نجديـة

ياجارتي..
طال المساء..
وزال عن عيني
الكرى
ياجارتي .. النجم غاب ..
والكل قد سرى
ياجارتي..
نمتي وقلبي ساهرٌ
والعين ويحها ..
بالأسى تتعبرا
ياجارتي ..
هل مرة ذقتي الهوى
أو منه دمعك ..
فوق خدك قد جرى؟!
ياجارتي ..
هلاَّ سهرتي ليلة..
تبكي حبيباً ..
قد أدار لك الورا؟!
ياجارتي اصحي..
فإني ساهرٌ..
ومودع منذ الصباح الأزهرا
والنيل – في دربي – ..
سأمزجهُ دموع
كي يدري أني ..
في وداعك مجبرا
ساءلتها :
من أين أنت أميرتي؟
“نجدية ” قالت,
فأي ظبي أسمرا
نعم النساء..
ونعم هاتيك الربى
نعم البطاح..
ونعم في نجد الذرا
ياجارتي..
يرضيك أرتحل الغداة
ودونما ألقاك..
والليل القصير سيدبرا
ألا تشعرين بأنني..
هذا المساء..
أذوب فيك..
صبابة ..وتأثرا
ألا تلمسين بداخلي..
ناراً..حريقاً مُسْعَرا
وأذوب فيك تأوهاً
وتذيبني لمَّا تسير تبخترا
ماذا تقولي..
إن أتيتك طارقاً..
للباب ضيفــاً..
هل أضاف فتُعْذَرا؟!
أم يا تراك تصُدَّني..
من عند بابك ..
كي أعود القهقرا
فمع الغداة..
لسوف أطوي حقائبي..
ولسوف تحزن ..
ياصديقَ الأَزْهُرَا
هلاَّ اشتريتِ..
من حياتي ساعةً؟!
تغنيك عن كل الأنام..
لأشهرا
هل تبحرين..؟!
بيخت عشقي ليلة..
تتذوقي شهداً..
وحباً مسكرا
هل تسمرين معي ..
صديقتي برهةً..
كي تجعلي ليل الصحاري ..
مثمرا
فلسوف أغرس ..
فوق نهديك الورود
لأشمَّ فيك ..
الياسمين وعنبرا
ولسوف أجعل ..
من مسائك ملهماً..
والجو حولك ..
من غنائي مبهرا
ولسوف ترقصي ..
ليلة مجنونةً..
بالعشقِ..
والسكر المباح ..
وأكثرا
** ** **
قالت بودي ..
لو أذوب لساعة..
في بحر عشقك ..
يا لذيذ ..وأسمُرا
لكنني أخشى ..
الفضيحة ..والعدا
أخشى ..وأخشى ..
أن أزل فأُكسَرا
أخشى الرقيب..
وعين جارتنا التي..
تتصيد الزلاَّت ..
إن لم أحذَرا
يا ليت تطوي..
في ذراعك خاصري..
وأتوه لو لحظات..
فيها أسْكُرا
يا ليت أرقصُ..
ليت أبكي ..
أو أنمْ..
في مخدعٍ..بأريج حبك ..
يزخُرا
لكنني أرجوك أعذرني ..
لأني لما تريد ..
أخافُ.. بل لا أجسُرا
** ** **
ومع الغداة وفجأةً..
قابلتها ..
وحقائبي ثكلى..
تئن .. وتجأَرا
صَرَخَتْ..!!
كـ “ريمٍ”في فلاةٍ..
أُذعِرا
جفلتْ ..!!
كأُنثى حبارى ..
لما شاهدتْ بازاً..
فولَّتْ خائفاً تتعثَّرا
لِمَ تهربي مني ..
وكلي صبابةً..
قولي وداعاً..
لوعةً..وتحسرا
قد نلتقي ..
أو ربما لا نلتقي..
ألا فاذكريني ..
والحبيب سيذكرا
&&&&
القاهرة 1406هـ

للشاعر الدكتور / صالح السعدون