كوخ القمر

وحين اتيتِ إليَّ..
بنيت لنا عاشقي..
كوخَ فوقَ القمر
زرعت حواليه..
أزهى الورود
وأسقيتها قطرات المطرْ
ونسَّقتُ ألوانهِا بعناية
عسى أن تنالَ رضاكِ
وتحظى قبولَ القمرْ
وشجعتُ كلَّ البلابل..
وطيرَ الشحر
لتسكنَ في كوخِنا..والشجرْ
لتطربَ أذنَك..
بُعَيْد الشروقِ..
وعند الغروبِ..
كعزفِ الوترْ
وتؤنسَ غربتَنا..
في الليالي التي..
بها قد نرود القمر

** ** **

وصُغتُ الأماني
وأحلامَ حبي السعيدْ
ورحت أُغَنِّي ..
بأحلى نشيدْ
فيا أي فرح ..
ويا أي عيد
تعود علي..
بعمر جديد
وعهدٍ جديد
وطفْتُ.. وسرتُْ
أدورُ على الأرصفهْ
وكل الشواطئ..
أشدو بلحني الجديدْ
وأحلى النشيدْ
فمن قــائلٍ..
ياله من مجيدْ
ومِنْ قائلٍ..
آه ما أترفهْ
** **
وكانت جميعُ الكواكب..
وكلَّ النجومِ..بأفلاكها
تمرُّ علينا ..
تدورُ ..على كوخِنَا والقمرْ
تلوّحُ أنوارُها بالسلام
وتشدو بأحلى نغمْ
وتنظر في دهشةٍ..
كيف أنِّي وأنت..
بنينا قوائمه من عدمْ
**********
وحين بذلتُ جهودي..
لنسكُنَ ..((كوخ القمر))..
وجدتُ الشحاريرَ غضبى
منكسةً ريشَ أذيالِها
وجدتُ البلابلَ صامتةً..
ماتُغَنِّي..
وجدتُ الزهورَ حزينة
وجدتُ الخسوفَ ..
يغطِّي القمرْ ..
وعمَّ الظلام ُ..
على الكونِ مثل حداد
فأختُ القمــــرْ ..
تعتذر في عنــــادٍ
حضور احتفالٍ..
مهيبٍ .. غريبٍ..
بسطحِ القمــرْ

** *** *
وغصّت بحلقي..
بوادر فرح عظيم
يشاركني فيه كلَّ الشجرْ ..
وحتى الحصى والحجر
بجانب كلَّ البشر
فما كان تغريدُ بلبل
ولم تتَغنَّى ..
طيور الشحر
فأسدلتُ فوقَ المكــان..
ستـــارة
وأجَّلتُ حفلي..وعُرسي
لما بعد عامٍ
لعلَّ عروسي الجميلة..
تحنُّ ..وتشتاق..
أن نحتفل بلقاءٍ ..
بكوخِ القمر

للشاعر الدكتور صالح السعدون