هل اقتربت الأزمة المالية العالمية من الانفجار؟!

هل اقتربت الأزمة المالية العالمية من الانفجار؟!

أكتوبر الأحمر ينذر بالخطر:
كتب د. صالح السعدون
******************
تحدثنا مع متابعينا منذ شهر يونيو أن من ضمن أسباب تأخير ترامب للحرب إنما هو وجود رجلين من أسوأ رجال أوباما بالقرب من الرئيس ترامب، الأول هو رئيس المخابرات الوطنية وهو أحد المؤيدين لأوباما في سياساته الإيرانية، ووجوده كان خطراً على ترامب فقد كان من الصعب أن يبدأ الحرب وهذا الرجل يقود هذا الجهاز الاستخباري الكبير، وقد تم تغييره قبل شهر من الآن، أما الثاني فهو رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهو أحد أكبر رجال السياسات الأوبامية الحميمية مع إيران، ومن سوء الحظ أن هذا الرجل العجوز لن ينتهي عمله رسمياً إلا في أول أكتوبر الأحمر، حيث سيحل رئيس أركان الجيش الأمريكي محله مارك ميلي كرئيس لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، وهو الرجل الذي رشح الرئيس ترامب للرئاسة الأمريكية وقام بحمايته، وبهذا فستكون الإدارة الأمريكية قد تم ترتيبها مع أول أكتوبر الذي اصطلح العرفين ببواطن الأمور عليه بأنه ” أكتوبر الأحمر” بسبب الكوارث العالمية القادمة منذ بداياته. وعلي بنوكنا توخي الحذر والعمل بالسرعة الكافية لتلافي الأضرار القادمة مسبقاً، وفي بعض التقارير المهمة للصفوة العالمية نجد أنه لدينا مؤشرات مرعبة، فأن الأزمة المالية العالمية ستنفجر قريباً جداً، انفجاراً مهولاً عسكرياً ومالياً، بما أطلق عليه مالياً “الانتفاضة الكبرى”، وستبدأ هذه الأزمة مع اقتراب انهيار وشيك لأكبر بنك أمريكي على الاطلاق وفق تقرير نشر في الكريملين- وهو بنك جولدمان ساكس عملاق البنوك العالمية، أن أسواق الأوراق المالية العالمية ” على وشك أن تتحول في شهر أكتوبر الأحمر “ووفق أدق كلمة استخدمها المحللون في تقاريرهم لوصف الأزمة القادمة. “بإن ما سيحدث سيكون كارثيا” -ويرجع ذلك إلى أن أحد أكبر البنوك الأمريكية على وشك الانهيار، رغم كل محاولات مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليائسة لإبقائه صامداً من الانهيار، وواقفاً على قدميه مع خطة إنقاذ طارئة وكبيرة جداً بدعمه بقيمة 1.5 تريليون دولار-ومع ذلك، فإن الاحتياطي الفيدرالي يصرف 75 مليار دولار كمدفوعات يومية حتى يوم 10 أكتوبر (الأحمر) حتى لا ينزعج مواطنو الأمة الأمريكية ويخيفهم ما سيجري- لكن رغم كل ذلك فنجد الآن أنه ” تزرع الفوضى في أعماق النظام المالي الأمريكي بأكمله”- على الأخص لأن هذا البنك يقترب من الانهيار الذي لم يتم تسميته رسمياً، وتتحدث التقارير حول أن ذلك سيتسبب في أن يكون كما قال الاحتياطي الفيدرالي “أفضل لمعرفة من هم … قبل قيام بعض المراسلين الماليين، بطباعة اسمه ونقله للعالم بأسره، ويبدأ ما قد يكون قريباً أكبر بنك يديره منذ الأزمة المالية السابقة” – ومع انهيار بنك جولدمان ساكس سينهار 566 من البنوك الأمريكية الأخرى التي فشلت على مدار الـ 24 شهراً الماضية في انقاذ نفسها من الأزمة القادمة، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تنبأ بها وأبلغها بقرب انهيارها مسبقاً، وذلك في 27 أغسطس حين قال بتحذيره: على العالم أن يتوقع من أن ” الانتفاضة الكبرى ” قد بدأت، وقال لهم إن “النظام الدولي يتزعزع بطريقة لم يسبق لها مثيل بسبب الاضطراب الكبير الذي يحدث -بلا شك- للمرة الأولى في تاريخنا، في كل مجال تقريبًا وبضخامة تاريخية عميقة”- تحذير ماكرون استهدفت ابلاغ حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد من خلال إخبارهم بأن عصر عالمهم الحاكم للعالم قد انتهى مثل عصر الإمبراطوريتين الفرنسية والبريطانية الذين سقطوا من قبلهم- وهذه الحقيقة ليست مفاجئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بل هي في الحقيقة معروفة من قبل الرئيس ترامب وهو الاقتصادي الكبير العارف ببواطن الأمور، والذي استعد أكثر من ذلك لهذا الحدث الأكثر أهمية، حيث سيحدد هذا الحدث العظيم مكانة أمريكا في ما تبقى من القرن الحادي والعشرين – وقد تم اختيار الرئيس ترامب كرئيس للدولة من خلال بيانه الذي سبق أن أدلى فيه برايه في مقابلة بالكاد لاحظها الناس آنذاك أو اهتموا فيها، وذلك في آذار / مارس 2015 ، قبل أشهر من قراره الترشح للرئاسة الأمريكية ، ” والتي على الأرجح بناء عليها فقد تم اختياره من قبل من رشحوه للرئاسة الأمريكية لإنقاذ أمريكا من الانهيار، حيث قال ” لقد اعتدنا في هذا البلد أن نحظى باقتصاد ذو صلابة شديدة، لأنه كان مبنياً على معيار ذهبي “- ولتحقيق ذلك سنشاهده مضطراً إلى استدعاء الصلاحيات غير المحدودة الممنوحة له بموجب قانون القوى الاقتصادية الطارئة الدولية ( IEEPA ) – الذي أعلن منذ شهر تقريباً من الآن أن لديه” الحق المطلق “في اتخاذ القرار في أي وقت يختاره. وتوضح التقارير، أن الجهاز المالي العالمي المركزي الذي يتحكم في نظام بترو-دولار يُعرف باسم جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك ( SWIFT ) – التي تربط المؤسسات المالية العالمية ببعضها البعض، وهي أكثر من 11000 مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة ومنطقة – حيث استخدمته أمريكا لصالحها في ما مضى، ورداً على ذلك ، فقد رأى نظام المدفوعات الدولي الصيني ( CIPS ) الذي أنشأه الصينيون لحماية أنفسهم وحلفائهم – كما أنشأت روسيا نظاماً لنقل الرسائل المالية ( SPFS ) لنفس السبب ، وهذا هو السبب وراء استمرار كل من روسيا والصين في شراء الذهب بكل ما في وسعهما.
ومن الطريف ما يعلق عليه بعض المحللين الذين يقولون أن رؤساء الوزراء في استراليا دوماً يكونون في موقع الكارثة قبل حدوثها، فرئيس الوزراء الأسترالي موريسون يزور واشنطن قبل أيام: إذن ماذا يعني ذلك من وجهة نظر المتشائمين؟ التساؤل عما إذا كانت الزيارة الحالية التي قام بها رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون للولايات المتحدة قد تكون نذير حدث شؤم كبير. تكاد تكون زيارة موريسون اليوم”زيارة دولة غير شائعة” تستغرق أسبوعاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء أسترالي منذ عدة سنوات لأمريكا، في حين أن زيارة رئيس الوزراء الأسترالي للولايات المتحدة قد لا تكون جديرة بالكتابة عنها في أي سياق آخر، إلا أن بعض الرحلات الخارجية التي قام بها مسؤولون أستراليون تزامنت سابقًا مع الأحداث المشئومة ذات الأهمية العالمية فقد كان رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد “بالمصادفة” في واشنطن في الحدث الكبير للبرجين في 11 سبتمبر آنذاك قبل وقوع تلك الكارثة، وبعد ذلك بوقت قصير كان أول حليف للولايات المتحدة يرسل قوات إلى أفغانستان والعراق. يقول البعض إن هاوارد أخذ أستراليا في وقت مبكر مع الأزمة إلى جانب أمريكا، وبالتالي قدم دعما “معنويا” لبوش الابن، لذلك لم يكن مضطراً إلى الاستغناء عن أستراليا. وكان وزير الصحة الأسترالي السابق توني أبوت “بالصدفة” في بالي عام 2005 عندما حدثت تفجيرات بالي الثانية. وورد أن شركة Abbott ساعدت المستجيبين لحالات الطوارئ وتنسيق المساعدة للجرحى الأستراليين. ثم أصبح فيما بعد رئيس الوزراء نفسه.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الحالي موريسون على خلفية حدث كبير وهي إلقاء اللوم على إيران في الهجمات على مصافي النفط في بقيق وخريص في المملكة العربية السعودية، وإعلان ترامب عن نشر قوات إضافية في المملكة العربية السعودية، وشائعات عن “حدث مالي في سبتمبر/أكتوبر”. ، لذلك يرون إن زيارة رئيس وزراء استراليا إلى أمريكا الآن نذير شؤم أنه في أكتوبر قد تبدأ الحرب ضد إيران، وقد يحدث في أكتوبر الأحمر الانهيار المالي العالمي الكبير. فاللهم سلم الوطن والأمة من كوارث هذا الشهر الذي أطلقوا عليه ” الأحمر” واجعلها على عدونا وعدو السلام العالمي.
الدكتور صالح بن محمود السعدون

10٬723

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

4 تعليق على “هل اقتربت الأزمة المالية العالمية من الانفجار؟!”

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    بوركت في طرحك المميز والمبدع دائما متمنيين لك التقدم
    عندي ملاحظه
    ماذا يجب علينا فعله في الازمه المذكوره كمواطنين
    دمت لتا دكتورنا العزيز

    • د.صالح السعدون

      من المهم سحب سيولة من البنك احتياطا لمصروفات بيتك لمدة تكفي ثلاثة أشهر على الأقل
      فمن الممكن أن توقف الأموال وتعطل آلات الصرف الإلكتروني .

  2. ارجو التوضيح د.صالح ، كيف لدولة تحاول ان تتجنب كارثة اقتصادية ان تقوم بشن حرب ، فوفقاً لابسط قواعد الاقتصاد يعتبر تجنب خيار الحرب افضل وسيلة لتفادي الكوارث الاقتصادية ، ولو قلت ان الحرب ستكون مع الصين مثلاً لربما كان السيناريو اكثر واقعية بسبب الصراع الاقتصادي ، الا تعتقد ان الولايات المتحدة عكفت منذ ١٩٩١ لترميم الاقتصاد وتوسيع المداخيل وزيادة الاحتياطي النقدي والسيطرة على الموارد العالمية ، ما نراه على ارض الواقع ان الاقتصاد الأمريكي بافضل حالاته وذلك من خلال قياس نسبة البطالة التي انخفضت كثيراً ، فلا يخفى عليكم د.صالح ان اميركا استحوذت في العشرين عام الماضية على معظم الذهب في العالم بداية بمخزون الصين في برج التجارة العالمي ومروراً بذهب العراق وليبيا ، وقريباً لن يشكل البترودولار فارقاً وهي بدأت بالفعل بالتراخي عن اجبار الدول لبيع النفط بالدولار ، وأظنها ستعود لما قبل اتفاقية بريتون وودز ١٩٤٤ ، وهذا ما يعلل سبب بقاء الذهب مرتفعاً على مدى السنوات الماضية والسباق الدولي للاستحواذ على الذهب ، الا تتفق معي ولماذا ، والشكر لكم مقدما

    • د.صالح السعدون

      بل أختلف معكم عزيزي أخي محمد لأسباب وهو أن بوش الابن قام بحرب على العراق وسرق ثروات
      العراق وبقي من خلال بريمر يسيطر على بترول العراق لخمس سنوات حتى أتخم شركاته الخاصة
      للبترول وملأ مخزون أمريكا من البترول من سرقة البترول العراقي، فإذن قامت أمريكا في عام 2003
      بحرب أخرى بعد عام 1991م.
      من جانب آخر الحرب مع إيران تفيد أمريكا فكما تعلم أن خمس ميزانية إيران تذهب لخامنئي
      طوال السنوات التي بقي فيها في الحكم، وهي قريب من 30 عاماً، ورصيده المعلن أنه 200 مليار دولار،
      في حقيقة الأمر أمواله تزيد عن ترليون دولار، سيمنح ترامب 200 مليار المعلنة لإيران مريم رجوي
      ثم تستولي أمريكا على 800 مليار دولار أي قريب من ترليون، ثم أن العرب المستفيدين من
      زوال النظام الإجرامي بإيران قد يوافقون على المساهمة قد لا يوافقون، قد يوافقون على المساهمة
      ولو ب30% من فاتورة الحرب، فيساهم هذا في تشغيل المصانع والشركات وتجريب الأسلحة الأمريكية
      الجديدة وهكذا فإن الحرب مع إيران فيها فوائد عظئمة ومنها أن أسعار البترول التي يرغب ترامب في
      بقاءها على نفس المستوى، ولكن لو قامت الحرب سيرتفع سعر البترول، وأمريكا تصدر 13 مليون برميل يوميا كأكبر مصدر
      للبترول وإلى جانب استفادتها ماليا من ارتفاع سعر البترول، فإنها ستخنق الصين هذه فائدة أخرى لأمريكا.
      وبهذا فكما ترى أمريكا لن تخسر من الحروب بل بالعكس هي دولة يقوم اقتصادها على اشعال الحروب كل عشر سنوات
      باستمرار.
      تذكر أن الأزمة الاقتصادية قد تبدأ في اكتوبر وقد تتأخر والأرجح لدى المراقبين أن اكتوبر الأحمر ستبدأ فيه الأزمة الاقتصادية
      الطاحنة من اهنيار مالي عظيم، فالحرب ستكون مفيدة في اشغال الرأي العام وإسكات الأصوات المعادية للرئيس.
      وبهذا نكون أجبنا على سؤالك.

التعليقات مغلقة