حين تكون قريباً أو صهراً لوزير التربية ونائبه ووكلائه …
أهم الشروط والمؤهلات للقيادة التربوية بوزارة التربية والتعليم أن تكون قريباً أو صهراً لوزير التربية ونائبه ووكلائه …
وعندها فقط ستكون أخطاؤك مغفورة .. بل من قال أنك تخطئ ؟!
في مقال كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش بعنوان " التربية وفقد الكفاءات الإدارية " ونشره بالرياض في 6/3/1429هـ وعلق عليه الأستاذ علي العلولا بعنوان " المحسوبية في المناصب التعليمية " , وقد أشار فيه د. الشلاش إلى " رحيل الكفاءات خارج وزارة التربية والتعليم بسبب عدم وجود ما
في مقال كتبه الدكتور عبدالرحمن الشلاش بعنوان ” التربية وفقد الكفاءات الإدارية ” ونشره بالرياض في 6/3/1429هـ وعلق عليه الأستاذ علي العلولا بعنوان ” المحسوبية في المناصب التعليمية ” , وقد أشار فيه د. الشلاش إلى ” رحيل الكفاءات خارج وزارة التربية والتعليم بسبب عدم وجود ما يحفزهم على مواصلة العمل .. ومحدودية فرص الترقي.. وتهميش الكفاءات وإبعادها في أركان قصية منزوية بعيداً عن المواقع القيادية والمجالس واللجان ومراكز صنع القرار ” وكما ذكر العلولا أن د. الشلاش استفسر فيه ” عن التعيين على المراكز القيادية في الوزارة وعلى أي أساس يتم اختيارهم وتكليفهم .. وهل هناك معايير دقيقة لعملية الاختيار تركز على متطلبات رئيسية مثل المؤهل والخبرة والصفات والقدرات القيادية والفكر التربوي النير القادر على إحداث التغيير والتطوير والتجديد والإبداع بدلاً من المحافظة على القديم وتسيير العمل برتابة وروتينية مألوفة ” .
وقد أشاد العلولا بهذا الطرح الجرئ للدكتور الشلاش ؛ حيث قال : ” إن التعيين على المناصب القيادية في السنوات الأخيرة يتم على حساب المؤهل والخبرة والقدرات والصفات القيادية ؛ بل على أسس أخرى كالمحسوبية والواسطة والقرابة والولاء … بغض النظر عن أي معايير أو اعتبارات أخرى ” .
ولعلنا نضع النقاط على الحروف ؛ فمنذ وقت طويل تزيد عن أربعة عقود كانت وزارة التربية والتعليم غير محظوظة بأنها لم يتسنَّم سنامها إلا ثلاثة وزراء فقط الأول هو الدكتور عبدالعزيز الخويطر ثم الدكتور أحمد الرشيد والثالث هو الوزير الحالي الدكتور عبدالله العبيد ؛ ولعل الطرح السابق ينطبق على الأخيرين ولكننا يجب أن نقول كلمة الحق فقد كان الوزير الأسبق عبدالعزيز الخويطر ليس كبير حظ بالمنجزات فقط لأن سياسة الترشيد كانت قد اعتمدت من الدولة في أواخر وزارته بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية ولولا تلك السياسة الترشيدية لكان له شأن آخر ؛ لم يسعدني الحظ بلقائه أبداً سوى لقاء واحد كان في حفل توديعة كوزير للمعارف ؛ ولكن الحق يقال أنه كان رجلاً عصامياً بدون حدود ؛ كان رجلاً يحب وطنه بعيداً عن الإقليمية أو المناطقية فسياساته كانت تنم عن نظافة يد وقلب مدهشة , فلم يقرِّب قريب ولا صهر ولا نسيب ؛ كان عنوان سياسته الكفاءة و سياسته إلى حد الهوس كانت النزاهة والنزاهة والنزاهة شئنا أم أبينا فهذا هو الرجل الذي ترك بصماته على الوزارة كرجل أتعب من جاء بعده .
كان الدكتور عبدالعزيز الثنيان وكيل الوزارة في عهده ومن بعده ( الخويطر) وكان علمٌ في رأسه نار ؛ كان ينظر مثل كثير من أهل الرياض الأصلاء أن تلك الحدود التي وصل إليها سيف والدنا المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه هي حدود آفاقه ؛ ولا تلوموني في حب سكان مدينة الرياض فقد خالطت الكثير منهم فما أبعدهم عن المحسوبية ؛ ومنذ أن ذهب الثنيان بعد الخويطر فتحت أبواب المحسوبية على مصراعيها ؛ كان الرشيد في السنتين الأوائل علماً وحين ذهب الثنيان أتى بالدكتور خضر القرشي كوكيل للوزارة ثم نائباً للوزير فأصبح نائباً بصلاحيات وزير , ثم جاء للوزارة بعدهما وزيرنا الحالي الدكتور العبيد ونائبه المُلِّيص ؛ وكانت سياسة الدكتور الخويطر قد دفنت إلى هذه اللحظة ؛ فهذا يأتي بأبناء مدينته الصغيرة التي ملأت الدنيا وكأنه لا يصلح للمناصب أبداً إلا من هو من مدينته التي تشرق عليها الشمس أكثر من غيرها ؛ وذاك يعين والد زوجته من وظيفة متدنية صغيرة إلى مدير تعليم بمدينة كبيرة بدون مؤهلات ودون سابق علم بالإدارة ؛ وذاك يأتي بأبناء منطقته , وذاك يأتي بأقاربه ؛ فأين تريدنا د. عبدالرحمن الشلاش نجد الشفافية في ظل المحسوبية المتعفنة للقيادات التربوية ؛ ولماذا لا تهرب القيادات والكفاءات من وزارة التربية والتعليم ؛ هل تريد أن أهمس لك بالحقيقة ؛ القيادات لم تهرب بل طُرِدت ليخلو الجو لمن لا يملكون من القيادة حتى اسمها ؛ خذها في هذه القصة التاريخية :
كان المنصور بن أبي عامر أحد أكفأ القيادات التاريخية السياسية والعسكرية العربية بالأندلس وتولى منصب الوزير الأول في دولة بني أمية أو ما يشبه رئيس الوزراء في عصرنا ولكن عيبه الكبير أنه يصاب بموت قاتل إذا برز في جيشه أو مجلسه قائد قد ينافسه أو ينافس أبناءه من بعده فقضى بطرق عجيبة على كل كفاءة بالأندلس يمكنها أن تبرز على حسابه أو حساب أبنائه ؛ وداس في فرسه أراض الإفرنج والأسبان ما لم يصلها لا موسى بن نصير ولا طارق بن زياد ولا عبدالرحمن الداخل أو الناصر ؛ ولكن حين مات لم يكن أبناؤه مثله فبحثت الأندلس عن قائد يحمي الأمة فكانوا قد جندلوا تحت التراب ؛ واكتسح الأسبان الأندلس خلال سنوات قليلة ؛ وانقسمت الأندلس إلى ملوك الطوائف وغربت شمس المسلمين في الغرب ؛ بسبب المحسوبية .
د. صالح السعدون
مدير عام التعليم الأسبق بالجوف
مطرب الدندني
مقال في الصميم حقيقة لكن في وقتنا الحاضر يحتاج الى شخص جرىء للتعليق0 ربما لا املك مقومات ذلك الشخص
************************
في الحقيقة أستاذ مطرب فيك الخير والبركة ونحن منذ سنوات ونحن نتهاوى والتعليم في تراجع , من يتخيل أن موقع التعليم بالمملكة يتراجع إلى مستوى التاسع عشر بعد جيبوتي وربما اليمن أين ما يصرف على التعليم من أموال أن المحسوبية قد قضت على كل أمل بالتطوير وما لم نرفع صوتنا عالياً فإن الوضع لن يتغير :
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
محبك أبوبكر