نظرية تاريخية جديدة 5/6
الفصل الرابع:
التصوُّر الإسلامي لنهاية التاريخ
( صور سياسية – عسكرية, وجغرافية – فلكية, واجتماعية,
لشكل العالم قبيل نهاية التاريخ )
انتشرت في الفترة الماضية بين جيل الشباب اهتمامات واسعة حيال نهايات الزمان وظهور المهدي المنتظر, كل ذلك كانت ردة فعل طبيعية نتيجة للضغط الذي تتعرض له الأمة من قبل أعدائها المتحالفين علناً ضدها وهم اليهود والبروتستانت بمعظم طوائفهم عدا الألمان
الفصل الرابع:
التصوُّر الإسلامي لنهاية التاريخ
( صور سياسية – عسكرية, وجغرافية – فلكية, واجتماعية,
لشكل العالم قبيل نهاية التاريخ )
انتشرت في الفترة الماضية بين جيل الشباب اهتمامات واسعة حيال نهايات الزمان وظهور المهدي المنتظر, كل ذلك كانت ردة فعل طبيعية نتيجة للضغط الذي تتعرض له الأمة من قبل أعدائها المتحالفين علناً ضدها وهم اليهود والبروتستانت بمعظم طوائفهم عدا الألمان الذين يختلفون كلياً عن جميع الطوائف البروتستانتية , وكل المسلمين يؤمنون بكل ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم , ولكن نريد أن نتوخي الدقة والبحث بما جاء من آيات قرآنية وأحاديث نبوية بهذا الخصوص , وإذا ما كان قد آن أوانها أم لا؟.
وكل الديانات السماوية فيها من النصوص ما يكفي المؤمنين بها ليستدلوا على قرب نهاية الزمان ,حتى أن اسحق نيوتن أمضى أواخر عمره كله بالبحث في حسابات رقمـية يمكنه من خلال التوراة أن تدله على متى نهايات الزمان , ولكنه صرف وقته سدى .
بل إن بعض الصهاينة المسيحيون أمثال هتشلر طافوا بلاد أوروبا يبشرون بعد انعقاد مؤتمر الصهيونية الأول ببازل بسويسرا عام 1897م , بأن هذا زمان نزول المسيح الذي يجب حسب وجهة نظره أن تؤيد أوروبا قيام دولة إسرائيل من أجل المساعدة في إعداد الأرض قبل نزوله , ومن ثم فإنه مع عام 1999م أو عام 2000 م سيكون نزول المسيح ليبدأ حكمه لألف سنة فيما يسمى بالألفية السعيدة . وقد جاء عام ألفين بعد مائة وثلاث سنوات من إنعقاد المؤتمر , ولا ندري إن كان المسيحية الصهيونية بالغرب البروتستانتي لازالوا يبحثون عن مخرج لمأزقهم الذي أوقعهم به أنبياء البروتستانتية فأخرجوها من المسيحية ولم يدخلوها باليهودية بعد , رغم أنهم يعملون على إدخال اليهود أنفسهم بالمسيحية حسب ما يعلنه هذا المذهب .
ولعل أمر الساعة لله وحده لا يعلم موعدها إلا هو سبحانه , ولكن السنة النبوية أعطتنا مؤشرات و أشراط للساعة علينا البحث فيها ومن خلالها فقط لأن الله سبحانه شرع لنا البحث في كل القضايا في حدود ما شرعه الله سبحانه , لنصل إلى مجرد فهم للمسألة , علماً أن المعاصرين لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ظنوا أنهم في نهاية الزمان ولو قيل لأولئك العصر إن الدنيا ستعيش خمسة عشر قرناً لما صدق منهم أحد .
ولعلنا هنا نحاول أن نرسم صورة تقريبية لشكل نهاية التاريخ وفق التصوُّر الإسلامي حيث نصَّت السنة النبوية على كثير من الأحاديث الصحيحة في صحيحي البخاري ومسلم ترسم لنا من خلال صور سياسية – عسكرية , وجغرافية – فلكية , واجتماعية شكل العالم قبيل نهاية التاريخ , إنها حسب التصور الإسلامي الأدلة الدينية على إمكانية سيادة الأمة العربية – الإسلامية الثالثة للعالم , ولعله من المهم التنويه أن هذا الفصل لا يمثل إتجاهاً علمياً في النظرية , لأن اربعة أخماس العالم لايقر بالأسلام ديناً لذا فهذا الفصل يمكن النظر إليه من زاويتين : الزاوية الأولى أنه موجه لغير المسلمين بأن هذا هو التصوُّر الأسلامي لنهاية الزمان , والذي على الأقل يؤمن به المسلمون في كل أجناسهم وطوائفهم إيماناً كاملاً , مع ملاحظة أن الفصل السابق كان ومن خلال تأطير تاريخي وتحليل علمي عميق كافياً لغير المسلمين لتوصيل النظرية بإطارها العلمي. أما الزاوية الثانية فهو موجه للمسلمين لأن هذه الأدلة التي يؤمنون بها تماماً إنما تعزز قناعاتهم بصحة إتجاه النظرية .
وقد أبلغنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشراط الساعة وعلاماتها الصغرى والكبرى وقد حدث بعض العلامات الصغرى ولم تقع بعضها الآخر , وعلى أية حال لسنا هنا بصدد بحث الموضوع ذاته , ولكننا نريد أن نثبت من خلال هذا الفصل أن الأمة لديها متسعاً من الوقت للم جراحها , ومن ثم للانطلاق من جديد للسيادة العالمية للمرة الثالثة , ليكون بنهاية تلك الحقبة نهاية التاريخ .
عن عوف بن مالك قال: أتيت النبي في غزوة تبـوك وهو في قبة من أدم فقال : (( إعدد ستاً بين يدي الساعة : موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم إستفاضة المال … ثم فتنة لايبقى بيت من العرب إلا دخلته , ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية , تحت كل غاية إثنا عشر ألفاً )) (1) , وقد بحثت بالزمن الذي وقعت به بعض العلامات الصغرى فوجدت تفاوتاً عظيماً بين واقعة وأخرى بحيث لا يمكن البناء على هذه الأزمان المتفاوته بأي حال .
فبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى علامات الساعة ووقعت في عام 13ق.هـ. /622 م , ((بعثت أنا والساعة كهاتين )) , والثانية إنشقاق القمر وهي واحدة من علاماتها ((إقتربت الساعة وانشق القمر)), وقد حدث على وجه التقريب بين السنتين10 – 7 قبل الهجرة الموافق عام 615-618م ((عن أنس رضي الله عنه قال : سأل أهل مكة أن يريهم آية فأراهم إنشقاق القمر ))(2) , والثالثة هي وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي واحدة من علامات الساعة وحدثت عام 11 هـ/633م , ثم الرابعة فتح بيت المقدس في عهد صاحب رسول الله الفاروق رضي الله عنه عام 16هـ/-638م – ثم الخامسة نار في الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى , وقد حدثت يوم الجمعة 5/5/654هـ الموافق /1256م ((عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ لها أعناق الإبل ببصرى )) (3), والسادسة هي قتال الترك وهم على الراجح المغول والتتار حيث ينتمون إلى جنس الترك كأبناء عمومة لهم ((عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك , قوماً وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر )) ( 4) , وقد وقعت هذه العلامة بعد سنتين فقط من وقوع سابقتها نار الحجاز أي في عام 656هـ /1258م , وقد رؤيت هذه النار التي هي ربما أشبه بالبركان من مكة ومن بصرى , وكانت تسيل الصخر في أودية المدينة حتى يصبح كالفحم الأسود وكان ضوءها يمشي عليه المسافرين بالليل إلى قرب تيماء جنوبي تبوك , وقد إستمرت لمدة شهر وقد وصف الشعراء هذه العلامة من علامات الساعة :
زلازل تخشع الصم الصلاب لها
وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعاً يرج الأرض فانصدعت
عن منظر عنه عين الشمس عشواء
بحر من النار تجري فوقه سفن
من الهضاب لها في الأرض أرساء
كأنما فوقـه الأجبال طافية
موج عليه لفرط البهج وعثاء
ترمي لها شرراً كالقصر طائشة
كأنها ديمة تنـصـب هـطلاء
فيالها آية من معجزات رسول
الله يعـقـلها القوم الألباء (5)
ومن ثم حدث حصار العراق الذي وقع منذ عام1411هـ/1991م حتى عام 2003م, وبقي حصار الشام وحصار مصر قد يكون بعد أشهر وقد يكون بعد عشرات السنين ,ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها ومنعت مصر إِردبَّها ودينارها …) (6), فلن يجد المرء أية دلالة على تلاحق علامات الساعة الصغرى على عكس علامات الساعة الكبرى , فقد وجدنا أنها تواترت في بداية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم , فبعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وانشقاق القمر و وفاته صلى الله عليه وسلم و فتح بيت المقدس حدثت في غضون 28 سنة متتالية , ثم توقفت حتى جاءت نار الحجاز 654هـ/1256م وبعدها بسنتين حدث هجوم المغول على بغداد عام 656هـ/1258م, ولم تأتي العلامة اللاحقة إلا بعد 200 عام تقريباً وهي فتح القسطنطينية عام 857 هـ/1453م.وبقي مجموعة كبيرة من علامات الساعة الصغرى قد لا يكون هنا مجال بحثها, ولكنها كثيرة , و الله وحده أعلم متى وقت حدوثها, ولو أخذنا فتح بيت المقدس مثلاً في عهد عمر رضي الله عنه 16هـ ثم رأينا العلامة التي جاءت بعدها وهي نار الحجاز لوجدنا أن بينهما حوالي حوالي 648 سنة , ثم التي تلتها جاءت بعد سنتين فقط , وهكذا فحدوث واحدة من علامات الساعة لا يعني أن العلامة التي تليها بعيدة كم لا تعني أيضاً إنها قريبة .
ومن هنا فإننا نريد أن نناقش ماجاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديث ليعطينا ذلك أفقاً محدداً وواضحاً نستطيع استيعابه بشيء من المنطق والمعقول لأن القناعة بهذا الأمر مهم كمدخل لما نناقشه . وربما يتساءل القارئ والناقد عن أسباب و أهمية الحديث عن اشراط الساعة في موضوع يتعلق بإمكانية سيادة الأمة العربية والإسلامية للمرة الثالثة , ونحن نرى أن المشكلة أولاً تكمن في الفهم الخاطئ الذي يرى فيه من يرى أن علامات الساعة الكبرى قد اقترب ظهورها, ويرون أن المهدي قد اقترب زمانه , وهذا يتعارض مع توجه هذه النـظرية , إذ أنه المبـدأ الأول أن لدينا متسعاً من الوقت لا يعلم مداه إلا الله ولكننا نتوقع كمجرد استقراء لمعنى أحاديث نبوية يمكن من خلال قراءتها بتأن ٍ أن نتبين أن الوقت لا يزال موجوداً , وهو وقت طويل يمكن الأمة على العمل لاستعادة دورها العالمي , ونيل السيادة العالمية للمرة الثالثة, وإبعاد شبح التواكل عن هذه الأمة, ومن حق هذه الأمة أن تدفع العدوان عنها وأن تعيش بكرامة وسلام , تربي أطفالها وتسعد نساءها , وتنمي بلادها وتعيش بسلام يحميه القوة, وفق المنهج الذي وضعه وشرعه الله سبحانه من خلال كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
أولاً:فتح مدينتي القسطنطينية وروما وانتصار الإسلام على أعدائه:
وهي صورة رسمها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , بما أبلغه الله عليه من علم , صورة سياسية وعسكرية للعالم قبيل نهاية الزمان وبالتأكيد قبل ظهور الدجال والمهدي ونزول عيسى بن مريم عليه السلام , روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال (( بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أم رومية ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “مدينة هرقل تفتح أولاً ” )) , سنن الدرامي , وقد فتحت القسطنطينية 29 مايو 1453م ,الموافق 857 من الهجرة , أي بعد أكثر من ثمانمائة عام من الهجرة النبوية , وقد حاول السلطان محمد الفاتح أن ينال شرف فتح روما , وأقسم أن يربط فرسه بكنيسة القديس بطرس أو بولس بمدينة روما , وتمكن من فتح مدينة أوترانت بجنوب إيطالياعام 885 هـ /11 أغسطس 1480م ولكنه توفي قبل أن يحقق حلمه(7).
والمسـلمين يؤمنون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى , وأن كل ما بشر به سيكون ,لأنه إن هو إلا وحي يوحى , ولأن الأيام دول وأوروبا اليوم قوية أقوى بكثير من وضعها أيام الحروب الصليبية , أو حتى أيام الدولة البيزنطية , ولذا سيكون من غير المنطقي أن نتوقع فتح روما بين عشية وضحاها , وإذا ما قسنا مسألة الزمن بين طرد آخر جندي صليبي عام 1291 م , وفتح القسطنطينية لوجدنا أن هناك فارقاً زمنياً بحدود 162 سنة تقريباً , كما لو قسنا الزمن بين فتح القسطنطينية و زمن احتلال السلطان سليمان القانوني لسويسرا عام 1529م ولكامل النمسا في عام 1532م لوجدنا أنه حوالي ثمانين عاماً أي حوالي 241 عاماً بعد طرد الصليبيين من بلاد الشام .
في حين لو قسنا الزمن فيما بين غزو أوروبا الصليبي الهمجي لقلب العالم العربي والإسلامي لفلسطين وبلاد الشام وبين غزو الأتراك المسلمين لقلب أوروبا سويسرا والنمسا لوجدناه بحدود 430 سنة , وهنا نرى أن المد الاستعماري في العصر الحديث بحدود عام 1830 م حين احتلت فرنسا الجزائر كحدث كبــير لـه أهميته , رغم أن الاستعمار قد بدأ يزحف نحو العالم الإسلامي منذ سقوط غرناطة بيد الأسبان عام 1492م , وحتى عام 2003م, والذي وصل فيه المعسكر الغربي إلى أقصى مداه في قلب الأمة , حيث عاصمة الخلفاء العباسيين , وهو ما لم يصلوه بمثل هذه الصورة من قبل, لأن الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917م , كان بزعم أن هناك ثورة عربية ضد الأتراك فكان العرب يحملون السلاح مع البريطانيين ضد الأتراك مع نهاية الحرب العالمية الأولى , أما في عام 2003م فكانت حرباً معلنة ضد شعباً عربياً في وضح النهار , لوجدناه انه من 1492م حتى 2003م حوالي 511 سنة , ومنذ احتلال الجزائر عام 1830م بحدود 173 عاماً.
وهنا نرى أن العرب منذ طرد الصليبيين الذين بقوا في بلاد الشام حوالي 192 عاماً احتاجوا إلى وقت أقصر من ذلك ليصلوا إلى القسطنطينية فقط إلى 162 عاماً, بينما احتاجوا للوصول إلى قلب أوروبا إلى 241 عاماً, في حين بقيت القوات الصليبية في بلاد المسلمين حوالي 192 عاماً في العصور الوسطى , ,وقد مكثوا في العصر الحديث في بلاد المسلمين منذ احتلال الجزائر بحدود 173 عاماً مما يعني أن بقاءهم بالعراق وتهديدهم للخليج والشام قد يستمر في هذه الدورة إلى أربع سنوات قادمة أو أقل بقليل يخرجون أولاً من العراق ثم من الخليج , إذ أنهم تجاوزوا الخمسمائة عام منذ بداية الهجوم الأسباني على سواحل المسلمين بشمال أفريقيا , ولكن مع ذلك سيستمرون يحاولون فرض إرادتهم في فلسطين حسب تورطهم بضمان أمن إسرائيل وبقاءها لمدة والله أعلم ما بين 17-19 عاماً, حيث سيكون خروجهم نهائياً من بلاد فلسطين بحدود عام2020 –2022 م, ليتوافق هذا التاريخ الأخير مع ذكرى مرور مائة عام عن تسليم بريطانيا فلسطين لتكون تحت إدارة الانتداب البريطاني , بدلاً من الاحتلال البريطاني الذي بدأ منذ عام 1917م وليكون هربرت صموئيل اليهودي الصهيوني المتزمت أول مندوب سام لبريطانيا في فلسطين .
وقد حدث في التاريخ المشترك للمسلمين مع أوروبا مثل هذه الأمور فيقول ابن تغري بردي أنه حسب التقويم الهجري استولى الفرنجة على عكا من صلاح الدين الأيوبي في تمام الساعة الثامنة من يوم الجمعة الواقع في 17 جمادى الثانية سنة 587 هـ وبعد الاتفاق على بنود التسليم أقدم ريتشارد قلب الأسد على ذبح الأسرى المسلمين الذين تعهد بالإبقاء على حياتهم , ويشاء الله ويا للمصادفة العجيبة هي أن المسلمين انتزعوا عكا من الصليبيين في 17 جمادى الثانية عام 690هـ وقتل السلطان الأشرف الأسرى الذين تعهد بأن لا يمسهم بسوء , ويقول أبن تغري بردي “وبهذا انتقم العلي القدير من ذريتهم” وتقول المؤرخة البريطانية الكبيرة كارين آرمسترونج ((وهناك مصادفة أخرى بحسب التقويم المسيحي لأن انتصار الفرنجة على صلاح الدين في حصار عكا تم قبل مائة سنة , ويوماً بيوم على وجه التقريب من هزيمتهم الأخيرة في عكا وقد لاحظنا كم هي عديدة الصدف العجيبة في التواريخ والأحداث في سياق قصتنا هذه عن الحرب المقدسة ))(8).
وإذا كانت وسائل الإعلام المرئية أو المكتوبة أو المسموعة قد تتغافل عن هذه الحقائق فإن التاريخ لا يلقي بالاً لمثل هذه اللامبالاة الموجهة عمداً , فيكون الغرب قد وصل إلى قلب العالم العربي والإسلامي بعد173 عاماً من بداية الاسـتعمار الحديث , وبعد 470 عاماً تقريباً من احتلال سليمان القانوني لسويسرا والنمسا , وبعد 511 عاماً منذ طرد العرب من غرناطة ,وبهذا يكون تداول السيادة بين الأمة الإسلامية والمعسكر الغربي المسيحي بين 450 عاماً و470 عاماً , مع وجود فترة زمنية فاصلة تتراوح بين 20 و70 عاماً , ومن هنا من المتوقع أن تبدأ دورة التاريخ بالانقلاب مرة أخرى , لا نستبعد أن يكون ابتداء من عام 2008 م – والتي أعطيت اهتماماً حتى في أذهان الأطفال من خلال دسها في بعض أفلام الصور المتحركة , وأيضاً لأن ردة الفعل العربية غير المتوقعة ستكون أعنف وأسرع مما حدث ضد كسرى أبرويز أو هولاكو- ومنذ عام 2008م ولمدة تزيد عن قرن وتقل عن قرنين من الزمن في تصورنا, ربما ستصل جيوش الأمة الإسلامية إلى روما والله أعلم . وقد لا نستبعد كما أن الأكراد والأتراك قادوا الأمة في انتصاراتها إبان العصور الوسطى , أن يساهم شعباً أوروبياً هذه المرة في قيادة الأمة الإسلامية , كأن يكون الشعب الألماني – ونؤكد على القول أنه أمر غير مستبعد ولا نجزم به – هذا الشعب الذي كان دائماً ذو نظرة حانية وعقلانية تجاه الكثير من الأمور الخاصة بالأمة العربية – الإسلامية رغم أن هناك أمور أخرى معاكسة لهذه الاتجاهات , كما أن العلماء الألمان دائماً كانوا مع الأمة العربية والإسلامية , ومعروف قصة ضرب الموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي) للعلماء الألمان بالقاهرة , وقصة الشركات الألمانية في تصنيع العراق الحربي أبان الحرب العراقية الإيرانية , وقصة المدفع العراقي العملاق .
وقد كان الإمبراطور الألماني ويليام الثاني – صديق الإسلام – قد أعطى دفئاً للعلاقات مع السلطان عبدالحميد الثاني العثماني وقد قال في برقية لأمه الإنجليزية إبنة الملكة فيكتوريا بعد زيارة قبر صلاح الدين الأيوبي بدمشق عام 1898م : ((إن شعوري الشخصي لدى مغادرتي للمدينة المقدسة [القدس ] كان أنني شعرت بالخجل الشديد إزاء المسلمين , ولو أنني جئت إلى هذه المدينة لا أحمل أية ديانة ,فإنني كنت ولا شك سأتحوَّل إلى الإسلام …)) , وصرح يقول بدمشق ((إن السلطان العثماني والمسلمين في العالم الذبن يبلغون الثلاثمائة مليون نسمة… يمكنهم أن ينعموا بالراحة مطمئنين من أن القيصر الألماني سيكون صديقهم الأبدي )) وبينما نجده يكره اليهود وعاداتهم حيث يقول ببرقيته لأمه وهو يغادر مدينة القدس عام 1898م ((لقد فسدت القدس بسبب الضواحي العصرية …والمستوطنات اليهودية العديدة التي شيدها روتشيلد مؤخراً , يوجد الآن ستون ألفاً من هؤلاء الناس هناك, قذرون وحقراء, أذلاء ومتذللون, كل ما يفعلونه هو تبغيض المسيحيين والمسلمين لهم… مرابون لا يحصى عددهم)) (9). ربما فقد القيصر إمبراطوريته والألمان سيادتهم كقوة أولى بسبب عداء اليهودية العالمية والصهيونية المسيحية المتمثلة ببريطانيا وأمريكا للقيصر وشعبه , لقد أعلن البروتستانت المتشددون في بريطانيا وأمريكا مع اليهودية العالمية حرباً تدميرية لكل طموحات ألمانيا العالمية ربما لأن الألمان حاولوا تصحيح المسيحية الكاثوليكية ولكنهم رفضوا الانسياق وراء التلمود بل لقد أمر مارتن لوثر بحرقه .
ولعل أمريكا كدولة بروتستانتية متشددة لا تزال ترفض بشكل مطلق وتعترض على أن يكون لألمانيا مقعداً دائماً بمجلس الأمن حسب ما جاء في تقرير الدبلوماسي الأمريكي الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز الجمعة 16 يوليو 2004م , ونرى أن أعداء الأمة الألمانية هم نفس أعداء الأمة العربية – الإسلامية وهناك مبدأ يقول ((عدو عدوي صديقي )) ربما سيكون هذا المبدأ هو الذي سيوجه علاقات الأمتين نحو تقارب أكثر في العقود المقبلة . لكل هذا التاريخ ولكل هذه الحقائق إلى جانب أن العقل الألماني عقلاً مميزاً حقاً ,حتى وإن حاول الغرب المسيحي غمط هذا الشعب تميزه , فإن الألمان مؤهلون لاكتشاف الإسلام بل ولقيادته خلال هذا القرن الحادي والعشرين إذا كتب لهم الله قيادة هذا العالم .
ولعلنا هنا لابد أن نطرح سؤالاً لماذا يجب أن يستمر الصراع بين المعسكر الغربي والأمة الإسلامية ؟ فنقول إن الأمة العربية والإسلامية بعد فورة الفتوح الأولى ركنت إلى السلم لمدة تزيد قليلاً عن 500 عام منذ معركة بلاط الشهداء عام 114هـ- 732م , ورضيت بإدارة الحرب كحرب حدودية فحسب , لصد هجمات البيزنطيين , وحتى قيام الدولة العثمانية بالفتوحات في أوروبا بعد طرد الصليبيين من بلاد الشام ,وتأكيداً على صحة ذلك فإن معركة ملاذكرد (مانزيكرت ) عام 1071م ,كانت مجرد حرب دفاعية ولكن الغرب اتخذها سبباً لعدوانيته الجديدة رغم أن تلك العدوانية كانت موجودة منذ ما قبل الإسلام , وتقول كارين آرمسترونج إنه من المفروض (( التخلي عن الحلقة المرعبة من العنف الديني التي أكملت دورة كاملة في العصور الوسطى فقد غزا الفرنجة فلسطين عام1099م وذبحوا فيها آلاف المسلمين ممن لم يسيئوا قط إليهم بشيء اللهم إلا تواجدهم والعيش في مدينة القدس , وكان هجوم الفرنجة شديد العدوانية , فنشأ جهاد نور الدين وصلاح الدين في آخر المطاف كرد فعل على هذه الحرب المقدسة المسيحية , وقادت حرب مقدسة إلى حرب أخرى بلا انقطاع لما يزيد عن مائة عام إلى أن لاح أخيراً أن المسيحيين قد أعادوا إنتاج وحشيتهم القاتلة وضغينتهم الحاقدة على المسلمين في نفوس المسلمين أنفسهم )) وتقول ((وعلى النسق ذاته ثقريباً انتج العدوان الغربي المعاصر هو الآخر جولة أخرى جديدة من التصلب الإسلامي , وقد استخدم بعض المتدينين الإسلاميين وما زالوا أشد الوسائل استماتة لطرد الغزاة الغربيين من أراضيهم ليس ذلك لأن ” التاريخ يكرر نفسه ” في حلقة جبرية من القضاء والقدر , بل لأنه حصل عدوان غربي مماثل أسفر عن نتيجة مماثلة لدى مسلمي الشرق الأوسط في عصرنا هذا ))(10) , ومروراً بالحروب الصليبية بل وحتى هجوم أسبانيا والبرتغال وإجرامهم بسواحل شمال أفريقيا والخليج العربي وسواحل الهند ,بعد طرد المسلمين من غرناطة , وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ويقول الكاتب اليهودي المعتدل أنه ((بحلول الحادي عشر من تشرين الأول 1992م ينتهي العام 500 من عمر النطام العالمي القديم, والذي يدعى أحياناً الحقبة الكولومبية من تاريخ العالم , أو حقبة فاسكو دي غاما , تبعاً لأي من المغامرين النهابين الذين بدأوها, أو “رايخ الـ 500 عام ” إذا ما أردنا إستعارة عنوان الكتاب التذكاري الذي يقارن طرائف النازية وأيديولوجيتها بمثيلاتها عند الغزاة الأوروبيين الذين أخضعوا أكثر العالم , كانت المواجهة العالمية بين الغزاة وضحايا الغزو الموضوع الأول لهذا النظام العالمي القديم. اتخذت تلك المواجهة أشكالاً عدة , وسميت أسماء مختلفة , الامبريالية , والاستعمار الجديد, وصراع الشمال – الجنوب , والمركز ضد المحيط , والسبعة الكبـار ( مجتمعات رأسـمالية الدول السبعة الكبرى وتوابعـها ضد البقية ) أو ببساطة أكثر , الغزو الأوروبي للعالم )) (11).
ويرى هذا الكاتب اليهودي المنصف نعوم تشومسكي وحسب آدم سميث أنه بالنسبة للسكان الأصليين سواء (( في الهند الشرقية أو في الهند الغربية , غرقت كل المنافع التي كان ممكناً جنْيَها من هذه الأحداث , وضاعت في المصائب التي خلقتها ,)) وبفضل ((أفضلية القوة )) التي حازها الأوروبيون (( كان بمقدورهم ارتكاب كل أنواع المظالم في تلك البلاد النائية دونما خوف من عقاب )) (12).
لقد كانت بنغلاديش على سبيل المثال غنية إلى الدرجة أن وصفها أحد الزوار الإنجليز في بداية عهود الاستعمار بأنها (( إرض رائعة لا تستطيع الحروب ولا الأوبئة ولا القمع تدميرها )), ولكن كما يقول تشومسكي أن التجار المحاربون الأوروبيون قد رأوا في البنغال واحدة من أثمن البقاع في العالم ولكن (( يظهر مصير البنغال العناصر الأساسية لغزو العالم , إن كالكتا وبنغلاديش هما اليوم رمزان للبؤس والشقاء )) ولم تعرف البنغال الهدوء ثانية إلى أن تم اعتصارها تماماً ))بينما أثرى البريطانيون في الهند إلى (( الحد الأقصى الممكن للكسب غير المشروع في العالم كله )) (13 ).
لذا فإن أحسنت أوروبا التعامل السياسي والعسكري مع قضايا المسلمين , وأبدت التعاطف مع القضايا العادلة منها , فربما سيتأخر ذلك اليوم الموعود لفتح روما إلا أن يشاء الله , وأما إذا استمرت أوروبا بتعاملها مع الأمة وقضاياها بنفس الطريقة , فيبدو أن الأمور ستكون أقرب بكثير مما قلنا أعلاه. والقضية بالعرف الإسلامي البادي أظلم, ويرى الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون ((وبالرغم من الخلافات العويصة التي ضربت اطنابها بين الغرب المسلمين في غضون تطورهم الحضاري والتاريخي , فبوسع أحدهم أن يتعلم من الآخر, وأن ندرس أسباب نجاحنا وفشلنا لقد أضحى القرن العشرين قرن نزاع بين الغرب والعالم الإسلامي , فلو عملنا سوية ساعد بساعد لاستطعنا أن نجعل من القرن الحادي والعشرين ليس وقت سلام في الشرق الأوسط والخليج العربي فحسب, بل وكذلك قرناً تقوم فيه الحضارتان العظيمتان الرائعتان في عهد ما بعد السلام بإغناء كل منهما الأخر ى وكذلك بقية أرجاء المعمورة…من خلال عقائدهما الخالدة)) (14). المشكلة أن رؤساء الغرب لا يكونون عادلين إلا بعد خروجهم من القيادة السياسية بحيث لا يكون لهم ولا لتصريحاتهم أدنى تأثير.
إن البيت الأبيض مقر الرئيس الأمريكي ومنذ عهد ريغان حتى الآن عدا فترة الرئيس كلينتون , قد أصبح بيت الكراهية السوداء للإسلام والمسلمين, ومركزاً للتطرف المسيحي البروتستانتي واليهودي ضد الأمة العربية- الإسلامية, فقد دخلت عقيدة معركة هرمجدون, المعركة الأخيرة بين الخير والشر حسب العقيدة البروتستانتية دخلت أجندة الرؤساء ريغان وبوش الأب وبوش الإبن حيث يقول ريغان في 5 ديسمبر 1985م: ((يقول الله إنه سيأخذ بني إسرائيل من بين الوثنيين حيث تناثروا وسيرعاهم من جديد في أرض الميعاد, وهذا ما يحصل فعلاً بعد ألفي سنة لأول مرة نرى أن كل شيء صار جاهزاً لحرب مجدون وللمجئ الثاني, كل شئ صار في مكانه الصحيح ولن تتأخر [لحرب مجدو] كثيراً بعد الآن, إن حزقيال قال إن النار والكبريت سيمطران على أعداء شعب الله وهذا يعني أنهم جميعاً يجب أن يدمروا بالأسلحة النووية) (15), وهو يعني العرب والمسلمين.
ثم جاء بعده جورج بوش الأب الذي شن في خلال عهده الحرب الأولى على العراق, وقد أكدت مجلة (U.S.News & World Report ) في عدد 27 آب / أغسطس1990م قائلة: ((إن النزاع المخيم في الخليج الفارسي بكل بساطة ليس معركة من أجل الكويت أو لبسط السيطرة على نفط الشرق الأوسط , إنه الفصل الأخير في حرب قديمة تدور رحاها منذ أربعة عشر قرناً بين الشرق والغرب , بين الإسلام ومنافسيه التوحيديين : المسيحية واليهودية )) (16) .
وإذا كان الرئيسين ريغان وبوش الأب يديران البيت الأبيض بشئ من الذكاء فإن بوش الإبن وبسياسة مكشوفة ومفضوحة أعلن الحرب على الإسلام وهو لـه تفسيراته الخاصة ببعض فقرات الرؤى القيامية التي يهتم بها القياميون من البروتستانت, فيرى ان ((الهاوية التي خرج منها الجراد)) هي غار حراء, و((الجراد الذي خرج على الأرض فأعطي سلطاناً كما للعقارب سلطان)) يمثل العرب المسلمين كما يمثل أيضاً (( جيوش المسلمين التي خرجت لقهر العالم وإفساده )) وحسب وجهة نظره فإنه لطالما كانت الجزيرة العربية مصدراً للجراد الذي يخرج منها ويعيث في الأرض فساداً, ويرى أن ظهور الإسلام كان عقاباً من الله للبشرية , وأن فساد الكنيسة الكاثوليكية التي يكرهها كبروتستانتي هو السبب في انتشار هذا الوباء من الإثم والخرافة ,ويصف العرب بأنهم (( جراد لهم أذناب مثل أذناب العقارب )) وأن أتباع محمد قد نشروا سموم عقيدتهم وراءهم كما تفعل العقارب .
(( Muslim followers of Mohammed have scattered, like Scorpions, the venom of their doctrines behind them )) ( 17 ) . ولا بد من ملاحظة أن الحرب سجال وأمريكا وأوروبا أثخنت بالأمة العربية والإسلامية سواء حرباً بالأصالة عن أنفسهم أو بالوكالة عن اليهود, إلى درجة لم تجعل مجالاً للتسامح مع كل تلك الجرائم . لقد ُأجبِرت أوروبا على الاعتذار لليهود عن كل الجرائم الصغيرة التي ارتكبتها أوروبا , بل وحتى التي لم ترتكبها , ولكن الأمة العربية والإسلامية لا بواكي لها , فقد رفض البابا الاعتذار بصراحة عن الحروب الصليبية للمسلمين حتى الآن, ولهذا كله فبعد أن ينقلب ميزان القوى لصالح المسلمين وهو يوم آت لا محالة مهما كانت المخططات لإيقافه, فلن يكون بمستطاع أحد أن يفرض التسامح عليهم, ما لم يكن قد حصل الآن. ولعل الموقف الذي اتخذته كل من دول أوروبا القديمة كما يسميها رامسفيلد فرنسا وألمانيا وبلجيكا وتبعتها أسبانيا يمثل اتجاهاً جديدًا إذا مأ أُصِّل وأصبح اتجاهاً سياسياً لأوروبا فإن العلاقات مع الأمة العربية والإسلامية ستنحو منحى سلمياً إلى أمد بعيد.
ثانياً: وعد الله لرسوله بعدم استباحة أعداء الأمة لعزها وملكها:
إن الهجمة الشرسة من المعسكر الغربي في عهد الرئيس الأمريكي بوش وقيادة المحافظين الجدد بالبيت الأبيض, يجب أن ينظر إليها كعاصفة سرعان ما تنقشع وأنه لا بقاء لها أكثر من بقاء الرئيس الأمريكي نفسه بالبيت الأبيض, سواء بقي عدة أشهر أم بضع سنوات.
فعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها , وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها , وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض, وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بِسَنَةٍ عامة وأن لا يسلِّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم , وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بِسَنَةٍ عامة وأن لا أسلِّط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها… ))(18).
ومن هنا فهذه الهجمة إنما هي محاولة للتغيير من قبل المعسكر الغربي المسيحي ( البروتستانتي ), بل لقد اجتمعت عليهم الأمم من أقطار الأرض , فهذا الياباني والكوري والفلبيني وهذه دول أوروبا الجديدة ودول أوروبا البروتستانتية وهؤلاء اليهود ودول من إستراليا وأمريكا اللاتينية, وهو أمر بوعبد الله لرسوله لن يكتب له النجاح, لأن الله وعد محمد صلى الله عليه وسلم بأن لا يسلِّط عليهم عدواً خارجياً يستأصل هذه الأمة أو يستبيح عزهم وملكهم , ولكن بقدر ما تكون عنف الهجمة بقدر ما تكون سرعة عودة العرب والمسلمين إلى قوتهم ومجدهم .
ولعل صاموئيل هنتنجتون ناقش هذه القضية بتوسع , فهو يرى أن الحالة بين الغرب وبين الإسلام والمسلمين هي شبه حرب لأسباب ثلاثة : أن الغرب لا يحارب كل الإسلام وإنما فقط إيران والسودان كدول أصولية , والعراق وليبيا وسوريا ثم ذكر مجموعة من المنظمات التي تحارب أمريكا وبريطانيا وإسرائيل واليهود بشكل عام – وهنا مربط الفرس بالنسبة لهنتنجتون كيهودي أمريكي – أما السبب الثاني فقد استثنى أكبر حدث غير مجرى التاريخ الحديث ويقول ((هي شبه حرب لأنها- بصرف النظر عن حرب الخليج في عام1990-1991م كانت تتم بوسائل محدودة: الإرهاب في جانب : والقوة الجوية والعمل السري والعقوبات الإقتصادية في الجانب الآخر . السبب الثالث فهو أن هذا العنف رغم تواصله الا أنه غير مستمر )) ويقول في نهاية الأمر ((وحتى مع استبعاد عشرات الألوف من الجنود العراقيين الذين قتلوا من جراء القصف عام 1991 م فإن الوفيات والخسائر الأخرى تصل الى الألوف )) ولكنه يعترف بين السطور بإستحياء ((ومع ذلك تظل شبه الحرب حرباً )) (19).
لو كان هذا مقالاً صحفياً لليهودي الأمريكي المتشدد توماس فريدمان لما استحق الأمر مناقشته , ولكن أن يصدر من مؤرخ يذهب بنفسه إلى حد التنظير , فهذا أمر يحسب عليه من حيث عدم الدقة والأمانة العلمية والحياد , هل هي شبه حرب أم أنها حرب أم هي حرب شعواء لا تبقي ولا تذر لهذه الأمة من ألامها شيئاً .
الأمة العربية –والإسلامية تعلم جيداً من هو عدوها الذي يشن عليها حرباً لا هوادة فيها ولا حتى يسمح بإستراحة محارب , إنه الغرب ومن يحركه تحت الستار , خط العدو الأول هو الصهيونية واليهودية العالمية والصهيونية المسيحية ممثلة ببريطانيا وأمريكا وهولندا وحالياً إنضمت أستراليا إليهم , ثم يأتي بالصف الثاني الدول الكاثوليكية كإيطاليا وأسبانيا , وبدرجة أخف بكثير فرنسا التي أصبحت أقرب للصديقة العادلة منذ عهد ديغول , أما ألمانيا فماعدا فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية فهي صديقة الإسلام ولعل موقفها منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن هو بسبب أنها لم تعد بعد بنفس استقلاليتها باتخاذ القرار كما كانت قبل تلك الحرب , وبالنسبة لروسيا والأرثوذكس فهم إما أصدقاء سلبيين أو أعداء غير ضارين في كـثير من فترات التاريـخ وإن أضروا بمصالح الأمة في بعض فترات حكم ستالين و يلتسين في بلاد المسلمين بآسيا و الشيشان وأفغانستان . ويكفي أن الغرب البروتستانتي لم يعلن الحرب في وضح النهار إلا بعد اختفاء الإمبراطورية الروسية , (( فبعد أن إختفى الروس من المشهد العالمي أعترف تقرير يقدمه الكونجرس الأمريكي للبيت الأبيض سنوياً, فقد قال التقرير الذي قدم في آذار 1990م (( أن العالم الثالث هو العدو, على القوة العسكرية الأمريكية استهداف العالم الثالث … وفي المقدمة يأتي الشرق الأوسـط )) حيث (( لا يمكن إلقاء التهديد الذي تتعرض لـه مصالحنا على عاتق الكريملين )) (20).
وقد كانت بريطانيا تدافع عن سقوط الدولة العثمانية , لأنها تخشى إبان القرن التاسع عشر فكرة أن تصبح روسيا التهديد الرئيسي لمركز بريطانيا العظمى كدولة أولى في العالم (21).
ولكن بريطانيا حين رأت محمد علي باشا قد امتلك جيشاً حديثاً ودولة عصرية , ضربوا الأسطول المصري الحديث في معركة نافارينو البحرية باليونان عام 1827م وأعادوا الأمة العربية والإسلامية إلى الصفر , و بغض النظر عن وجهة نظرنا بمحمد علي باشا ذاته , إلا أنه حين أعاد محمد على باشا إمكانياته العسكرية و تمكن أن يهدد بقاء الدولة العثمانية فرضت بريطانيا على محمد علي باشا معاهدة لندن في 15 تموز 1840 م التي وقعها إلى جانب بريطانيا كل من النمسا وبروسيا وروسيا بينما رفضت فرنسا التوقيع عليها(22) , وقد أجبر باشـا مصر على إيقاف كافة مصانع السفن العابرة للمحيطات والأسلحة الحديثة , والتي كما يقول عبدالرحمن الجبرتي أن محمد علي أقام الورش والمصانع للمدفعية والقنابل والعربات , بل وأقام مصانع السفن والبوارج الضخمة بخبرات فرنسية نالت الإعجاب (23) وأعيدت مصر قرنين من الزمان , بينما سمح لليابان أن تواصل تطورها , بل وساهمت الدول الغربية نفسها في مساعدة اليابان على التقدم التكنولوجي في وقت أرسلت اليابان بعثة إلى مصر لدراسة أسباب نجاح مصر في التعامل مع التكنولوجيا الغربية بشكل أسرع من اليابان .
وقد كتب المندوب الفرنسي لإبراهيم باشا أثناء مسيره إلى الأناضول بعد لقائه به في طرسوس لإستطلاع خطط محمد علي باشا, حيث تساءل القائد المصري بألم عن أسباب منع الدول الأوروبـية له بالمسـير للقضاء على الفساد بإستانبول , فأجابه (( أظنه بالعكس إنه قد آن الوقت الذي يحق فيه للدول أن تفكر في وقف زحف سموكم )) وسأله (( وماذا تقصدون من الذهاب الى الأستانه..؟ فأجاب إبراهيم باشا ((ما كنت أدخلها للهدم بل للإصلاح , ولكي أقيم فيها حكومة صالحة مؤلفة من رجال أكفاء بدل الحكومة الحالية العاجزة عن الاضطلاع بحكم الإمبراطورية , فقلت إن سموكم يؤكد بحديثه المخاوف التي ألمحت اليها بكلامي , فإن ما كنتم تنوون إحداثه هو ما كنا نعمل على منعه…, )) (24 ).
إن الغرب منع محمد علي باشا أن يقيم حكومة عثمانية قوية تعيد لأستانبول هيبتها وقوتها وتعيد بناء الدولة لتواجه ثورات أوروبا الشرقية وتسيطر على الحدود الإسلامية , وتمنع سقوط الأقاليم العربية تحت نير الاستعمار , إن كل شعوب الأرض لها حق بالديموقراطية والتصنيع والتكنولوجيا والحرية الفردية والجماعية ماعدا أمة العرب والإسلام , فإن الغرب يجرد الأساطيل والجيوش لمنع هذه الأمة من استعادة مكانتها بين العالم .
ثم تأتي رسالة روتشيلد زعيم كتلة اليهود الرأسمالية إلى بالمرستون وزير الخارجية البريطاني البروتستانتي في آذار عام 1841 م أي بعد تصفية مشروع محمد علي باشا التنموي والتصنيعي. حيث يعطي توجيهاته التي لا يمكن لسياسي بريطاني إلا ويأخذها كقانون مسلم به ((إننا لو نظرنا إلى خريطة هذه البقعة من الأرض سوف نجد أن فلسطين هي الجسر الذي يوصل بين مصر وبقية العرب في آسيا , وكانت فلسطين دائماً بوابة الشرق والحل الوحيد هو زرع قوة مختلفة على هذا الجسر وفي هذه البوابة لتكون هذه القوة بمثابة حاجز يمنع الخطر العربي ويحول دونه , وتستطيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين أن تقوم بهذا الدور , وليست تلك خدمة لليهود يعودون بها إلى أرض الميعاد , مصادقاً للعهد القديم , ولكنها أيضاً خدمة للإمبراطورية البريطانية ومخططاتها …))(25), وفجأة أصبح مضمون رسالة روتشيلد أهم أهداف الإستراتيجية البريطانية بالعالم.
إنها ليست شبه حرب وليست مجرد حرب, إنها حرب شعواء على الأمة العربية والإسلامية لم يشن الغرب مثلها الا على الهنود الحمر, الفارق هو أن الله وعد هذه الأمة بألا يسلط عليها عدواً يستبيح بيضتهم.
إن صاموئيل يتناسى كم عدد قتلى الأمة بطائرات الغرب , من اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين ,كم قتل الحصار الذي رزح العراقيون تحته لثلاث عشرة سنة, مما أدى إلى قتل مليون ونصف عراقي , كم قتل الجنرالات الفرنسيون في الجزائر ذات المليون شهيد, كم حرم الأمة من التنمية والراحة والحياة الكريمة , كم يقاتل الغرب ليجعل من الفلبين أو كوريا الجنوبية أو حتى بعض الدول الصغيرة في أفريقيا أو أمريكا الجنوبية دولاً ديموقراطية , أما العرب والمسلمين فالغرب يصم آذانه عن هذه الأوجاع بل يحرم عليه الديموقراطية , وماحدث بانتخابات الجزائر بمطلع التسعينات لا يزال ماثلاً للعيان .
قال إبراهيم باشا وهو يناقش البارون بوالكونت مندوب وزارة الخارجية الفرنسية السالف الذكر ((تقولون إنكم تبغون الدفاع عن كيان تركيا وجعلها قوية , ولو تم هذا الانقلاب لكان من نتائجه بعث سلطنة قوية تقوم على أنقاض هذه السلطنة المفككة …)) ثم سكت إبراهيم باشا قليلاً ثم قال (( إنني أبحث كثيراً وأتساءل : لماذا تحقد الدول الأوروبية كل هذا الحقد على الأمم الإسلامية ؟ فقلت لــه إني لم أفهم كلام سموكم . قال نعم فإنك تقول الآن أن وصول جيشي إلى أسكدار يحدث ثورة في الاستانه , وإني أوافقك وأرى رأيكم ,ولكن أليس هذا دليلاً على أن الأمة الإسلامية لا تريد حكم السلطان محمود , فبأي حق ترغمون هذه الأمة على ما لا تريده … عجباً, لقد كنتم حينما ثار البلجيكيون وطلبوا تأليف مملكة مستقلة , وحينما قام اليونانيون يطالبون باستقلالهم , تنادون أن لكل أمة الحق في اختيار ولي أمرها ونظام الحكم الذي تبتغيه , بل إنكم ساعدتم اليونانيون في ثورتهم فلماذا تحرمون الأمة التركية من هذا الحق ؟ )) يقول البارون ((ودخلت معه في تفاصيل لأقنعه في خطأ فكرته )) (26).
سجل طويل منذ عام 1830م وحتى عام 2003 م , فمن حق اكراد برزاني وطالباني الاستقلال , ومن حق تيمور الشرقية أن تستقل عن أندونيسيا , بل وبمسـاعدة جيش صغير قد لا يواجه فرقة في حرب حقيقية هو الجيش الأسترالي الذي ملأ الدنيا استعراضاً كاذباً, ولكن المسلمين بالفلبين أو بكشمير أو بالشيشان ليس لهم الحق بالحرية. أن القائمة طويلة ولكن الغرب لايزال بنشوة الانتصار فهو لايرى مدى إثخانه بالأمة ولكن لعل الخطاب يوجه إلى عقلاء وحكماء الغرب ماذا عساهم ينتظرون من هذه الأمة حين تنقلب موازين الصراع في القريب العاجل أو الآجل ؟ .
ثالثاً : تغييرات فلكية وجغرافية بجزيرة العرب :
أخرج مسلم والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم ((لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً )), والذي يرى جزيرة العرب يجدها تعاني من غزو التصحر رغم زيادة رقعة المزروعات , فقلة الأمطار وغور مياه الآبار وقلة الأشجار كلها تجعلنا بعيدين عن ذلك اليوم الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم , ونحن هنا نعني بالمقاييس البشرية لأن يوماً عند الله بألف سنة مما تعدون , وكما قال سبحانه انهم يرونه بعيداً ونراه قريبا, لذلك ففي المقاييس البشرية لو قلنا جدلا بأنه بقي عن يوم القيامة خمسمائة عام تقريباً- على سبيل المثال – فإن ذلك عند الله سبحانه نصف يوم , ولله المثل الأعلى .
وقد دلت ((كل الشواهد والدراسات العلمية أن شبه الجزيرة العربية كانت منطقة مطيرة خلال مايسمى بعصر البلايستوسين , ولكن مناخها أخذ يتجه إلى الجفاف التدريجي ابتداء من العصر الحجري القديم الأعلى , وقد نتج عن ذلك اختفاء كثيرمن الأنهار والآبار , واختفاء الكثير من الواحات , وهجرة بعض السكان إلى المناطق الخصبة في بلاد الرافدين وسوريا , ويرجع بعض العلماء سبب هذا التغيير في مناخ شبه الجزيرة العربية إلى انحسار الجليد عن أوروبا , وفي هذا المجال يقول جوردن شايلد ” حين كان شمال أوروبا مغطى بطبقات من الثلوج إلى مسافات بعيدة , وكانت جبال الألب والبرنس مغطات بجبال من الثلوج , فقد كان الضغط الكبير فوق القطب اللشمالي يجعل الأعاصير الممطرة القادمة من المحيط الأطلنطي , تتجه نحو الجنوب , فكانت الأعاصير الممطرة التي تهب الآن على أوروبا الوسطى , تتخطاها وبذلك كانت تصل إلى حوض البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الصحاري الشمالية , وتواصل سيرها دون أن تستنزفها جبال لبنان , فتصل إلى ما بين بلاد النهرين وجـزيرة العرب وإلى فارس والهند, وهكذا تلقت الصحاري التي تعاني من العطش الآن , أمطاراً بإنتظام … وكانت الأمطار موزعة على جميع فصول السنة بدلاً من أن تكون مقصورة على فصل الشتاء ))(27).
ثم إن الأنهار والمروج لا تعني الزراعة بالري , بل تعني تغييراً مناخياً ليس بالجزيرة العربية فحسب وإنما في العالم, وهو أمر يحتاج إلى دورة زمنية لا يعلم مداها إلا الله , لأنه يعني أن ينتقل مناخ أوروبا إلى منطقة الجزيرة العربية, فهل ذلك إثر ما يسمى الصقيع النووي مثلاً إذا ماحدثت حرباً نووية لاسمح الله , أم أن له موعداً لا يعلمه الا الله .
يقول أحد الجيولوجيون ألفريد كوروز : إن الحقائق العلمية التي يعلمها علماء الجيولوجيا تثبت أن أرض العرب كانت بساتين وأنهاراً وحدائق , وذكر أن عودة بلاد العرب مروجاً وأنهاراً مسألة حقيقية ثابتة يعرفها الجيولوجيون , وقال (( إن كمية من مياه البحر تتحول إلى ثلج وتتجمع في القطب المتجمد الشمالي ثم تزحف نحو الجنوب, … فتغطي ما تحتها وتغير الطقس في الأرض ومن ضمن تغيير الطـقس تغـيير يحدث في بلاد العرب , فيكون الطقس بارداً, وتكـون بـلاد العـرب من أكثر بلاد العالم أمطاراً وأنهاراً )) , ولكن تظل المسألة هي كم من الزمن يحتاجه طقس العالم ليحدث مثل هذا التغيير ؟ في الظروف الطبيعية قد نحتاج حقيقة إلى ما يزيد عن بضعة قرون , أما إذا شاء الله أن يرث الأرض ومن عليها فإنما يقول كن فيكون , ولكننا نحن نتبع التحليل المنطقي للأمور خاصة أننا رأينا كم بين علامات الساعة الصغرى أحياناً من مدة تزيد عن ستة قرون كما ذكرنا في مقدمة هذا الفصل .
فإذا كان الأمر كما قال رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى , والجزيرة العربية ليست إلا من تصحر إلى حال أكثر تصحراً , وقد ساهم اليورانيوم المنضب الذي أستخدم ضد العراق بالحربين الأخيرتين التي شنتهما أمريكا وحلفائها عليه قد ساهم عكسياً بإتجاه التصحر وقلة الأمطار وتدمير النبات أكثر من ذي قبل .
وهكذا فللمشككين في إمكانية حدوث دورة سيادية ثالثة للأمة تسود بها العالم , بحجة إن الأزمان قد تداركت أو أننا أوشكنا على زمن المهدي , نقول بأن الأيام يداولها الله بين الناس ليبلوهم وليرى سبحانه أيهم أحسن عملاً , أما من حيث الزمن فلا زال هناك متسع من الوقت لمثل هذه الدورة .
onothty
[url]http://forum.onothty.net/f13.html[ll]فساتين سهره[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f14.html[ll]فساتين للعروس[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f15.html[ll]فساتين للحوامل[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f21.html[ll]تسريحات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f20.html[ll]مكياج[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f23.html[ll]رجيم[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f17.html[ll]عبايات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f16.html[ll]ازياء اطفال[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f22.html[ll]العنايه بالبشره[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f41.html[ll]بلاك بيري[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f41.html[ll]برودكاست[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f60.html[ll]صور مسن[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f31.html[ll]ديكورات المنزل[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f32.html[ll]ديكورات المطبخ[/url]
[url]http://forum.onothty.net/[ll]منتدى انوثتي[/url]
[url]http://www.onothty.net/[ll]انوثتي[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f42.html[ll]ايفون[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f43.html[ll]جالكسي[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f25.html[ll]زفات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f33.html[ll]الاشغال اليدوية[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f36.html[ll]سلطات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f37.html[ll]حلى[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f38.html[ll]معجنات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f26.html[ll]قاعات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f27.html[ll]بوفية[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f25.html[ll]توزيعات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f19.html[ll]عطورات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f18.html[ll]اكسسوارات[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f11.html[ll]عيادة[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f9.html[ll]حياتي الزوجية[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f35.html[ll]الاكلات الشعبيه[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f59.html[ll]وظائف نسائية[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f47.html[ll]المرحله المتوسطه[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f48.html[ll]المرحله الابتدائيه[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f49.html[ll]المرحله الثانويه[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f51.html[ll]عروض بوربوينت[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f8.html[ll]اسرتي[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f10.html[ll]الانثى[/url]
[url]http://forum.onothty.net/f40.html[ll]الرياضة النسائية[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t670.html[ll]تسريحات ناعمة 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t669.html[ll]تسريحات للجامعه 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t534.html[ll]قصات شعر قصير 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t696.html[ll]مكياج سهرات 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t502.html[ll]مكياج 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t647.html[ll]مكياج فخم 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t544.html[ll]فساتين ترتر 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t531.html[ll]فساتين ناعمه 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t530.html[ll]فساتين سهرة طويلة 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t526.html[ll]فساتين سهره قصيره 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t494.html[ll]فساتين 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t495.html[ll]فساتين سهره 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t485.html[ll]ازياء كورية 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t643.html[ll]فساتين حوامل قصيره 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t535.html[ll]ازياء حوامل 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t639.html[ll]ملابس حوامل 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t420.html[ll]فساتين زفاف 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t484.html[ll]ديكورات فخمة 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t512.html[ll]ديكورات منازل 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t695.html[ll]ديكورات ايكيا 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t441.html[ll]برودكاست ايفون 2013[/url]
[url]http://forum.onothty.net/t628.html[ll]توبيكات واتس اب[/url]