثورة الشيعية من جديد في العامين 1978- 1979م انتشرت أعمال الشغب وقامت المواجهات في عدد من المدن والقرى في المنطقة

الشرقية وفي نوفمبر 1979م ولمناسبة ذكرى مقتل الحسين حفيد النبي محمد [ صلى الله عليه وسلم ] تظاهر الشيعة في القطيف حاملين الشعارات المعادية للغرب وصوراً للزعيم الأيراني ..الخميني …وعلى الرغم من الجهود التي بذلت لتهدئتهم … استمر التوتر )) و لكن ما مدى الدور الأيراني في وجهة نظره كدارس محايد فيرى كيشيشيان: (( وعلى الرغم من أن أيران كانت تستفز الخلاف بين حكومة

الرياض والسعوديين الشيعة إلا أنه لم تسجل أي حوادث شغب باستثناء بعض أعمال العنف الضئيلة فسرعان ما كان يتم القضاء على النشاطات الإرهابية القليلة ))( ))( وعلى الرغم من هذه التطورات فقد ظلت المنطقة الشرقية هادئة منذ العام 1990م بفضل الاتصالات المتزايدة بين الغالبية السنية والأقلية الشيعية , لقد قضت المصلحة الأمنية السعودية بنجاح تلك الاتصالات , وفي أعقاب الحرب من أجل الكويت عمدت الحكومة إلى الحد من التأثيرين الأيراني والعراقي في مواطنيها الشيعة , وقد تكلل هذا الجهد بالنجاح )) ( كيشيشيان ص 165-167) .

وقد كانت أمريكا قد بدأت بمغازلة الشيعة بالمملكة العربية السعودية منذ فترة رئاسة الرئيس بيل كلينتون حين صرحت وزيرة خارجيته مادلين تصريحات تحريضية ربما كانت أهدافها كوزيرة لخارجية أمريكا ذات أصول يهودية هو تدمير الشيعة والسنة في آن واحد .

ومع سقوط نظام صدام حسين بالعراق والاحتلال الأمريكي له حاول الشيعة بالسعودية القيام بنشاط سياسي مثير للتساؤل بتقديم بعض العرائض والمطالب محاولين ربط الأحداث الإقليمية بما يخدم مصالح فئوية محددة .

وهنا فإن الغرب رأى في الشيعة في الجناح الغربي ( في الشام واليمن) أعداء ألداء تشن ضدهم كل أنواع الضغوط والحروب السياسية التي لم يتعرض لها أي جانب عربي آخر حتى من أهل السنة سواء الحكومات الرسمية أو المنظمات والأحزاب كالأخوان المسلمين على سبيل المثال , كما رأى الغرب ذاته في الشيعة بالجناح الشرقي من الأمة أنهم حلفاء طبيعيون وأزليون منذ عهد هولاكو والتحالف الصفوي الفرنسي وحتى حرب بوش الصغير ضد العراق عام 2003م .

فقد كان الشيعة بالعراق قد طالبوا بإقامة جمهورية بالعراق رافضين ملكية سنية حتى وإن كانوا من أهل البيت (فيصل بن الحسين ) كونهم من أهل السنة كما يذكر ستيوارت فقد كتبت جيرترود بل البريطانية تقريرا للحكومة البريطانية في يونيو 1921م (( في الفرات الأدنى قبائل تعد عرائض تطالب بالجمهورية وعلماء الشيعة المجتهدون ضد فيصل )) ( ستيوارت ص 264).ولعل بعضهم رؤساء قبائلهم كما ذكر ستيوارت ((وقف اثنان من الشيوخ عن يمين فيصل وشماله وأعلنوا ما يلي :” نقسم أن نكون موالين لك لأنك مقبول لدى الحكومة البريطانية “نظر فيصل إلى الآنسة “بل ” رافعاً حاجبيه وقال ” لا شك في علاقاتي بالبريطانيين ولكن يجب أن نسوي شؤوننا بأنفسنا ” …)) ( ستيوارت ص 264) . في وقت كان الشيعة في لبنان قد رفضوا حجج فرنسا بعدم التعاون مع حكومة فيصل بن الحسين عام 1919م بدعوى أنها حكومة سنية , وهذ مثال كاف لمعرفة الفوارق الكبيرة بين جناحي الشيعة الغربي للأمة العربية على البحرين المتوسط والأحمر والشرقي على ضفاف نهري دجلة والفرات والخليج العربي .

أما الشيعة بالبحرين وربما الكويت أيضاً فهم ذوو تبعية مطلقة لإيران كالعراق وإن كانت الظروف السياسية بالبلدين الخليجيين الصغيرين لا تمكن الشيعة فيهما من التصريح بآرائهما المذهبية على غرار ما فعله أخوانهم العراقيون , مع أن الحكومة البحرينية منذ عام 1999م قد أعطتهم مزيد من الحريات على صعيد إنشاء الجمعيات السياسية والدخول للمجلس النيابي ومجالس البلديات وقد أبدى

أعضاء المجلس النيابي البحريني من الشيعة مواقف مثيرة لصالح الوجود الأمريكي – البريطاني والإيراني بالعراق

وترى أمريكا أن الكثير من الأمور قد تساهم في تقريبها من إيران , ولعل جميع التوصيات التي تصدر من خلال الكتب التي يكتبها مفكرو الغرب وبالذات مستشاري الأمن القومي لدى رؤساء أمريكيين سابقين ككيسنجر و بريجنسي تصر على ضرورة التفاهم الأيراني الغربي , فقد ذكر هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في كتابه (هل تحتاج أمريكا إلى سياسة خارجية ) أنه : (( لا يوجد حافز جيو سياسي أمريكي للعداء بين إيران والولايات المتحدة ؛ غير أن

إيران مستمرة في توفير الأسباب التي تبقي أمريكا بعيدة عنها, فقد عبَّرت الولايات المتحدة من خلال العديد من الإدارات عن استعدادها لتسوية العلاقات مع أيران , وقدر أيران لعب دور حيوي – وحاسم أحياناً – في الخليج وفي العالم الإسلامي ؛ ولا تحتاج الحكومة الأمريكية الحكيمة إلى أية توجيهات بشأن الرغبة في تحسين العلاقات مع أيران )) (ص198) ويرى كيسنجر أن المشكلات المعلقة بين أيران وأمريكا تكمن في دعم أيران لحزب الله ولحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين ومحاولة إضعاف دبلوماسية السلام في الشرق الأوسط إلى جانب تطويرها لصواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الشرق الأوسط ووسط أوروبا وتطوير قدراتها النووية (ص199)ويرى بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق كارتر في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى أن (( إطالة أمد العداء الأمريكي – الأيراني في غير صالح الولايات المتحدة إن المصالحة المتحققة في نهاية المطاف يجب أن تقوم على الاعتراف بوجود مصلحة إستراتيجية مشتركة في استقرار ما يعتبر حالياً منطقة ملتهبة بالنسبة لإيران ))( ص 250).

وكان الرئيس الأسبق للمخابرات الألمانية ‘هانز جورج فيك’ والذي شغل منصبه ذاك بين عامي 1990-1995م وقد عمل بعد ذلك سفيراً لبلاده في أيران , قد أوضح في 14أبريل 2006م في حوار أجرته معه مجلة ‘فوكوس’ الألمانية أن التهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران لا تعدو كونها تهديدات لن تخرج إلى حيز التنفيذ , وذلك لوجود صعوبات تحول دون ذلك .

ولعل هذا الرأي جاء متفقًا مع وجهة نظر العديد من المراقبين, والذين لا يولون التهديدات الأمريكية لإيران اهتمامًا كبيرًا ؛ بالنظر إلى معطيات تبين بأن العلاقة بين الدولتين قد لا تصل إلى حد الصدام ، ومن هذه المعطيات ما يسمى [الحياد الإيجابي] الذي تبديه إيران تجاه معظم مصالح الولايات المتحدة وصراعاتها في منطقة نفوذ الدولة الإمامية، كما أن أيران لا تمانع في استمرار تمدد رقعة وعمق النفوذ الأمريكي في تلك المنطقة مادام لا يتصادم مع المصالح الشيعية العليا , فعلى سبيل المثال فقد التزمت إيران ‘الإســلامية’ بحيادها في الحرب التي شنتها دولة غربية ضد دولة العراق ‘المسلمة'(مفكرة الإسلام , يوم الجمعة 14أبريل 2006م).

2) ضرب الأمة من حيث نقاط قوتها(جانبيها الشرقي والغربي) العراق وفلسطين :

الجانب الآخر من صراع الغرب مع الأمة العربية هو في الجانب السياسي فقد قرر الغرب ضرب جانبي الأمة في العراق وفلسطين والعرب في آسيا في منتهى الضعف فمقومات التفكك والضعف في كل مناحي الحياة سواء كان الضعف العسكري المفروض من الغرب على العرب أو الضعف الاقتصادي رغم ترف عائدات البترول الخليجية إلا أنها غير مفيدة ,وستموت القوة الاقتصادية لهذه الدول بمجرد فقدان ميزانيات تلك الدول لعائدات البترول الهشة.

أو الضعف السياسي ؛ بحيث لا يوجد بنيان سياسي قوي في الدول العربية مجتمعة وخاصة منها الآسيوية موضوع بحثنا, في ظل غياب ديموقراطية حقيقية ؛حتى وإن كانت بمقاييس محلية أو إسلامية وبعيدة عن أسلوب الديمقراطية في الغرب ,ولا برلمانات أو مجالس شورى فاعلة في رسم أو حتى مناقشات السياسات الداخلية أو الخارجية؛ من أمور مالية أو سياسية أو عسكرية أو قرارات اقتصادية تتخذها حكومات هذه الدول , ولعل تجربة الكويت هذا الأسبوع قد فضحت الأمة بشكل يجعل من الديمقراطية لدى العرب أضحوكة للعالم على ديمقراطية الحكومات العربية .

ولعل الضعف العسكري لدى الحكومات العربية في الدول العربية في آسيا هو ضعف بالدرجة الأولى اختياري فلديهم من القدرة على شراء الأسلحة من الصين وروسيا وباكستان ما يؤهلهم لتكوين جيوش قوية قادرة على الدفاع عن حياض عزهم وأمتهم , ولكن هناك نوع آخر من الضعف الإجباري التي تجبر عليه بعض الدول فالعراق كنموذج قد تم استدراجه لمستنقع الكويت ثم حصاره حتى أصبحت آلته العسكرية عديمة الفائدة وغير قادرة على خوض معركة , وكانت قرارات الحصار معلنة من قبل مجلس الأمن , ولكن النموذج السوري مختلف بعض الشيء فقد تم فرض حصار على مبيعات الأسلحة لسوريا حتى من قبل حليفتها السابقة روسيا , وقد قامت الدنيا ولم تقعد حين باعت الأخيرة بعض الصواريخ لسوريا قبل أكثر من عام , ولكن هناك نموذج ثالث كالأردن و سلطنة عُمان مثلاً بحيث لا يسعى الأردن ولا يحتاج إلى تطوير قدراته العسكرية برغبة ذاتية لما يشعر به من الحماية الدولية لكيانه رغم المشروع الشاروني الذي كان كثيراً ما هدد بتحويل الأردن إلى فلسطين بديلة وهناك نماذج أخرى , ومع ذلك فإن هناك قدرة لدى العرب لكسر مثل هذا الحصار العسكري الغربي على ثلاثة أشكال النموذج المصري الناصري في الأسلحة التشيكية والنموذج السعودي بصفقة أسلحة الصواريخ الصينية الإستراتيجية بعيدة المدى والنموذج الأيراني بالتسلح بالصواريخ الباليستية والقدرات النووية بيد أن الحكومات العربية غير قادرة في هذه الحقبة على تغيير مجرى السياسة الدولية حيال أمتهم .

ولهذا فالعرب أمة ضعيفة وكما يقول إيمانويل تود (( في ما يتجاوز الدافع الظاهر للولايات المتحدة – الغضب من وضع المرأة العربية أهمية البترول – يعود اختيار العالم الإسلامي كهدف وذريعة مميزين لـ ” العسكرية المسرحية الأمريكية ” التي تهدف بالفعل إلى إثبات سلطانها المطلق بتكلفة زهيدة , إلى ضعف العالم العربي , الذي يمثل بحكم طبيعة مسار السياسة الدولية , حمل الأضحية … إن اختيار العرب كخصم من قِبل الولايات المتحدة هو الحل السهل… ))(تود ص 164) .

ويتفق حكماء الغرب ومثقفوه غير الخاضعين للسياسات الحكومية الغربية أن العالم العربي هو المستهدف الأول من الغرب ولكن لماذا تستهدف أمريكا أمة العرب يجيب هؤلاء المثقفون من الغرب إنها لحماية إسرائيل فيقول غاري هارت في كتابه (القوة الرابعة ) : ((…فحتى أشد الدعاة حماسة للإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية ما يزال عليهم حتى الآن أن يحددوا أين ينبغي وأين لا ينبغي لنا أن نفرض إرادتنا وقيمنا الثقافية وعلى الرغم من أنهم لن يقولوا ذلك علناً وبأمانة , فإن الشرق الأوسط الكبير الذي يضم الكثير من العالم العربي يبدو أنه هو الهدف الأمبراطوري الرئيسي وهو الغاية المبتغاة وتحديد مقاصدنا طويلة الأمد بالضبط – سواء الأهمية الاقتصادية لاحتياطيات الزيت أو الأهمية السياسية لإقرار إسرائيل وفلسطين هو ما ينبغي حتى الآن أن يقال لنا بصراحة , وأسطورة قمع الإرهاب لن تتماسك إلا إلى أن يستثير احتلالنا العسكري المتطاول لأجزاء من المنطقة الهجمات الإرهابية على أمريكا وهو ما سيثيره بالتأكيد )) ( غاري هارت , القوة الرابعة , ص216).

لقد وضع أمام كل رئيس جديد حتى قبل انتخابه مسألة حماية أمن إسرائيل وكأنه محور الكون الذي لا تعيش الكرة الأرضية قبل أن يؤمن الشعب المختار حسب عقيدة رؤساء البيت الأبيض ويعيشوا بسلام حتى وإن أوغلت أيديهم بدماء العرب كل صباح ومساء فيرى غاري هارت (( بوصف المسألة مسألة مبدأ ومسألة اعتراف بتاريخها الجمهوري ,يجب على الولايات المتحدة ألا تسعى إلى الإمبراطورية في الشرق الأوسط أو في مكان آخر ,وبحسب ما تقوله تقارير منشورة ؛ فإن مسئولين كباراً في حكومتنا الحالية اقترحوا سابقاً أن ننشئ وجوداً عسكرياً أمريكياً دائماً بالعراق المحتل لتخويف أيران وسوريا, ولندرأ عن إسرائيل , ولنستبدل الزيت العراقي بالزيت السعودي ))( هاري غارت , ص171) . وهو ما يؤكده الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بكتابه (ما وراء السلام ) حيث قال ((للولايات المتحدة مصلحة كبرى في المحافظة على وجود إسرائيل وأمنها فنحن وإسرائيل ليسا حليفين طبيعيين عاديين بل إن لدينا التزاماً أخلاقياً معها هو أسمى من أية اتفاقية أمنية فقد أوضحت باقتضاب في اجتماع لزعماء الكونجرس

في مطلع حرب يوم التكفير عام 1973م ” ليس لأي رئيس أمريكي أن يترك إسرائيل تغرق في الوحل ” إن إسرائيل ملاذ ملايين العوائل التي قاست أهوال المحارق الجماعية الشنيعة وهي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وأحاطت بها من يوم مولدها بلدان صممت على تدميرها أما عمق التزامنا بها فيتجلى في حقيقة تقديم أمريكا لإسرائيل منذ اعترافنا بها قبل خمسة وأربعين عاماً 40 مليار دولار على شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية أي ضعف ما أنفقناه على خطة مارشال ثم جاءت حقيقة اعتراف الحكومات العربية أخيراً بوجود إسرائيل يجسد دليلاً على الاعتراف العربي بأن التزامنا ببقاء إسرائيل ركن أساسي في سياستنا الخارجية لن يتغير حتى يلج البعير من سم الخياط )) ( نيكسون ص 148).

غير أن نيكسون لم يتجرأ على قول كل الحقيقة فكل ما ذكره من المبررات لا يمكن لعاقل أن يضعه تحت المصالح الكبرى لأمريكا فالعوائل التي قاست أهوال المحرقة النازية ستكون أكثر سعادة لو أنفقت الـ 40 مليار لهم في بناء أحياء لهم في نيويورك أو أي أرض أمريكية من تلك الولايات الشاسعة وسيكونون أكثر أمنناً من وجودهم في فلسطين أما ديمقراطية إسرائيل فتكذبها عنصرية الدويلة العبرية التي ترفض مساواة العرب في فلسطين الـ48 باليهود في كل الحقوق المدنية في تلك الدولة وكما يقول المؤرخ الانجليزي ستيوارت (( إن الفلسطينيين الذين لم يطردوا من أربعة أخماس بلدهم أصبحوا في إسرائيل مواطنين من الدرجة الثانية ))(ستيوارت ص 349) ,كما أن الالتزامات الأخلاقية التي رأى نيكسون أنها أسمى من أية اتفاقية أمنية لا تدخل مطلقاً ضمن المصالح الكبرى للأمة الأمريكية لأنها في أقل الأحوال تتناقض مع مبادئ الرئيس الأسبق ويلسون .

ومن هنا كان هدف الغرب منذ القرن التاسع عشر الميلادي هو زرع جسم غريب يفصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ويمنع توحدهم في دولة واحدة تضرب مصالح الغرب ؛ أسوة بدولة صلاح الدين الأيوبي الذي لم يستطع الانتصار على الصليبيين في مملكة بيت المقدس إلا بعد توحيد مصر والسودان وبرقة مع بلاد الشام وشمال العراق وهي التوصية التي كتبها زعيم الاتحاد الاحتكاري العالمي الملياردير اليهودي روتشيلد- والذي كان يرسم سياسات الدول الغربية آنذاك من وراء ستار – برسالته الشهيرة لوزير خارجية بريطانيا بالمرستون عام 1841م حيث قامت الدول الغربية باتخاذ تلك التوصية دستور فوق كل دساتير بلدانهم حيث قال في رسالته ما نصه : ((إننا لو نظرنا إلى خريطة هذه البقعة من الأرض سوف نجد فلسطين هي الجسر الذي يوصل بين مصر وبقية العرب في آسيا وكانت فلسطين دائماً بوابة الشرق والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر وفي هذه البوابة ، لتكون هذه القوة بمثابة حاجز يمنع الخطر العربي ويحول دونه ، وتستطيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين أن تقوم بهذا الدور ، وليست خدمة لليهود يعودون بها إلى أرض الميعاد ومصادقاً للعهد القديم ولكنها أيضاً خدمة للأمبراطورية البريطانية ومخططاتها)) (صالح السعدون ,سياسة بريطانيا تجاه فلسطين 1882-1922م , رسالة دكتوراة غير منشورة , ص86).

ثم أقر مؤتمر الصلح في سان ريمو بأيطاليا عام 1920م مبدأ ضمان أمن إسرائيل على مسئولية الدول الغربية مجتمعة- بعد إبعاد أمريكا ويلسون من حضور المؤتمر ذاته- وهو العمل الذي ستقوم به دول الغرب منذئذ وحتى يومنا هذا من خلال مجلس الأمن بهيئة الأمم المتحدة , ومن هنا فضرب الأمة العربية من خلال وجود اليهود في فلسطين وتأمين اليهود في فلسطين استدعى احتلال العراق من أجل درء الخطر عن اسرائيل كما يقول غاري هارت.

وقد عرض مستشارو بوش الصغير مسألة احتلال العراق على أنها صيد ثلاثة عصافير في حجر واحد فتخويف سوريا وأيران وتأمين إسرائيل واستبدال النفط السعودي بالنفط العراقي كلها أهداف سالت لها لعاب المتشددين من المحافظين الجدد بالبيت الأبيض والحزب الجمهوري .

فكما أن العراق جرح دام نازف لا يتوقع نجاته في وقت قريب فإن فلسطين فيما يبدو قد صمموا له خطة جديدة إذا ما نجحت فستستنزف ما بقي من الدم الفلسطيني يقودها في العراق رئيس كردي عميل للغرب إلى جانب رئيس وزارة عميل لإيران والغرب أما فلسطين فقد وضع على دفة رئاسة السلطة رئيس عميل لإسرائيل بالدرجة الأولى وهو بهائي ذو أصل أيراني وإن ولد في فلسطين فهو لا يمت للشعب الفلسطيني بصلة إلا كمستوطن جاء مثل المستوطنين اليهود فقط أن الفارق هو أن محمود عباس هو حفيد مؤسس البهائية بفلسطين المهاجر من أيران والمؤمن بحسب عقيدة البهائية بضرورة إنشاء دولة إسرائيل وحمايتها بينما شارون مثلا قد جاء من بولندا وقاتل من أجل بقاء دولة إسرائيل شارون يقاتل من داخل الشعب اليهودي أما محمود عباس وزمرته فيقاتلون الشعب الفلسطيني من داخل السلطة الفلسطينية من أجل بقاء إسرائيل .

ومن هنا فالخطة الجديدة بعد فشل احتلال أمريكا للعراق هي تسليم العراق لإيران ولشيعة العراق لتصفية أهل السنة والقضاء على الجناح الشرقي للأمة وإلى الأبد بحيث تكون إسرائيل في مأمن من هذا الجزء الأخطر على إسرائيل بالنسبة للدول العربية في آسيا , أما في فلسطين فسلمت حماس السلطة وأمرت عصابات فتح التابعة لمحمود عباس ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وصائب عريقات في تفجير حرب أهلية لا تبقي ولا تذر في شعبنا العربي في فلسطين لتكون لبنان جديدة في العراق وأخرى في فلسطين ما لم تتمكن حماس بتوفيق من الله من تفويت الفرصة على ذلك المخطط الرهيب , وليعم السلام قلب شارون الذي لم تدفن جثته بعد . ويقدر للعرب أن يدخلوا من أزمة إلى أخرى ومن نفق مظلم إلى آخر حتى لا يفكروا في تعكير صفو ليل أسياد بوش الصغير وبلير .

848

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

تعليق واحد على “الشيعة في الجناح الغربي هل يختلفون عن الشيعة في الجناح الشرقي ؟!”

  1. [url]http://forum.onothty.net/f13.html[ll]فساتين سهره[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f14.html[ll]فساتين للعروس[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f15.html[ll]فساتين للحوامل[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f21.html[ll]تسريحات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f20.html[ll]مكياج[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f23.html[ll]رجيم[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f17.html[ll]عبايات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f16.html[ll]ازياء اطفال[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f22.html[ll]العنايه بالبشره[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f41.html[ll]بلاك بيري[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f41.html[ll]برودكاست[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f60.html[ll]صور مسن[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f31.html[ll]ديكورات المنزل[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f32.html[ll]ديكورات المطبخ[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/[ll]منتدى انوثتي[/url]
    [url]http://www.onothty.net/[ll]انوثتي[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f42.html[ll]ايفون[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f43.html[ll]جالكسي[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f25.html[ll]زفات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f33.html[ll]الاشغال اليدوية[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f36.html[ll]سلطات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f37.html[ll]حلى[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f38.html[ll]معجنات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f26.html[ll]قاعات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f27.html[ll]بوفية[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f25.html[ll]توزيعات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f19.html[ll]عطورات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f18.html[ll]اكسسوارات[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f11.html[ll]عيادة[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f9.html[ll]حياتي الزوجية[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f35.html[ll]الاكلات الشعبيه[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f59.html[ll]وظائف نسائية[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f47.html[ll]المرحله المتوسطه[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f48.html[ll]المرحله الابتدائيه[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f49.html[ll]المرحله الثانويه[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f51.html[ll]عروض بوربوينت[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f8.html[ll]اسرتي[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f10.html[ll]الانثى[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/f40.html[ll]الرياضة النسائية[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t670.html[ll]تسريحات ناعمة 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t669.html[ll]تسريحات للجامعه 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t534.html[ll]قصات شعر قصير 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t696.html[ll]مكياج سهرات 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t502.html[ll]مكياج 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t647.html[ll]مكياج فخم 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t544.html[ll]فساتين ترتر 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t531.html[ll]فساتين ناعمه 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t530.html[ll]فساتين سهرة طويلة 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t526.html[ll]فساتين سهره قصيره 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t494.html[ll]فساتين 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t495.html[ll]فساتين سهره 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t485.html[ll]ازياء كورية 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t643.html[ll]فساتين حوامل قصيره 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t535.html[ll]ازياء حوامل 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t639.html[ll]ملابس حوامل 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t420.html[ll]فساتين زفاف 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t484.html[ll]ديكورات فخمة 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t512.html[ll]ديكورات منازل 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t695.html[ll]ديكورات ايكيا 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t441.html[ll]برودكاست ايفون 2013[/url]
    [url]http://forum.onothty.net/t628.html[ll]توبيكات واتس اب[/url]

التعليقات مغلقة