تنظيم اليمن للمستقبل بطريقة لا تقبل العودة للماضي المتخلف ولو بالحديد والنار: كتب د. صالح السعدون

تنظيم اليمن للمستقبل بطريقة لا تقبل العودة للماضي المتخلف ولو بالحديد والنار:

كتب د. صالح السعدون

*************
تطورت الأحداث في اليمن بطريقة متسارعة مع اقتراب مسح إيران من الخريطة العالمية كدولة ماجنة إرهابية شريرة مجوسية تعبد النار من بين بني البشر. إن عبدة المجوس للنار جعلت من دينهم دين حرق للبشر الآخرين كون المجوس يعلمون أنهم بعبادتهم للنار سيكونون وقود الجحيم في نار جهنم إلا أن يشاء الله. ولذلك فهم يحرقون الأخضر واليابس، ولذلك أيضاً فهم ينقمون على العرب الذين اختصهم الله بحمل رسالة التوحيد إلى البشرية جمعاء، ولا يمكن للفردوس أن يلتقي مع الجحيم، ولا يمكن أن تلتقي أنهار الماء واللبن والعسل والخمر في الجنة مع أودية الجحيم.
على مشارف سقوط الحوثيين ونهايتهم المفجعة قريباً إن شاء الله، تتطور الأحداث في اليمن الشقيق، وسيعقد المؤتمر بالرياض بين الجنوب العربي الأشم، وبين الصنعانيين، ونقول الصنعانيين لأنهم يختلفون عن اليمن الشمالي كما يختلفون عن الجنوب العربي، فالساحل الغربي والحديدة، ومدينة إب ومأرب وتعز، وأماجد اليمن الشمالي من العرب الأقحاح هم عرب ومسلمون، أما الصنعانيين فهم أبناء الاحتلالين الحبشي وأبرهة الأشرم والفارسي وأبناء باذان وكسرى، مع العرب المستضعفين فيها. وقد سألت العديد من الأخوة اليمنيين الشماليين وكانوا يرون أن كثير من الصنعانيين ليسوا منهم، أي ليسوا من اليمن وأن اليمنيين يعانون منهم الويلات.
والذي يبدو أن الأجانب من غير الجنس العربي في صنعاء هم من يسيطرون على اليمن، وقال لي أحد المطلعين، أن كثير من الصنعانيين لهم أجساد تختلف عن الأجساد العربية مشهورين بخشونتهم وإجرامهم وطغيانهم وبعدهم عن شريعة الإسلام، لذلك أقدم للحكومة الشرعية في الرياض وللقيادة العليا للجنوب العربي مقترحات قد تساهم في جعل اليمن يقف على أهبة الاستعداد للولوج إلى القرن الحادي والعشرين بخطى ثابتة، وليتذكر الجميع أنني في هذا المقال لا ولن أنحاز إلا للجنس العربي في اليمن التاريخي ساحله وداخله، وللجنوب العربي ذلك العنصر الذي حمل الإسلام إلى شرقي آسيا بدءاً من المالديف وماليزيا وصولاً إلى إندونيسيا جاوة والفليبين. وأقدم مشروعاً للمحادثات في الرياض يمكن أن يكون أساساً للنقاش في المحادثات بمؤتمر الرياض:
1- بادئ ذي بدء يجب إبعاد أي عنصر من غير اليمنيين العرب والجنوبيين العرب لا يثبت بشكل مؤكد أنه عربي الجنس عربي الأصل سواء من المحادثات السياسية أو العسكرية، وسواء من الأحزاب أو الجيش، لأن الجنس غير العربي هو أساس مشاكل اليمن الشمالي وعرب الجنوب العربي.
2- يمكن لليمني الأصل من غير الأصول العربية أن يصل إلى نائب برلماني يدافع عن بني جنسه في البرلمان كأقصى حد ممكن أن يبلغه نتيجة للفساد الذي قام به ذوي الأصول الفارسية والحبشية خلال ال 100 عام الماضية. على ألا يصل إلى الوزارات أو الرتب العسكرية العليا. وهذا معمول به في كل شعوب العالم، واليمن ليس استثناء. على أن يكون هذا النظام لمرحلة التأسيس فقط لتنفيذ التفاهمات والاتفاقات بالمؤتمر دون أيد خارجية تبقي اليمن في دائرة الفوضى.
3- ضرورة الاتفاق على أن يكون هناك مؤقتاً ثلاث عواصم رئيسية لليمن الجديد،

أ) الأولى العاصمة المركزية حيث تبنى عاصمة جديدة لليمن بعيدة عن صنعاء والجبل، ومن الأفضل أن تكون قرب الحديدة وفي مناخ معتدل وقابلة للامتداد والتطور، على غرار عاصمة مصر الجديدة التي بناها الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث يخرج الحكم الجديد عن المألوف والعاصمة التاريخية ليبدأ اليمن المركزي في عاصمته الجديدة بعيداً عن كل إرث الماضي البغيض. ولعل من المهم أن تتصف العاصمة المركزية بالبعد عن الصناعة مع تركيزها على السياحة والمصارف والمستشفيات والمراكز التجارية الحديثة لتكون متنفساً وفخراً لليمنيين.
ب) الثانية عاصمة عرب الجنوب، وتكون قرب عدن أو ملاصقة لها ويختار لها أفضل المواقع الجغرافية، بحيث يمكنها الازدهار والتطور وتكون قابلة للامتداد بين الجبال والبحر سواء على البحر الأحمر أو البحر العربي. وتكون قاعدتها اقتصادية صناعية تجارية استيرادية وتصديرية على غرار دبي، خاصة وعرب الجنوب لديهم العمق في التجربة التجارية بين الشرق والغرب.
ج) العاصمة الثالثة تكون لليمن الشمالي ويتم اختيار موقعها بعيداً عن صنعاء، وبعيداً عن أي مؤثرات اجتماعية أو تاريخية أو سياسية. على أن تكون قاعدتها الاجتماعية اقتصادية صناعية لينشغل أهلها بالتطور التقني والصناعي وتنمو مع الوقت من خلال هجرة خيار سكان صنعاء العرب إليها شيئاً فشيئاً وبشكل تدريجي. وضمن خطة انتقائية لمن لهم ماضٍ نظيف كمتمدنين بعيداً عن تعاطي السياسة المعهودة والسيئة في عهد علي عبدالله صالح.
4- تساهم السعودية والإمارات والكويت والجزائر في بناء العواصم الثلاثة في نسب متفاوتة، على أن يقوم بتصميم هذه المدن بيوت خبرة ألمانية أو يابانية أو صينية، على أفضل التصاميم العالمية الحديثة، لعاصم حديثة في كل وأفضل المقاييس العالمية مراعية الأمور الأمنية والسياحية والعمرانية الأصيلة للمعمار اليمني القديم بصور مستحدثة.
5- يُبْنى الجيشين اليمني الشمالي والجنوبي العربي بصورة متكافئة بحيث لا يتكرر الغدر الذي حصل في عهد علي عبدالله صالح بالجنوب العربي، ويحرم في عقيدة الجيشين تعاطي السياسة أو القتال بين الأخوين العربي والعربي، مهما كانت الخلافات، ويترك المجال في حل الخلافات للسياسيين بالطرق السلمية وتوضع نصوص بالدستور لمحاكمة كل سياسي أو عسكري يتجه لحل الخلافات عسكرياً كمجرم حرب يلزم محاكمته وإعدامه.
6- توضع نصوص شبيهة بدستور الإمارات العربية المتحدة، بأنه من حق أي عضو بالاتحاد الكونفدرالي اليمني بعد مرور عشر سنوات من الاتحاد، إعلان انسحابه منه وفق خطوات دستورية منها استفتاء شعبي تشرف عليه قوى محلية وإقليمية ودولية، لضمان نزاهة نتائج الاستفتاء، ومن ثم من حق أي طرف الانسحاب من الاتحاد إن كانت تلك رغبة شعبية.
7- أن يكون هناك بالوفود مستشارين قانونيين محليين وعرب وأجانب، ليكون اتفاق مؤتمر الرياض شاملاً ومتكاملاً ومحققا لرؤية الشعوب وليس رؤية الأحزاب والطغم السياسية التي تنهب الشعوب وترغب بالسيطرة على مقدراتها.
8- أن يكون ضمن شروط الاتحاد، نجاح الحكومات الثلاث (الحكومة المركزية، حكومة اليمن الشمالي، حكومة الجنوب العربي) في خدمة الشعب اليمني وتطوير اليمن بدولتيه الكونفدراليتين على غرار الإمارات والسعودية، وسنغافورة وإلا استقالتهما لصالح حكومات أكثر نظافة ونزاهة، أو حل الاتحاد وإعلان حكومتين منفصلتين إن لم تنجح الحكومتين في تطوير اليمن والانتقال إلى مستويات أفضل لخدمة الشعب اليمني والجنوبي العربي في غضون عقد من الزمان.
وهكذا سيحقق المؤتمر أهدافه، وإن كانت رغبات سياسيو اليمن الشمالي إنما تكمن في استعمار مقدرات اليمن الشمالي والجنوب العربي لصالح الوزراء والعسكريين دون الاهتمام برؤى وحاجات الشعبين، فمن المؤكد أن حرب الاستقلال للجنوب العربي خير من الخضوع لسياسيين فاسدين يرغبون في سرقة مقدرات الشعوب وليس لخدمتها.
د. صالح بن محمود السعدون.

5٬638

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

3 تعليق على “تنظيم اليمن للمستقبل بطريقة لا تقبل العودة للماضي المتخلف ولو بالحديد والنار: كتب د. صالح السعدون”

  1. عبدالله المجنوني

    طرح جميل ومستقبل زاهر ينتظر اليمن في حال قبوله ، واتمنى عمل استفتاء للشعب اليمني وتثقيفهم بهذي الرؤية المباركه قبل المضي بها ويكونو شهود عليها لكي لا نسمع اصوات تقول فرضت علينا .

  2. أحمد آل عمار

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كتب الله أجرك على هذه الجهود المباركة بنقل الصورة الصحيحة لما يدور في العالم السياسي.. ولك مني خالص الشكر والتقدير.

التعليقات مغلقة