لقاء في برج المدينة ..
لقاء في برج المدينة ..
شعر الدكتور / صالح السعدون
الذكرى مهما كانت قريبة أو بعيدة .. إنما هي نواقيس تدق على مدى الحياة .. ومهما كانت الذكرى سعيدة فإنها قد تصيبك بالتعاسة كلما تذكرت أنها في زمن قد ولى ولن يعود ..الأيام تطوي أعمار البشر وهم لاهون .. وفجأة يجد الإنسان نفسه قد انتقل من العشرين إلى الخمسين دون أن يجد كيف ومتى .. مرت كل تلك السنون .
لقاء في برج المدينة
والتقينا مثلما زوج كناري ..
فوق غصن الدوح ..من بعد اغتراب
والتقينا يا حبـيــبي .. في كلينا ..
زفرة الآلام ..في جوف الصدور
كركام من سحاب
لهفة تشعل في أعماق نفسينا
شهابٌ .. وثقاب
فتفجر هذه الأشواق ..
من أقصى الجذور..
مثل أمواج العباب
حين جئتِ ..
لم أكن أتصور..
أنني قد ألتقي .. هذا الشباب..
يا جمالاً لاح في وجهك .. حسناً
لا يباريه .. شبابٌ أو جمال ..
يا حياءً .. يكتسي وجهك منه ..
لون ورد مزهرٌ ..
بالطل مال ..
جئتِ في موعدنا سيدتي ..
في دلال .. وحياء ووصال ..
اكشفي عن وجهك الأجمل ..حبي
أمتعيني .. أسعدي..
قلبٌ مصاب ..
***
يالهذا البرج من ذكرى حميمة ..
يالهذي الليلة .. الحبلى العظيمة
أي لحظات زمان نقتطفها ..
بين همس .. وابتسامة ..
لحظات في هوانا ..
يا حبيبي ..ذات قيمة
تسعد النفس السقيمة ..
تجعل الفؤدُ سليمة
ياحبيبي .. إن قلبي فيك ذاب
***
هل رأيتِ جرأتي ..
بين الفحول ..؟!
هل رأيتِ ..ما أبالي ..
إن جهلتِ أو غضبتِ..
أو ذُهِلتِ ..
أو ستبدين القبول ..!!
لن أبالي في شروقك والأفول !!
إنني قبلت فاك ..
بينما نحن يساورنا الذهول ..
ثم ثنيت .. وزدت ..
دون أن أخشى..
أترفضِ ما فعلت..
أو ستلقى قبلتي منك القبول ..
وشممت ذلك العطر المعتق ..
يتفاعل مع أنفاس..أنثاي الخجول
ولمست الورد ..يا سيدتي
بين الحقول
يا حبيبي..
انشري العطر ..بأرجاء المدينة
انشريه بين هاتيك الطلول
واتركيني .. مثل تلميذ كسول
لستُ في هذا الهطول ..
زاهداً سيدتي .. أو راغباً عنه ..
ولستُ .. يا سيدتي أنوي .. القفول
زدت تقبيلاً لفاك ..
لم أبال .. إن غضبت ..
أو تغشتكِ السكينة
لم أبالِ .. إن تجاهلت شفاهي ..
وخجلت ..
وتحديت لفي أن تلثمينه
كنت أدري سوف يأتي زمناً
فيه لسوف تندمين ..
أَنْ خجلتِ .. وترددتِ ..
لعرفٍ وأصول
لن ألمك .. إنما فلتعذريني ..
كلما زرتِ الطلول
أن أسجل في سجل الذكريات
أنها ذكرى حزينة ..
حيث أني سوف أبقى لسويعات
أجول ..
عبر تلك الذكريات
مثل عصفور شريد وسط غاب ..
***
د.صالح السعدون