عملية التقييم وأهميتها في العملية التعليمية والتربوية /
عملية التقييم وأهميتها في العملية التعليمية والتربوية /
يتساءل الكثير من أفراد المجتمع وحتى المجتمع التربوي ذاته عن أهمية عملية التقييم ؛ وهل هذه الاختبارات المتكررة سواء منها الشفوية أو التحريرية تعود بالفائدة على العملية التعليمية والتربوية , وذهب البعض إلى حد التشكيك في جدواها ؛ بينما اتجه البعض إلى أهمية التقليل من عدد المرات التي يتم إجراء مثل تلك العمليات من التقييم المستمر ؛ ونحن ……
د. صالح السعدون
يتساءل الكثير من أفراد المجتمع وحتى المجتمع التربوي ذاته عن أهمية عملية التقييم ؛ وهل هذه الاختبارات المتكررة سواء منها الشفوية أو التحريرية تعود بالفائدة على العملية التعليمية والتربوية , وذهب البعض إلى حد التشكيك في جدواها ؛ بينما اتجه البعض إلى أهمية التقليل من عدد المرات التي يتم إجراء مثل تلك العمليات من التقييم المستمر ؛ ونحن نشاهد كيف اتجهت وزارة التربية والتعليم منذ ثلاثة عقود في عملية مستمرة للتقليل من أهمية هذه العملية وحصرها في أضيق الحدود .
ويرى البعض من أن هناك وجهة نظر تقول إن مجرد فكرة أن التلميذ يحضر إلى المدرسة " دون أن يتعلم شيئاً " فإن هذه العملية بالنسبة للتلميذ " لا مغزى لها " , ومن هنا فإننا من خلال عملية التقييم نستطيع أن نرصد نتائج التحصيل العلمي والتربوي الذي ينتج عن عملية التعلم اليومية أو الأسبوعية أو الفصلية ؛ ولذا فيتجه التربويون إلى مسألة مهمة وهي : " قضية السياسة الرئيسية في كيفية تحقيق المنافع الإيجابية من التقييم وتجنب المساوئ المعروفة لنظم [تعليمية ] هدفها الأساسي هو آداء الامتحانات " (1).
ولعل من المهم أن تفهم هذه العملية بأنها ليس من قبيل الامتحان من أجل الامتحان فقط ؛ وإنما تتمثل الأهداف الحقيقية وراء عملية التقييم المستمر في إيجاد " آلية للتغذية بالمعلومات الراجعة " كي يعلم جميع الأطراف من قائد عملية التعلم بالصف الذي هو المعلم وولي أمر الطالب كمراقب ومنتظر لنتيجة حضور ابنه / ابنته للمدرسة ونتيجة هذا الجهد و ( التلميذ/ التلميذة ) نفسه ؛ إلى جانب المؤسسة التعليمية (المدرسة ) القائمة على تلك العملية من أجل إجراء عملية تقييم للآداء ولعملية التعلم ذاتها من خلال نتائج تلك العمليات التقويمية ؛ ولعل أفضل " نظم التغذية الراجعة "هي تلك " التي تتضمن مقترحات لتصحيح الأنشطة أو إثرائها " (2) فمن خلال الأنشطة المصاحبة لعملية التعلم يمكن تعزيز عملية التعلم و إثرائها بالشكل الذي يؤدي إلى عملية تطوير تلك العملية .
أي أن المعلم أو مدير المدرسة قد يكتشف من خلال عملية التقييم أن المشكلة في عملية التعلم ليس من التلميذ وأنه ضعيف في قدراته على التحصيل الدراسي بقدر ما هو ضعف في أمور أخرى ؛ فالمنهج الدراسي قد يكون ضعيفاً بحيث لا يفي بحاجات التعلم ؛ وكذلك طرائق التدريس التي استخدمها المعلم قد لا تكون كافية أبداً ولا مناسبة لجزء أو كل من تلك العملية وكذا الوسائل التعليمية وبناء أو تحقيق الأهداف التربوية من عملية التعلم ؛ مما يستدعي إجراء تغييرات شاملة من قبل أقطاب العملية التعليمية بتلك المؤسسة من معلمين ومدير مدرسة ومشرفين تربويين تطال كافة الأساليب والطرق والأدوات اللازم تطويرها بناء على عمليات التقييم المستمر أي " كيفية استخدام الامتحانات والاختبارات في تحسين التعلم " (3) , مما سيؤدي إلى زيادة الكفاءة الداخلية للنظم التعليمية بشكل عام .
ويرى البعض أن عملية التقييم يجب إلا تقتصر على وقت معين بل ربما يجب أن تشمل عدة أساليب أو نماذج : 1) التقويم في قاعة الدرس وهي عمليات مختلفة من التقييم من اختبارات تحريرية وشفوية ورصد وملاحظة لآداء الأفراد أو المجموعات في تلك المهام التي أسندت إليهم وتبدأ تلك العمليات من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير للطالب في المدرسة ؛ وهنا فمن المهم أن يتجه المعلم إلى إبلاغ التلميذ بنقاط ضعفه ونقاط قوته وبما يحققه من تقدم وكيف يتمكن من تحسن آدائه .
2) الامتحانات المدرسية ؛ ولعل الامتحانات تأتي مكملة للنقطة السابقة ولعله مما يؤسف له أن الامتحانات تعطى –بسبب عدم كفاءة قطاع واسع من المعلمين – أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة المتابعة والتقييم داخل قاعة الصف . وهناك في بعض الدول من يستخدم أسلوب أو نموذج نظام الامتحانات الخارجية وهو يشبه من نوع الامتحانات التي يتعرض لها طلاب المرحلة الثانوية قبل دخول الجامعة ( كامتحان القدرات ) وغيرها .
ويرى البعض أن هناك نماذج أخرى للاختبارات يمكن من خلالها توسيع استراتجيات التقييم " لتشمل طائفة أخرى من المهام – مثل الاختبارات الشفهية , واختبارات الإنصات , وتنفيذ المشروعات [ الجهود الجماعية لحل المشكلات أو فرق العمل ] ؛ والاختبارات العملية – أكبر مما يمكن أن تشمله الامتحانات التقليدية القائمة على القلم والورق " (4) .
ولعل من المهم أن يعرف قائد عملية التعلم المعلم ومعه المشرف التربوي ومدير المدرسة أن أسئلة التقويم تحتاج إلى بناء خاص ؛ وليس من السهل أن تقيس كل الأسئلة الموجهة للتلاميذ كافة مجالات العملية التعليمية والتربوية , فعملية التقويم يجب أن تقيس ثلاث مجالات هي المجال المعرفي بدرجاته الستة ؛ والمجال المهاري ( النفسي حركي ) والمجال الوجداني ؛ وإذا كان المجال الأول يمكن قياسه بالأسئلة والامتحانات فإن المجال المهاري يمكن قياسه بالفن والرسم من التربية الفنية إلى رسم الخرائط أو الأشكال المصاحبة للدروس بشكل عام والحركات الرياضية ؛ كما يمكن قياس الأهداف الوجدانية من خلال سلوكيات التلاميذ وتصرفاتهم تجاه المشكلات السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها وهي تحتاج إلى الملاحظة والرصد والمتابعة , ويمكن للمرشد الطلابي أن يساعد المعلمين بما لديه من معلومات عن الطالب في عملية التقييم دون الإفصاح عما لايريد الإفصاح عنه .
د. صالح السعدون
مدير عام التعليم الأسبق بالجوف
(1) كتاب التربية للجميع : المتطلبات , المؤتمر العالمي حول التربية للجميع ؛ بحث بعنوان : استخدام أساليب التقويم لتحسين التعلم , الفصل السادس , ص70
(2) المرجع نفسه , ص 70
(3) تقرير عن التربية والتعليم في العالم 1991م , منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة , ص80
(4) المرجع نفسه , ص84
ريامي كول
الموضوع مهم ومميز وأرى أن عملية التقويم طريقه ناجحه لانها ترصد نتائج المتعلم من عملية التعلم اليوميه والاسبوعيه والفصلية
وبارك فيك على الموضوع الأكثر من [face=Arial Narrow]رائع[/color]
ريامي كول
********************
ياهلا ريامي
الحقيقة أنتم المميزون وبصدق أكثر تقييمك للموضوع وأهميته أثلج صدري وأسخن عقلي لأن الموضوع ذا أهمية فعلاً حتى بين الأولاد بالبيت أو الطلاب أو الأساتذة والموظفين بل حتى بين الجنود في ساحة الوغى , بين صورة وصورة ووردة وأخرى كل حياتنا تقوم على التقييم ولذا فإن دقة التقييم على قصيدة أو مقال يعني دقة ذوق المقيم ومدى قدرته وفهمه للموضوع أو حتى للحياة
بوركتي ودمتي سالمة
أبو بكر[/color]