الأزمة المصطنعة بين السعودية والإمارات/ د.صالح السعدون

الأزمة المصطنعة بين السعودية والإمارات…

كتب د.صالح السعدون

*******
تفاجأ العالم بأن أكبر دولتين في عالمنا اليوم بينهما مصالح مشتركة ومجلس تنسيق أعلى يؤمن بأن الاتحاد بينهما (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) مسألة حياة أو موت، قد افترقتا فراقاً لا يبدو فيه رجعة أو تراجع.
الحكومتين السعودية والإمارات بينهما تاريخ مشترك من رؤية الأمور السياسية والاقتصادية والاستراتيجية بعين فاحصة قوية، وخبرة تاريخية يجعلهما يعلمان أنهما أكبر دولتين في عالمنا ينطبق عليهما المثل إن افترقتا ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض”. فالإمارات العربية المتحدة من خلال قوة بني ياس وبني نعيم الموحدون البرية الرهيبة وقوة الأساطيل البحرية القاسمية الضاربة في عام 1800-1818م لم تستطع بريطانيا العظمى مواجهتهم طالما كانت قوة بني ياس وبني نعيم والقواسم متحدة مع السعوديين آنذاك، وحين اسقطت الدرعية بكل سهولة فرضت على كل الخليج معاهدات استعمارية مهلكة.
هذه الخبرة التاريخية لا يمكن أن تذهب جفاء بدون وعي شعبي وقيادي لدى قيادة البلدين اللتين تعتنيان بشعبيهما وبمستقبل البلدين والأمة العربية خير عناية على الإطلاق في عصرنا الحالي.
انسحبت الإمارات العربية المتحدة بجيشها من اليمن، وقام العالم المعادي مهللاً ومكبراً بتكبيرات الإخوان الماسون التي ليست من الإسلام في شيء بقدر ماهي اتباع لتكبيرات يهودي يمني اسمه عبدالله بن سبأ. في قطرائيل وفي إيرانجوس اعتبروا أن الانسحاب الإماراتي من اليمن أكبر انتصار قطري إيراني تركي منذ عام 2000م. فهل كان الأمر كذلك؟!.
الإمارات العربية المتحدة وفي ظل التطورات التي تحدثت لكم عنها قبل أكثر من 18 شهراً حول الحرب مع إيران وشطب قواعدها ومصانعها ومحطاتها النووية من خريطة إيران والعالم، فضلاً عن تقسيم إيران إلى ست أو سبع دول تماماً مثل يوغوسلافيا، تحتاج إلى جيشها في الإمارات العربية المتحدة، فلديها ثلاثة أعداء يحيطون فيها من كل جانب، وبدون شك أن قطر وإيران وعمان مهما حاولنا أن نوزن حديثنا بالأخوة والصداقة والجيرة، إلا أننا أمام دولة إيرانية مجرمة لا تقدر لا جار ولا أخ إلا سفك دماء العرب، يرافقها دولتين تؤمنان بمذهب عبدالله بن سبأ الخارجي، ففرعه شيعي في إيران، والفرع الآخر في عُمان حيث الخوارج الإباضية وفي قطرائيل حيث الخوارج الإخوانية الماسونية، فيلتقي الثلاثة في تكفير أهل السنة وفي اتحادهم في معاهدات دفاع مشترك بين إيرانجوس وعمان من جهة، وقطرائيل وإيرانجوس من جهة أخرى، ولئن كانت عمان تمتلك حدوداً برية خطيرة مع دولة الإمارات الحبيبة، في ظل معاهدة دفاع مشترك موجهة بالدرجة الأولى ضد السعودية والإمارات والبحرين، فإن قطرائيل منحت الحرس الثوري بمعاهدة دفاع مشترك أخرى موجهة ضد السعودية والإمارات والبحرين حق استخدام المياه القطرية كجزء لا يتجزأ من المياه الإقليمية لإيران، مما يعني أن الإمارات بين ثلاثة أعداء خوارج وشيعة سبئيين ليس فيهم رحمة وإنما يحملون شعلة يهودية باسم إسلامي إرهابي رنان.
إذن الإمارات تحتاج جيشها لأمرين مهمين، الأول وهو حماية حدود الإمارات العربية المتحدة براً وبحراً من غدر الخوارج والشيعة. والأمر الثاني مفاجأة العالم بتحرير الجزر الإماراتية الثلاث التي نبهتكم وبشرتكم فيه في يناير 2018 وقبل ذلك أيضاً بأن تحرير الجزر الثلاث ورفع العلم الإماراتي قد صار مسألة وقت ليس إلا. أما الأمر الثالث فموضوع الحوثي قد انتهى وسترون سقوطه وانهياراته تتوالى تباعاً هو والإصلاح الماجن الخارجي المجرم القاتل. وعما قريب وبمجرد انهيار سلطة المجوس في إيران.
المغردين الإماراتيين بقيادة الفريق الوطني (السعودي الإماراتي) ضاحي خلفان تميم يغردون لتنفيذ خطة متقنة، وهم يمتلكون حباً مفعماً لقيادتنا وشعبنا وأرضنا الطاهرة، ويعلمون أن كل إماراتي هو مواطن سعودي من الدرجة الأولى، وأن كل سعودي مخلص للقيادة ثم الوطن هو إماراتي قبل الإماراتيين أنفسهم. والشواذ هنا وهناك قلوبهم مع قطر وتركيا وسهامهم تطعن في البلدين وسيخيب ظنهم، ستجد بحري ركن هنا يطعن بالإمارات ولا يألوا جهداً، وستجد أستاذ جامعي إماراتي قلبه مع تركيا وكراهيته للسعودية واضحة يطعن من هناك ويؤجج المشاعر، ولكن الفريقين رغم أنهما اقل من واحد في المليون، لا قيمة لهما، حين نرى تغريدات الفريقان الوطنيان اللذين يعرفان أن اتحادنا قوة لا تنفصم وأننا نقوم بجهد جبار لخداع العدو.
لو أن لديكم قوة ذاكرة لتذكرتم أنني في الأسابيع الأولى من عام 2015م أبلغتكم بمخطط يجري انفاذه الآن على مستوى خريطة المنطقة، لا أخفيكم أن رأيي مع انفصال تام بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي لأن اليمن ومنذ (4000) عام ومنذ التبابعة لم يتوحد كاملا قط، وأن الوحدة اليمنية غير متجانسة أبداً بين شعب وبلد متخلف كاليمن الشمالي واليمن الجنوبي، وآتيكم بقصة:
قررت بريطانيا الملعونة أن تستعمر اليمن الجنوبي منذ سقوط الدرعية 1818م حيث كان اليمن الجنوبي خاضعا لها في معظم أجزائها وتمكنت من احتلال عدن في يناير 1839م، ومنذ ذلك التاريخ حتى استقلالها عام 1967م حين أعلن قيام اليمن الجنوبي مضى على الجنوب العربي ما يقارب 128 سنة تحت الاستعمار البريطاني وما يتبع ذلك من تطور علمي وثقافي وتقني وسوى ذلك، وكان اليمن الشمالي يئن تحت تخلف الملكية السابقة أنين الأفعى، حتى أن ولي العهد اليمني البدر حين حضر استقلال الجزائر، بهر في تطور الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي، فسأل الجزائريون من طور بلادكم إلى هذه الدرجة؟! فقالوا الاستعمار الفرنسي..! قال الذي ثرتم عليه وطالبتم بالاستقلال عنه؟! قالوا نعم.. قال ليتكم أرسلتموه لنا..!
حين استقل اليمن الجنوبي كان لدي النظام الماركسي الجديد هوس في الوحدة اليمنية، بينما كان اليمن الشمالي يبلل الرؤساء ملابسهم حين تطرح فكرة الوحدة مع الجنوب العربي، لقد كان ما يقوم به الشيوعيون في الجنوب العربي جريمة لا تغتفر بل تستحق اللعن لهم مدى الأجيال القادمة، فقد كان الجنوب اليمني في غنى عن الوحدة كبلد متطور حديث تضرب فيه المدنية والحضارة المعمارية والتمدن الشعبي والفردي أطنابها في كل زاوية منه، فلماذا الإصرار على وحدة لا يرغبها اليمن الشمالي؟!، كانت الوحدة تشكل مرضاً نفسياً لربيع وإسماعيل وناصر والبيض، مرض نفسي وعضوي وجنون فرعوني وكأنهم يقولون لشعبهم لا أريكم إلا ما نرى ونهديكم سبيل الرشاد.
توحدت اليمن بناء على شروط علي عبدالله صالح بحيث سينقل التخلف الذي ابتلي فيه اليمن حتى عهده المشئوم إلى الجزء المتحضر من الجنوب العربي. وهكذا بدأ عصر الظلم الكهنوتي اليمني الشمالي، فقام البيض بمحاولة فصل الجنوب لكن كان قد شتت قوة جيشه، فتمكن منه عفاش. وألغى شيء اسمه الكرامة لكل فرد في الجنوب العربي إلا أتباعه من الجواسيس والمستفيدين.
في عام 2015 اتفق اتفاق يحفظ ما تريده الأطراف ومنهم اليمن الشمالي والجنوب العربي، وكان كما ابلغتكم فيه حينها في حسابي السابق قبل اقفاله:
1- دولة يمنية موحدة بعلم واحد وجيش واحد (وزارة دفاع) وسفارات موحدة (وزارة خارجية) ورئيس ونائب رئيس شمالي وجنوبي، وحكومتين منفصلتين تماماً في اتحاد كونفيدرالي.
2- حكومة لليمن الشمالي من رئيس وزراء ومعه شلة وزراء يسرقون ويدمرون في ظل صمت شعبي شمالي الذي يكفيه شراء الوهم، أنه في دولة موحدة سيغزو السعودية والإمارات ويسيطر على بترولهما وأنه سيحتل المدينة ومكة والرياض والبترول وابوظبي فيأتيه المال من حيث لا يحتسب. وعليه فعسير وجازان والعراق وسورية جزء من الأراضي اليمنية، وسيبقى يمن الشمال يقتات على علف علي عبدالله صالح لقرنين متبقيين من الزمان بينما يعيش الفقر والدمار وسرقة الوزراء لمقدراته غير قادر على ان يعيش كشعب حي كبقية الشعوب.
3- حكومة للجنوب العربي بوزرائها التنفيذيين لتعيد لهم مجد آبائهم أيام عز الجنوب العربي قبل وبعد الاستعمار البريطاني الذي دمره غباء الماركسيين والشيوعيين والاشتراكيين الذين على الجنوب العربي تحريم وجودهم في الحياة السياسية القادمة، بحيث ستكون الفارق بين الحكومتين في اليمن الشمالي والجنوب العربي تماما كالفارق بين (لاوس وكمبوديا وبورما من جهة وسنغافورة وهونج كونج وتايوان من جهة أخرى).
كيف نطبق الخطة على الأحداث، انسحبت الإمارات العربية المتحدة استعداداً للأحداث الكبرى القادمة، قام قيادات الجنوب العربي الذين لا يهتمون حتى باسم اليمن، بقدر ما يهتمون بأنهم عرب أنقياء ليس فيهم خليط من أبناء الفرس أو الأحباش، قاموا بإعلان أو محاولة إعلان الانفصال.
المملكة العربية السعودية ترفض هذا التوجه لأنها ترغب في تهدئة الأمور رغم أن جميع العالم يعلمون أن شعب سنغافورة لا يمكن أن يتجانس مع شعب بورما أو نيبال كفرق بين التخلف والتطور الحديث. وعليه أوقف الجنوبيون القتال، وقبلوا بالعرض السعودي بإقامة مؤتمر ومحادثات بالرياض.
سيتوصل المؤتمرون إلى اتفاق اتحاد كونفيدرالي بحيث يكون كما ذكرته لكم أعلاه في عام 2015م، دولة موحدة برئيس ونائب رئيس وعلم واحد وسفارات وجيش، وبحكومتين منفصلتين بميزانيات مستقلة ووظائف لكل حكومة اليمن الشمالي أو الجنوب العربي النقي، ومنع الشمال من استمرار الظلم والمظالم والتخلف الذي ناله الجنوب العربي على يد علي محسن الأحمر الأزرق.
الجنوب العربي لن يقبل بعد اليوم بالخضوع للمتخلفين في اليمن الشمالي حتى يتم تطهير الحكومة اليمنية لإرضاء الجنوب العربي من كل التخلف الظاهر والباطن لإقامة حكومة ترعى مصالح البلدين اليمن الشمالي+ الجنوب العربي. بحيث يمكن للإنسان العربي في الجنوب والإنسان اليمني (الصنعاني) في الشمال أن يهتما باهتمامات المواطن بالدرجة الأولى. ومن المهم أن يمنح في اليمن الشمالي المواطن العربي في الحديدة وإب ومأرب وتعز وخاصة الأكاديميين الشرفاء دوراً في قيادة اليمن الشمالي وإبعاد خليط البشر الفرس والأحباش في صنعاء من قيادة اليمن الشمالي أو الدولة الإتحادية بشكل جذري ونهائي لأنهم مشكوك في أصولهم العربية أو ولائهم لليمن. ولأن خليط البشر مجرد لصوص يسرقون الكحل من عيون اليمنيات فضلاً عن أحلامهم ومستقبلهم.
الأزمة الآن هي مفتعلة للوصول إلى حل نهائي قبل نحر الحوثيين في كل زقاق من أقة اليمن ان شاء الله.
د. صالح بن محمود السعدون.

6٬538

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

3 تعليق على “الأزمة المصطنعة بين السعودية والإمارات/ د.صالح السعدون”

  1. رغم متابعتى لك د/صالح الا انى اختلف معك كثير فى وصفك لفتره صالح
    الشهيد صالح بذل الكثير لأجل وحده اليمن وهو والشعب الشمالي من قدم تضحيات للوحده اكثر من الجنوب
    تذكر قبل ١٩٩٠ لم يكن نفط حضرموت ولا شبوه قد ظهر دوله الجنوب كانت تعانى انهيار اقتصادى وعدد موظفيها اكثر من الشمالين رغم ان تعداد سكانها اقل من الشمال تم احتوائهم فى هيكل الخدمه المدنيه وأتذكر جيدا ان من مدير عام إلى وزير تم تمليكهم منازل وأثاث وسيارات فى الشمال وهم جنوبيين وكانت قفزه اقتصاديه لهم وتم سحب الفكر الماركسي بهدؤ خلال تلك الفتره
    نظام صالح مثله مثل اى نظام عربى فيه الفساد الادارى والمالي ولكن لا ننكر ان صالح صنع الكثير لليمن واليمنين ومع دول الجوار ! ورغم معاناتنا شمالا وجنوبا من الوحده بسبب السياسات الا اننا كشعب تربطنا علاقات اسريه واجتماعيه عميقه اغلب الجنوبيات متزوجات من شماليين والعكس وهذه الأواصر الاسريه هى من ستحافظ على وحده القلوب إذا انتهت وحده الارض !
    تحياتي لك واتمنى ان يتحقق كلامك الأخير بأقرب وقت فقد مللنا من الحوثى والإخوان ☺️

    • د.صالح السعدون

      احترم وجهة نظرك أما الزواج فهذا امر طبيعي فالسعوديون المتزوجين من يمنيات ربما أكثر من التزاوج بين الشمال والجنوب، والبنات العربيات في أي مكان لهن قيمتهن، لكن لن أعلق على ماذكرتيه أستاذة حنان سأترك ردك لقراءته من قبل المتابع فلربما في كلامك كلمة حق يجب ألا تحجب.

  2. د.صالح السعدون

    تمنيت أن أكون لدي وقتاً لذلك فهذا جانب تربوي مهم وهو جزء من عملي السابق
    كمدير عام للتعليم ومعلم سابق وأستاذ جامعي، لكني مهتم بمؤلفات ضخمة
    عن الخريف العربي والإخوان المسلمين والتاريخ السعودي ودواوين شعر باللغة
    العربية فضلاً عن رؤى وأفكار تويترية.
    لكم مني جزيل الشكر وتمنيت لو كان لدي وقت لذلك كونوا بخير وتقبلوا تحياتي .
    د.صالح

التعليقات مغلقة