مذكرات مدير عام سابق للتربية والتعليم / 1/13
التربية العقبات والمحفزات
بقلم / مدير عام التعليم بمنطقة الجوف سابقاً :
د. صالح السعدون
مذكرات مدير عام سابق للتربية والتعليم
العقبات الإدارية والعقلية الروتينية أمام معلم جديد:
تخرجت من الجامعة في عام 1403هـ /1983م , وأخذت ملفي الوظيفي الجديد واتجهت إلى وزارة المعارف وطلبت تعييني معلماً بمنطقة الجوف لمادة التاريخ , و تم لي ذلك بسهولة فقد كانت مسألة التوظيف لا تحتاج إلا إلى وقت يسير , وهناك حولت إلى التوجيه التربوي بإدارة التعليم بمنطقة الجوف لتوجيهي إلى المدرسة التي سأعمل فيها ؛ كان ذلك الموجه أستاذاً لي بمرحلة المتوسطة لنفس المادة الاجتماعيات ؛ فرحت في حقيقة الأمر حين رأيته وسلمت عليه بحرارة ظننت أنه سيتلقفني بعناية خاصة , جلست أمامه باحترام وسألني كموظف روتيني من العصر الحجري ؛ ما الذي أفكر فيه ؛ وما الذي أحب ؛ وأي رغبة يمكنه أن يساعدني حيال تحقيقها ؛ وأي مدرسة أتمنى أن أعمل بها ؛ زاد سروري حين رأيته يدللني بكل هذا الاهتمام , وبحت له بأني أرغب أن أعمل في المدرسة المتوسطة التي تخرجت منها ( ابن القيم ) , فقال : لماذا ؟ قلت لي بها ارتباط و ذكريات شخصية وأنا طالب وأتمنى أن أعمل بها كمعلم ؛ قال : هذه مستحيل تلبيتها ؟ – ولِمَ ؟ صحتُ متحفزاً ! _ صدمني حين قال : فيها معلم متعاقد متميز !. قلت : وأنا متميز أخذت الأول على دفعتي بالجامعة والوحيد الذي عرض علي أن أعمل معيداً من بينهم ! قال : حتى ولو . قلت : إذاً ما رأيك في المدرسة الثانوية التي تخرجت منها ؟ قال : ولماذا قلت : لنفس السبب إلى جانب أن فيها مديراً مثلك كان أستاذي وأكن له احتراماً كبيراً .
قال : هذا مستحيل ؟! ولِمَ ؟ ؛ قلت صائحاً ومندهشاً !!, قال ببرود : أنت معلم جديد ولا نثق بك في المرحلة الثانوية نريد بها متعاقدين متميزين ! صعقت من ردوده . فأصابني برود وإحباط ؛ ولم يفيدني رفضي أن أختار بعد ذلك , قائلاً له :ضعني في أي مكان تريد , فبدأ يتحدث عن القرى المحيطة ! فصعقني قلت : كلا , لي الحق بالمدينة والقرى انقل لها متعاقداً , وبعد نصف ساعة ؛ صعقني من جديد حين قرر أن يوجهني إلى المدرسة الأخرى بالبلد ثانوية حطين , قائلاً فيها زميلاً لك ! ؛ لم يكن في حقيقة الأمر لدي أي اعتراض , ولكن استفزني تناقض أراؤه ! فقلت ولكن فيها ” متعاقد متميز وأنا معلم جديد ” ولذلك بكل أسف لن أقبل توجيهي إليها , بعد أن احتجت إلى ثلاثة أكواب من الماء توصلنا إلى أن أوجه إلى متوسطة حطين أما إبن القيم فلا , سألته : هل ستوجهني أنت في تلك المدرسة , قال : مع الأسف لا زميلي هو الذي سيوجهك ؛ قلت : خسارة , وفي حقيقة الأمر كنت أطير من الفرح ألا أراه يزورني وهو بمثل ما سمعت وما رأيت ! .
جئت بخطابي إلى المدرسة ؛ وجدت زميلي مدير المدرسة متجهماً ينظر لي بكبرياء ؛ أخذ الخطاب وهو ممتعض وأرسلني لغرفة المعلمين ؛ كان محتجاً أن يؤخذ منه متعاقد متميز وأحل أنا مكانه ؛ عبثاً حاول إقناع إدارة التعليم بتغيير القرار, قلت : أني طلبت مدرسة أخرى ولكن دون جدوى, فقال : اذهب للوكيل ليعطيك جدولك .
على عكس مدير المدرسة كان المرحوم وكيل المدرسة أحد أساتذتي في المرحلة الابتدائية , لطالما أخذت بيدي عقاباً بالعصا جد صارم من أستاذي هذا ؛ بيد أنه في ذلك الوقت قد عركته الحياة ؛ كان رجلاً غير كل رجال التربية ؛ كان لأسلوبه المميز وقعاً في قلبي ونفسي ؛ أعطاني جدولي وقال : إذا كان لدي ظروف معينة ولي رغبة بتعديل زمن حصة أو حصتين فلا مانع فلأبلغه برغبتي ؛ لم يكن لدي اعتراض كان جو المدرسة رائعاً و حميمياً , غير أني حين أرى تجهم وجه مدير المدرسة تضيق بي الدنيا بما رحبت , غير أنني قررت ألا أدخل إدارة المدرسة إلا إذا استدعيت إليها .
حين مضى أسبوع استدعت بعض الإجراءات لاستكمال بعض المعاملات المالية إلزامي بأن أحصل على شهادتي الجامعية المؤقتة ؛ فطلبت من مدير المدرسة إجازة لثلاثة أيام للسفر إلى الرياض كي أنجز هذه الأمور , صعقني مديرنا برده : أنت جديد فلا إجازة لك ! ؛ قررت أن أسافر دون إذن ودون أن أعود إليه راجعت الموظفين بإدارة التعليم فقال لي أحدهم حانياً علي : لا عليك ؛ كتب لي إجازة بخط يده ووقعتها وقال قدمها لمدير التعليم و آتني بها ؛ كان سكرتير مدير التعليم في غاية من الأخلاق واللطف أجلسني ودخل بالإجازة وخرج بالموافقة , فسافرت وأنجزت أموري ؛ ولكن بدأت أنظر إلى مدير المدرسة نظرة لا تخلو من اللامبالاة وتحدوني رغبة بمجافاته , ولكنني ضغطت على نفسي لأكون متوازناً .
في بداية الأسبوع الثالث ؛ بدأت ألقي كل المعوقات وراء ظهري فإن كان مدير المدرسة قد أضفى كآبة على الجو المدرسي ؛ فإن الزملاء في تلك المدرسة كانوا أكثر من رائعين ثقافة لا تضاهى وتعاون كبير , أما الطلاب فكانوا معظمهم إلا قلة لا تتجاوز عدد الأصابع مميزين خلقاً وعلماً , فقررت أن أعمل بأقصى طاقتي .
بدأت أضع خططي ونسقت أعمالي وكنت أريد أن أطبق كل ما أخذته بالجامعة فيما يخص الوسائل التعليمية والأنشطة الصفية المصاحبة , ويلزمني الكثير من الصرف ؛ لم يكن لدي مشكلة ولكن زملائي قالوا : ولِمَ يوجد بند حوالي 14000ريال للصرف على هذه الأنشطة , فذهبت للإدارة بناء على إلحاح الزملاء ؛ كانت الضربة القاضية حين كلمني مدير المدرسة بعنف وهو يعلو صوته ” أشتر على حسابك ” ! كنت قبل دقائق سأشتري أما الآن وبهذه الطريقة أقسمت ألا أفعل ؛ وقلت بهدوء : مستحيل !.
من حسن الحظ خلال أقل من أسبوع لاحق للحادثة نقل المدير للتوجيه التربوي ؛ وكلف الوكيل كمدير مكلف ؛ فكان عيداً للمعلمين والتلاميذ ؛ استبدلت المدرسة بشاشة وابتسامة بدلاً من ذلك الجو المصطنع المكفهر ؛ وبهدوء احتفلنا بالمدير الجديد احتفالاً كان مميزاً وكان يستحقه ؛ كان الجميع يعبر عم فرحة حقيقية وغير مصطنعة ؛ وبدأت عجلة القطار تسير بهدوء فوق قضبان من العمل الجاد والفعال وبدأ الإنتاج .
جئت للمدير الجديد لأفحصه ؛ قلت : أريد أن أجهز وسائل تعليمية من خرائط ومجسمات وخلافها وهي مكلفة ؛ كانت مفاجأة لي حين قال كل شيء موجود أذهب إلى المكتبات واشتري ما شئت وهات فاتورة بالمشتريات لتدفعها المدرسة لك ؛ ذهبت واشتريت كل شيء ولكني رفضت أن أطلب فاتورة ؛ سألني أين الفاتورة قلت : دفعتها من جيبي كان كلامك أبرد على قلبي من الماء البارد في صيف قائض .. لن أطلب ريالاً واحداً .
د.صالح السعدون
مدير عام التعليم بمنطقة الجوف
عارف بن حامد العضيب
سعادة الدكتور 00 دكتور السعادة / صالح السعدون سلمه الله
لله درك من كاتب أقف أمامه بكل خجل دائماً وببعض وجل أحيانا
ولقد شرفني أن تعرفت عليك ذات زمن ومحن فكنت إدارياً ناجحاً
لا يشق له غبار فكنت صالحاً في زمن الفساد ومحموداً في زمن
الذم وبشهادة كل الذين حاربوك في بداياتك لكنهم عادوا يتمنون
نارك على جنة غيرك ولسان حالهم : في الليلة الظلماء يفتقد البدر
عموماً منذ زمن كنت أحاول أن أطلب منك كتابة مذكراتك الإدارية
لتكون نبراساً ودليلاً لكل من ينشدون الإخلاص في العمل فكان
أن فعلتها أنت أيها الرجل فاهنأ بمحبة الناس لك 0
أتمنى لو كتبت هذه المذكرات على في كتاب يباع في المكتبات
لك تحياتي
تلميذك المخلص
أبو نجد [/color]
د.صالح السعدون
حييت وبوركت سعدت بوجودك ومرورك
وعلى حسن إطرائك
أبوبكر [/color]
(زائر)
قمة البلاغه وقمة الاخلاق كم أنا فخور بأن أدرس بين يديك مقرر تاريخ المملكه
مقدر أعلق أكثر من كذاا ألأف شكر لك
*****************************
حييت وبوركت سعدت بوجودك ومرورك
أبوبكر
د.صالح السعدون
حييت أبا نجد
ما عساي أن أقول لرجل وفي مثلك أنت الأخ والصديق
إن كان لي من تعليق
فسأقول :
بوركت يدك و بورك قلمك كم هو قادر على تحويل التراب تبراً
والسام ألماسا .
لن أتحدث أكثر فشهادتي بك ستكون مجروحة
محبك أبو بكر [/color]
(زائر)
صراحه انا السنه هذي اول مره اخذ عندك
مقرر تاريخ المملكه وكنت اسمع عن
الدكتور/ صالح السعدون
و الحقيقه مهما تكلمو عنك
ما يفون باخلاصك وطبيتك وعلمك
انت بكل صراحه انساان عظيــــم
مليت مكانك احترام وتواضع واخلاق وعلم
والله كلي شرف اني اكون احد تلاميذك المقتدين فيك
يسعدك ربي ويطول بعمرك ويرفع بك الاسلام والمسلين.
محب(زائر)
علم يادكتور لنتنسى أبدا
تلك المحاظرات الشيقة المليئة بالمعلومات
و أسلوب جذاب
بالرغم من مادة تاريخ المملكة حشو معلومات
الا انها مليئة بالمتعة مع دكتور متمكن من المادة العلمية ….
بس يدكتور لونك معطيني جيدجدا أمدحك أكثر ههه :SMI: