رحلة أبو الطيب المتنبي من مصر إلى العراق عبر منطقة الجوف :2/3


رحلة أبو الطيب المتنبي من مصر إلى العراق عبر منطقة الجوف :2/3
سلكها أبو الطيب المتنبي لمّا هرب من مصر إلى العراق ، فلمّا توسطها قال بعض عبيده، وقد رأى (ورًا وحشيًّا :هذه منارة الجامع [ يعني جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدومة ] ، وقال آخر منهم وقد رأى نعامة: وهذه نخلة
بسيطة مهلاً سقيت القطارا
… تركت عيون عبيدي حيارا
فظنوا النعام عليك النخيل
… وظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهم
… وقد قصد الضحك فيهم وجارا رحلة أبو الطيب المتنبي من مصر إلى العراق عبر منطقة الجوف :2/3

بين بسيطة ودومة الجندل :

م

قال كتبه د.صالح السعدون

تحدثنا في الحلقة السابقة عن أن المتنبي وقافلته من العبيد الخاصين به وبعضهم فرسان لايشق لهم غبار , وهم أشبه بحرس خاص وخدم للمتنبي شخصياً قد عبروا أطراف النفود من قرب وادي الغضا تاركين منطقة تبوك خلفهم متجهين نحو الجوف ومنها إلى العراق , مع العلم أن المتنبي كان يتعمد ألا يسير مع طرق القوافل المعروفة لأنه يعلم أن دمه مطلوب من قبل جميع القوى الإقليمية في المنطقة , وهو هارب أشبه ما يكون برجل قد أعلن أنه مهدور الدم , ويبدو أنه عبر وادي الغضا , جار البويرة في قول المتنبي، ولم يذكره ياقوت ، والغضا شجر الرمل كالأراك ، وقد أضيف الوادي إلى ما ينبت فيه من الشجر ، وهو كثير في تلك المنطقة وإلى الشمال والشرق منها ، جاء في الرحلة التنوخية (ص46)، ” ويطبخ الأمير قهوته على نار الغضا التي تضارع بحرارتها ومدة دوامها فحم السنديان في بلاد الشام وتفوقه بعدم دخانها ورائحتها ” وهو بقوله الأمير يريد أمير دومة الجندل (الجوف) .
أقول أنا د.صالح السعدون – وياللأسف لم يذكر في الرحلة التنوخية شيئاً عن أمير دومة الجندل ولا استقباله لضيوفه كما فعل المستشرقين الذين زاروا منطقة الجوف في القرن الثالث عشر الهجري حيث أحصوا أنفاس أمراء الجوف من قبل ابن رشيد وابن شعلان وبينوا محاسنهم ومساوئهم , بينما نجد أن الراوي هنا يمر على ذكر أمير دومة الجندل مرور الكرام دون أن يعطينا شيئاً لا عن شخصيته أو تبعيته أو قوته أو أي شيء عن تفاصيل الحياة في ذلك العصر , وكل ما خلدته هذه الرحلة هو طريقة استخدام الغضا في طبخ الأمير لقهوته كما لم يذكر أبو الطيب المتنبي أي شيء عن مروره بدومة وهل تم استقباله من قبل أمير دومة الجندل أم أن مروره العاجل كان ليلاً والناس نيام . كما لم يذكر شيئاً عن مختلف الحياة عن دومة الجندل , وفي حقيقة الأمر إن أهالي الجوف مضيافين منذ قديم الزمن وحتى العصر الحديث يقول جورج أوغست والن المستشرق الفنلندي الذي زار المنظقة في عام 1845م (( وفيما يتعلق بي فعلي الإعتراف أنه حتى من القبائل العربية المضيافة في الصحراء لم أقابل أية قبيلة تفوق أهالي الجوف في هذه الفضيلة ولم يعاملني أحد من قبل بمثل ما عاملوني به )) د.عوض البادي ص34
ومن هناك وصل إلى بسيطة وهي مساحة أرض كبيرة تابعة لمنطقة الجوف تقع بين الحدود الأردنية من جهة وتبوك من جهة أخرى ومنطقة الجوف من جهة ثالثة . ولكنها من ناحية جغرافية وإدارية تابعة لمنطقة الجوف , وفي بسيطة وصل إلى جبلين معروفين في تلك الأرض المنبسطة والتي أصبحت الآن من أكبر المشاريع الزراعية بالمملكة العربية السعودية وهذين الجبلين هما الجَوش والعَلم .
الجَوش والعَلَم

والجوش والعلم : هما جبلان في بسيطة مرّ بهما المتنبي ، ولم يذكرهما في قصيدته المقصورة التي نظمها بعد وصوله إلى الكوفة ، والتي بسط فيها خبر رحلته من مصر ، والمواضع التي مر بها ، ولكنه ذكرهما في ميميته التي قالها بالكوفة يرثي أبا شجاع فاتكًا :
طردت من مصر أيديها بأرجلها
حتى مرقن بنا من جوش والعلم
تبري لهن نعام الدو مسرجة
… تعارض الجدل المرخاة باللجم

قال أحد الباحثين (( قال ياقوت في الجوش : جبل في بلاد بلقين بن جسر بين أذرعات ( درعة ) والبادية ، وقال : هما من حسمى على أربع ، أي أربع ليال . وعن السكري أن جوشًا شمال الجناب . ولعل تحديد ياقوت للموقع غير دقيق، أما موقعهما من حسمى فصحيح ، وهما في اتجاه الشرق منها . واجتهد الشيخ حمد الجاسر في تحديد موقعهما مرجحًا أن الجوش هو ما يعرف اليوم باسم الطبيق قرب الحدود الأردنية ، ولا نراه ، لبعدها عن سمته إلى الجوف . أما قول السكري فيحتمل أن يكون ، إذ أن ثمة موضعًا إلى الغرب من الجوف على مسيرة يوم يعرف بوادي الجناب إلى الغرب من الجراوي الذي مرَّ به المتنبي)) .
ولعلنا – د.صالح السعدون – نضيف معلومة تغيب عن الكثيرين أن هناك قرية غرب دومة الجندل اسمها الأضارع أو أذرعات , ولعل ياقوت حين ذكر أذرعات لايعني أذرعات الشام بالطريق إلى دمشق قرب المزيريب , وإنما كان يريد الأضارع أي أذرعات الجوف , ولعل جبال الأضارع الممتدة من الحماد وأرض الشام نحو رمال النفود تعني أن جبال الأضارع هي كأذرعة للشام تتداخل مع أطراف الجزيرة العربية والله أعلم .
ووعودة إلى بعض الباحثين يقول (( جاء في ياقوت أيضًا (العلم): علم السعد ودجوج جبلان من دومة على يوم [ أي على بعد يوم واحد ]، وهما جبلان منيفان ، كل واحدٍ منهما يتصل بالآخر ودجوج : رمل مسيرة يومين يتصل إلى دون تيماء بيوم يخرج منه إلى الصحراء , وهو الذي عناه المتنبي بقوله (السابق) , وهما جبلان بينهما وبين حسمى أربع ليال . وفي بسيطة موضع يعرف بقبعة العلم ، ولعله العلم المذكور، وذكر المتنبي النعام في البيت الثاني يؤكد أن الجبلين في بسيطة لأنه ذكرها موطنا للنعام والمها على نحو ما سيأتي .

بُسَيْطَة

نعود إلى أحد البحوث (( قال البديعي: إنها قرب الكوفة ، قلت : لا وجه لذلك ، ونراه التبس عليه الأمر ، فخلط بينها وبين البسيطة التي تقع بين مكة المكرمة والكوفة . وقال ابن بري (اللسان : بسط ) : بسيطة مصغرًا اسم موضع ربما سلكه الحجاج إلى بيت الله الحرام ، ولا يدخله الألف واللام .وفي التاج ( بسط ): بسيطة ، بالضم ، فلاة بين أرض لكلب وبلقين ، وهي بقفا عفراء وأعفر . وقال ياقوت : هو بقفا عفر أو أعفر. وقيل : بسيطة على طريق طيئ إلى الشام . وقال : أرض في البادية بين الشام والعراق ، حدها من جهة الشام ماء يقال له “أمرّ”، ومن جهة القبلة موضع يقال له قبعة العلم ، وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما يكون ، وليس بها ماء ولا مرعى ، أبعد أرض الله من السكان ، سلكها أبو الطيب المتنبي لمّا هرب من مصر إلى العراق ، فلمّا توسطها قال بعض عبيده، وقد رأى (ورًا وحشيًّا :هذه منارة الجامع [ يعني جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بدومة ] ، وقال آخر منهم وقد رأى نعامة: وهذه نخلة [ حيث تشتهر دومة بالنخيل وأشهرها نخلة الحلوة ] ، فضحكوا، فقال المتنبي : (ديوانه 558 ، 559 )
بسيطة مهلاً سقيت القطارا
… تركت عيون عبيدي حيارا
فظنوا النعام عليك النخيل
… وظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهم
… وقد قصد الضحك فيهم وجارا
وقوله : أبعد أرض الله من السكان يجعلها موطنًا للنعام والبقر الوحشي ، وقوله : ليس بها ماء ولا مرعى يدعم كون البويرة السابق ذكرها فيها ، للتصغير ، وإنما صغرت بسيطة للتعظيم والتهويل كالخويخية والدويهية ، لانبساطها وهو حقيقة ،ونقول – د.السعدون – في حقيقة الأمر إن بسيطة كان ماؤها بعيداً عن متناول الأيدي في القديم حين كان الإنسان يحفر بيده , أما الآن فإن بسيطة هي مقر شركات زراعية كبرى كشركات الجوف ونادك والراجحي وغيرها إضافة إلى عشرات المشاريع الزراعية الخاصة وقد ثبت أن ماؤها غزير ووافر لكنه لم يكن في متناول الإنسان قبل العصر الحديث . وهي أرض مستوية على نحو ما قال المتنبي في إبله وخيله ( ديوانه 553 ) :

وجابت بسيطة جوب الردا
… ء بين النعام وبين المها
ومنها خرج المتنبي إلى موضع اسمه أمرَّ , وجاء في خبر أمرّ ( ياقوت – أمر ) ، هو أفعل من المرارة ، موضع في برية الشام من جهة الحجاز على طرف بسيطة من جهة الشمال ، وعنده قبر الأمير أبي البقر وأمرّ في روضة الشبيكة ، شمال بسيطة ، قال ياقوت في حدها : من نواحي الجوف ، بين قراقر وأمرّ .

ماء الجُرَاويّ :

وخرج المتنبي من بسيطة وتوجه شرقا إلى ماء الجراوي الواقع إلى الغرب من الجوف ( دومة الجندل ) ، وقد ذكره ياقوت باسم الجروي ، بينما جاء شاهده بلفظ الجراوي ، وهو قول أبي الطيب (ديوانه 553) :
إلى عقدة الجوف حتى شفت
… بماء الجراوي بعض الصدى
وقال : هي مياه في بلاد بلقين بن جسر، وهي قلب على طريق طيئ إلى الشام كما يقول حمد الجاسر (1/315) .وهو قبل عقدة الجوف (دومة) ، ولكنه قدمها في الذكر وحسب ، وقد ورد ماء الجراوي وتزود منه . قال التنوفي فيه ص (33): ” وما زلنا نضرب في البيد غورًا ونجدا ، حتى جزنا بموضع يقال له النبك … [ ونقول – د.السعدون – (( النبك هذه إنما هي النبك أبو قصر وهي بين طبرجل ودومة الجندل , وهي غير النبك الأخرى التي أصبحت الآن بمسمى القريات , والثالثة بسوريا وراء دمشق , )) ] وفي ثاني يوم أوردنا رواحلنا قليب الجراوي بعد أن لقينا من لفحات السموم في الفلاة ما هو لعمري أحرّ من دمع المقل ، فأنخنا لنروى ، فوجدنا الماء لقلة المتح ، كما يعلله البدو ، متغير اللون والطعم والرائحة ، وفيه مع ذلك خلق من الدود كثير ، فهرول صاحبي لينقع غلته من علبة الماء ، فصار يتجرعه ولا يكاد يسيغه … والجراوي هذا على بعد نحو مئة كيلو متر من دومة الجندل … ومن الغريب أن ماء هذا القليب الآسن الوخيم كان مهجيًّا مقليًّا من القديم ، وذكر قول ياقوت وقول بعض الأعراب :
ألا لا أرى ماء الجراويّ شافيا
… صداي ولو روّى غليل الركائب
فيا لهف نفسي كلما التحت لوحة
… على شربة من ماء أحوض ناضب
قلت : عجيب أن التنوخي لم يذكر خبر أبي الطيب في هذا الموضع ، لاسيما أن بينهما من التشابه ما بينهما ، فكلاهما اتخذ من هذه البادية ملاذا من خصمه . وقد مر بالجراوي العديد من المستشرقين الذين قطعوا هذا الطريق من الشام إلى نجد وذكر جوليوس أوتنغ الذي زار المنطقة عام 1883م أن الجرواي موقع ماء في الطريق بين جبل الدروز أي لبنان وحائل ووضعها بين النبك أبو قصر – الجرواي – شغار – صبيحا – ميقوع – الجوف ( دومة الجندل ) .د.عوض البادي ص 206

عُقْدَةُ الجَوْف
أي قصبة الجوف ، والجوف نفسه ، وهي دومة الجندل ، وقد ذكرها ياقوت مع مواقع أخرى تحمل اسم الجوف، وحدها بأنها موضع في سماوة كلب بين الشام والعراق . وذكر قول أبي الطيب السابق . ويذكر اسم الجوف على المنطقة التي تتبعها وهي جملة القريات : دُومة وسكاكة والقارة وطبرجل . وقد أخطأ محرر دائرة المعارف البستانية في عده الجوف مختلفا عن دومة الجندل . جاء في مراصد الاطلاع (دومة) :دومة الجندل بالضم ، ويفتح ، وأنكر ابن دريد ( جمهرة اللغة 2/301 وتابعه صاحب الروض المعطار ص 390 ) الفتح ، وعده من أغلاط المحدثين . وجاء في حديث الواقدي دوماء الجندل ، قيل : هي من أعمال المدينة حصن على سبع مراحل من دمشق بينها وبين المدينة . قيل: هي في غائط من الأرض خمسة فراسخ ، ومن قبل مغربه عين تثج ، فتسقي ما به من النخل والزروع ، وحصنها مارد ، وسميت دومة الجندل لأنها مبنية به ( بالجندل : الحجر ) وهي قرب جبلي طيئ ، ودومة من القريات من وادي القرى ، والقريات دومة وسكاكة وذو القارة ، وعلى دومة سور يتحصن به ، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد ، وهو حصن أكيدر ابن عبد الملك ، صالحه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأَمَّنه ، وكان نصرانيا (انظر ياقوت دومة ، وحمد الجاسر 2/537 – 539 ) ، وذكر التنوخي (ص 41 ) أنها كانت من مغارس الزيتون قديمًا ، وينتشر في مناطق الجوف ( سكاكا ودُومة الجندل ) كثير من أشجار الزيتون المتحجرة التي تعود لألاف السنين وقد زار المستشرق الفنلندي جورج أوغست والن المنطقة وقال (( أما الزيتون الذي يقول بعض المؤلفين العرب أنه زرع هنا لايوجد منه أي شجرة يمكن رؤيتها وأنا أشك إذا كانت التربة تناسب هذه الأشجار )) عوض البادي ص 36 غير أن الحقيقة أن الأشجار المتحجرة تثبت أن هذه الأشجار كانت معمرة وكبيرة وضخمة جداً وإن انقطع زراعتها لفترات طويلة إلا أن منطقة الجوف أثبتت أنها من أفضل مناطق العالم لزراعة الزيتون , وهذا يؤيد ما سبق ذكره في ” نخل ” مركز تيه سيناء ، من أنها سميت به لعلاقة بالنخيل وإن لم تعرف به في الآونة المتأخرة ،- [ أقول د.صالح – وقصر مارد الذي يتسمى هذا الموقع باسمه عمره يفوق ثلاثة ألاف عام , وهو الذي عجزت ملكة تدمر في امبراطوريتها الضخمة التي شملت كل من العراق ومصر وبلاد الشام والأناضول إلى جانب شمال جزيرة العرب فقد حاولت إخضاع قصر مارد بدومة الجندل وقصر الأبلق بتيماء , ولكنها في الوقت الذي عجزت أن تحتل الأبلق فقد خضع مارد لفترة وجيزة وبمجرد خروجها من المنطقة تمرد أهل دوماء أو أدوماتو – آنذاك – على زنوبيا فقالت كلمة ذهبت مثلاً ( تمرد مارد وعز الأبلق ) , بينما فيما يتعلق بوضع أسوار دومة فقد تغير وضعها فدومة الجندل قد سكنها جماعات مختلفة من العرب في القرنين الماضيين فبعد أن خرجت قبيلة كلب من دومة الجندل إلى بلاد الشام تنوع أهالي دومة من عائلات سورية وأخرة من الطفيلة بالأردن وبعضها من نجد من الزلفي ومن شقراء , ومع الأسف لم تبين لنا رحلة أبو الطيب المتنبي إن كانت قبيلة كلب أثناء مروره لاتزال في دومة الجندل أو حتى بقية منها , وتظل الجوف أو دومة الجندل بماردها شامخة في هذه الصحراء المترامية الأطراف عبر العصور وما بين القرن الرابع الهجري والقرن الثالث عشر الهجري يقول ألويس موسيل في زيارته الثانية لمنطقة الجوف وهو مستشرق كان يهدف إبان الحرب العالمية الأولى إلى حشد القبائل في شمال جزيرة العرب إلى الاصطفاف مع دول تحالف الوسط ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية , يقول في وصفه للحظة وصوله لدومة الجندل ((راينا الجوف أو دومة الجندل وهو الاسم الذي كان يطلق على هذه المستوطنة وعلى البعد خلف تلك الأرض الجرداء الداكنة الرمادية اللون , في الجانب الجنوبي من ذلك الحوض على البعد ظهرت بساتين النخيل بلونها الأخضر المسود , ترحب بنا على عكس ما تفعل تلك الأرض اليباب التي كنا نعبرها في معاناة , وبين النخيل ظهرت الجدران الصفراء العالية والأبراج التي تلمع في وهج الشمس , وأطل فوق النخل والجدران حصن مارد وحوله أربعة أبراج , وفي اليمين منه حصن الفرحة الرباعي الزوايا وإلى شماله )) عوض البادي ص397 ] .من هذا الوصف نعود لوصف أبو الطيب المتنبي وعبيده لدومة الجندل فقد ضحك المتنبي على عبيده حين رأوا النعام من بعيد فظنوا أن رقاب النعام إنما هي نخيل دومة الجندل تتراءى لهم من بعيد , وحين رأى عبيده قرون البقر الوحشي ظنوا أنها منارة جامع عمر أو ربما قصر مارد .
الحلقة القادمة :
سكاكا / صوير أو صورى / عرعر إلى العراق

2٬626

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

4 تعليق على “رحلة أبو الطيب المتنبي من مصر إلى العراق عبر منطقة الجوف :2/3”

  1. خليف الغالب

    أستاذي الفاضل …البحث ثري جدا للأمانة ….

    وتتبع الرحلة من خلا ل الشعر أضاف اليه بريقا آخر ..

    رجعت الى معجم ياقوت الحموي بنسخة قديمة عند أحد الاصدقاء فوجدت انه يتكلم عن أذرعات وهو يتكلم عن بلاد بادية الشام ..وليس عن الشام وقراها ,,, مما يعزز كلامك….

    ***وفيما يتعلق بي فعلي الإعتراف أنه حتى من القبائل العربية المضيافة في الصحراء لم أقابل أية قبيلة تفوق أهالي الجوف في هذه الفضيلة ولم يعاملني أحد من قبل بمثل ما عاملوني ***

    أقول : ان اعترف المستشرقون أو أنكروا …فكرم أهل الجوف حي ملموس ..ولاغرابة

    هل يستغرب المطر من السحاب

    لاو الله ………………..

  2. ناصرالصقري

    الله يعطيك العافية أستاذي الفاضل على هذة الرحله الممتعه
    والكم الهائل من المعلومات القيمة والمفيدة ..

    أرق التحايا

  3. د.صالح السعدون

    الكاتب :خليف الغالب
    أستاذي الفاضل …البحث ثري جدا للأمانة ….

    وتتبع الرحلة من خلا ل الشعر أضاف اليه بريقا آخر ..

    رجعت الى معجم ياقوت الحموي بنسخة قديمة عند أحد الاصدقاء فوجدت انه يتكلم عن أذرعات وهو يتكلم عن بلاد بادية الشام ..وليس عن الشام وقراها ,,, مما يعزز كلامك….

    ***وفيما يتعلق بي فعلي الإعتراف أنه حتى من القبائل العربية المضيافة في الصحراء لم أقابل أية قبيلة تفوق أهالي الجوف في هذه الفضيلة ولم يعاملني أحد من قبل بمثل ما عاملوني ***

    أقول : ان اعترف المستشرقون أو أنكروا …فكرم أهل الجوف حي ملموس ..ولاغرابة

    هل يستغرب المطر من السحاب

    لاو الله ………………..

    حياك الله أستاذ خليف
    مزهر اسمك بهذا المنتدى دوماً
    سعدت بتعليقك
    بداية أعتبر هذا أشبه ما يكون بمقال اقتطف من بعض البحوث والمعاجم والتراجم الشيء الذي يثري الموضوع .. ولا أعتبره بحث بالمقاييس العلمية والتاريخية ..من جانب آخر جيد التقاطك لحقيقة أذرعات
    ورائع عودتك للمعاجم فتفكيرك هكذا يكون علمياً
    نعم هناك خلاف فأذرعات نفسها معروفة أنها قرية من قرى دمشق .. ولكن أذرعات أو الأضارع التي يعنيها ابو الطيب المتنبي وأذرعات أو الأضارع التي أشار لها بعض المؤرخين باعتبار حادثة التحكيم بين علي ومعاوية المقصود بها أذرعات أو الأضارع 30 كم غرب دومة الجندل
    اشكرك على كل كلماتك الطيبة في حق أهالي منطقة الجوف .. ونحن هنا كنا نتساءل عن الأسباب التي جعلت أبو الطيب لم يذكر هذه الصفة مع أنه عاش بينهم فترة من الزمن .. وهو ما سنحاول الإجابة عليه في الحلقة القادمة إن شاء الله
    دم بود وألف خير أيها الصديق
    د.صالح السعدون [/color]

  4. د.صالح السعدون

    الكاتب :ناصرالصقري
    الله يعطيك العافية أستاذي الفاضل على هذة الرحله الممتعه
    والكم الهائل من المعلومات القيمة والمفيدة ..

    أرق التحايا

    حييت أستاذ ناصر
    ممتن لمرورك
    الشكر لك أيضاً على تجشمك الصبر والعناء لمواصلة قراءة رحلة أبو الطيب المتنبي .. معنا ..
    حفظك الله أخي العزيز
    أنبل التحايا لشخصك الكريم
    د.صالح السعدون [/color]

التعليقات مغلقة