السيادة الثالثة للأمة العربية – الإسلامية قادمة
الفصل الخامس :

الأمة العربية والإسلامية
والمستقبل المشرق

حين دخل الاستعمار البريطاني إلى مصر , كانت مصر بلداً ديموقراطياً بها انتخابات مباشرة , وبرلمان حر يحاسب الحكومة , وحرية صحافة وكانت بريطانيا من الدول الأولى بالعالم التي أولت اهتمامها بالديموقراطية

الفصل الخامس :

الأمة العربية والإسلامية
والمستقبل المشرق

حين دخل الاستعمار البريطاني إلى مصر , كانت مصر بلداً ديموقراطياً بها انتخابات مباشرة , وبرلمان حر يحاسب الحكومة , وحرية صحافة وكانت بريطانيا من الدول الأولى بالعالم التي أولت اهتمامها بالديموقراطية, حتى أنها اتخذت من الثورة الفرنسية عبرة , ورأت الأسرة المالكة أنها تملك ولا تحكم خير من أن لا تملك ولا تحكم , وأعطت مزيداً من الصلاحيات للبرلمان وشيئاً فشيئاً أصبحت ملكية دستورية , وضمنت الملكية استمرارها واستمتع الشعب بحقوقه, في حين ذهبت الملكية الفرنسية إلى المقصلة, ثم أصبحت في ذمة التاريخ , ولكن الاستعمار البريطاني حرم الديموقراطية على مصر , وأوقفت البرلمان المصري عن الاجتماع , حتى أن المطلب الثاني من مطالب ثورة أحمد عرابي كان دعوة البرلمان المصري من جديد للاجتماع (1) ولم تكن تلك السياسة فقط تجاه مصر , بل على تجاه كل بلدان الأمة العربية و الإسلامية , إن بريطانيا مصابة بمرض مزمن تحل لنفسها الديموقراطية والحرية ويستمتع شعبها بحقوقه كاملة, ولكنها تحرم ذلك على الشعوب العربية والمسلمة التي ظلت تحت مندوب بريطانيا السامي , وسارت أمريكا على نفس السياسة, ثم يجعلون من قلة حرية الكلمة وديموقراطية الحكم عيباً بهذا العالم وسيفاً مصلتاً متى ما أرادوا الضغط على هذه الحكومات استخدموها كنقيصة, ولو كان لدى حكام العالم الإسلامي الحصافة السياسية الكافية لاتخذوا من الديموقراطية سيفاً مصلتاً ضد الحكومات الغربية ,ومتنفساً لها لإملاء السياسات التي يريدون تنفيذها وهي حقاً لا ترضي الغرب .
إن ساسة الغرب وهم يتكلمون عن الديموقراطية بالعالم الإسلامي انما هم يتكلمون عن الديموقراطية الشكلية بثياب مقلدة تمس القشور دون أن تأخذ المضمون والجوهر, وفي رسالة من أدولف بيريز إسكيفل الحائز على جائزة نوبل للسلام أرسلها للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في 30/4/2003م قال لـه (( تتحدث عن الله وأنت تكفر به , وتتحدث عـن الديموقـراطية والكرامـة وأنت لا تتردد في التضحية بهما على مذبح مولوخ إله الدمار والدم الذي لا تعبد الا إياه )) (2).
ولم يكن العالم العربي والحضارة الإسلامية بحاجة إلى أوامر بوش ولا نظريات فوكوياما ولا إلى تصريحات كولن باول ليتعلموا الديموقراطية . فقد كان العرب من أوائل الأمم التي طبقت الشورى فهذه الملكة العربية بلقيس تشاور مجلس الشورى بمملكة سبأ في التحدي الذي وضعه النبي سليمان عليه السلام أمامها وتقول ((قالت يا أيها الملؤا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون )) (النمل آية 32).
إن ديموقراطية العرب في حدود عام950ق.م. أكثر صدقاً ومسئولية من تعامل الرئيس الأمريكي مع الكونجرس في عام2001م, والذي تمثل بتعامل بمنتهى الازدراء لهم من قبل الرئيس خلال عامي 2002 و2003م , بينما الديموقراطية العربية التي ذكرها القرآن الكريم كانت بمنتهى المصداقية , وقد تلت رسالة سليمان كاملة على مجلس الشورى وبدون تلاعب أو حذف أي جزء من الرسالة بحجة الحفاظ على الأمن القومي أو غيره , وأقرت بأنها حسب الأصول الديموقراطية بهذه المملكة العربية قبل ثلاثة آلاف سنة من الآن , فلن تقطع أمراً أو قراراً حتى يشهد ممثلو الشعب ويدلون برأيهم , وقد تداولوا مسألة إجابـة سليـمان على رسالته , وأحالـوا القضية إليها (( قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين , قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون )) (النمل آية 33-34). فاتخذت قرارها بالاستجابة نظراً للتفويض التي حصلت عليه من ممثلي الشعب , ولمعرفتها بعدم قدرتها على مجابهة سليمان عليه السلام .
ويستمر الغرب يحتقر العرب والمسلمين لبعدهم عن الحرية والديموقراطية رغم أن الغرب هو الذي صدر لنا هذه البضاعة الفاسدة, أسوة بالشركات الكبرى حيث ترسل بالأدوية الفاسدة إلى العالم الثالث في حين هو يستحوذ على أفضل أنواعها. ويقول الكاتب اليهودي الأمريكي الرائع نعوم تشومسكي ((توجد كثرة من الأسباب المألوفة التي تفسر ميل الثروة والسلطة لتوليد بعضهما البعض , وبالتالـي لاشيء مفاجئ في استمـرار تخلف العالـم الثالث عـن الشمال)) (3).
لقد جاء الإسلام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه , ويأخذ بمشورة المختصين كما حدث في اختيار موقع معركة بدر أو حتى قرار الحرب في معركة بدر فقد كان خروج الرسول صلى الله عليه وسلم لاعتراض قافلة قريش التجارية ومصادرتها مقابل مصادرة قريش لأموال المهاجرين وبيوتهم في مكة المكرمة إبان وبعد هجرتهم إلى المدينة المنورة , ولم يكن الأنصار في بيعة العقبة قد إتفقو ا مع الرسول على حرب خارج المدينة ففي بيعة العقبة الثانية ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم فأخذ البراء بن معرور بيده وقال : نعم والذي بعثك بالحق نبياً لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يارسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر )) فقال ((… أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ,)) فبايعه إثني عشر نقيباً عن الأوس والخزرج . وكانت بيعة العقبة الثانية هي بيعة الحرب على السمع والطاعة في العسر واليسر (4) .
وحين جاءت قريش إلى خارج المدينة لحماية قافلتها وقررت فرض الحرب كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج الى قرار من أهل الحل والعقد لتأييده في قرار الحرب قبل المباشرة بالترتيبات العسكرية والاستعداد للحرب , فرغم ما قال أبوبكر والمقداد بن عمر والذي قال ((يا رسول الله , امض لما أراك الله فنحن معك , والله لا نقول كما قالت بني إسرائيل لموسى ” اذهب أنت وربك فقاتلا إننا ها هنا قاعدون )) ولكن نقول اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون , فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه , ثم كرر الرسول صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وهو يريد الأنصار أهل المدينة … وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصرة إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه , وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم, فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال أجل, قال: فقد … أعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك , فو الذي بعثك بالحق, لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه ما تخلف منا رجل واحد , وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً… فسر على بركة الله )) (5) وكما حدث في حفر الخندق , وكان يأخذ بمشورة النساء كما حدث في غزوة الحديبية, في وقت كانت أوروبا لاتزال تأخذ بالحق الإلهي للملوك في الحكم. وقامت الدولة الإسلامية الراشدة بعد وفاة الرسول على نظام انتخابي فريد غير وراثي , وأشبه بالنظام الجمهوري , وحَكَم أربعة خلفاء كل واحد تم اختياره بطريقة مختلفة عن الآخر , وكانت الحكمة أَّلا يُظن أن الأمر ضيق بحيث لا يجوز للأمة اختيار ما يناسبها وفق كل زمان ومكان .

الديموقراطية في عهد الخلفاء الراشدين :
كان أول نهج ديموقراطي بالإسلام ذلك الاجتماع الذي حدث في سقيفة بني ساعدة , بين المهاجرين والأنصار لاختيار خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إثر وفاته مباشرة ,فبعد أن كان الأنصار يعرضون مرشحهم ويناقشون المهاجرين في حقهم بالخلافة , بيَّن أبوبكر الصدبق رضي الله عنهم أجمعين أن القيادة السياسية التي لا ينافسها أحد من العرب هي لقريش , ثم رشح مرشحين يمكن أن نقول أنهما مرشحي زعيم المهاجرين بل زعيم المسلمين بلا منازع لاختيار واحداً منهما قائداً لهذه الأمة , أخذ بيد عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فرفض عمر أن يؤمر على قوم فيهم أبو بكر وبهذا فقد أصر أحد المرشحين على مبايعة أبو بكر , واقترح واحد من الأنصار تبادل
السلطة (منا أمير ومنكم أمير), فرد عليه عمر ((يا معشر الأنصار , ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبو بكر أن يؤم الناس ؟ فأيكم يطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت الأنصار نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر , فتمت البيعة بحماس منقطع النظير , بعد أن حسم الموقف رجل من الأنصار زيد بن ثابت الذي قال ((أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وخليفته من المهاجرين , ونحن كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ثم أخذ بيد أبي بكر وقال هذا صاحبكم فبايعه ثم بايعه عمر فالمهاجرون والأنصار )) (6), كانت تلك البيعة الخاصة لأعيان الناس ثم جاءت البيعة العامة في المسجد لكافة الناس .
ويلاحظ على هذه البيعة عدة أمور :
أولاً: إن النقاش كان ديموقراطياً والحرية مكفولة للجميع ,وكان المنطق والحق هو سيد الموقف .
ثانياً: أن الحرية في الانتخاب أو طرح الأفكار كانت مكفولة للجميع , فهناك عدة أفراد لم يبايعوا أبا بكر لمدة معينه وهناك من مات ولم يبايع , فلم ينقص حقه في جماعة المسلمين , وهو نظام الغرب الآن بالامتناع عن التصويت , ولعل ما حدث في أمريكا عام 2001 م لا يجعل للنظام الانتخابي الغربي أية ميزة .
ثالثاً: إن النظام الذي أقر بانتخاب أبو بكر أي النظام الانتخابي الإسلامي , أفضل بكثير من أي نظام انتخابي آخر ذلك أنه قام بالأساس على الأفضلية الشخصية للمرشح بما فيه من قدرات قيادية تجير لصالح الأمة وهو ما تبيَّن في خطبة البيعة التي ألقاها أبو بكر بالمسجد كبيان انتخابي فريد وضح فيه سياسته في الأمة , وبيَّن القدرات الإدارية والقيادية والعلمية لهذا القائد . في حين أن الانتخابات حسب النظام الغربي يقدم مرشحيه ليس على الكفاءة وإنما حسب ما يقدمه المرشح للشركات عابرة القارات على حساب المواطن الغربي التعيس ,لأن كل ما يقدمه من قرارات وخطط إنما هي لخدمة هذه الشركات الداعمة للمرشح على حساب برامج التعليم والصحة للمجتمع.
رابعاً : إذا افترضنا أن العملية الانتخابية تمثلت في حزبين , هما حزب المهاجرين وحزب الأنصار , فإن المداولات التي حدثت بسقيفة بني ساعدة كانت أشبه ما يكون بالنقاش الذي يجري تحت قبة البرلمان, وقد دلت تلك المناقشات على عمق القدرات العلمية والثقافية والعدالة لهؤلاء المجتمعين , ولعله أول مرة بالتاريخ يتنازل الحزب المعارض عن حقه بترشيح مرشحيه ثم سحبهم حين تبين من النقاش أن مرشح الحزب الآخر أكثر كفاءة وأحقية من مرشحي حزبهم , وهو ما لم يحدث في أمة من الأمم قط , بل إن الفكرة التي قدموا مرشحيهم من خلالها تخلى الأنصار عنها (( ولم يعد لها ذكر في التاريخ السياسي الإسلامي منذ يوم السقيفة ))(7) ولعل الانتخابات الأمريكية التي خاضها بوش الإبن ضد آل غور دليلا على الأزمة التي وصل إليها النظام الانتخابي الأمريكي خصوصاً والغربي عموماً.
وكانت الديموقراطية أو الشورى في دولة الخلفاء الراشدين , نموذجية وحقيقية , فحين فرغ أبو بكر رضي الله عنه من أمر المرتدين , قرر أن يوجه قواته إلى بلاد الشام لفتحها , وقد كان القرار كبيراً , ولأن هذه الدولة الناشئة الخارجة من فاجعتين كبيرتين هزتها بشكل عنيف , الأولى كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم والثانية ارتداد القبائل عن الدين حيث لم يتبق للدولة إلا مكة والمدينة والطائف.
ولذا فـإن قـرار الدخـول بالحرب مع القـوة العظمى في العالم الدولة البيزنطية يحتاج إلى الرجوع إلى أهل الحل والعقد , ففي 28-30 ربيع الأول 12هـ/12-14يونية 633 م دعا رئيس الدولة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة المبشرين بالجنة ووجوه المهاجرين والأنصار الذين شاركوا بمعركة بدر وبدأ الاجتماع بكلمة حدد فيها سبب الاجتماع وهو ((وقد أردت أن أستنفركم إلى الروم بالشام ليؤيد الله المسلمين ويجعل الله كلمته هي العليا…)) وأنهى كلمته القصيرة بقوله (( هذا رأيي الذي رأيت فليشر علي كل إمرئ بمبلغ رأيه )) وما كان لمسلم أن يتكلم قبل عمر بعد أن أذن ألخليفة فقال بعد أن أثنى على الرأي : (( سرِّب إليهم الخيل في إثر الخيل… وابعث الجنود تتبعها الجنود فإن الله عز وجل ناصر دينه ومعز الإسلام وأهله ومنجز وعد رسوله )) وتقدم عبدالرحمن بن عوف وقال ((يا خليفة رسول الله, إنها الروم وبنو الأصفر, حد وحديد وركن شديد , ووالله ما أرى أن تقحم الخيل عليهم إقحاماً ولكن تبعث الخيل فتغير في أدنى أرضهم… ثم ترجع إليك فإذا فعلوا ذلك مرارا أضروا بهم …)) ( 7 ), إلى آخر رأيه رضي الله عنه , ثم ساد صمت يتناقشون فيه حول الرأيين وتكلم أبو بكر ((ماذا ترون رحمكم الله ؟)) وقام عثمان واقترح تفويض الخليفة باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً وأيده مجموعة من المبشرين بالجنة, وفي الاجتماع الثاني أعلن أبو بكر قـراره . وبهذا فقد كـان الاجتماع الأول امتثالاً لقـول الله عز وجـل (( وشاورهم في الأمر , وإذا عزمت فتوكل على الله )) .
ولعل دولة الخلفاء الراشدين استخدمت عدة نماذج لتداول السلطة , الانتخاب المباشر الذي أنتخب من خلاله الخليفة ابو بكر الصديق رضي الله عنه , الوصاية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه , ثم تعيين ستة مرشحين تم انتخاب عثمان رضي الله عنه من بينهم , وأخيراً مبايعة علي رضي الله عنه بما يشبه التزكية . ثم دخلت الأمة عهداً جديداً وأسلوباً جديداً بالحكم ابتداء من انتخاب أهل العراق للحسن بن علي خليفة لوالده ثم مبايعة الأمصار ليزيد بن معاوية في حياة معاوية كولي للعهد بهاتين الحادثتين أعدت الأمة للإنتقال من النظام الانتخابي إلى النظام الوراثي .

السيناريوهات المتوقعة للمستقبل القريب :
لعله من الصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل لأن هذه الأمور بعلم الله وحده, ولكن لعلنا نصيغ ما نريد قوله من خلال أسئلة في الغالب لنقترب من الشكل الذي ربما سيكون عليه المستقبل السياسي للعالم.
الكثيرون يعتقدون أنه يمكن أن يتشكل معسكر شرقي يضم كل من روسيا والصين والهند , وهو أمر مستبعد لأن دور المعسكر الشرقي قد إنتهى وإلى الأبـد إن شاء الله , وربما كان فشل إنشائه بالفترة الماضية يكمن في ضغوط غربية على الدول الثلاث , إلى جانب عدم التقاء المصالح الصينية الهندية الروسية إلا من زوايا محددة لا تستدعي إنشاء مثل هذا المحور أو المعسكر , وإن نشأ فانه لن يعدو حلفاً شكلياً لن تكتب له النجاح كحلف سياسي أو عسكري لـه حضوره على الساحة السياسية في العالم .
الصين ربما ستظل تحتفظ بعلاقات حسنة وتعاون بناء مع الأمتين الإسلامية والعربية , وستزداد وثوقاً مع الأيام , ذلك أن الحضارتين عريقتين لهما من الثقل على ساحة الحضارة العالمية ما ليس لغيرهما , كما أن العلاقات التاريخية بينهما سلمية منذ الأزل , وخلال العصر الحديث يوجد موروث جيدمن التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي بين الجانبين ما يؤدي إلى إرساء علاقات متينة إن أحسن السياسيون البناء عليه , وربما ستحل بعض المشكلات التي قد تعكر صفو العلاقات بين الحضارتين والشعوب الصينية والإسلامية, وذلك فقط من خلال تحسين ظروف المسلمين في الصين, من حيث العبادة وظروف الاقتصاد.
بالنسبة للمعسكر الغربي بطوائفه البروتستانتية المعتدلة والكاثوليك والبروتستانت المتشددين المتحالفين مع اليهود لأسباب عقائدية , فقد تميز الخبيث من الطيب , فقد بدت ملامح الاختلاف بين هذين المعسكرين , بين من يحب السلام مع المسلمين , ومن لا يستطيع أن تستمر عجلة الزمن بدون وقود هو باختصار دماء المسلمين وأشلاءهم , فأوروبا القديمة بدأت توازن سياستها , ورغم أن أمامها شوط كبير حتى تصل إلى مبدأ العدالة تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية , إلا أن الموقف الثلاثي والذي أصبح الآن رباعياً من قبل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وأسبانيا من حهة , قد اتخذ اتجاهاً مختلفاً فقد بدأ الطلاق بين الجانب الأول هم البروتستانت المعتدلين كألمانيا والكاثوليك في فرنسا وبلجيكا وأسبانيا – ورغم أنهم علمانيون إلا أن التراث والخلفية الدينية والثقافية لها كبير من التأثير على الناس بشكل غير مباشر , أما الجانب الثاني فهم التحالف اليهودي – البروتستانتي المتشدد , و الممثل بالصهيونية والرأسمالية اليهودية من الجانب اليهودي وأمريكا وبريطانيا وأستراليا وهولندا من الجانب البروتستانتي, الذين هم الأعداء القدامى الجدد للأمة العربية والإسلامية, لقد وجدت أوروبا القديمة ألاَّ مصلحة لها في هذا العداء المستمر مع أمة هي الآن ضعيفة ولكنها على الأقل مسالمة .
سيستمر ربما هذا الافتراق بين جانبي الأطلسي , وقد تصبح حدود التماس الجديدة ومركز المعسكر الغربي بعيداً عن باريس وبون والقارة الأوروبية العجوز نحو لندن وأمستردام وواشنطن وسيدني . لقد حشر العدو إلى أقاصي الأرض بعد أن كان في مركزها , وهذا فرج كبير للأمة العربية والإسلامية على المدى البعيد .
هل سيكون لألمانيا خلال العشرين عاماً القادمة دور إسلامي نابع من الداخل , ؟ هذا أمر غير مستبعد , إن عداء البروتستانت المتشددين بريطانيا وأمريكا لألمانيا و التي قادت في العصور الوسطى ثورة البروتستانت ضد الكنيسة الكاثوليكية قد تأثرت قبيل وفاة
مارتن لوثر المصلح البروتستانتي بشيء من العداء للسامية , فقد أحرقت الكنائس البروتستانتية الألمانية كتب التلمود , واستمرت هذه النعرة العداء لليهود – ذلك أن اللاسامية تطلق خطأً في هذه المسألة إذ أن اليهود في العالم لايزيدون عن 20 مليون بينما العرب الساميون أكثر من ثلاثمائة مليون وهم يجدون الكثير من التقدير من الألمان سواء في عهد ألمانيا القيصرية أو حتى قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية – ذلك العداء من قبل الدولتين لألمانيا أو لأي دور ألماني خلال القرن العشرون الماضي يجعل الشكوك تتجه إلى أن هناك شيء ما خفيٌ في هذا الخصوص . ولكن من المحتمل أن وعد الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم بافتتاح روما , أنها لن تكون من الجنوب أو الشرق بل إنها ستكون من الشمال والغرب على وجه الاحتمال , وقد علمتنا بعض الأحداث التاريخية أن روما كثيرا ما هددت من الشمال.
إن العقل الألماني دائماً يبحث عن الحقيقة والجودة وسيكتشفها قريباً وهو أمر غير مستبعد كما أنه لايمكن الجزم به أو المراهنة عليه لكنه كثير الإحتمال .
هل ستعود تركيا العلمانية إلى حظيرة الإسلام خلال أربع السنوات القادمة ؟ هذا أيضاً احتمال كبير وربما سيُنحَّى الجيش عن قيادة دفة السياسة , وستنسحب تركيا من علاقاتها الأوروبية على الأرجح لأصطدامها برفض أوروبا لها على المدى القريب , كما ستنتهي علاقاتها بإسرائيل إلى القطيعة , وقد بدأت ملامح هذه المرحلة مبكراً .
هل ستتعرض أمريكا وبريطانيا إلى ضغوط شعبية داخلية للانسحاب من الشرق الأوسط ؟ ربما هذا أمر مستبعد ! وهل ستتعرض إلى هزيمة عسكرية قريبة وعلى يد من ؟ هو أمر مرجح ولكن من الصعب التكهن على يد من أو الكيفية التي ستحدث بها مثل هذه الهزيمة , ولكن أمريكا خرقت مسار التاريخ وسننه ودخلت مجالاً تاريخياً ليس مجالها باحتلالها للعراق الذي لم يخضع إلا لهرقل عام وبضعة أشهر على مدى الف وستمائة عام , وما دخل العراق محتل خلال حقب التاريخ إلا أبتلي بهزيمة قريبة , ليس للعنة كما يصورها الفراعنة أو غيرهم من الشعوب لكن لأن العراق عصي على كل عدو, فقد أعجز كسرى وهولاكو وبريطانيا , والآن سيكون أمر أمريكا بنفس الإتجاه الذي وقعت به القوى الكبرى خلال أحقاب التاريخ , إن العرب يعرفون هذه الأمور إنها تركيبة القبائل التي هاجرت إلى العراق, إنه لم يتمكن من حكم العراق إلا القليل من الحكام العرب , وقد كان عمر رضي الله عنه ضمن الصحابة التي سمع خطبة للرسول صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثة صلوات مستمرة , تحدث فيها عن كل الفتن التي ستمر بها الأمة وربما أخفيت أو نسيت , ولكن عمر نفذ الكثير من الأمور لا يمكن تفسيرها الا من خلال علمه بمسار التاريخ , فعلى سبيل المثال إستشار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين عن أشرس القبائل العربية التي سيجبرها على سكن فلسطين , لأن فلسطين أرض رباط إلى يوم القيامة , وتم اختيار أشـرس القبائل وأكثرها تحملاً وصبراً وأسكنت فلسطين , ففي صحيح مسلم عن أبو زيد ( عمر بن أخطب , قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبرفخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد بنا المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمُنا أحفظنا ) , وعن حذيفة قال (قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ماترك شيئاً يكون في مقامه ذلك الا حدث بـه حفظه من حفظه ونسيه من نسيه …) وعن حذيفة أنه قال ( أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة..)(9), إن أمة رتبت نفسها منذ ذلك العمق التاريخي لمثل هذه الأيام لحرية بأن تبلغ ما وعدها الله من نصر ومن سيادة أصبحت على الأبواب .
من المحتمل بإذن الله أننا سنشهد إنسحاباً بروتستانتياً من العراق والخليج , خلال أعوام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة , ولكن ربما والله أعلم سيقاومون سقوط دولة إسرائيل التي ضمنوا أمنها في مؤتمر سان ريمو عام 1922 , ولكن من المتوقع ان يكون سقوط دولة إسرائيل في عام 2022 م إن شاء الله ولعل البداية ستكون بمحاولة إسرائيل هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل الثالث , ربما ستكون بداية نهوض الأمة العربية الإسلامية وزوال إسرائيل , أي بعد مرور مائة عام على الإنتداب البريطاني لفلسطين الذي بدأ عام 1922 م والله أعلم .

هوامش الفصل الخامس:
(1) لورد كرومر , الثورة العرابية ,ترجمة عبدالعزيز عرابي , الهيئة المصرية العامة للكتاب ,1997م, ص66 ؛ دزموند ستيوارت , تاريخ الشرق الأوسط الحديث معبد جانوس , ترجمة زهدي جارالله , دار النهار للنشر , بيروت , 1974 م ص79-80 ؛ عبدالعظيم رمضان , أسرار هوجة عرابي , الهيئة المصرية للكتاب ,2001م , ص 89 , ص92
(2) منير العكش,المرجع السابق , ص 209
(3) نعوم تشومسكي , المرجع السابق , ص168
(4) إبن هشام , تهذيب سيرة إبن هشام , عبدالسلام هارون ,مكتبة السنة , القاهرة ,الطبعة السادسة , 1409هـ -1989م ,ص 96 –99.
(5) المرجع نفسه ,ص 125-126
(6) جلال الدين السيوطي , تاريخ الخلفاء , تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد ,مطبعة السعادة بمصر , الطبعة الأولى ,1371 – 1952 ,ص 68-69.
(7) د. محمد سليم العوا ,في النظام السياسي للدولة الإسلامية ,المكتب المصري الحديث , القاهرة , الطبعة الثالثة , 1979م , ص 74.
(8) أحمد عادل كمال , المرجع السابق ,ص 162 –165
(9) صحيح مسلم, المصدر السابق , ج 18 , ص 15- 16

المصادر والمراجع
مصادر ومراجع الكتاب:

المصادر:

(1) أبن الأثير, الكامل في التاريخ, دار الكتاب العربي, بيروت, 1401 هـ /1981م , ج1.
(2) إبن كثير , البداية والنهاية , مكتبة المعارف بيروت , الطبعة الخامسة , 1404 هـ – 1983م , الجزء الأول .
(3) إبن عبدربه الأندلسي, العقد الفريد ,دار إحياء التراث العربي , بيروت , الطبعة الأولى , 1417هـ / 1996 م , جـ 5 , ص 227
(4) إبن هشام , تهذيب سيرة إبن هشام , عبدالسلام هارون ,مكتبة السنة , القاهرة ,الطبعة السادسة , 1409هـ -1989م
(5) المسعودي , مروج الذهب ومعادن الجوهر , تحقيق ,محمد محيي الدين عبدالحميد ,مطبخة السعادة , مصر , الطبعة الرابعة , 1384 هـ -1964م , ج1 .
(6) صحيح مسلم بشرح النووي , دار الكتب العلمية, بيروت , الجزء 18كتاب الفتن وأشراط الساعة , باب 1
(7) الإمام البخاري ,صحيح البخاري , باب مايحذر من الغدر , دار السلام للنشر والتوزيع , الرياض , الطبعة الأولى , 1417هـ- 1997م ,

المــراجـع:
(1) إلبير سوبول, تاريخ الثورة الفرنسية , ترجمة جورج كوسي , منشورات بحر المتوسط , عويدات , باريس ,بيروت , الطبعة الرابعة , 1989م , ص 58-59
(2) د. إلبرت حوراني , تاريخ الشعوب العربية , ترجمة نبيل صلاح الدين , الهيئة المصرية للكتاب , القاهرة , 1997م ,جـ 1
(3) أحمد عادل كمال , الطريق الى دمشق ,دار النفائس ,بيروت , الطبعة الأولى ,1400-1980 , ص22
(4) أحميد محمد العقيلي ,الأثر والدلالات الإعلامية لرسائل النبي صلى الله عليه وسلم , مطابع الشرق الأوسط – الرياض , الطبعة الأولى ,1414هـ1993م
(5) إسرائيل شاحاك, الديانة اليهودية وتاريخ اليهود وطأة 3000عام , ترجمة: رضى سلمان, شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ,بيروت , الطبعة الثالثة,1997م,
(6) إسماعيل الخالدي , العالم الإسلامي والغزو المغولي ,مكتبة الفلاح , الكويت, الطبعة الأولى .1404هـ/1984م,ص91
(7) د.السيد عبدالعزيز سالم ,ناريخ العرب في عصر الجاهلية ,دار النهضة العربية للطباعة والنشر , بيروت , 1971,
(8) السيد الباز العريني, المغول, دار النهضة العربية للطباعة والنشر, بيروت, 1406-1986,
(9) أرنولد توينبي ,تاريخ البشرية ,ترجمة د.نقولا زيادة,الأهلية للنشر والتوزيع ,بيروت ,1981م, ج 1 ,ص 100
(10) الطبري , تاريخ الأمم والملوك ,دار المعارف بمصر , ج 3
(11) الغزالي فقه السيرة ,ص103
(12) بول فندلي , الخداع ,الترجمة بإشراف د.محمود يوسف زايد ,شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ,بيروت ,الطبعة الثانية ,1992م
(13)بول فندلي,من يجرؤ على الكلام,اللوبي الصهيوني وسياسات امريكا الداخلية والخارجية, شركة المطبوعات للتوزيع والنشر, بيروت, الطبعة الرابعة, 1987م- 1407هـ,
(14) بول كيندي , نشوء وسقوط القوى العظمى ,ترجمة مالك البديري , الأهلية للنشر والتوزيع , عمان , الطبعة الأولى , 1414هـ -1994م
(15) جلال الدين السيوطي , تاريخ الخلفاء , تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد ,مطبعة السعادة بمصر , الطبعة الأولى ,1371 – 1952 , ص 68-69.
(16) د. جواد علي , المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام , دار العلم للملايين , بيروت , دار النهضة , بغداد ,الطبعة الثالثة ,فبراير 1980 م , حـ 3
(17) دوغلاس ريد, جدل حول صهيون, (دراسة للمسألة اليهودية خلال الفين وخمسمائة عام), ترجمة غياث كنعو ,دار الحصاد ,دمشق , الطبعة الثانية , 1998م ,
(18) دزموند ستيوارت, تاريخ الشرق الأوسط الحديث معبد جانوس , ترجمة زهدي جارالله, دار النهار للنشر , بيروت , 1974 م
(19) ريتشارد نيكسون , الفرصة السانحة , ترجمة :أحمد صدقي مراد , دار الهلال
(20) ريتشارد نيكسون , ماوراء السلام , ترجمة مالك عباس , الأهلية للنشر والتوزيع ,, عمان ,الطبعة الأولى ,1415 هـ- 1995م
(21) زبغنيو بريجنسكي , الفوضى الإضطراب العالمي على مشارف القرن الحادي والعشرين ,ترجمة مالك فاضل , الأهلية للنشر والتوزيع , عمان ,الطبعة العربية الأولى , 1998م
(22) زبغينيو بريجنسكي , الاختيار السيطرة على العالم أم قيادة العالم ,ترجمة عمر الأيوبي, دار الكتاب العربي , بيروت , الطبعة العربية , 2004م ,
(23)ستيفن غرين , بالسيف أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط , ترجمة د.محمود زايد, شركة المطبوعات للتوزيع والنشر , بيروت , الطبعة الثالثة ,1990م-1410هـ
(24) سعد محمد الغامدي,سقوط الدولة العباسية ,الطبعة الثانية ,1403هـ-1983م
(25) د. سليمان الغنام , قراءة جديدة لسياسة محمد علي باشا التوسعية 1811- 1840م, تهامة , الرياض , الطبعة الأولى , 1400 هـ – 1980م ,
(26) د. شوقي ضيف , تاريخ الأدب العربي , العصر الجاهلي , دار المعارف , القاهرة , الطبعة العاشرة , 1982م
(27) د.صالح السعدون ,سياسة بريطانيا تجاه فلسطين 1882-1922م , رسالة دكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود (غير منشورة ) , عام 2003 م –1423هـ
(28) صامويل هنتنجتون , صدام الحضارات ,ترجمة طلعت الشايب , سطور ,1998م
(29)عاطف عبدالغني , صدام الأصوليات نهاية إسرائيل أو نهاية العالم ,دار الخيال , الطبعة الأولى,2000م
(30) عبدالرحمن الجبرتي, تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار ,,دار الجليل , بيروت, جـ 3, 373 –374 ,ص 386 ؛ عبدالرحمن الرافعي , عصر محمد علي , دار المعارف , القاهرة , الطبعة الرابعة , 1402 هـ -1982م
(31) عبدالرحمن الرافعي , عصر محمد علي , دار المعارف , القاهرة ,الطبعة الرابعة ,1402 هـ- 1982 م ,
(32) د عبدالعزيز نبوي , دراسات في الأدب الجاهلي , الصدر لخدمات الطباعة , مدينة نصر , الطبعة الثانية , 1988م ,
( 33) عبدالعظيم رمضان , أسرار هوجة عرابي , الهيئة المصرية للكتاب ,2001م
(34) د. عبدالوهاب المسيري , مقدمة لدراسة الصراع العربي الأسرائيلي ,جذوره ومساره ومستقبله ,دار الفكر بدمشق , الطبعة الأولى , 1423هـ -2002م
(35) د. عبدالمعطي الدالاتي , ربحت محمد ولم أخسر المسيح , دار الشهاب , بيروت , الطبعة الأولى ,1410هـ – 1999م
(36) غوستاف لوبون , حضارة العرب, ترجمة عادل زعيتر , دار إحياء الكتب العربية , الطبعة الثالثة , القاهرة ,1956م
(37) فرانسيس فوكوياما , نهاية التاريخ وخاتم البشر , ترجمة : حسين أحمد أمين ,مركز الأهرام للترجمة والنشر , القاهرة , الطبعة الأولى , هـ1413- 1993م
(38) فؤاد إفرام البستاني , منجد الطلاب, دار المشرق , بيروت , 1الطبعة الثالثة والعشرين, 1986م
(39) فؤاد شعبان ,من أجل صهيون , التراث اليهودي المسيحي في الثقافة الأمريكية , دار الفكر بدمشق , الطبعة الثانية , رمضان 1424,تشرين 2003م
(40) كارين آرمسترونج , الحرب المقدسة ,الحملات الصليبية وأثرها على العالم اليوم , ترجمة سامي الكعكي ,دار الكتاب العربي ,بيروت ,الطبعة العربية ,2004م
(41) د. كامل سعفان , اليهود تاريخاً وعقيدة ,دار الإعتصام , القاهرة , ص 178
(42)لورد كرومر , الثورة العرابية ,ترجمة عبدالعزيز عرابي , الهيئة المصرية العامة للكتاب ,1997م
(43) د.مراد هوفمان, الإسلام كبديل,, مكتبة العبيكان ,الرياض , الطبعة الثانية ,1418هـ
(44) محمدالمانع , توحيد المملكة العربية السعودية , ترجمة د. عبدالله الصالح العثيمين , مطابع المطوع , الدمام , الطبعة الأولى , 1402 هـ / 1982م
(45) د. محمد سليم العوا ,في النظام السياسي للدولة الإسلامية ,المكتب المصري الحديث , القاهرة , الطبعة الثالثة , 1979م
(46) د. محمود عبدالحميد أحمد , الهجرات العربية القديمة من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام إلى مصر ,دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر , دمشق , الطبعة الأولى , 1988م
(47) محمد داوود عيسى ,المسيخ الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا , المختار الإسلامي للطبع والنشر والتوزيع ,القاهرة ,الطبعة الأولى, 1411هـ-1991م ,
(48) محمد داوود عيسى , الخيوط الخفية بين المسيخ الدجال وأسرار مثلث برمودا …, البشير للنشر والتوزيع , القاهرة
(49) منير العكش , تلمود العم سام الأساطير العبرية التي تأسست عليها أمريكا ,رياض الريس للكتب والنشر , لندن , الطبعة الأولى ,يوليو 2004 م
(50) د.ناظم الجاسور , الأمة العربية ومشاريع التفتيت , الأهلية للنشر والتوزيع , عمان , الطبعة الأولى , 1998م ,
(51) نعوم تشومسكي , سنة 501 الغزو مستمر , ترجمة مي النبهان , المدى , بيروت , الطبعة الثانية , 1999م ,
(52) هنري كيسنجر , الدبلوماسية من القرن السابع عشر حتى الحرب الباردة ,ترجمة مالك فاضل البديري , الأهلية للنشر والتوزيع , عمان , الطبعة الأولى , 1995م – 1415هـ
(53) وليم كار ,اليهود وراء كل جريمة , ترجمة خير الله طلفاح , دار الكتاب العربي , بيروت , الطبعة الثانية , 1402 هـ – 1982م
(54) يلماز اوزوتونا, تاريخ الدولة العثمانية منشورات مؤسسة فيصل للتمويل تركيا,1980م, جـ1,

الفهرس :
الإهداء ………………………………………….3
المقدمة …………………………………………..4
التمهيد …………………………………………….11
الفصل الأول : الأمة الوسط …………………………………………….20
قضية السامري قديماً وحديثاً ……………………. 25
وعد الله لليهود بأرض الميعاد …………………………………… 34
الفصل الثاني : الأمـة الإسـلامية خير أمة في الأر…..44
محتوى النظرية ……………………………………..48
عملاقي الإقتصاد اليابان وألمانيا ……………… 66
الفصل الثالث : مؤشرات على قرب السيادة العالمية الثالثة
للأمة العربية _ الإسلامية ……………………………………………71
1)سياسة الصدمة والرعب و خروج المارد من القمقم…. 72
2)ظروف الأمة في الفترات الثلاث : ………..77
أ)إتسام الزعامات العربية بالعناد رغم الضعف …. 77
ب)وجود المحرضين المحليين إلى جانب الأعداء……78
ج) موضوع نساء الزعماء العربيات في الحالات الثلاث…80
د) شن العدو حربه من خلال تحالف ( محلي إقليمي أو دولي)…….84
هـ) وجود تحالف دولي يشمل عدة أجناس وأديان …86
و) استخدام العدو لإستخبارات وجيوش قوية ……88
ز) استخدام العدو لأبشع أنواع التعذيب ………..89
الفصل الرابع: التصوُّر الإسلامي لنهاية التاريخ …..94
أولاً: فتح مدينتي القسطنطينية و روما وانتصار الإسلام على أعدائه……99
ثانياً: وعد الله لرسوله بعدم استباحة أعداء الأمة لعزها وملكها……109
ثالثاً : تغييرات فلكية وجغرافية بجزيرة العرب………115
رابعاً: كثرة النساء مقارنة بالرجال ………………..117
خامساً]شمولية الدين الإسلامي وانتشاره في كل بقعة في الأرض…….
سادساً: طول الزمان ومتسع الوقت ………………………………………..119
سابعاً : سورة الحاقة …………………………………………….122
الفصل الخامس: الأمة العربية والإسلامية والمستقبل المشرق…..126
الديموقراطية في عهد الخلفاء الراشدين……….130
السيناريوهات المتوقعة للمستقبل القريب ….. 134
الخـــاتمـــــة …………………………………..139
المصادر والمراجع ……………………………….143
الفهرس ………………………………………..148