الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى 1/2.

الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى .
وعلى إثر وصول مبعوثين إنجليز وفرنسيين في عام 1914م/ 1332هـ إلأى الرياض وإلى المناطق الساحلية أكدوا له استعدادهم لتأييده , بادرت الدولة العثمانية بإرسال ردها المتضمن تأييد عبدالعزيز , فأصبح والياً وقائداً على منطقة نجد ( قلب جزيرة العرب ) وتلقب بلقب " صاحب الدولة " . وعلى الرغم من تلقيه أعلى ألقاب الدولة العثمانية , إلا أن ابن رشيد الذي كان خاضعاً للحماية العثمانية أعلن عليه الحرب
الملك عبدالعزيز بين بريطانيا والدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى .
مؤرخ ومستشرق نمساوي يفهم ويكتب الحقيقة أكثر من مؤرخي العرب


حين تكون الحقيقة تخص المملكة العربية السعودية يتبارى بعض مؤرخي العرب في إخفائها والبحث عن تأويلات وتفسيرات ترضي توجهاتهم في الطعن بتاريخنا دون حجة ولا دليل , موقف الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من الدولة العثمانية وبريطانيا واضح وصريح وهو موقف أملته المبادئ العربية الأصيلة والأخوة الإسلامية والشك ببريطانيا كونها عدوة للمسلمين وإن كانت دولة كبرى تملي على الملك عبدالعزيز أن يحسب لمواقفها وضغوطها حساب في المعادلة الدولية في ذلك العصر .
وفي الوقت الذي دأب المؤرخين العرب على فهم خاطئ للملك عبدالعزيز نجد أن هذا المؤرخ النمساوي المعاصر للملك عبدالعزيز يسجل الحقيقة ناصعة دون تزييف ودون تحيز فيقول في كتابه آل سعود دراسة في تاريخ الدولة السعودية ص144 : (( لم يكن عبدالعزيز – رغم نصائح المقربين منه من الإنجليز والفرنسيين – يرغب في قطع علاقاته مع الحكومة العثمانية لذلك بعث في نهاية عام 1913م/1331هـ الأمير عبدالله [ أحمد بن عبدالله بن ثنيان آل سعود ] وهو أحد أقربائه إلى بغداد كي يشرح للحكومة العثمانية بواعث إجراءاته في الأحساء ويخبرهم بعدم إعتراضه على حكم قلب جزيرة العرب وإدارتها باسم الخليفة والحكومة العثمانية , وفي بادئ الأمر لم يقابل طلبه بالاهتمام , وعلى إثر (ص 145) : وصول مبعوثين إنجليز وفرنسيين في عام 1914م/ 1332هـ إلأى الرياض وإلى المناطق الساحلية أكدوا له استعدادهم لتأييده , بادرت الدولة العثمانية بإرسال ردها المتضمن تأييد عبدالعزيز , فأصبح والياً وقائداً على منطقة نجد ( قلب جزيرة العرب ) وتلقب بلقب ” صاحب الدولة ” . وعلى الرغم من تلقيه أعلى ألقاب الدولة العثمانية , إلا أن ابن رشيد الذي كان خاضعاً للحماية العثمانية أعلن عليه الحرب , فبواسطة الأسلحة التي قدمتها الحكومة العثمانية لابن رشيد دار القتال في الأجزاء الشمالية من مناطق دولة عبدالعزيز . في هذه الأثناءمنع الشريف مواطني عبدالعزيز من دخول الحجاز , وقام ابن رشيد أيضاً بنهب قوافل عبدالعزيز المتجهة لآداء فريضة الحج , كما وضعت عشائر الظفير والبدور المتحالفة مع ابن رشيد العراقيل لإفساد أي اتصال تجاري لعبدالعزيز مع بابل [ أي العراق ] وفي صيف عام 1914م/1332هـ رفع عبدالعزيز شكوى بشأن تصرفات القبائل التابعة للحكومة العثمانية التي تنعم بتأييدها ضد مواطنيه , وطالب بغداد واستانبول (ص146) تلغرافياً بأن على الحكومة العثمانية ألا تنال من شأن مواطنيه , ولكن كل هذه الجهود من قبل عبدالعزيز ذهبت سدى …فلم يتبق أمام عبدالعزيز سوى طريق واحد مفتوح , وهو الطريق نحو الشرق , بيد أن هذا الطريق يؤدي إلى البحر , أي إلى الخليج العربي وهي منطقة خاضعة للنفوذ الإنجليزي .)) .
كتبه د.صالح السعدون

592

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة