المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية الجديدة ضد دول الخليج والعرب


المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية الجديدة ضد دول الخليج والعرب
6- الإسراع بالإصلاحات المنتظرة على صعيد تغيير الوزراء , وابعاد الليبراليين والإخوان الماسونالمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الإيرانية الجديدة ضد دول الخليج والعرب

كتب د.صالح السعدون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم :
المؤامرة الغربية -الإيرانية -الإسرائيلية على دول الخليج
يوم السبت الماضي توصلت الدول الست فيما سمي دول(5+1)مع ايران إلى اتفاق دولي هذا نصه وفق ما نشره الوفد الأمريكي في مباحثات جنيف بين إيران والقوي الدولية ويتضمن:
1- التزام إيران بوقف التخصيب فيما يتجاوز5% وتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من20% وتخفيف مخزونها الكامل من اليورانيوم المخصب بنسبة تقترب من20% لما دون5%. 2- التزامها بعدم تركيب أي أجهزة طرد مركزي إضافية. 3- عدم تركيب أو استخدام أيا من أجهزة الجيل التالي للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. 4- تعطيل نحو نصف أجهزة الطرد التي تم تركيبها في مفاعل ناتنز وثلاثة أرباع الأجهزة في فوردو. 5- التزام طهران بعدم تشغيل مفاعل آراك أو تزويده بالوقود أو إضافة أي مكونات إضافية له أو نقل وقود أو مياه ثقيلة للمفاعل. 6- وإتاحة المجال بصفة يومية لمفتشي وكالة الطاقة الذرية لدخول مفاعلي ناتنز وفوردو. 7- تخفيف العقوبات الدولية علي إيران بشكل محدود ومؤقت يمكن الرجوع عنه, بالإضافة إلي- عدم فرض أي عقوبات جديدة لمدة ستة أشهر. 8- ويتضمن تخفيف العقوبات وقف عقوبات معينة علي الذهب والمعادن النفيسة وقطاع السيارات الإيراني وصادرات إيران البتروكيماوية بما يتيح لإيران إيرادات تقترب من1.5 مليار دولار. 9- ويتضمن الترخيص بإصلاحات فيما يتعلق بالسلامة لبعض شركات الطيران الإيرانية. 10- السماح بنقل2,4 مليار دولار من حصيلة مبيعات النفط. 11- خلال المرحلة الأولي ـ التي تستمر ستة أشهر ـ ستتفاوض القوي الدولية علي الأسس العامة لحل شامل. و حتي الآن يشكل الإطار العام للحل الشامل تصورا لخطوات ملموسة تمنح المجتمع الدولي الثقة في أن أنشطة إيران النووية سلمية خالصة. واجهت دول العالم الاتفاق بين الترحيب والترحيب الحذر وبين الحذر الشديد والانتقاد , والهجوم الشديد . وقالت الحكومة السعودية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ” ترى حكومة المملكة بأنه إذا توفرت حسن النوايا فيمكن أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولية في اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووي الإيراني فيما إذا أفضى إلى إزالة كافة أسلحة الدمار الشامل وخصوصا السلاح النووي من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.”وأضافت المملكة أنها تأمل أن تلي هذا الاتفاق خطوات أخرى تضمن حق كل الدول في امتلاك طاقة نووية سلمية. لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودية قال في تصريحات نقلتها وكالة رويترز:” إن النوم سيجافي سكان المنطقة بعد هذا الاتفاق في إشارة الى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران”. رحب الشيعة العرب ومعهم أتباع الإستراتيجية الإيرانية وعبيدها بالاتفاق باعتباره انتصار لإيران وهزيمة دبلوماسية للسعودية . وفي الوقت الذي رحبت قطرائيل بالاتفاق راجية أن تسمح الخطوة بإكمال شؤم مؤامراتها التي جبلت عليها منذ عقد من الزمن , هاجمت إسرائيل الاتفاق هجوما عنيفاً مصطنعاً , الأعجب بالأمر أن أمريكا وقطرائيل لن يتجرأ كل منهما على مخالفة اسرائيل ومصالحها لصالح إيران , مما يثبت أن قطرائيل وإسرائيل وأمريكائيل متفقون تمام الاتفاق على هذا الاتفاق ولكن لكل منهم دور يلعبه مستهدفين الحلقة الأخيرة من التآمر على الدول العربية وبالذات الدول الشقيقات الأربع السعودية والبحرين والإمارات والكويت , بينما سلطنة عمان وقطرائيل تتضرس أنيابهما مثل تاجر يهودي ربوي فرحين بالكيد لشقيقاتهما . إسرائيل كان لها موقف آخر. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق بين الدول الست وإيران، ليس اتفاقًا تاريخيًا بل خطأ تاريخي، مضيفا أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها ضد كل تهديد، وأنها لن تسمح لإيران بتطوير قدرات نووية عسكرية. نظرة واحدة مبسطة لتصريح نتن ياهو ومقارنته ببنود الاتفاق الظاهري بعيداً عن البروتوكول السري الملحق عادة بالاتفاقية والتي قد لايطلع عليه كل من الصين ووسيا , نجد منتهى الخداع في تصريح الصهيوني نتن ياهو , فهو يرى أنه “خطأ تاريخي ” , ولو سألناه لماذا ؟! قال: إن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها ضد كل تهديد وأنها لن تسمح لإيران بتطوير قدرات نووية عسكرية” هنا نقول بطل السحر ياصهيوني [!!!!!] . فبنود الاتفاق قللت تخصيب اليورانيوم إلى 5% وهذا لن ينتج قنبلة نووية , كما أوقفت مفاعل أراك , وسحبت اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الذي قد يمكن ايران من صنع القنبلة , ورتب الغرب لإسرائيل كل إمكانيات الأمن من قنبلة ايرانية من قبل يهود أصفهان المتحكمين بإيران حيث تشكل إيران دولة فلسطينية محتلة ثانية من قبل اليهود الأصفهانيين , فأي تهديد ليهود فلسطين من قبل يهود أصفهان ؟! . ولأن القنبلة لن يكون لها أثر الآن أو أي خطورة فهذا يعني أن المسرحية الإسرائيلية تلعب لعبة قذرة وتستهدف السعودية والإمارات كي يسهل عليهما فك الحاجز النفسي والتعامل مباشرة مع إسرائيل كحليف ممكن ضد إيران اليهودية , وسيكون ساعتها لو وقعت القيادتين السعودية والإماراتية بهذا الخطأ الجسيم , كمن يستنصر بإسرائيل الصهيونية ضد إيران اليهودية وهما دولتان لهما حلف واحد وهدف واحد هو الكيد لدول الخليج وابتزازهم.وقد علق بعض المراقبين متوقعين ” أن تكون الحكومة الإسرائيلية أكثر عقلانية بالتعامل تجاه اتفاق المجموعة السداسية الدولية مع إيران ، كون الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوربي شريكاً رئيسياً فيه”، مما يعني أن جعجعة إسرائيل مجرد الرسم لصيد أهداف أخرى . “بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحكومي يعتقدون أن إدارة أوباما فضلت المضي قدماً في بلورة اتفاق مع طهران، دون الأخذ بعين الاعتبار لمجموعة الملاحظات الاعتراضية الإسرائيلية على سير المباحثات بين المجموعة السداسية الدولية وإيران” , وهو مايعني أن هناك تفاصيل صغيرة يمكن التصديق أن اسرائيل فعلاً أبدتها تجاه الاتفاق من قبيل الخلاف المذهبي بين يهود أصفهان ويهود صهيون بفلسطين المحتلة , من قبيل الاختلاف على التأصيل التوراتي لعودة اليهود لفلسطين مع الدجال كما يراه يهود أصفهان , أو بالطريقة الاستعمارية التي ابتغاها آباء الحركة الصهيونية , وهو اختلاف لا يفسد لود الدولتين اليهوديتين قضية . وقد أكدت المصادر الإسرائيلية أن نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم يرفضون الاستماع للنصائح، ويفضلون السباحة عكس التيار الدولي في قضية خاسرة، إلى حد أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دعا في أول خطاب له، بعد عودته إلى منصبه ، في مؤتمر سديروت للشؤون الاجتماعية والأمنية ، إلى البحث عن حلفاء آخرين في ضوء تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، معللاً ذلك بأن الأمريكيين يواجهون تحديات كبيرة في كوريا الشمالية وأفغانستان وباكستان وإيران وسورية ومصر والصين، كما أن لديهم الكثير من المشكلات الاقتصادية الخاصة. وما نعنيه في تحليلنا إسرائيل ترسم لوحة فنية بمزاجها لما يعتقد زعماؤها أن المستحيل ممكناً , وهو أنهم سيصطنعون أنهم على خلاف مع حليفيها أمريكا وإيران , لكسب صداقة جديدة مع السعودية والخليج , بعد أن يصبح هؤلاء محشورين في زاوية ضيقة فليس لهم من حليف إلا إسرائيل التي ستمتص الدم العربي والرحيق العربي والذهب العربي مستعيدين ” يالثارات خيبر”.فعلينا الحذر كل الحذر مما يتمنى زعماء صهيون من إيقاعنا فيه من العار والمآزق التي لن يمحوها التاريخ . من الخاسر : بدون شك أن أمريكا قد أدارت ظهرها لدول الخليج , وأن السياسة السعودية في مصر والإطاحة بمرسي ومساندة المؤسسة العسكرية وثورة 30 يناير , واستقطاب شباب الثورة , قد أدى إلى اعتبار أمريكا أن السعودية دولة عدو أولى بالعالم , ولذا فمقابل إفساد السعودية لخطة الربيع العبري واتفاقية سايكس بيكو2 , وإفشال التحالف المصري ( الإخواني في عهد مرسي )- الإيراني ضد السعودية قد جعل المخطط الماسوني المستهدف لبلاد الحرمين الشريفين الممثل الوحيد مع دول الخليج ومصر وباكستان للإسلام السني في مهب الريح , وعليه استعجل أوباما –كيري وخامنئي بالتوصل لاتفاق كان يمكن التوصل إليه منذ سنوات . ولهذا كله فالخاسر الوحيد من الاتفاق هم السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت وباكستان, فماهي وجه الخسارة تحديداً ؟ حين نتطلع لبنود الاتفاق المعلن فإن كل مافيه لايشي بأي خطورة على وجه الإطلاق ضد السعودية وحلفاءها , ومع ذلك نجد وجل الساسة السعوديون واستنفارهم , كما نجد فرحة ورقص للشيعة الموالين للإستراتيجية الإيرانية , وبالعودة لبنود الاتفاق المعلن , فإننا لا نجد أي مبرر لتلك الاحتفالات المجوسية , كما لا نجد أي مبرر لتلك المخاوف الخليجية . من هنا يجب علينا التأكد من حقيقة واحدة من يغفلها ويتناساها فعليه الاستقالة من التحليل السياسي , تلك الحقيقة تقول أنه ما من اتفاق قد تم بالعصر الحديث خلا من “بروتوكول سري ملحق للاتفاقية المعلنة” , وحيث أن البروتوكول السري سيكون سراً على كل من الصين وروسيا والسعودية وحلفاءها , فيجب على استخباراتهم عمل المستحيل أن تصل لتفاصيل البروتوكول السري مهما كانت النتائج . البروتوكول السري يستهدف في اعتقادي مايلي : 1- مساهمة ايران بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بكل ما أوتيت من قوة مع حزب الله. 2- تقديم البحرين والكويت قرباناً لتلك المساهمة سواء قبل أو بعد الإطاحة بالرئيس السوري. 3- افتعال حرب إيرانية – عراقية مع الكويت والبحرين أو البدء بالحرب ضد الحدود السعودية والبحرين والكويت معاً من جانب إيران والعراق واليمن وعمان وقطرائيل . 4- دعم أمريكي سري أو علني دبلوماسي وعسكري وسياسي لإيران ضد دول الخليج .وبداية حرب السنوات العشر القادمة لاستنزاف دول الخليج ومواردها . الحل: حين نطرح الحلول , فإننا لا يهمنا غضب العامة والجهلة والبسطاء , لأننا نستهدف الخاصة والمثقفين والسياسيين ورجال الدولة , ولا نحفل بالرأي العام الجاهل , فالسياسة الدولية على المدى المتوسط والبعيد لا تحفل بالرأي العام ؛ بقدر ما تهتم بحصانة الموقف للدولة , وصيانة مبادئها وحقوقها ودينها وعقيدتها وشعبها على المدى المتوسط والمدى البعيد, لذلك فالحلول يجب أن تتجه للروح العملية بعيداً عن استدرار عواطف الجهلة والسذج: 1- استعادة وحدة الصف العربي من خلال الثلاثي الأهم عربياً ( السعودية – مصر – سوريا ) ودول الخليج – الأردن – مع الباكستان. 2- ترميم علاقات سوريا بدول الخليج , والاستماع لنصائح المؤسسة العسكرية المصرية بضرورة إعادة التحالف بين الدول الثلاث (السعودية ومصر وسوريا). 3- تطوير العلاقات بين الدول الثمان مع روسيا والصين .وتطوير التحالف إلى تحالف سياسي –اقتصادي –عسكري مهما كان الثمن . 4- تجاوز محنة العلاقات السورية السعودية بما جرته على مستقبل دول الخليج من مآسي واضحة , ومستقبل خطر للغاية , من خلال جر سوريا عن ايران وحزب الله , لسلامة سوريا أولا , ولتحصين الجبهة العربية ثانياً , ولتعزيز العلاقات الروسية العربية والخليجية ثالثاً. 5- الابتعاد عن شرك منصوب لدول الخليج يقول إن إسرائيل ترحب بالتحالف معها , وتفضل هذا التحالف على تحالفها مع أمريكائيل , وهو شرك ومسرحية سمجة , ولو وقعت دول الخليج بهذا الشرك فبشرها بمستقبل مظلم لن تقوم لها قائمة بعده , وسيكون مصيرها إلى كارثة لاقدر الله. 6- الإسراع بالإصلاحات المنتظرة على صعيد تغيير الوزراء , وابعاد الليبراليين والإخوان الماسون , وتعجيل إصلاح النظام التقاعدي مما يسمح بتقاعد الموظفين ما فوق خدمة عشرون عاماً , ليسمح بتوظيف ما يزيد عن نصف مليون شاب وشابة , ومن ثم زيادة الرواتب وإعادة الأسعار لما كانت عليه قبل عام 2011م , وغيرها من الإصلاحات المنشودة. وأهمها زيادة عديد الجيش والحرس الوطني . الوضع خطير , والبروتوكول السري بالتأكيد قدم البحرين والكويت هدية مجانية لإيران مقدمة لحرب طويلة مع السعودية وفق قانون إشغالها بالطابور الخامس من الإخوان الماسون والشيعة منهم التابعون لإيران وإستراتيجيتها .
د.صالح السعدون

728

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة