معركة وادي بسل بين الدولة السعودية الأولى والنظام الدولي الجديد 3/3

معركة وادي بسل بين الدولة السعودية الأولى والنظام الدولي الجديد 3/3
بحث محكم للدكتور / صالح السعدونالجزء الثالث /
معركة وادي بسل بين الدولة السعودية الأولى والنظام الدولي الجديد 3/3
د.صالح السعدون
ما بعد معركة وادي بسل :
في الوقت الذي كان محمد علي باشا يحتفل بانتصاره وهو متوجهاً نحو تربة , وقد أرسل الرسائل إلى مصر ومكة والمدينة يبلغهم بانتصاره الأول على الجيش السعودي , كان الجيش السعودي المتحمس للمعركة قد بلغ نهاية فورته , وبدأ بالانهيار, ويظل التساؤل كبيراً حول ما حصل في معركة وادي بسل , إن كان فقط كما ذكرناه , فمما يثير التساؤل أن الجيش السعودي لم يبد أية مقاومة بعد المعركة , كما لم يكن لدى القيادة في القصيم أية مبادرة بإرسال المزيد من القوات للاستمرار في الحرب والدفاع عن ممتلكات الدولة في الجنوب , وكأنها تنتظر فقط وقوع الهزيمة لتفرض رؤيتها المسالمة للصراع على الجناح المتشدد الذي أجبرها على خوض المعركة ؛ وفي الوقت الذي كان ينتظر أن تتوافى القوات المنهزمة من معركة وادي بسل نحو تربة للقاء آخر وجولة أخرى من القتال ودفاع أخير عن تربة بوابة الجنوب , فإن تلك الجيوش انقسمت إلى قسمين ؛ فالقسم الأول أقسم أن يموت في أرض المعركة وكأنها الأخيرة , أما القسم الأكبر فقد وجهت وجهها نحو مناطقها غير عابئة بمصير مدينة تربة التي توجهت إليها قيادات الجيش السعودي ولا بمصير الحرب .
ولعلنا لا نغالي إذا قلنا أن القيادة السياسية في حقيقة الأمر كانت بطيئة في ردة فعلها حول غزو أي عدو كأسلوب لها , فحملة علي الكخيا عام 1313هـ / 1798م لم يتحرك الجيش السعودي من الدرعية إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من الحصار الذي فشل في إجبار المحاصرين في الهفوف والمبرز على الاستسلام , ولكن مع ذلك فقد كان هناك مقاومة ودفاع ضد الغزاة ولو من قبل ثُلَّة قليلة من الجنود بقيادة سليمان الماجدي في حصن الهفوف , أما في حالة تربة فإن القائد الذي كان ينتظر جيشه لم يستطع البقاء في تربة حين وجد أن جيشه لم يلحق به خاصة وأن مقاتلي تربة قد أصابهم ما أصاب بقية الجيش بينما رأى أهالي تربه لسلامة نسائهم وأطفالهم ولانعدام أفق المدد من العاصمة أن يطلبوا الصلح والاستسلام لقائد جيش الغزاة , وقد يكون نوعية الأسلحة التي يستخدمها محمد علي باشا أكثر فتكاً ولكن الأمور نسبية أيضاً ؛ فكما كان سعود الكبير حين كان ولياً للعهد ذو أسلحة تقليدية وقديمة جداً إبان الغزوة العراقية الثانية عام 1213هـ/1798م ؛ فقد كان علي الكخيا بجيش كثيف يقارب من ضعف الجيش السعودي آنذاك , إلى جانب أنه كان يمتلك قوة مدفعية ضاربة ,كما كان قد استخدم الديناميت والقصف المدفعي ضد حصن المبرز شبيه بما يخطط له محمد علي باشا ضد أسوار تربه وبيوتها , ومع ذلك فقد كانت الإرادة وحدها هي الصامدة هناك في الأحساء .
وبالنسبة لفيصل بن سعود فإن مدينة تربة وحدها ومن حولها قادرة على توفير ما يقارب من ألفي مقاتل , ورغم تفوق محمد علي ونشاط عملائه المحليين المندفعين لأسبابهم الخاصة بالعمل بحماس ضد الدرعية أمثال راجح الشنبري ؛ إلا أنه مع كل هذه الأحوال فقد كان فيصل قادراً على الصمود في تربة والمقاومة ؛ حتى يأتيه المدد فيما لو كان واثقاً أن الإمام عبدالله بن سعود سيقوم بإمداده بالقوات الكافية لخوض معركة أخرى , أو يعيد الجيش الاحتياطي الذي انسحب من بسل إلى حيث تكون المقاومة في تربه .
ما حصل في تربه كان انهياراً حقيقياً للجبهة السعودية غير مفهوم في ظل المعطيات والخسائر التي ذكرها المؤرخون ؛ فبوركهارت يرى أن الجيش السعودي كان يقارب من خمسة وعشرين ألفاً وعدد القتلى يزيد عن ستة آلاف وخمسمائة شهيد , بينما إحصائيات ابن بشر تذكر أن عدد الجيش السعودي يزيد عن ثلاثين ألف مقاتل ولم يتعدَّ الشهداء عن مائة شهيد , وهو ربما لأول مرة يخذلنا ابن بشر بإحصائياته التي أشاد بدقتها كثير من المؤرخين كالريحاني (113), ولكن لعل الجيش العائد للدرعية أعطى معلومات مغلوطة ليخفوا حجم الكارثة التي خلفوها لكي لا تؤثر سلبياً على معنويات الناس ؛ فأعطى فقط الخسائر التي تعرضت لها فرقه , ولعلنا لو أخذنا بإحصائيات بوركهارت بدون تحفظ , لزادت حيرتنا وتساؤلاتنا ؟ فاين ذهب أكثر من تسعة عشر ألف جندي من الجنود السعوديين الذين ربما لم يستشهدوا ولم يصابوا بجروح تمنعهم من العودة لميدان القتال من جديد إلى جانب فيصل بن سعود وطامي وابن شكبان ؟ !.
ويظل التساؤل إن كان الإمام عبدالله من قصر النظر إلى الحد الذي لم يقرأ مدى خطورة نتائج معركة وادي بسل على بقاء الدولة السعودية , وأن إنقاذ العاصمة والدولة لن يكون في الدرعية والقصيم وإنما في تربه والعسير والحجاز ؛ بحيث يرى جيوشه في مثل ذلك الوضع من الانهيار ويتراخى في إمدادهم بالجنود أو بجيش إنقاذ ؟ ؛! خاصة أن أخيه قد أصبح في تربة بدون قوات , فلماذا لم ينجده بقوات جديدة ؟ ولماذا لم يزوده بالمدفعية والأسلحة الحديثة التي أخرجها من المخازن في آخر أيام حرب الدرعية كما ذكرنا أعلاه – حسب رواية ابن بشر – , و مما يجعلنا نرى أن كل الاحتمالات واردة هو أن القيادة السعودية قد حصل بها انقسام حاد يتزعم الجناح الأول الإمام عبدالله بن سعود وهو جناح ليِّنٌ يفضل الحلول السلمية الوسط , والجناح الثاني يتزعمه أخيه فيصل بن سعود ومن معه وهو متشدد يرى الحسم العسكري حلاً وحيداً ؛ فهل السبب المباشر لهذا الأمر أن الإمام كان يريد إقناع الآخرين بالسلام والصلح وطي صفحة الحرب والتنازل عن الحجاز للسلطان العثماني مقابل ذلك ؛ ومما يعطي انطباعاً بصحة أو ترجيح هذا الرأي أن الإمام كان لديه الاستعداد للتخلي عن الحجاز وعسير لصالح أي صلح يتم التوصل إليه مع جبهة التحالف ينهي تلك الحرب وهو ما حدث مع طوسون في القصيم بعد عودة محمد علي باشا إلى مصر , كما أن الدولة السعودية الثانية لم تضع الحجاز وعسير ضمن حساباتها منذ قيامها وحتى سقوطها (114) .
وقد ذكر هذا المضمون مندوبي الإمام عبدالله بن سعود أمام محمد علي باشا بعد توقيع الصلح مع طوسون حين قال محمد علي : (( ما الذي منعكما من طلب الصلح أولاً مع أننا قد كتبنا لكم بذلك فإننا الآن لا نقبل , ولا نمتثل , فقال عبدالعزيز: أما ما تقدم فذاك وقت حكم سعود , وهو رجل مقدام يحب الحركة والقتال ..أما هذا فهو غير أبيه ويحب الهدوء والسكون , ويكره العداوة والقتال , فذا غير الأول )) (115) ؟.
وأمام مفاجأة الهزيمة لا يستبعد أن يكون فيصل قد طلب المدد من الدرعية وتحديداً من الإمام الذي كان معارضاً للتوجه الذي قاده أخيه فيصل , ولكن الإمام رفض لعدم قناعته بجدوى الحرب , وأن طريق الصلح هو الطريق الوحيد الذي يجب عليه سلوكه , ومما يزيد الأمر حيرة أن الجيش الذي قدم مع فيصل بفرسانه وراكبي الإبل لم نجد لهم أثراً بعد المعركة , سوى أن الروايات أكدت أنه لم يصب منهم أحد سوى ما ذكره ابن بشر ((ولم يقتل إلا أقل القليل نحو المائة )) ؛ فإن يك فيصل قد طلب المدد فقد وصله الخبر بالاعتذار عن ذلك ؛ وإن لم يطلب المدد فإنه ربما كان يعلم من سابق المواقف التي كانت القيادات السعودية السياسية والعسكرية والدينية تناقشها في القصيم أنه لن يستجاب له من قبل قيادة الدرعية فلم يطلب .
وهو ما يورده الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ في الدرر السنية حين يؤكد على قلة الشهداء من الجيش السعودي (( واستشهد منهم القليل )) , فهل كان الجيش القادم من الدرعية والقصيم مع فيصل بن سعود هو الذي انسحب من بداية الانكسار مفضلاً أن يبقى الجيش سالماً للذود عن العاصمة , بحيث أعطوا المعلومات بأن عدد الشهداء منهم لم يتجاوز المائة منهم كاحتياطي للجيش ؛ متناسين ما حصل للجزء الآخر من الجيش المقاتل ؟ , أو أنهم لم يعلموا بما حصل بعد انسحابهم من مذبحة وكارثة كبرى للجيش السعودي وراءهم ؟ , وهو ما يفسر ذهاب فيصل بنفسه إلى تربة لتنظيم الدفاع هناك لجولة أخرى من القتال , ولكنه فوجئ على حد قول ابن بشر (( فتوجه فيصل ورؤساء قومه وهم طامي وفهاد بن سالم بن شكبان ومصلط بن قطنان وغيرهم إلى تربة , وهم يظنون أن الناس يجتمعون فيها بعد الهزيمة , فوجدوهم قد تفرقوا ))(116) , لقد كانت تلك الـ ” هزيمة القاسية ” التي تعرض لها فيصل في بسل – كما يرى موسيل – سبباً لـ ” تفرق ” جيشه على إثرها , أو على حد وصف أمين الريحاني (( وتشتت الباقون )) (117), وبالنسبة لجيش القصيم والعارض ؛ لماذا انسحبوا من كلاخ قرب الطائف نحو الدرعية مع أنهم يعلمون جيداً أنهم يعلمون أن قائد الجيش لم يقتل ولم يشاع أنه قتل في وقت أشيع بالطرف الآخر مقتل محمد علي باشا ووصل الخبر إلى مصر ؟بينما يذكر محمد علي قائد جيش العدو برسالته لأهل المدينة أن فيصل لجأ إلى تربة بخمسين خيلاً ومائة من راكبي الإبل (118) ؛ فكيف إذاً – في حالة أنهم علموا ببقاء القائد حياً- سمحوا لأنفسهم بالانسحاب رغم أنهم لم يتعرضوا أصلاً لأية ضربات قاصمة تجعل من انسحابهم من باب الضرورات ؛ فلم يقتل منهم إلا مائة فقط ؟ !.
مما لا شك فيه أن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء , ولكن التساؤلات المثيرة هي فيما بعد الهزيمة , فهل هُزِم الجيش السعودي بفضل الذهب الذي وزعته جبهة التحالف والذي وصل إلى داخل الجيش السعودي كما يذكر بوركهارت ؛ بحيث تصنع الهزيمة وإحداث الفوضى أولئك المندسين لحساب جبهة التحالف ؟ .
لعلنا نعيد صياغة التساؤلات بشيء من الإجمال :فهل انسحاب جيش الدرعية الذي جاء مع فيصل كان منذ بداية اليوم الثاني بالمعركة , أم في نهاية المعركة ؟ وإلا كيف سلِم من المذبحة التي تعرض لها بقية الجيش ؟ وحيث أن جيش المرتزقة العرب بقيادة راجح الشنبري قد أغلقوا طريق الرجعة والانسحاب في وجه الجيش السعودي فهل يعني سلامة جيش وسط البلاد والخيالة وراكبي الإبل في موقع بعيد عن المعركة بحيث لم يتمكن المرتزقة العرب من محاصرته ومما سهل عليه الانسحاب نحو العاصمة ؟ ولماذا اتجه للدرعية من بداية الهزيمة في وقت لم يتعرض إلى أية نكبة بحيث يجعله متأكداً من استحالة الدفاع أو معاودة الهجوم ؟ ولماذا اتخذ قراره ؟ ومن الذي اتخذ قرار العودة للدرعية دون التنسيق مع قائد الجيش فيصل بن سعود ؟ ولماذا لم يتدخل لعكس نتيجة المعركة بدلاً من الانسحاب ؟ وهل لدى هذا الجيش تعليمات محددة من قبل الإمام بالمحافظة على عماد الدولة ؟ ولماذا لم يرسل الإمام عبدالله بن سعود المدد لأخيه فيصل سواء بأمر الجيش المنهزم بالعودة لأرض المعركة أو تجهيز جيش آخر معه أو بديل له لنجدة فيصل هناك ؟ خاصة أننا حين نتتبع حركة فيصل فإنه لم يول الأدبار نحو الدرعية ؛ وإنما ظل يأمل بوصول المزيد من المدد له ؛ فقد انتقل من بسل إلى تربه ثم من تربة إلى رنية , وحين فقد بقية الأمراء الذين معه الأمل تركوه يتجه إلى رنية وعادوا إلى بلدانهم فاقدين الأمل بأية مقاومة , فاضطر حينها – بعد فقدانه الأمل بوصول مدد – التوجه نحو الدرعية (119) .
لعل أولئك الأمراء المرافقين لفيصل أدركوا كما أدرك هو ؛ أن الإمام يرفض إمدادهم بأية نجدة للمقاومة , فاضطروا إلى المغادرة نحو بلدانهم لعدم قدرتهم على مقاومة العدو دون جيش قوي , ولعل ما يمكننا قوله هنا أن ظروف المعركة والخطط العسكرية ذاتها لم تكن وحدها السبب الحقيقي وراء الهزيمة في بسل , ولكن الهزيمة كانت تقف وراءها أسباب خفية أخرى – تفسرها الأحداث السابقة واللاحقة المباشرة للمعركة – ولعل من أهمها الخلافات التي حدثت بين الجناحين المتشدد والمسالم في القيادة السعودية ذاتها قبل المعركة , ومما يلاحظ أن الجناح المسالم قد انتصر بعد المعركة على نداء المقاومة والحرب الذي كان يفترض أن يكون سيد الموقف ؛ والذي كان يمثله فيصل بن سعود الكبير ومجموعة من الأمراء من آل سعود ورجاله من قادة جيشه العظيم , وحسم الصراع الهادئ في السلطة بحيث لم تقم للجناح المتشدد أية قائمة حتى سقوط الدرعية , ولا شك أن ذلك كان بداية الكارثة حين انفرد الجناح المسالم برسم السياسة السعودية السياسية منها والعسكرية ؛ فقد أصبح الإمام عبدالله هو المسيطر على قرار السلم والحرب و هو الذي يسير القرارات السياسية والعسكرية في البلاد .
إن معرفة ما حصل باجتماعات القيادات السياسية والعسكرية بالقصيم قبل معركة بسل هو الذي يعطي تفسيراً دقيقاً وواضحاً لما حصل في معركة بسل وما وراء معركة بسل .

الفصل الخامس : نتائج المعركة :
وأخيراً حققت قوات التحالف النصر الذي طالما عملت بجهد للوصول إليه , وبناء على سهولة النصر ومفاجأة الخصم المذهول من شدة الهزيمة قام محمد علي باشا بإجراءات صارمة كانت من أول النتائج المباشرة للمعركة , بحيث وضعت بصمات التحالف على كل حدث من الأحداث اللاحقة للمعركة , نوجزها فيما يلي :
1) بدأ محمد علي باشا لابد أن ينفذ وبطريقة بربرية , أجندة التحالف ؛ بحيث تعامل بكل قسوة وجبروت مع عدوه , وهي كما أنه بصمات لهذا الألباني الفظ بما شهدت به طريقته بمذبحة القلعة وغيرها ؛ فإنها أيضاً سمة من سمات التغيير التي اختطها راسمو النظام الدولي الجديد من خلال عملية التطهير الفكري للملكية الفرنسية وأتباعها في باريس وفرنسا , فقد أعلن الباشا أن من يأتي برأس أي جندي سعودي يعطى ستة دولارات , فوضع أمامه خلال ساعة ما يزيد عن خمسة ألاف رأس جندي سعودي في وقت كان بمقدوره إيقاف الحرب واعتبارهم أسرى حرب ؛ ولكن أوامره كانت تعني قتل كل من يقبض عليه دون مراعاة لحقوق الأسرى .
2) أمر بأسر حوالي 300 مقاتل من الجنود السعوديين أحياء من خلال إعطائهم الأمان , حيث أمر بقتل خمسين منهم على أبواب مكة بأبشع طرق القتل وهي الطريقة التركية المعروفة بـ ( الخازوق ) , ولعله مما يثير الشكوك حول بعض قرارات محمد علي باشا وأن لها ارتباطات براسمي النظام الدولي الجديد ؛ قرار اتخذه على سبيل المثال بأن يقتل كل إثني عشرة جندي سعودي دفعة واحدة عند المقاهي والإستراحات العشرة بين مكة وجدة أي حوالي مائة وعشرون جندياً بنفس طريقة القتل (الخازوق )ومن المعروف أن رقم 12 هو رقم مقدس عند اليهود ؛ ولعلها أشارة أو بصمة أرادوا وضعها للتاريخ لتبيان هذه العلاقة بينهم وبين قرارات الباشا في المستقبل البعيد في وقت لا يمكن للباشا أن يفهم مغزاها , لقد أراد مقترحو هذا الرقم على محمد علي باشا أن يقولوا شيئاً لمن يفهم تلك الإشارة بالمستقبل , وقد قتل الباقين بنفس الطريقة في جدة , مما أثار اشمئزاز أهالي مكة , بل يذكر بوركهارت أن حتى أشد العملاء لمحمد علي وهو راجح الشنبري قد ” احتج “على تلك الطريقة للقتل (120) .
3) اتجهت قوات التحالف نحو مدينة تربة التي يذكر خبرها ابن بشر باقتضاب بأنه قد استولى عليها في ظل مقاومة بسيطة لأهلها , حيث تمكن محمد علي باشا من أن يخرج (( من كان في ثغورها من المسلمين )), ولكن محمد علي برسالته لأهل المدينة يقول أن فيصل الذي لم يكن قد بقي معه سوى مائة وخمسين من أتباعه اضطر إلى الانسحاب بمجرد اقتراب قوات التحالف من تربة (( وخرج أهل تربة ومن بقي من حاميتها ليقابلونا ويطلبوا منا الأمان , فوعدناهم بذلك , وأقمنا مركز قيادتنا في بلدتهم )) (121) .
4) يؤكد بوركهارت أن بعض المنازل في تربة قد تعرضت للسرقة والسطو كما (( اختطفوا عددا من النساء العربيات الجميلات )) , بينما (( لجأت غالية إلى البدو , وكان من المحتمل أن ترسل إلى استانبول تذكاراً للانتصار , لكن لم تستطع أية اقتراحات أن تقنعها بالعودة إلى بلدتها أو تجعلها تثق بما عرضه الأتراك عليها من وعود )) (122) , فقد انسحبت مع ما تبقى من جيش عسير حيث أرسلت مع رجال حماية إلى قرى في أعالي الجبال لكي لا تقع بيد هذا العدو الغادر .
5) تمكن محمد علي باشا بعد معركة وادي بسل إلى جانب تربه من احتلال بيشة وتبالة وكافة القرى في منطقة بيشة , وأرسل محمد علي باشا راجح الشنبري نحو رنية , ولعله ليس من المدهش أن يكون أشد فتكاً من الأعداء , فقد هرب من رنية مصلط بن قطنان فاحتلها راجح ودمَّر ثغورها وبيوتها وأشعل النيران في مساكنها(123).
6) و أظهرت المعركة وميزت رجال الحرب المجاهدين المدافعين عن بلادهم وأوطانهم وهم يؤسرون ويساقون إلى استانبول وبين الذين رضوا بالرضوخ لجبهة التحالف ؛ وكان راجح وغيره من المستعدين لبيع ولائهم للأقوى ؛ قد أبدى إخلاصاً وتفانياً مع جيش التحالف مثيراً للتساؤل ؛ وفعل مثله حمود أبو مسمار , فحين اقترب جيش التحالف من المخلاف السليماني كان حمود أبو مسمار يجهز نفسه للانضمام والخضوع سلماً لمحمد علي باشا , ولكي يقدم له عربوناً لذلك الولاء فقد اضطر إلى سلوك مشين بأن وعد طامي بن شعيب بالأمان إن هو لجأ إليه , وحين اتجه إليه طامي بن شعيب قبض عليه وقيده بالسلاسل وأرسل رسولاً لمحمد علي ومعه رسالة منه يسأله بما يفعل بالأسير الكبير ووقع الرسالة بتوقيع (( عبد محمد علي )) (124) . وفيما يبدو وقد رأى الباشا أن العبيد وحدهم هم من يحققوا أهدافه , لذلك أرسل عميله القديم للقبض على زعيم وطني كبير نذر نفسه للجهاد وللذود عن حياض بلاده , فأرسل محمد علي راجح لاستلام ذلك الأسير الكبير من عبده الجديد في أبي عريش كما سمى نفسه ؛ حسبما أورد ذلك بوركهارت , فقبض راجح على طامي بن شعيب , وقد كان أمضى وقته يتجول بين الجبال بحثاً عن طامي بن شعيب بناء على أوامر محمد علي باشا ؛ ولعل الجبرتي يورد رواية أخرى وهي أن راجح قد بذل أموالاً حتى تمكن ابن أخي طامي من القبض عليه خلال وليمة أعدها له مقابل مبلغاً كبيراً بذله له راجح (125) .
7) أكمل ماهو بك أحد قادة التحالف دور راجح فيما يخص الزعماء الوطنيين الكبار , وتمكن من القبض على بخروش زعيم غامد وزهران ؛ حيث حمل الأسيران معه إلى القنفذة التي وصلها محمد علي باشا عن طريق الساحل , وقد حقق في هذه الحملة التي حالفها الحظ أكثر منها التخطيط العسكري المتقن فاحتل المنطقة قاطبة , وأسر أكبر القادة السعوديين وأكثرهم قوة في حرب مشروع التحالف لإسقاط الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها , ولم ينج من الزعماء الوطنيين إلا الأميرة الوهابية غالية البقمية التي أرسلت قبائل عسير معها حرساً إلى أعالي الجبال حيث ظلت هناك حتى توفاها الله بعد أن عُمَّرت فوق التسعين عاماً .
8) حين عاد محمد علي باشا إلى مصر في يونية 1815م بدأت التهاني له على ما حققه من نصر كما يورد الجبرتي (( من أكابر الدولة والنصارى بأجناسهم خصوصاً الأرمن وخلافهم .. )) وقدموا له الهدايا (( من كل صنف من التحف حتى السراري البيض بالحلي والجواهر)) (126) .
9) ولعل الأخطر على الإطلاق هو تبديل سياسة التحالف نحو مشروع تدمير الدرعية بمجرد نجاح محمد علي باشا بحملته إثر انتصاره بمعركة وادي بسل ؛ فبعد أن كاد محمد علي باشا أن ينسحب من الحجاز بعد توقيع الصلح على ذلك الإقليم ؛ فأنه بمجرد عودته إلى مكة من عسير قد مال موقفه للتشدد و جمع كل كبار هذه المدينة المقدسة وعلمائها وقرأ عليهم رسالة موجهة منه إلى الإمام عبدالله بن سعود الكبير طالباً منه أن يستسلم وعارضاً عليه شروطه الجديدة للصلح ؛ حيث أرسلها مع جندي تركي وأدلاء من البدو (127) .
10) كان من أخطر نتائج هذه المعركة أنها (( أحدثت تصدعاً شديداً في الجبهة السعودية )) (128) , فقد فقدت الجبهة السعودية ذلك الالتحام الرائع بين قوة عسير وقوة نجد , ففقدت قوة الدولة السعودية رجالاً نذروا أنفسهم للقتال من مبدأ عقيدة وجهاد ؛ وبدلاً من أن تكون عسير هي عمق نجد ففي الوقت الذي تُهَدَّد الدرعية يتمكن رجال عسير من تهديد الحجاز ؛ أصبح على الدولة السعودية أن تفقد نصف قوتها بعد هذه المعركة ؛ هذا إلى جانب أن صقور القيادة السعودية قد خفتت قوتها ووهجها ؛ مقابل رأي الحمائم بالقيادة فعَلاَ صوت السلام والصلح على صوت الحرب والقوة , وكان هذا بداية الكارثة التي حلَّت بها بدليل أسلوب التعامل مع جيش طوسون في القصيم الذي يثير الدهشة والاستغراب .
عاد محمد علي باشا إلى مكة بعد أن وطَّد الأمور هناك , وبعد إقامة قليلة بمكة المكرمة نصب حسن باشا حاكماً لمكة في حين أرسل حسين بك قائداً لحامية تربة وراجح قائداً لحامية بيشة , واتجه إلى المدينة المنورة حيث كان توماس كيث الأسكتلندي الأصل البريطاني الجنسية المسيحي الديانة ؛ حاكماً عليها منذ احتلالها حتى ذلك التاريخ , بينما ظلت جدة تحت حكم ساييم أوغلو , ولعلنا نحتاج إلى من يبحث عن أصول هؤلاء الأمراء الأغراب الذين عينهم محمد علي باشا , واتجه نحو المدينة المنورة ربما للقاء إبنه طوسون قبل مغادرته نهائياً نحو مصر , ولعله من الجدير بالذكر التنويه عن بعض تصرفات هذا الأرناؤوطي الغريبة , والتي تضع علامات استفهام كبرى , فهو الرجل الذي يحب الأبهة والسلطان وبعيداً عن كل علامات التواضع , يسافر نحو المدينة المنورة مع أربعين من رجاله يركبون الحمير كما يورد بوركهارت , مما يثير أكثر من علامة استفهام , فالذي يستخدم الخازوق ويعلن عن تحرره من الأفكار الدينية , بل ويبدي أفكاراً إلحادية إبان وجوده بالقاهرة ؛ من الصعب أن نتصور أنه يفعل ذلك من قبيل التواضع , إن تركه للموكب الذي ينم عن الفخامة ليركب الحمير ليضع تساؤلات حول شخصية هذا المغامر وأسباب مثل هذا الاختيار للحمير للركوب في سفره للمدينة , فأي نوع هذا من أنواع الطقوس الذي جعله يستخدم هذه الوسيلة (129) ؟ !
ولعلنا نكون أكثر وضوحاً , لقد سأل المنجمين بالقاهرة عن أي ساعة يمكنه أن يتفاءل بها للخلع على ابنه طوسون بك وتنصيبه على حملة الحجاز , وحسبما أورد الجبرتي (( وطلب من المنجمين أن يختاروا وقتاً صالحاً لإلباس ابنه خلعة السفر , فاختاروا له الساعة الرابعة من يوم الجمعة ))(130) أي قبل صلاة الجمعة بقليل , ثم أمضى بفية ذلك النهار في احتفال وطرب , ولذا حق لنا أن نضع تساؤلاً كبيراً حول رغبة الباشا في ركوب الحمير وهو متوجه للمدينة المنورة بدلاً من الخيول والموكب الذي يليق به خاصة أنه كان على عجلة من أمره للوصول إلى القاهرة بحيث لم يتمكن من شرب مشروبات الضيافة في ينبع للخطر الذي بلغه حول وضع مركزه في مصر .

الخاتمـــــــــــة /
ظل الصراع بين الدولة السعودية الأولى وخصومها منذ مطلع القرن التاسع عشر ؛ سواء كان ذلك في الهجوم على كربلاء بالعراق عام 1801م /1216هـ أو بلاد الشام , ويبدو أن الدولة السعودية كانت من القوة العسكرية وخاصة سرعة تحركات جيشها وعدم قدرة أعدائها على معرفة تحركاته وأهدافه بشكل مسبق , من هنا فقد فشلت الولايتين العثمانيتين – الشام والعراق – فشلاً ذريعاً في صد هجمات الدرعية , وأكد البحث على أن الدولة السعودية قد تقاطعت مصالحها مع مصالح راسمي النظام الدولي الجديد والدول الكبرى الخاضعة لهذا النظام كبريطانيا وفرنسا , وأن هذه المصالح تقاطعت في عدة محاور سواء على مستوى المواقع الجغرافية كسيطرة الدولة السعودية على البحار والمضائق العربية وطرق التجارة والبريد بين اليمن والشام وبين الهند والخليج وبلاد الشام والبحر المتوسط أو الأهداف والسياسات الإستراتيجية , كما أن اقتراب جيوشها من فلسطين حيث قامت بغزو الساحل عام 1225هـ /1810م إلى جانب إثبات البحث لغزو الجيوش السعودية لمصر جعل الدولة السعودية تتقاطع بشكل جذري مع السياسات الجديدة لراسمي النظام الدولي الجديد , الذين تبين أن فلسطين وشق قناة السويس هي أهم هدفين لهم في المنطقة على الإطلاق , وأنه لن يسمح للدولة السعودية بأي حال من الاقتراب منهما .
وأن محاولة سعود الكبير وعروضه لباشا دمشق وبغداد تكوين اتحاد كونفيدرالي بين جزيرة العرب وبغداد والشام كان من الخطوط الحمراء التي قامت الدولة السعودية الأولى بتجاوزها , ولأن بريطانيا لا تستطيع الحرب بالصحراء , فإنه لابد من تدريب جيش بالمنطقة ليتمكن من ضرب الدرعية في عقر دارها وتدميرها بحيث لا تقوم لها قائمة بعد ذلك أبداً .
كما أثبت البحث أن الجيوش التي قاتلت وغزت الدولة السعودية لم تكن مصرية كما لم تكن عثمانية , بل كانت جيوش أجنبية من جنسيات متعددة منها الفارسية والمسيحيين الأوروبيين بريطانيين وإيطاليين وفرنسيين وغيرهم والأتراك والعرب وأن هذا التحالف كان على ثلاثة مستويات الدولي والإقليمي والمحلي سواء كان ذلك على مستوى الحكومات أو القادة أو الجنود ؛ وسواء كان ذلك على مستوى المال أو الرجال أو السلاح والمؤن , وهي أول حرب تحالف دولي يتم تجريبه ضد دولة عربية في العصر الحديث على غرار ما حدث في نهاية القرن العشرين والحادي والعشرين
و أكدت نتائج البحث حقيقة تاريخية لم يعطها المؤرخين أهميتها التي تستحقها ؛ حيث أن معركة وادي بسل يجب أن ينظر إليها من خلال صراع دولي عام وشامل ؛ أي من خلال الأفق الجيو – سياسي في المنطقة بالنسبة للعالم ؛ وأنه من الخطأ الكبير النظر لذلك الصراع الذي توج بانتصار القوى المتحالفة على الجيش السعودي في معركة وادي بسل من زاوية الصراع السعودي العثماني على الحجاز أو حتى الصراع بين القوتين المصرية والسعودية , فالدولة العثمانية قد فشلت فشلاً ذريعاً من خلال جهود ولاتها في بغداد ودمشق وحتى القاهرة في ظل قدراتها بمعارك الأحساء ومعركة وادي الصفراء في بداية تلك الحرب , ولكن حين بدأ التحالف الدولي يغدق المساعدات المالية والعسكرية ممثلة بالجنود المتطوعين من وراء البحار والتدريب العسكري الحديث حسب النظام العسكري الفرنسي ؛ إلى جانب الأسلحة الحديثة , فقد رجحت كفة التحالف على القوات السعودية .
وأكد البحث أن الدولة السعودية في السنتين الأخيرتين من حكم الإمام سعود الكبير ؛ كانت قد وصلت إلى مستوى كبير من تحقيق أهدافها بدحر قوات التحالف وإخراجها من أرض الحرمين , وأنه في الوقت الذي كانت المعنويات في الجبهة السعودية سياسياً وعسكرياً على مستوى القيادة وعلى مستوى الشعب في ارتفاع مستمر ومتزايد ؛ كانت المعنويات في جبهة التحالف منهارة إلى الدرجة أن طرح محمد علي باشا فكرة الصلح على الحجاز ليتسنى له العودة إلى مصر نظراً للصعوبات والإحباط الذي واجهها في الجبهة ؛ وأن القيادة السعودية كانت تصر على حسم الصراع عسكرياً نظراً لما وصلت إليه الدولة السعودية من حشد مواردها لتحقيق ذلك النصر .
وأكد البحث على أن وفاة الإمام سعود الكبير المفاجئة , وتولي الإمام عبدالله بن سعود مسئوليات الدولة ؛ بما في ذلك من انقلاب كامل في المواقف والسياسات ؛ قد أحدث شرخاً كبيراً في الاستعداد للمعركة ؛ إذ أحدث نوع من الانقسام في القيادة وتماسكها , وأن هذا الانقسام في القيادة بين فكرة الصلح والسلام وفكرة الحرب والحسم العسكري ؛ كان له أثره الكبير على نتائج معركة وادي بسل , وأن هذا الأمر بالذات وهو الخلاف بين الحمائم والصقور بالقيادة السياسية السعودية ؛ إلى جانب الحماس الزائد وعدم تنفيذ الجنود وبعض قادتهم لخطة المعركة بعدم القتال بالسهول كان هو السبب المباشر في الهزيمة , والذي حال دون تحقيق الجيش السعودي لانتصار بدا وكأنه سهل المنال ؛ كما أثبت البحث أن الجيش الموالي للإمام عبدالله من الفرسان والجنود لم يشارك بالمعركة أصلاً , وأنه ربما بسبب توصية أو تعليمات من الإمام عبدالله بالمحافظة على تلك الفرق التي هي عماد الدولة , بقي خارج المعركة كاحتياطي عام , ولكن هذا الاحتياطي كان يفترض منه أن يتدخل حين انقلبت ظروف المعركة لصالح العدو لاستعادة تفوق الجيش السعودي وتحقيق التوازن الذي اختل في المعركة؛ غير أنه بدلا من ذلك قرر أن ينسحب إلى الدرعية , وأثبت البحث أن قائد الجيش السعودي في بسل فيصل بن سعود ظل يتنقل في مدن الجبهة فيما يبدو أنه ينتظر المدد من أخيه الإمام ؛ ولكن لم يكن في نية الأخير تقديم أي دعم لسياسة التشدد والمواجهة والحسم العسكري .
وبين البحث أن المعركة لم تكن كما يصفها بعض المؤرخين بأنها من أهم المعارك في تاريخ مصر الحربي , فقد خلت من الخطط العسكرية المبتكرة , وأن خطط الجيش السعودي من عمليات التطويق واختيار أرض المعركة المناسبة لظروفه كانت أفضل بكثير من الخطة التي اتبعها جيش التحالف ؛ الذي اقتصر على عمليات جر الجيش السعودي من مواقعه الحصينة ؛ ثم إن الظروف الأخرى المحيطة بالمعركة من دس العملاء في داخل الجيش السعودي , وما فعله المال الذي أغدقته قيادة التحالف ليصل إلى قلب الجيش السعودي ؛ أضف إلى كل ذلك الانقسام الحاصل في القيادة السعودية ؛ فأدى إلى هزيمة لم يكن للخطط العسكرية التي نفذها جيش التحالف كثير نصيب في ترجيح هزيمة الجيش السعودي .
وأكد البحث أن الاتجاه السياسي الذي اتخذه الإمام عبدالله بعد المعركة مباشرة لم يكن لتطويق الآثار السياسية والعسكرية التي أفرزتها المعركة على مستقبل البلاد السعودية ؛ بقدر ما كانت تلك السياسة تهدف إلى إقرار الجناح الآخر بالقيادة بأن التوجه السليم الذي يحمي البلاد من المستقبل الخطير الذي يراد لها ؛ إنما يكمن في اختيار نهج السلام والصلح كخيار إستراتيجي لا بديل عنه أي أن هذا الجناح المتصالح المسالم قد انتصر في معركة بسل بحيث لم تقم للجناح المحب لحسم الصراع عسكرياً قائمة بعد هذه المعركة .
وكان لمعركة بسل نتائج رائعة بالنسبة لراسمي النظام الدولي الجديد فقد تم لهم القضاء على الخطر الكبير والمبدئي على مخططاتهم في بقاء المنطقة تحت السلطات العثمانية محافظين على تلك الوحدة الهشة لولاياتها حتى يتم إعداد الظروف للسيطرة على منطقة الشرق العربي استعداداً لتنفيذ مشاريع راسمي ذلك النظام بقيادة الدول الكبرى الخاضعة له .
هذا وكلي أمل أن أكون قدمت تفسيراً جديداً للصراع الذي دار بين الدولة السعودية وأعدائها ؛ بحيث كانت معركة بسل هي المعركة التي قدم فيها قادة الجبهتين كل طاقتهما لإنجاح مشروع كل منهما الجبهة السعودية دحر الأعداء والصراع من أجل البقاء , وجبهة التحالف تدمير الدرعية القلب النابض للوهابيين حتى لا تقوم لها قائمة أبداً ولا في أي مكان بالعالم – حسب تعبير القنصل الفرنسي في حلب عام 1808م .

الهوامش /
(
الفهرس / الصفحة
1) المقدمة ……………………………………… 2
2)الفصل الأول : أطراف الحرب في جزيرة العرب في أوائل القرن 19م.. ..6
3) الفصل الثاني : تطور الأحداث في جبهات القتال في عهد الإمام عبدالله………… 26
4) تحالف وتكاتف دولي وإقليمي ضد الدرعية ……………………… 31
5) الفصل الثالث : معركة وادي بسل ………… 37
6) الحرب النفسية بين الطرفين :………………. 38
7) نحو الحرب …………………………………….39
8) الفصل الرابع : اختيار أرض المعركة ……………………………………… 44
9) بدء المعركة الحاسمة ……………………46
10) ما بعد معركة وادي بسل ………………….. 54
11)الفصل الخامس :نتائج البحث …………….60
12)الخاتمة ………………………………………65
13) الهوامش ……………………………….. 69
14) المصادر و المراجع ……………………………. 75
15) الدوريات ……………………………………… 78
16)المحتويات …………………………………. 79[
د.صالح السعدون
جامعة الحدود الشمالية
كلية التربية والآداب
رئيس قسم الدراسات الإجتماعية
/align]

1٬056

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة