الهزيمة رجل .. والنصر أنثى


الهزيمة رجل .. والنصر أنثى
شعر : د.صالح السعدون

الحياة غريبة بين الرجل والأنثى .. ففي الوقت الذي يعتبر الرجال أن نصرهم على النساء في نظرة عابرة أو ماكرة أو ما هو أقل أو أكثر . إنما هو انتصار رجولة .. على الأنوثة .. غير أن هذا هو عالم الرجل المخادع .. ففي رؤية المرأة القضية معكوسة وباختصار .. إن الهزيمة رجل .. والنصر أنثى

الهزيمة رجل والنصر أنثى

شعر د.صالح السعدون
***
وحينما تخونني لغة الكلام ..
فكيف لي أن أمدحك ..
يا شاعري ..ما أجملك ..
ما أجمل الشعر .. و أغلى صحبتك
يا ويح قلبي كيف لي ..
أن أشكر الأقدار
وكيف لي يا صاحبي ..
وأنت شاعري
كيف لي أن أسعدك
الله .. يا صحبة الأقمار
قالوا لنا ..
و عندما كنا صغار ..
زير الرجال ..
يغري كثيرات النساء ..
وجدت في ..هذا .. هراء ..
إن الفحول من الرجال ..
يغري فتاة واحدة ..
مراتُ عدة .. في نهار
***
من أجل هذا شاعري ..
عشقت جداً ..صحبتك ..
عشقت أن أغامر الدنيا معك..
فأجمل الحياة ..
أن نكشف المجهول ..
وأجمل المجهول ..
أن نجهد العقول ..
لنعرف الحقيقة
وربما أجمل من الحقيقة..
أن يظل ذلك المجهول
..يُحير العقول
نقف أمامه ..
في عجز عن معرفته
نبقى أمامه .. يا سيدي ..
في رهبة من الذهول ..
*****
يا شاعري ..
من الغريب والعجيب ..
أني أعرفك ..
فلست بالمجهول لي
كأنني أعرفك من سنين
كأنني .. خضت السهول .. والحقول
أجري معك ..أبارزك
وأقطف الأزهار
وأجني الثمار ..
من أغصان حبك القتول..
أعطيك مني كل ما تريد ..
كرز وخوخ وعنب
وأقتطف منك الدوالي
..و الرطب
كأنني على السفوح والمروج ..
قاتلتكم يا سيد الفحول ..
وقد تعثرت.. بزندك المهول
سقطت من سرجي بدون ترس
نزعتني منه بساعد مفتول ..
كسرت سيفي ..
هزمتني .. صرعتني ..
ياللعجب
قد كنت في هزيمتي سعيدة ..
ومثل فارس قتول ..
وضعت سيفك المسلول ..
حول رقبتي .. طوقتني ..
جردتني سيفي ..
ودرعي المبلول
كانت هزيمة مجيدة ..
وكنت كالعروس
أعيش لحظتي ذهول
وكنت أنت قاتلي ..
وكنت من قلبي سعيدة
بهذه الهزيمة المجيدة
هلا سمعت في دناك ..
عن الهزيمة المجيدة ؟!!!
***
و كنت فاتني .. وفارسي ..
وأنت رمز عرسي ..
وكان سيفك المسلول ..
مخيف .. بل مهول ..
في حومة العراك ..
كنت قاتلي ..
وكنت في هزيمتي ..
أشد من آلام ضرسي
أجتر نصرَ .. نفسي
على طغيانك القتول
أجتر ..آلامي ..
وأخفي عنك حسي
سوى عيون ناعسات خُرسي
وكان سيفك المجنون..
والمسلول
تغرسه بعنف الحرب والشكيمة
بكل قوة .. عزيمة
في أعمق أعماق نفسي
كانت هزيمة رهيبة
وكنت مستسلمة ..
للأسر .. بل للقيد ..مستجيبة ..
ولم تكن لدي رغبة ..
في أن أقاوم ..
الأسر .. والقيود ..
أو أن أساوم
فسجنك المحاط بـ ” الدماء ” ..
عفواً أريد أن أقول ..
فسجنك المحاط ..
بأحمر الورود ..!
يبدو كأنما هو جنة الخلود ..
بها وجدت أنني ..
كأنني أسيرة ..
كأنني أميرة القدود
تئن من ثقل العقود ..
والخلاخل
تئن من ثقل القيود
تئن من ثقل النهود ..
والجدائل
مشيت .. مابين يديك
أنفذ الأمر الذي تصدره عينيك
في رغبة أكيدة
ولذة ..وئيدة
فلا تظنه لك انتصار ..
ولا تظنه لي كسرة وخيبة
أنا الذي..
خرجتُ بانتصار ساحق
من معركة عجيبة ..
وكان قلبي ..
خر هائماً ..بحومة العراك
خر صريعاً في هواك ..
هزمتَ قلبي ..
في معارك الهوى
يا سيدي ..
لقد علمتُ من هزيمتي ..
شيئاً .. وعلماً ..واعتبار ..
” ..هزيمة الحب انتصار ..”
هزيمتي معك ..
أكثر من انتصار ..
كوني أقاتلك ..
من بين آلاف النساء
مؤكد .. بأن هذا انتصار
ولو يقال أنه هزيمة ..
تعال اسحقني ..
بزندك المفتول ..
واجعل جوادك الكريم
يهوى لحاق مهرتي ..
في وسط ذلك السديم
مادام ذلك الغبار ..
باق مكان المعركة
عُد لي فقد اشتقت للهزائم ..
فطعمها منك .. كأنه ..
شدو الحمائم ..
أريد أن أكرر العراك
والنزول
أريد أن أبدو ..كأنني أقاوم
أريد أن أبدو كما .. لو أنني ..
أقاتل الخيول ..
أقوى الخيول
كمهرة يسري بقلبها ..
عشق الخيول
*****
يا سيدي
نورت لي دربي ..
أعدت لي السلام
جعلت وقتي كله ..
قصيدة جميلة .. أنغام
فأنت كنزٌ أقتنيه ..
أقدره على الدوام ..
تظنني يا عاشقي ..
كمن جعلتني ..
أنثى وغير صالحة ..
لغير كم من الرجال ..
وربما هذا صحيح ..!
لكنني يا سيدي ..
أيقنت أيضاً ..
ألا تكون أنت..
تصلح لغير قلبي في الإناث
فكل أنثى باقية
تحمل رايات نصرها ..
من فوق هامات الرجال ..
حتى ولو هي ادعت
بأنها مهزومة
مسحوقة من تحت أقدام الرجال
إياك أن تصدقه..
فكل ذا أضغاث ..
يا شاعري ..
أنت الذي عشقته من الرجال ..
عشق تخونني فيه اللغة ..
وكل أسفار اللغة ..
لا تسعف اليراع ..
كي عاشقي.. أكتب عنه ما يفيه
فحينما تخونني الكلمات
عن وصف ..عاشقي
ما حيلتي ؟
لكنني أقول باختصار ..
إني أحبك ..
وإنما هزيمتي أمامكم ..
كانت عظيمُ انتصار
تعال لي ..
نخوض كل يوم معركة
وسمها – إن شئت – ” انتصار ” ..
ثم اعتبرها لي ..” كارثة ” أو ” انكسار “..
و” خيبة أليمة “..
يا حسنها من “خيبة أليمة “
و ياله من ” انكسار ” ..!!
يحلو إلي ..
أن أزغرد ..
من أجل تلكم الهزيمة
فهل رأيت ..في دناك
مجنونة أنثى مزغردة ..
تشرب أنخاب لذة الهزيمة ..؟!!
وسيفها مكسور تحت رأسها ..
و بينما الدماء ..
تطفو بساحة الجريمة ..!
أعني بها..
الورود والعطور ..تنتثر
من حول ساحة الهزيمة ..؟!!!
فلا تمن صبي أبداً ..
علي بالهزيمة ..
واستكثروا معاشر الرجال ..
من كل هذا الانتصار ..
فإنما نحن معاشر النساء ..
نشقى الليالي ..
من أجل أن نفوز ..
في هزيمة ..!
الله يا لروعة الهزيمة
د.صالح السعدون

2٬707

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

7 تعليق على “الهزيمة رجل .. والنصر أنثى”

  1. واحد من الناس

    صصح لسانك ..

    صدقت بكل ماقلت والله أن بعض الرجال يعزز رجولته بقوته على النساء " زوجته " أخته " وحتى أمه " < ياللعجب فكيف له أن يرضى برجولته والناس حاقدين ومقللين من قيمته ومستحقرينه !

    عجب العجاب الرسول قد أوصى بالنساء فـ لمآ نحاربهن ونسترجل عليهن ..

    بوركت يَ دكتوور .. و كنت أتمنى أن تعطينآ معاني بعض الكلمات كـ ( المروج -أجتر -والشكيمة -أضغاث

  2. [face=Arial][face=Arial]

    تحية طيبة

    عشق أدهشني عمقه

    وألم لا يشفيه نصرها المزعوم

    رؤية ناضجة تلك التي تحيل الهزيمة نصر ولكن ليس في الحب

    لا أتصور أننا نستطيع إدارة الألم في الحب

    ولا أن تتحول هزيمة الحب إلى انتصار ؟؟؟

    لا أعتقد ذلك دكتور صالح

    لك احترامي وتقديري[/color][/color]

  3. د.صالح السعدون

    الكاتب :واحد من الناس
    صصح لسانك ..

    صدقت بكل ماقلت والله أن بعض الرجال يعزز رجولته بقوته على النساء " زوجته " أخته " وحتى أمه " < ياللعجب فكيف له أن يرضى برجولته والناس حاقدين ومقللين من قيمته ومستحقرينه !

    عجب العجاب الرسول قد أوصى بالنساء فـ لمآ نحاربهن ونسترجل عليهن ..

    بوركت يَ دكتوور .. و كنت أتمنى أن تعطينآ معاني بعض الكلمات كـ ( المروج -أجتر -والشكيمة -أضغاث

    حييت أيها الواحد
    أشكر لك تفاعلك
    معنى الكلمات
    المروج هي جمع مرج وهي الأرض الخضراء الواسعة كثيرة الأزهار والأعشاب كمرج بني عامر ومرج دابق ومرج راهط وهي الأرض الواسعة التي عادة تكون للمرعى وتستغلها الجيوش للقتال .
    أجتر هي من اجترار الجمل لطعامه .. بأن يأكله ثم يجتره فيعيد أكله .. وهو هنا أن الانسان يجتر آلامه فيستعيدها ويتذكرها ويحزن وكأنها الساعة
    الشكيمة هي قوة القلب والعزيمة
    أضغاث : أضغاث أحلام .. يعني أنها الشيء غير ذات القيمة لأن الروؤيا ذات قيمة وبشارة بخير أو إنذار من شر أما الأحلام فأضغاث لا قيمة لها
    دمت بألف خير
    د.صالح السعدون [/color]

  4. د.صالح السعدون

    الكاتب :نبض(زائر)
    [face=Arial][face=Arial]

    تحية طيبة

    عشق أدهشني عمقه

    وألم لا يشفيه نصرها المزعوم

    رؤية ناضجة تلك التي تحيل الهزيمة نصر ولكن ليس في الحب

    لا أتصور أننا نستطيع إدارة الألم في الحب

    ولا أن تتحول هزيمة الحب إلى انتصار ؟؟؟

    لا أعتقد ذلك دكتور صالح

    لك احترامي وتقديري[/color][/color]

    أهلا بك نبض
    رد عميق
    يحتاج إلى إجابة عميقة
    سأجد وقتاً من أجل إجابة على ما عنيتموه .
    ألف شكرا لحضوركم
    د.صالح[/color]

  5. د.صالح السعدون

    الكاتب :نبض(زائر)
    [face=Arial][face=Arial]

    تحية طيبة

    عشق أدهشني عمقه

    وألم لا يشفيه نصرها المزعوم

    رؤية ناضجة تلك التي تحيل الهزيمة نصر ولكن ليس في الحب

    لا أتصور أننا نستطيع إدارة الألم في الحب

    ولا أن تتحول هزيمة الحب إلى انتصار ؟؟؟

    لا أعتقد ذلك دكتور صالح

    لك احترامي وتقديري[/color][/color]

    السلام عليكم
    تحية طيبة
    عميقة هي أفكارك نبض .. وكأني بك ذات نبض مؤلم ومتألم
    متألم من هذه الحياة ..
    ولذا فلم تتقبل / تتقبلي هذه الرؤى
    أعتقد أن الأنوثة في نظر الذكورة تمثل حالة ضعف أبدية ..
    ولكن كم من عين غزال أردت أسد هصور ..
    هل رأيت فلم الجميلة والوحش .. إنها حالة كبرى عما نحن بصدده
    وحش يدمر مدينة .. ولكنه هزم أمام حب الجميلة ..
    الجميلة الخاصة بهذه القصيدة هي فارسة ميدان سيفها بيدها ومستعدة للنزال والقتال .. بيد أنها في الوقت الذي هي قادرة على المجابهة .. إلا أنها تجد لذة عجيبة في تصنع الهزيمة .. لأن للهزيمة معنى انتصار في قاموسها هي وبنات حواء .. وفي الوقت الذي يعتقد الرجال في دروب الغواية والحرب العاطفية أنهم هم المنتصرون دوماً غير أن الحقيقة مختلفة .. فالنصر في نظري أنثى .. والهزيمة رجل .. على عكس ما تعطينا اللغة العربية بمفرداتها من أمر وفهم معكوس فالنصر مذكر والهزيمة اسم أو كلمة مؤنثة ومن هنا جاء معاكسة الواقع ..
    أعتقد أنه في الحب في الغالب الأنثى منتصرة وفي الغالب الرجل مهزوم ..
    أما الألم في الحب .. فقد لا توجد السعادة إلا بعد الألم .. على الأقل في رأي بعض المجربين .
    شكرا لمداخلتك الراقية ..
    لك شكري وتقديري
    د.صالح السعدون[/color]

التعليقات مغلقة