لندن مدينة الحضارة .. قصيدة شعرية
لندن مدينة الحضارة .. قصيدة شعرية
مدينة لندن مدينة عريقة .. تجد فيها مالا تجده في غيرها ..
قد تخافها لأول زيارة لك .. ولكنك مع تكرار الزيارة ستحبها حتماً .. إنها عريقة .. متخمة بعبق التاريخ والحضارة ..وفيها كل ما يخطر لك على بال ..
إلى القصيدة ..
لندن مدينة الحضارة
وحين سرتُ ..
في دروبك الخضراء ..
للمرَّة الأولى ..
ومن سنين ..
رأيتُ فيكِ .. أشباح العجائز ..
رأيت فيك جبارين ..
رأيتُ فيك بائسين ..
رأيت في الجموع ..
أشباح الجنائز
صمتٌ .. وخوفٌ
وكثيرٌ من ضجيج ..
صخبٌ ..ورعبٌ..
منتشر في كل أركان المدينة
وما رأيتُ إلا زفرة الأنين
حاولتُ أقرأ الوجوه ..
من أغراب .. من أعراب ..
من رجالٍ أو نساء ..
الكل في خوف من الإرهاب
..من سطوة الجريمة
وما عرفت أهلي ..بينهم
فقد .. تأثروا ..
بجو لندن السقيمة
وكنت في شبابي ..
دون أي قدرة ..
على الحوار والنقاش ..
في منطق أو لغة سليمة
فما جلست مع كرام ..
ولا عشقتُ من كريمة
فأهلُنا هناك.. تأثروا..
وما بقوا أعراب
والناس كل الناس
مستوحشين ..باحثين عن أمان
الكل ..للمجهول ..
دونما وعي ..
وفي محيط لندن ..
قد صار .. كالرهينة
***
بحثت عن سعاد ..
عن جواد
بحثت عن ليلى وعن… أمينة
وجدت في خوف العذارى
بؤسهن ..
كُنَّ يعشنَ دونما أمان ..
ولم أجد من بينهن لي خدينة
كان الجمال في كل مكان
لكنه هيهات ..
مثل الصخور كالجماد
ودونما إحساس أو عواطف
يلهثن خلف المال بانقياد
يلهثن خلف الرقص والأعياد
دونما إحساس.. في بلّاد
بكيت قريتي ..
كم في زواياها من السعادة
كم أن أهلها
يمضون وقتهم ..حبور ..
في راحة .. سرور
وجل وقتهم عبادة
من حولهم دنيا أمان ..
حب ٌ وشوق ٌ ..وزيادة
***
ودار بي الزمان ..
سافرت من محيط.. للمحيط
وجئت سان (1)
في كالفورنيا ..في قاصي الدنا
حيث المحيط الصاخب المخيف (!)..
وحيث لا أمان ..
وحيث كل ما فيها عنيف ..
وكل ما فيها سخيف
الناس كالحيطان ..
لا يبصرون.. لا يحكون
الخوف يملأ المكان ..
تمشي ولا تدري ..
من أين ..تأتيك المنون؟
رصاصة تطيش من هنا ..
أو طعنة في الظهر من جبان ؟
أو غادر خئون؟
يخيفك الضجيج ..
ويرعبك ترابها ..
في الليل والسكون
ذكرت قريتي ..في شرقنا
حمدت ربي أن أظلنا ..
بنعمة الأمان ..
***
ودار بي الزمان ..
وجئتُ لندنْ في معاد
وبعد عقدٍ من زمان
وكنتُ كالضمأَن
وكنت خائفاً قلقان
وبعد ما قد سُحتُ في الأوطان
كسندباد
فتارة للعلم والفنون ..
وتارة تجارة
فسرتُ في كل الدروب ..
و الوهاد
زرت القلاع والمتاحف..
وجدت في أنحاء لندن الحضارة ..
وجدتُ جنة ً ..خيال
من تحتنا .. تجري بها الأنهار
من فوقنا .. زخات دائمة ..
من الأمطار
ليلاً مع النهار
وفي القطار ..
من تحت هاتيك القصور ..
والأنهار(2)
تسير دونما خوف ..ولا ذمار
وجدتُ تخطيطاً ..وخبرة ..
تقرأ خلالها العقود و القرون
وجدتُ بنيةً تحتيَّة ً..
تبز خيرة الأوطان
حريَّةً مطلقة ً..
والناس في سكون ..
يظلهم نظام كله أمان ..
نظام ثابت .. كما الجبال ..
ما خاف انقلاب ..
أو ثورة حمراء ..أو صفراء
ولم تدنسه محاكم التفتيش
..كالإسبان
أو مقصلة ..تقوم في قصف الرؤوس
في باريس
ومجلس الإدارة ..
في سكرةٍ نشوان
حرية ..!
تخــتال..في كل الشئون
وجودةً .. في كل صنعة ٍ
في كل أنواع الفنون
أشجار ها معمرة
فبعضها من ألف عام ..
وجدتُ في الحدائق الحمام..
وأغرب الأشجار .. و الأطيار
فيها الورود والأزهار
فيها مجالس المجون والوقار
فيها النقاش .. والهجوم..
والدفاع ..والحوار
حرية ..؟؟؟تشوبها أصالة..
لا فوضوية ولا ضجيج ..
لا خوار
وجدت في الصبايا ..
روعة الخطاب
ولهفة الأحباب
و روعة الإثارة
فإن دخلن فيك .. دونما ارتياب..
وإن خرجن ..قد برعن دائماً
بخفة الزيارة
وجدت في النساء رقة النساء
وجدتُ شيء من رقي
وجدتُّ استنارة
وجدت في عيونهن نار ..
وإن كسا قلوبهن شيئاً من برود
وإن رغبن بالجنيه والدولار
وإن رغبن في الحياة
شفاههن ابتسامة
عقولهن واللسان
ثقافة..حوار ..
رأيت عند بعضن ..
تلاقح الحضارة
وجدت في التعامل الفنون
وفي الرجال بعض من أصالة..
و كم هائل ..
من جفاء..وبرود
***
شتان بين لندنٍ و سان
فقد وجدت في بنت المحيط
فوضى .. و .. بل قانون غاب ..
ليسوا سوى بعض رعاةٍ للبقر
كأنما ليسوا من البشر
فأصبحت لندن ..
أمام تلكمُ الأحراش والذئاب
رمز الشباب ..والإنارة
قد صار ذاك الغرب ..
في أقصى المحيط ..
والخوف في أكنافها محيط
وأصبحت لندن لي الهوى
شرقية الهوى لندن ..وإن أبيتِ
ومن خلال تاريخ طويل
من الصراع .. والتجارة
فقد عرفت الشرق ..من قرون
ورغم ما فيك من المجون
ورغم ما فيك من البغي ..
وظلم وحقارة
قد كان تاريخاً خئون ..
سياسة فيها الفجور
كأنها الدعارة
في كل شبرٍ في الدنا
زرعت شوكاً ..
بل ولغماً ننتظر ..
إن ما انفجر ..
في ذات يومٍ سوف نسمع انفجاره
لكن سيبقى وجهك الجميل
في القصور .. والآثار..
والحجارة ..
بل في المقاهي .. والجنان ..
و في مراكز التجارة
فيك الغصون والحمام والهديل
وفيك – لو أبينا – قمة الحضارة
وحينما أودعك ..
لندن أسائل الأيام ..
متى أعود ..؟!
لأرتشف فيك النسيم ..
والمطر ..
وفي يدي مظلتي ..
ومعطفي الشتوي ..
ليحلو السفر
ففيك لندن منتهى الإثارة
(1) سان فرانسيسكو بكالفورنيا
(2) المقصود بالقطار الأندر قراوند بلندن .
*******
(زائر)
[color=AC5668]وسافرت بي كلاماتك لمدينة الضباب
إحساسك هنا يجعلنا نقرأ بأستمتاع وبعمق!!
قصيدتك مثيرة وشيقه ..كيف لا وأنت ياسيدي من كتبها…
أرجوك تقبل ردي المتواضع
صباحك معطر بالوررررررود ][/color]
د.صالح السعدون
حييت أيها الزائر
حفظك ربي ورعاك
هو احساس شاعر في مدينة زارها مرات عديدة
الأولى وعمره بالعشرينات حين كانت الجريمة في لندن ترعب سكانها وزوارها .. كانت مشاعر الشاعر هي الخوف من كل شيء بالمدينة ..
ولكن حين زار الغرب الأمريكي وسمع أثناء زيارته عن مدى الجريمة في سان فرانسيسكو وبعض المدن الأمريكيةكلوس انجلوس .. ثم عاد إلى لندن ووجد لندن مدينة منفتحة على الشرق ومختلفة عن الصورة المظلمة السابقة .. تفتحت عين الشاعر على محاسن الحضارة الغربية التي حاول أن يعددها رغم ما يعيب تلك الحضارة من الظلم والبغي والحقد في مضمار السياسة الدولية وخاصة تجاه القضايا العربية .. ولكن من زاوية الأمر الإلهي أن نعدل لأن العدل أقرب للتقوى ففيها أي تلك الحضارة من النقاط المضيئة ما يجب أن يشاد بها وأن تحتذى
شكرا لك لمرورك أيها العزيز
د.صالح [/color]
واحد من الناس
الحضاره .. هي بـ لسانك وعقلك .. ياسعادة الدكتور ..
قصيدة < بالفعل شيقه ورائعه مليئه بالخيال الواقعي ..
وصفت مدينه لآيمكن ان يتخيلها أحدا قط إلا بوصفك لهـآ قد عيشتني أجوائها خلال قرأتي للقصيده
سلمت اياديك بمآ تكتب حفظك الله وراعاك من كل شر ..
تحياتي
د.صالح السعدون
قصيدة < بالفعل شيقه ورائعه مليئه بالخيال الواقعي ..
وصفت مدينه لآيمكن ان يتخيلها أحدا قط إلا بوصفك لهـآ قد عيشتني أجوائها خلال قرأتي للقصيده
سلمت اياديك بمآ تكتب حفظك الله وراعاك من كل شر ..
تحياتي
حياك الله أخي وأستاذي
هل زرت لندن ..؟
صدقني ستكرهها لأول وهلة .. ثم سافر لغيرها ..
وعد إليها ستجدها بصورة أخرى ..
هي مدينة الضباب ومدينة المطر ومدينة الطبيعة والجمال
أشكر لك مرورك
وحضورك
د.صالح السعدون [/color]