مذكرات مدير عام تعليم سابق الحلقة 13/13

بين العلم والخبرة والتجربة .. بدأ التميز .. وبدأ الميدان التربوي ينتج على كل الأصعدة

ذكرت في حلقة سابقة أننا كنا (( بحاجة إلى أسلوب عمل " جيش إنكشارية " أسمه قسم النشاط الطلابيبين العلم والخبرة والتجربة .. بدأ التميز .. وبدأ الميدان التربوي ينتج على كل الأصعدة

ذكرت في حلقة سابقة أننا كنا (( بحاجة إلى أسلوب عمل " جيش إنكشارية " أسمه قسم النشاط الطلابي , شباب لا يتأخرون أبداً عن التفاني , يعطون وقتهم كله للنشاط , كنت أعلم أن هذا من أصعب الأمور فالنشاط بمنطقة الجوف حين كنت أعمل رئيساً للتوجيه عام 1413هـ ميت لأن القائمين عليه متزوجون , كبار سن , ثقال الأجسام , كنت هنا أريد شباباً متفرغاً يتزوجون من قضية النشاط , ويكونون على قدر من المسئولية والتدين الوسطي , تريثت كثيراً وبحثت كثيراً ..)) .

تمكنت من إقناع الوزارة من تكليف هذا الشاب النشط محمد كتبي , وبداية قمنا بتكليفه بنصف جدول ثم اقتنعت الوزارة برؤيا الإدارة بضرورة تفرغه للنشاط ؛ بينت له الخطوط العريضة والدقيقة لسياسة الإدارة وفي ضوء ذلك وبين هذا وذاك أطلقت يده , بينت له أنني لن أسأله عن الأسماء ولن أهتم إلا بأن يكون اختياراته من المميزين الذين تنطبق عليهم بشكل عام شخصية الشاب النشط الفاعل والمبدع , ولن أطلب منه تقديم فلان أو إبعاد فلان وأن عليه أن يخاف الله في مهمته ؛ لكنني لن أتساهل أبداً لو أخطأ في الاختيار, كما لن أتساهل مطلقاً لو تدخلت العلاقات في اختيار أي شخص غير مناسب , فهنا يكمن الخلل الذي سيشغلنا عن العمل الحقيقي والانطلاق نحو البناء . لقد فهم الرسالة بشكل بليغ وأعطى الأمانة بقدر ما يعطيه بشر وعلى أكفأ وجه لقد كان متحرراً من علاقات المحافظة فهو ليس له انتماء بها إلا العمل وحب الناس وخدمتهم ؛ وبدأ يجرب أولاً ونكلف بنصف جدول حتى إذا أثبت الموجه / المشرف في النشاط نجاحه تم تكليفه رسمياً , لقد كان قسم النشاط الطلابي دينمو إدارة التعليم بينما كان التوجيه التربوي أسوأ قسم جلب المتاعب لإدارة التعليم , لم أقل هذا الحكم تعميماً ؛ بل كان هناك موجهين تربويين رائعين حملوا الأمانة وأعطوا جهدهم أذكر منهم الأستاذ محمد الصايغ حين كلفته برئاسة التوجيه وخالد الصياح موجه الإدارة المدرسية ود. صالح المريحيل ؛ زناصر طريميز يرحمه الله وحافظ أبو عواد الذي كان مبدعاً – عدا تلك الفترة التي وقع تحت تأثير علاقته بزميله سالم بشير الذي نذر نفسه فترة لإثارة المتاعب لإدارة التعليم – ثم عاد أي أبو عواد فاعلاً ومتفاعلاً مع العمل التربوي , كان من بينهم إبراهيم أحمد إبراهيم وحسن بركات ومجموعة من الشباب الذين انضموا مؤخراً للإشراف التربوي قبل نقلي من الإدارة بالقريات إلى الإدارة العامة للتعليم بالجوف كعايد العنزي ورائد العنزي وغيرهم مما خانتني الذاكرة بتذكر أسماءهم وأسماء أعتذر لهم إن لم أذكرهم بسبب النسيان .

لقد كان هناك بوناً شاسعاً فمن أسس بنيانه على التقوى كقسم النشاط ليس كمن أسس بنيانه كمسجد الضرار لقد كان بعض الأقسام كل ما يريدونه أن يشحنوا قسمهم ليس بالكفاءات من أهالي المحافظة ؛ بقدر همهم بشحن أقسامهم ممن يهمهم أمرهم من ذويهم ووساطاتهم كمراكز قوى , بدون اهتمام بالعمل وبالإمكانيات ودون اعتبار للنتائج ؛ بل لعلني لا أغالي إذا قلت إن البعض كان يهمه أن يبرز من يوقف عجلة النمو والنجاح ليس – لا سمح الله – لأنه من ذوي توجهات سيئة للمحافظة أو الوطن بشكل عام ؛ وإنما فقط لأسباب شخصية بحتة ولكنه لم يعلم أنه في هذا الموقف الانتقائي المؤقت يكيد ليس للإدارة التعليمية بقدر ما يكيد للمحافظة وأهلها وللوطن كذلك .

وبينما كان هم شباب النشاط المميزون البناء والعمل ليل نهار بلا هوادة ولا حتى رحمة لأنفسهم أذكر منهم كثيرون محمد كتبي ذلك الفارس الذي لم يترجل بعد , لقد كان يشغل مهام كبيرة وعظيمة وأكثر ما كان يبهجني أنني حين أكلفة بالمهمة أو العمل لا أتذكر إلا أنه كجندي بالمعركة ينفذ التعليمات دون أن يأتيني من جانبه ما ينغصني , لقد كان يكفيني مئونة إدارته , وكان دائماً ما يقول المهمة تمت أو أنجزت أو كتفي بإشارة بإصبعه , حتى أنني مع الوقت كنت أعطيته تفويض عام عدا أنه يجب أن يبلعني بالخطط والبرامج وكل جديد بشكل مسبق لأكون على اطلاع وأقوم بعمل بسيط معه من حذف أو تطوير لكل أو بعض برامجه بينما مسألة التنفيذ فمع الوقت أدركت أن لدي طاقات جبارة لا تحتاج إلى دقيق متابعة في الأقسام التابعة له , وأن الأفضل أن أركز جهودي على الأقسام المتعثرة أو التي يعمل البعض على إثارة المتاعب عليها لتبدو وكأنها متعثرة .

لقد كان محمد كتبي رئيس قسم النشاط والمشرف الكشفي ورئيس قسم الاختبارات وشئون الطلاب ( خدمات الطلاب حالياً ) , كان مساعده محمد مشهور العنزي إلى جانب عمله كمشرف اجتماعي الذي كان رائعاً في تعامله مع رؤسائه ومرؤوسيه , مشعل الحواس , عبدالهادي الثويني , معيوف سبتي العنزي , علي عمار الذي فوجئت – أطال الله بعمره – بوجوده بالقريات , لقد كان مدرساً لي بالمرحلة المتوسطة , ناصر طريميز الشراري تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته , كم كان أستاذاً في الحياء والأخلاق الفاضلة , عايد الجباب وفلاح العازمي منصور الكريع وخالد القنيفد ومحمد الرويلي وآخرون لا تحضرني أسماءهم .

لقد كان في البداية معظم قيادات النشاط من العنصر المتعاقد ولا يوجد وطنيين وكنت سعيد بوجود أخوتنا العرب , ولكن كنت مؤمناً بضرورة تأمين وتوطين الخبرة بالمحافظة , ولهذا عملنا من خلال رئيس قسم النشاط على تأهيل قيادات النشاط وهم على رأس العمل ثم يتم تفريغهم .

لقد كانوا هم إدارة التعليم قاطبة أما الآخرون فقد كانوا مساعدون لهم ؛ أقول لزملائي لا تعتبوا ؛ فهنا قلبنا النظريات التربوية ؛ نعم وحق لتجربة القريات الإدارة التربوية أن تقلب نظريات التربية ؛ لقد كان قسمي التدريب والنشاط هم من أسس البناء وهم من رفع شأن التعليم , لقد كان لهذين القسمين دوراً ثانوياً في كل إدارات التعليم ليس بالمملكة فحسب ؛ بل ربما بالعالم إن دورهما مساعداً ولكننا في إدارة التعليم بالقريات جعلناهما في قلب المعركة بدلاً من جناحي الجيش التربوي , لقد حملا الأمانة والمسئولية أكثر مما ينبغي لهما , وكنت بكل تواضع من وضع الخطط المبدئية ومن أدار عن بعد ومن شجع حتى استدت أعوادهم فتركت لهم الحبل على الغارب , بينما كانوا هم من تحملوا التعب والسهر والعرق .

كنت أخطط في حقيقة الأمر إلى أن أجعل الإشراف التربوي هو من يكون في قلب المعركة – وقد كانوا ولا ننقص من الدور العظيم الذي قاموا به ؛ فقد عملوا شيئاً عظيماً – ولن أغمطهم جهدهم لقد بنينا معاً وكنت أنا من تخرج من الإشراف التربوي أعرف قيمتهم , ولكني ابتليت برجال منهم أقل من أصابع اليد الواحدة , وضعوا في الإشراف التربوي قبل مجيئي , وهم ليسوا بالكفاءة المطلوبة فأحدهم كان من حملة الثانوية وحصل على شهادة البكالوريوس انتساباً من جامعة الملك عبدالعزيز التي هي ربما الأضعف مستوى بالعالم . وآخر كان متخرجاً من كلية الآداب بتقدير مقبول – كما أتذكر – حتى أن جميع الجامعات الأردنية رفضت قبوله لولا جهدي الكبير على أعلى المستويات من أجل أن تقبله الجامعة التي قبلته ببرنامج الماجستير ومع ذلك رأيت منهما عقوقاً وحرباً ليس لها حدود , لقد سببا ومن معهم كثير من المتاعب لإدارة التعليم , وصرفا جهد الإشراف التربوي عن توجهه الحقيقي للبناء إلى كثير من البلاء والإعاقة ؛ أتذكر أحدهم وكنا نتحدث عن نظريات اليابان بالتربية أن أثار زوبعة حيال ماقاله في أحد الاجتماعات التربوية , كيف لنا أن نقلد من اشتبك أعضاء برلمانه بالأيدي … ليت شعري لو أعرف مدى قناعته بما قاله سواء كان في وقتها أم حين استلم مسئوليات مماثلة الآن , هكذا وجدت الإشراف التربوي ينزع إلى إثارة المشاكل فقمت بتغييرات متعددة من أجل وضعه على الطريق الصحيح له , حين وضعت محمد الصايغ رئيساً للتوجيه استعان ببعض زملائه المتعاقدين والوطنيين كانت تلك الفترة هي أفضل فترات الإشراف على الإطلاق , ولكن أولئك البعض قد تمكنوا من إثارة المشاكل في وجهه , فجاء تغييره من الوزارة لا لسبب إلا لأن الإشراف التربوي بالوزارة لم يكن إلا شفاف الآذان مرهف السمع لكل ناعق , أعمى البصر والبصيرة عن الحقائق , فضغط للتغيير ؛ هكذا كان الإشراف التربوي بإدارتنا … فصرفت وجهي نحو قسم النشاط والتوجيه والإرشاد والتدريب لأعوض الزمن الذي أهدره علي بعض أفراد قسم الإشراف التربوي بمشكلاتهم التي أرادوا من خلالها تحقيق مناصب لأنفسهم تفوق قدراتهم ؛ إلى جانب رغبتهم الجامحة من تقليل النجاح الذي بلغته الإدارة إلى الدرجة التي أرق ذلك النجاح فيها مضاجعهم الوثيرة . لن أتحدث هنا إلا إذا وجدت من الضرورة الحديث بتوسع , فأنا هنا أسير على نهج محمد صلى الله عليه وسلم " ما بال أقوام …" ليس الهدف الأسماء بقدر ما هو عرض التجربة أمام مديري التعليم وخاصة الجدد للاستفادة منها أثناء وضع خططهم ومعرفة الصعوبات التي قد لا تتحدث عنها الكتب ولكنها ستعترضهم .

كان قسم النشاط مجموعة من الشباب – الذين نذروا أنفسهم في أية لحظة لقضيتهم التربوية – قد تبين أنهم أدوا الأمانة حين جاء أحد الاختبارات المفاجئة لي ولهم ؛ كنت أقول لرئيس قسم النشاط أريدك تكون جاهزاً لأي طارئ في ليل أو نهار , فلا تقول لي هذا وقت عمل أو هذا وقت راحة ؛ فأنت تراني أعمل فوق 14 ساعة يومياً فلا تتهاون أبداً .. اتصل بي الساعة الرابعة ليلاً لا أتذكر أهم الدفاع المدني أو المحافظة وابلغوني أن أحياء حصيدة التي كنت أسكن فيها تغرق من سيول مفاجئة قادمة من الأراضي الأردنية , وأن علينا إخلاء الأهالي في تلك الأحياء , وأنهم يريدون إخلاء المدارس الحكومية من الدراسة لإسكان الأهالي .. ويسألون عن امكانية تقديم كل ما يمكن للمساعدة , في الوقت الذي كنت أفكر في أبنائي الصغار وأهيئ أهلي لحالة الطوارئ هذه رفعت السماعة على عجل , ولم أكن واثقاً أبداً أن الطرف الآخر سيرد علي وتذكرت متألماً أنني لم أعرف منزل محمد كتبي , وفي الوقت الذي كنت بعصبية وعجلة أهمهم : أرجوك محمد لا تخذلني في المرة الأولى التي يختبرك فيها القدر ! ورغم أن التلفون كاد تنتهي دقاته بالصمت .. إلا أنني لم أكن أفرح كمثل تلك اللحظات حين جاءني صوته متثاقلاً بالكاد يرد , فقلت : محمد .. صاحي .. أنا أبو بكر اصحى معي الأمر جداً مهم .. السيول تغرق الأحياء .. – ما في مطر .. – خلك من المطر .. داهمتنا السيول من الأردن .. اصحى من شان نتكلم بجدية . – أنا صاحي .. – شباب النشاط سهل تصحيهم الأمر شبه إعلان الطوارئ من الدفاع المدني .. – وش المطلوب ؟ الآن قدر الاستطاعة اجمع ما تستطيع منهم مع سيارات وسائقي الإدارة واتصل بالدفاع المدني ونسق الخطط معهم اجعل مجموعة تهتم بالإنقاذ ومجموعة تتصل بمديري المدارس أو حراسها لوضع المدارس في المطار تحت أمر الدفاع المدني . – حاضر .. _ محمد أنت واثق من انك تبيض وجهي أمام الناس – أبشر .. .

في الوقت الذي خرجت لأتأكد من وجود خطر على عائلتي في الشارع المحاذي وجدت الأمور ميسرة .. كلمت ابن عمي كان يسكن بالمطار كإجراء احتياطي لوضع أهلي هناك لأن السيول كانت في أولها ولا ندري بمدى قوة زخمها القادم من بعيد .. بينما انصرفت إلى الشباب . كنت كمن أخذ كأس الفوز في ذلك الصباح , كان الدفاع المدني رائعاً وكان قسم النشاط بإدارة التعليم بالقريات أكثر من رائع وأكثر من مميز .. لقد كان امتحاناً إلهياً لرئيس قسم النشاط وزملاؤه كان امتحاناً مفاجئاً وفازوا به بامتياز . مع الظهر كانت المدارس توشك أن تخلى والسيول قد توقفت أو على الأقل زال خطرها وكانت جريدة الرياض قد فازت بالسبق .. ذهلنا للنشاط المتميز الذي أبداه مراسلها هزاع الرويلي .. لقد صور السيول وسافر فوراً للحفر وتمكن من إيصال الصور لجريدته حيث هز الخبر المملكة .. اتصل بمكتبي العديد من المسئولين بالوزارة .. بعد قراءتهم الجريدة في وقت كنا غير قادرين على إبلاغهم بالفاكس .. حين عدت أبلغني مدير مكتبي أن د. الثنيان قد اتصل بنا ليطمئن في وقت كنت مع فريق النشاط أتجول على المدارس , فبعضها كان وسط العاصفة وبعضها تعطلت الدراسة فيها لاستخدامها .. كلمته وأبلغته .. وكنت منتشياً بنجاح لم يكن لولا إدارة هذا الشاب المبارك وحسن اختياره لزملائه بعيداً عن الواسطة أو العلاقات .

لست أتذكر إن كانت الدورات التدريبية التي نتجت عن برامج الشراكة بين إدارة التعليم وإدارة الدفاع المدني حول خدمة المجتمع ومكافحة السيول والإنقاذ والكوارث , ودورات التدريب على إخلاء المدارس من خلال النشاط الكشفي قد كانت نتيجة لهذا الحدث أم أنها سبقت ذلك الحدث .

كنا نتحدث عن اتفاقيات شراكة في ذلك الوقت عملياً وقد عقدنا العزم على خدمة المجتمع في كل اتجاهاته , فاتفقنا حيال هذه الاتفاقيات مع حرس الحدود ونادي المسيرة ومع الشئون الصحية ومختبر الجودة بجمرك الحديثة والمخدرات والجوازات والأمن والسجون والمرور , محافظة القريات ولجان الأهالي وبعض الأمسيات الأدبية بالقريات والتي سعدنا ذات مرة بتشريف شاعر القريات الكبير لنا الأستاذ صالح الشادي . ولن أستطيع أن أعدد كل الإدارات الحكومية الأخرى .

لقد بنينا خططنا في النشاط في وقت كان رئيسه جديداً على العمل التربوي ومركزاً على النشاط الكشفي ؛ لتكون خطة شاملة متكاملة تشمل كل أوجه النشاط ؛ كنت في البداية أريد نوع من الإبهار أو الانفجار الذي يبهر المجتمع ويجعله يرى ما يجري لنستفيد من خلال ذلك في مواجهة الشائعات التي لا هم لها إلا هدم النجاح , ثم أن يرى المجتمع مدى الجهود المبذولة لرفعة شأن فلذات أكبادهم , وهو حق لكل من يعمل وفق المنهج الإلهي " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ؛ وفي السنة الثانية كان العمل قد اكتمل والقسم قد كسب الخبرة والقطار قد اندفع لرحلة سريعة وعميقة في عملية نشاط تربوي تدعم التعليم في كل مجالاته .

لقد ابتكرنا فكرة الورشة الفنية الدائمة والتي أقيمت بابتدائية الرازي .. في أوائل عام 1416هـ قمنا بتطبيق هذه الفكرة الجديدة بتعليم القريات لم تكن معروفة بأي إدارة تعليمية بالمملكة ؛ وقد ابتكرت هذه الفكرة بناء على الحاجة الماسة لصرف الكثير من الأموال على بعض الأمور مثل اللوحات والدعايات القماشية التي تعلن عن أنشطة الإدارة من اللقاءات التربوية والدورات وورش العمل والأنشطة الفنية والرياضية , وكانت إدارة التعليم تعج بالخطاطين بينما الدولة كانت قد قررت الترشيد في الإنفاق نظراً للظروف الإقليمية والدولية المحيطة في السنوات السابقة ؛ مما يجعلنا مرغمين للبحث عن أسس سليمة وتقنيات وآليات جديدة تساعدنا على الاستمرار بأعمالنا دون هدر للمال غير الموجود أصلاً إلا من تبرعات بعض المقاصف المدرسية . وقد أنتجت هذه الورشة إنتاجاً قيماً جعلنا نكتب لمسئولي الوزارة تقريراً مصوراً عن إنجازاتها ؛ وقد وردني الكثير من خطابات الشكر أورد من بينها خطاب من سعادة وكيل وزارة المعارف الدكتور عبدالعزيز الثنيان , برقم 326/خ في 16/10/ 1416هـ هذا نصه (( المكرم مدير التعليم بمحافظة القريات المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

أشير إلى صورة خطابكم رقم 6005 /30 في 17/ 8/ 1416هـ بخصوص مشروع " الورشة الفنية الدائمة " .

أفيدكم أنني اطلعت عليه وسرني الجهد الذي بذل فيه , وأشد على يديكم في مواصلة هذه الجهود الخيرة , شاكراً ومقدراً لكم ذلك , متمنياً لكم وللأخوة العاملين معكم دوام التوفيق . ولكم تحياتي . أخوكم وكيل وزارة المعارف

د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان

لقد كان وجود محمد كتبي ومشعل الحواس على رأس هذه الورشة كافياً أن أرى الطحن والدقيق والخبز دون أن يزعجني جعجعة المكائن فقد كانوا يعملون وهم صامتون لا يحتاجون أن يقولوا عملنا . كنت أرى جهدهم في كل مكان بالمدينة أنى سرت بسيارتي وأينما توجهت .

لقد أعطت وكالة الوزارة للمشاريع والصيانة الإدارة التعليمية بمنطقة عسير مليوني ريال لإنشاء فكرتهم الرائعة ورشة المستلزمات التعليمية , وكنا أحوج إدارات التعليم بالمملكة إلى تطبيق فكرتهم لدينا , ولكن رفض وكيل الوزارة المهندس عبدالله الفوزان أن يعطينا ريالاً واحداً إن لم تخني الذاكرة , لقد كانت طلباتنا عنده كلها مرفوضة , كانت فكرة الورشة هي أن توجد الآلات والعمال والأدوات والمواد الخام لإصلاح الطاولات والكراسي وإنتاجها أو إصلاحها وكذلك السبورات البلاستيكية التي يمكننا أن نستخدم الأقلام بدلاً من الطباشير , وإنتاج الوسائل التعليمية , وإصلاح الأبواب والأعلام الوطنية فقد كنت دهشت ذات مرة لتقرير جاء من المحافظة بناء على ملاحظات إدارة المباحث أنه في إحدى إجازات الأعياد قد كانت أكثر الأعلام الوطنية المرفوعة على المدارس ممزقة من الهواء فكان أن قمنا باكتفاء ذاتي ؛ بحيث نضع أموال الإدارة في شئون أخرى تستحقها أكثر من شراء الأعلام أو خلافها بمبالغ ليست في قدرة الإدارة تأمينها آنذاك , وخلاف تلك الاحتياجات في المدارس الحكومية والمستأجرة وغير ذلك , ورغم أن الوزارة لم تخدمنا بل وقتروا علينا في بنودنا ربما نكاية بي لعلاقتي الوثيقة بالدكتور الثنيان , إلا أن الله وفقنا في تدبر الأمر بقليل من المال قد لا يصدقه القارئ وقامت ورشة المستلزمات التعليمية بالإنتاج ولله الحمد في مدرسة ثانوية القريات وبشكل مبهر ويفوق كل التوقعات .

لقد بدأت الإدارة تفكر بمشاريع نوعية هدفها زرع الثقة بنفس الطالب وإيجاد شراكة بين التعليم ومؤسسات المجتمع , كنا نهدف إلى إعداد الطالب لخدمة السوق والشركات , وإقناع الطالب بطريقة فاعلة بأهمية العمل وقدسيته , فوقع اختيارنا على صناعة العطور .. أتذكر أننا أرسلنا موجهاً أو رئيس قسم النشاط ذاته إلى الطائف حيث كان أحد مشرفي النشاط بإدارة التعليم بالطائف صاحب مصنع عطور , وقد تعاون معنا جزاه الله خيراً وأعطانا الكثير من العلم لهذه الصناعة وقمنا بتعليم الطلاب تقنية إنتاج العطور ثم تطور الأمر لصناعة الصابون وصناعة الأسبرين كنا نحتاج إلى نوعية رخيصة القيمة ميسرة التقنية تزرع الثقة بنفس الطالب السعودي بالقريات ليكون مثل زميله الطالب الياباني أوالألماني في التعامل مع العلم والتقنية والعمل .

في عام 1418 هـ بدأنا نفكر بتقنيات متقدمة من خلال النشاط وهي التفكير بتحلية المياه المالحة وإيجاد جوائز لكل فكرة ممكنة التطبيق لتحلية مياه الآبار المالحة لأننا بالقريات أحوج ما نكون إلى المياه الحلوة , إلى جانب حاجتنا إلى أن نساهم في حل مشكلات المجتمع المحلي .. لقد كانت الفكرة الثانية هي أن ندرب أطفالنا وطلابنا على تقنية الاستنساخ كانت الفكرة جنونية في نظر الذين لا يريدون التغيير ولا يريدون النجاح .. قالوا بلغ بكم الأمر إلى إنتاج خروف من الخلايا الجذعية ؛ قلت سبحان الله ولِمَ نذهب للتدريب على الأشياء المحرمة ونترك ما أحل الله قال وما هي قلت فسائل النخل مثلاً .. . هكذا هم عملاء الشيطان الذين يريدون أمة محمد تركن للخمول والدعة يؤزهم الشيطان أزاً كي يؤخرونا بسخريتهم ومحاولاتهم المستمرة كي لا تقوم لأمتنا قائمة بين الأمم وهم لا ينطقون إلا بوسوسته فحسبنا الله ونعم الوكيل .

تقول الحكمة العربية " رجل يدري ويدري انه يدري فذلك عالم فاتبعوه , ورجل يدري ولا يدري انه يدري فذلك ناس ٍ فذكروه , ورجل لا يدري ويدري انه لا يدري فذلك جاهل فعلموه , ورجل لا يدري ولا يدري انه لا يدري ذلك أحمق فاجتنبوه " .

بحثنا في إتمام البرنامج ووجدنا أن جهاز الميكروسكوب المستخدم وحده سيكلف قريب من مليون , فطورنا الفكرة إلى مخاطبة الشركة المنتجة لفسائل النخل بالاستنساخ بالمنطقة الشرقية لتدريب الطلاب من خلال برنامج لأسبوع على عملية الإنتاج من خلال ما يشبه الدورة التدريبية في معامل الشركة أو استئجار الوقت لنقل الخبرة العلمية لطلابنا .. كان المال هو كل المشكلة التي توقف طموحاتنا بينما كانت وكالة الوزارة للمشاريع والصيانة تغالي في تكاليف المباني من مليونين في كل أنحاء العالم للمبنى الواحد ليصبح أربعة ملايين وستة ملايين والآن بلغ بعضها إثني عشر مليوناً .. لقد كانت وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية تُعنيان بتخمة المقاولون أكثر من العلم والعلماء والبحث والتجريب والأجهزة التي تحتاج إليها بعض الإدارات التعليمية الفاعلة فحسبنا الله ونعم الوكيل .

لقد بذلنا جهوداً في تلقف كل فكرة جديدة فنفذنا اليوم المفتوح منذ عام 1414هـ والتي تبنته الوزارة في خطتها التطويرية التي أطلقتها عام 1424/1425هـ كانت سباقات اختراق الضاحية لكافة المراحل وسباق الدراجات ومسابقة معلمي التربية الفنية بالقريات ومسابقة أخرى لهم في المجسمات والأشغال لتحسين مدينة القريات , وأجمل لوحة فنية واستعراضات كشفية ورياضية وحفلات مسرحية فاقت كل التوقعات حتى ظن البعض أننا نؤسس لمسرح سيعمل بشكل احترافي . لقد كانت المعارض العلمية التي يكون فيها براعمنا بصناعة الصابون والعطور والأسبرين وصناعة القوالب الرائدة التي كنت قد سعيت طويلاً لتحقيقها .

لقد كان محمد كتبي معداً بشكل مسبق في النشاط الكشفي , ولكن حق لإدارة القريات التربوية أن تفخر بنفسها وأن تفخر به فقد أهله نجاحه فيها إلى أن يصبح من قيادات العمل التربوي بالوزارة .

هكذا كانت قصتنا مع النشاط الطلابي وهي مختصرة لأننا لو عدنا إلى الأوراق والوثائق والمشاريع التي كتبت ونفذت لوجدناها تنوء بها الخزائن , قبل عشرون شهراً تقريباً طلبت من مجموعة من الزملاء كالصديقين الأكثر وفاء على الإطلاق مهلي بغيث العنزي ومحمود مصطفى منعم أن يبلغوا رئيس قسم النشاط الطلابي الأستاذ مشعل الحواس أن يزودني بصور من كل الأنشطة والمشاريع والخطط التي بحوزتهم بين عامي 1414و 1418هـ , وقد جاءتني الإجابة من خلالهما بأن كل تلك الوثائق قد تم التخلص منها أو تم حرقها , ولا أدري إن كانت هي الحقيقة أم أن التعليمات من مدير التعليم الذي تسلَّم الإدارة مني قد منعه من تسليمي صورة من مثل هذه الوثائق مع أنه كان من حقي أن أحصل على صورة منها , فإن كانوا قد أحرقوها فما وفوا وما خدموا التعليم لأنه ليس من حقهم أن يحرقوا هذه الثروة العلمية والخبرة التربوية الجماعية لفريق النشاط الطلابي بإدارة تعليم أخذت قصب السبق على الإدارات الأخرى بالمملكة رغم قصر عمرها وصغر حجمها , وإن كانت الأخرى فلا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .

أما قصتنا مع التدريب فهي قصة أخرى ؛ كنت قد تكلمت عن جزءاً منه في الحلقات السابقة أما هنا فسأتكلم عن جوانب أخرى ؛ فقد يستطيع مدير أي إدارة وهو يستلم عمله الجديد إذا كان يستلم مثل هذا العمل لأول مرة أن يرى صورته مهتزة حتى يكاد يرى نفسه وهو فير قادر على استجماع قواه الإدارية وشخصيته القيادية , يستطيع أن يبقى رهين الوقت ولسان حاله سأتعلم وأتدرب وأعرف صلاحياتي شيئاً فشيئاً فما الذي يعجلني ! فإذا اعتمد هذه الإستراتيجية أو حتى اعتبرها مجرد تكتيك , فإنه لن يفلح أبداً في عمله وسيكون نجاحه ليس محفوف بالمخاطر وإنما لعله لا يكاد قد أصبح لديه خبرة إلا وقد نقل من عمله إلى عمل آخر أو قد أعفي من منصبه , لذا فإخلاصاً للأمة وللوطن يجب أن يقشع عنه غطاء أو سربال الحياء أو التسويف ويسأل , ولسان حاله الصلاحيات تنتزع ولا تُمنح , فإذا كان التجاوز كبيراً سيوقف بهدوء ممن هم أعلى منه دون خسائر وإن كانت تلك الصلاحيات ممن أغفلها النظام فعليه اقتناصها مبكراً والاستفادة منها .

وجدت في مسألة التدريب أن كلفة تذاكر الأساتذة الجامعيين من جدة أو الرياض بالدرجة الأولى قد تكلف ربع كلفة الدورة الواحدة , فذهبت لمقابلة مدير عام الشئون الإدارية والمالية الأستاذ الخبير محمد بن نوح وكانت تربطني به علاقة ود عظيمة وشرحت له مشكلتنا وقلت لا أريد إلا الإجراءات النظامية التي لا يحجني بها ولا يحجك أحد من داخل الوزارة أو خارجها , فقال كل دورة يجب أن تتخذ فيها قراراً " أن مدير التعليم بـ … وبناء على الصلاحيات الممنوحة لي يقرر مايلي : …" ثم تضع ضمن الدورة أسماء الأساتذة الذين يقومون بالدورة حتى وإن كانوا من خارج الوزارة .. عندها لن تحرجني ولن تحرج نفسك .. لم يسأل مثل هذا السؤال ولا مدير تعليم واحد بين أكثر من ثمانين مدير تعليم بنين وبنات .. وهنا يأتي تطبيق ما ذكرته أعلاه .

وقد سهلت تلك المهمة عملنا بالتدريب وقللت من نفقاته , ولأن حاسدي النجاح كان يغيضهم ذلك فقد ضخموا ما اعتبروه خطأً مالياً وإدارياً , وكنت في تلك الفترة مابين عامي 1415-1418 هـ مستهدفاً تحديداً من قبل الوزير الجديد الرشيد ومجموعته الإدارية التي أتى بها وأكثرهم من مدينته المجمعة , وكانت الوزارة قد بدأت تعاني من ثنائية الزعامة وثنائية التوجهات , فالوزير الجديد الذي كانت أربع السنوات الأولى من وزارته من أرقى عمل الوزراء ثم بدأت وزارته تخفت شيئاً فشيئاً كان ذو شخصية عظيمة وقيادية من الطراز الأول في السنوات الأربع الأولى من وزارته مع أن الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان وكيل الوزارة آنذاك كان من أفضل الشخصيات وأقواها ورغم قوة الرجلين واختلاف توجههما إلا أن وكيل الوزارة كان رجلاً من الطراز الأول فرغم استفزاز رجال الوزير المقربين الذين كانوا أصدقاء الثنيان قبل مجيء الوزير للوزارة لكنهم انقلبوا على من أوصلهم وانضموا للأقوى بدأوا يغرون صدر الوزير على د. الثنيان محاولين توسيع الهوة بينهما ربما وكل يمني نفسه في وراثة الثنيان في منصبه , غير أنه حين قرر الثنيان كرجل دولة التخلي عن عمله أمام الصراع الذي أصبح مع الأيام مكشوفاً وجاء وكيل وزارة جديد زلزل هذا الجديد الوزير ورجاله وسحب البساط من تحته وتحت أرجلهم ولا يزال الغموض يكتنف والتساؤلات متزايدة حول استقراء تلك الفترة التي أضاعت جهود عقداً من النجاح منذ أن استلم الثنيان وكالة الوزارة وحتى امتداد السنوات الأربع الأولى من سنوات الوزير الرشيد ! .

كنا مجموعة نحب وكيل الوزارة ونشجع توجهات الوزير الجديد الذي بدا لنا رائعاً في وزارته الأولى وكنا مع وفاءنا للوكيل بعيداً عن الفئويات فقد كنا صادقين بحبنا للوزير الجديد حينها, ولكن المجموعة المحيطة بالوزير اعتبرونا رجال الثنيان , ونحن رجاله ونحبه بحق وبلا مواربة , ولذا اعتبروا الخطأ حسب رأيهم الذي وقعنا فيه مبرراً لمحاسبتي وربما يريدون ذلك سبباً لإبعادي من إدارة التعليم لمجرد محاسبة الثنيان بمعنى أنهم الآن يستخدمون حربهم لي لمجرد مرحلة من مراحل حربهم مع الثنيان وقد كان إبعاد وكيل وزارة المعارف للتطوير التربوي جزء من تلك الخطة وكنت ربما الرابع أو الخامس على القائمة ؛ فقال لهم مدير الشئون الإدارية والمالية , أن موقف السعدون سليم وهو قبل أن يقوم بالأمر استشارني وأبلغته أن الأمر نظامي وإن أردتم اسألوا وزارة المالية أو أي جهة وإذا على الرجل أي خطأ فحاسبوني أنا فأسقط في أيديهم .

حدث في تلك الظروف تغييرات إدارية بمدارس تعليم القريات وضربت سيارتي بالرصاص كانت خطة الجناة أنهم يعجلون بنقلي من القريات فجاءت النتيجة عكسية تمديد بقائي بالقريات ثلاث سنوات أخرى . حاولت الوزارة أن تستثمر الحادثة ضدي وتجير الموضوع لصالح القضايا الموجودة بالوزارة من حرب تغييرات وتصفيات هي بالدرجة الأولى بين اتجاه الثنيان الوطني واتجاهات أخرى مناقضة . أرسل معالي الوزير مستشاره الأستاذ حمد الحلوة إلى أمير منطقة الجوف , أفاد أحدهم أن موقف الأمير تجاه السعدون سلبي فاستثمروه .

أبلغ معالي الأمير سلطان السديري مندوب الوزير بأنهم لن يرحموني لو وجدوا علي خطأً واحداً وأنهم تأكدوا بإمارة المنطقةوالأجهزة الأمنية أن جميع من أبعدوا يستحقون الإبعاد , وأن مدير التعليم وضع سبعة مميزين من نفس القبيلة بدلاً من الذين عليهم ملاحظات , فكيف نحاسبه وهو مخلص بعمله , ولكن مصلحة المنطقة أن يبقى بموقعه لعدة سنوات ليس عقاباً له , وإنما عقاباً للمجرمين الذين يريدون العبث بأمن المنطقة . فعاد الأستاذ حمد الحلوة يحمل أخباراً لم تكن سارة لمعالي الوزير . كان قد أرسل لي مستشاره الدكتور عبدالواحد الحميد , لم أكن أعرفه كنت معجباً به وأحبه فحسب ولم ألتقيه منذ أن كنت في اول متوسط وهو في الثانوية في مدرسة صلاح الدين كنا صغار السن نعرفه ولا يعرفنا حينها, قال لا أصلح للمهمة أنا , أي قرار ضده سيفسر بأنني من غير جماعته وأنا لا أحب هذه المتاهات , قال أنت إذاً بغيتي أو هكذا قال لا يصلح للمهمة غيرك ! فأجبر وكلف بالمهمة وكنا سعيدين به دون أن نعرف طبيعة مهمته , وعقد اجتماعات وزار مدارس ووجد كما قال إدارة تسير بانضباط شديد كدقة الساعة , زار الجوف فوجدنا طلاب أحدى المدارس يعبثون بسيارات مديري التعليم – القريات والجوف – المودع والمستقبل للمستشار بالمسامير , ووجد إدارة التعليم بالجوف تئن من وطأة المشاكل كما وجد تعليم عرعر أفضل حالاً ولكنهما لا يمكن قياسهما بمستوى تعليم القريات , وقد أرسل لنا مستشار معالي الوزير الدكتور عبدالواحد الحميد الخطاب التالي برقم 43في 17/2/1418هـ :

سعادة الأستاذ / صالح السعدون

مدير التعليم بمحافظة القريات وفقه الله

يسعدني وقد عدتُ من جولتي في شمال المملكة , أن أتقدم لكم وللزملاء الأعزاء في الإدارة , بالشكر الجزيل على الحفاوة التي قابلتموني بها أثناء زيارتي لمحافظة القريات , وكذلك التنظيم الجيد للفعاليات واللقاءات التي قمتم بترتيبها لي مع منسوبي التعليم بالمحافظة . وقد سرني , أيضاً , ما رأيت من نشاط وحيوية في إدارة التعليم وفي المدارس مما يدل على الجهود الكبيرة التي تبذلونها مع زملائكم للنهوض بالتعليم في هذا الجزء العزيز من الوطن . أشكركم مرة أخرى .. وأتمنى لكم التوفيق الدائم .

وتقبلوا خالص التحية والتقدير ..

د. عبدالواحد الحميد

مستشار معالي الوزير

17/2/ 1418هـ

عاد إلى الرياض وقدم تقريره باجتماع الوزير والوكلاء , وكان التقرير مذهلاً عبس الوزير ومجموعته كما قال لي أحد الوكلاء المساعدين الموجود في الاجتماع وتهللت أسارير وكيل الوزارة د. الثنيان وقال معالي الوزير : هكذا أنتم كل لجنة أو شخص أرسله للسعدون يذهب من عندي برؤيا ويعود برؤيا مختلفة لا أدري كيف يسحركم هذا الرجل ؟ يقول لي عبثاً حاول د. الحميد يوضح الصورة أن تقريره كان موضوعياً بعيداً عن كل المجاملات وأنه كان في منتهى الدقة .

كانت المظلة الوحيدة التي تظلني بعد الله هو د. الثنيان , ولقد كان كيدهم عظيماً فقد تمكنوا لثلاثة أشهر أن يوقعوا بيني وبين الثنيان لقد كانت هذه هي الفرصة الوحيدة التي يجهزون بها علي , ولكن قدرة الله أعظم ففي الوقت الذي غضب مني أستاذي وأحب شخصية أحببته بإخلاص كنت وما زلت , حتى انقلبت الموازين فقد كان إبعادي هدفاً لإضعاف د. الثنيان من خلال إبعاد رجاله ومحبيه بالوزارة وبما أنني لم أعد بعد الوقيعة بيني وبينه من رجاله , فقد أصبح منطقهم إذا لماذا لا نرى نقاط مدير تعليم القريات المضيئة وهكذا أرادوا كيداً فرد الله كيدهم إلى نحورهم فبعد زوال مظلة الثنيان من حمايتي جاءتني مظلة الوزير الذي طالما عمل لإبعادي ليدعمني أكثر من أي شخص آخر , وفي الحقيقة كانت مظلة الرحمن هي التي تظلني أكثر من أي شخص آخر لقد كانوا ينفذون قدر الله وحسب.

في عام 1418هـ كان مؤتمر مديري التعليم بالمملكة في عسير وكان الوزير قد اقترب من كثرة الضغط على د. الثنيان من التخلص منه وإجباره على التقاعد المبكر , وأرسل مستشاره لإقناع الأمير بأن تعليم الجوف لن يصلحه إلا مدير تعليم القريات , فإما يقبل به أو يدير التعليم بدلاً من الأستاذ الدحيم , عندها طلب مني اجتماع مع الأمير غداة سفري لمؤتمر عسير وكان مستشار الوزير د. عبدالواحد الحميد حاضراً سألني معالي الأمير ما المشروع الذي يمكنني أن أقدمه له لتقديمه للأستاذ الدحيم ليصلح تعليم الجوف ليكون بمستوى تعليم القريات ؟ لم أكن قد فهمت أنها مقابلة شخصية , قلت : تغييرات برؤساء الأقسام بحيث يكون الرجل المناسب بالمكان المناسب , تغييرات بالمشرفين التربويين بحيث يوضع الفاشلين منهم موظفين بالأقسام التعليمية بينما يختار أهم العناصر من الميدان تغييرات بمديري المدارس بحيث يبعد الفاشلين ويحول الضعفاء إلى مدارس صغيرة والمتميزين إلى مدارس كبيرة ويعتمد على عنصر الشباب , في الحقيقة المقابلة استمرت ساعة ولكن هذا بدقة متناهية موجزها . قال الأمير , المهم حين يكلف الرجل يجب إلا يقوم بتصفية حسابات !!!!!!! فلم أعرف ما يعني فصمتت لأن الكلام غير مفهوم لبس مشلحه وأمرني أن أنضم معهما للغداء في بيته , وكنت من شدة تشاؤمي القديم لم استوعب الموقف حتى ودعني فشد على يدي وقال سلم لي على وزير المعارف ! حينها بدأت أستوعب الموقف .. كان الأمير يجري لي مقابلة شخصية لتكليفي كمدير عام للتعليم بمنطقة الجوف .

كان الوزير قد أعاد صياغة موقفه حيالي بعد تقاعد د. الثنيان , وحين جاء محور التدريب في اليوم الثاني أو الثالث للمؤتمر قال كلام لم أكن أتوقعه منه ابداً كان شيئاً مما أتذكره " التدريب إذا ذكرنا التدريب يجب أن نذكر مدير التعليم بالقريات د. صالح السعدون , هذا الشاب ليس لديه جامعة الملك سعود كمدير عام التعليم بالرياض [ أظنه سماه باسمه ] وليس لديه جامعة الملك عبدالعزيز مثل فلان وليس لديه جامعة الملك فيصل كمدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية .. صالح السعدون لم يرسل معلميه للرياض أو جدة أو الدمام بل جاء بالجامعات عنده بالقريات … " كنت قد عشت لحظات من الذهول وعدم الاتزان للمفاجأة فما الذي أسمعه وما الذي حدث .. كانت نظرات المؤتمر مديري التعليم وشخصيات عربية وعالمية قد اتجهت تنظر نحوي وكانت أصعب لحظات عشتها في حياتي .. ومن حقي فقد كانت التجربة الأولى بمثل هذا الحجم وهذا المستوى .. بعد المؤتمر اجتمع حولي مديري التعليم يطلبون مني سرد التجربة التي خاضتها إدارتنا بالتفصيل وبعضهم طلبها مني مكتوبة .

حضرت المؤتمر ووجدت مدير عام التعليم بجدة الأستاذ خضر القرشي قد أصبح قطباً قوياً يكاد لا يتخذ الوزير قراراً إلا ويستشيره وأقول يكاد .. نظر لي نظرات معادية أثناء المؤتمر وكأنه يوجه لي رسالة مفادها " سيكون لي معك موقف عما قريب .. لاقيته في طرف مائدة الشاي نظر لي نظرات حاقدة من فوق نظارته يكاد الشرر يتطاير من عينيه , فأكملت تجهيز كوب النسكافيه بالحليب وذهبت إليه وسلمت ولم أصافحة كنت أحرك السكر بالنسكافيه ولكنني أردت أن أقول لا تنتظر أن أقبل رأسك ولا يدك لأنك لن تكون مثل الذين نقبل رؤوسهم , وحدثته عن قرب وأنا أقرأ كل مليمتر من حركات وتشنجات تقاسيم وجهه كان يقول لي الكثير ولكنني أحببت أن أقول له بهدوء : يجب ألا تنسى أننا في الشمال عينة أخرى من البشر لا تعرف تقبيل الأيدي !!! تواقفنا دقيقة تبادلنا النظرات أكثر من الكلمات ثم انصرف بينما أنا لازلت أقف أرشف من كوبي الساخن وأحلل بالموقف .. همس لي أحدهم بالمؤتمر مبروك ستكون مدير عام التعليم بالجوف وسيكون خضر القرشي وكيلاً للوزارة وقراركما سيكون قريباً .. عندها فهمت كل شيء .. وقلت سبحان الله ما قصتي والأعداء كلما تحول بفضل الله عدو إلى صديق وضع الشيطان في دربي عدواً جديداً .

استرحمت على الوزارة وعطفت على معالي الوزير الذي رغم كل ما يصلني عنه فلم يجرح مشاعري وجهاً لوجه أبداً كان رجلاً رائعاً ,استرحمت عليه لأنه سيخطئ خطأ عمره ؛ لأن الثنيان كان رجل دولة يحترم وزيره أما الآن فقد جاء رجل لا يمكن التنبوء بما يريد وبما يفعل ولا يمكن التنبوء بتصرفاته أو قراراته أو تشنجاته .. كما لا يمكن أن تعرف أهدافه البعيدة التي يريد الوصول إليها .

في مسألة التدريب بقي شيء واحد كنت قد بدأت بالتفكير برعاية الموهوبين قبل الوزارة بثلاث سنوات , ووضعنا برامجنا ودراساتنا حيال الأمر وعلمنا أن أهم مسئولي وعلماء الموهوبين العرب هو أ. د. فتحي جروان فذهبنا بوفد غير رسمي وبزيارة , وقد قمنا باستئذان وكيل الوزارة السابق الثنيان فيها , وقابلنا د. جروان ورأينا أكاديمية الملكة نور للموهوبين بالأردن وأخذنا مشروع الأكاديمية وقررنا محاكاته حسب ما يسمح به نظامنا التعليمي وأردنا عمل دورة يقوم بها هو وبعض الأساتذة الأردنيين , طلبنا من والدي أبو عادل الأمر فقال : حين يبقى أسبوع عن الدورة ذكرني فنسمح لهم بالمرور ثم يعودون .. لحسن الحظ ذكرته في الموعد المحدد فقال سأستأذن الأمير .. فطلبت إمارة الجوف الفكرة بخطاب حولها أبو عادل فحولها الأمير لوكيل الأمارة وبحث في الأمر فوجد أن الأمر من صلاحيات وزارة الداخلية .. فرفعوا بها فاكس .. فكلمني مدير إدارة الاستقدام بوزارة الداخلية قال هذه من صلاحيات الديوان الملكي فهل هي مهمة لكي نكتب ونخاطب المقام السامي .. ذهلت وقلت كلا أوقف المشروع برمته سنستغني عن الفكرة بأساتذة من الداخل .. هنا ما أعنية بالصلاحيات حين تكون الفكرة فوق صلاحياتك بمقدورك إيقافها دون خسائر كثيرة ولكن التجربة في حدود الصلاحيات بما لا يتناقض مع صلاحيات الجهات العليا يكون دائماً يأتي بالخير .

في عام 1417هـ كلفت بمهمة خارج المملكة استقدام معلمين من السودان , أخذت موجهين تربويين من مختلف مناطق المملكة , واتجهنا بهم إلى الخرطوم , أعطت الوزارة كل اللجان مبالغ كبيرة إلا لجنتنا بخلوا علينا أعطونا نصف ما أعطوا الآخرين , بدأنا العمل أعلنا بالصحف السودانية رغبتنا بالتعاقد مبينين عنواننا بالملحقية الدينية , وبدأنا العمل كنا نحتاج لأقل من ألفين تقدم لنا أكثر من أربعة آلاف وكنا نعمل بجدية ووتيرة كاملة واتفقت مع فريقي بالعمل على أن يواصلوا العمل ليل نهار 14 ساعة مقابل أن أسهل ذهابهم غي حالة انتهاء عملهم , وفجأة طلب مقابلتي من أتباع حسن الترابي رجلين قالا إنهما من كبار مسئولي وزارة القوى العاملة بالحكومة السودانية , في المقابلة الأولى كانوا يجسون نبضنا ويتساءلون حول الأعداد وغير ذلك , وفي المقابلة الثانية كانوا متجهمين جادين وكأنهم يريدون إخافتنا , قال أحدهم نحن نريد كامل الكشوف التي تقبلونهم في العمل في السعودية , قلت ولِم إذا كان لأمور روتينية فلديكم علاقاتكم بالسفارة السعودية والملحقية التعليمية ويزودوكم لأن الأمر سيتم من خلالهم , قالوا لا , نحن سنختار ممن تختارونهم من يجب أن يسافر ومن لا يجب أن يسافر , قلت نحن آسفون نحن تابعون للمملكة العربية السعودية ولسنا تابعون لكم ولا تلزمونا بالتعامل معكم مطلقاً , سنختار من نرى أنهم يحققون مصالح بلادنا , وإذا أبيتم أبلغوني بقرار رسمي وسنغادر ونحن قادرون على تحويل ألفي فيزا إلى أربع لجان تعمل عبر العالم العربي في القاهرة ودمشق وعمان وتونس , وأنا أخاف عليكم إن غادرت وعرفت هذه الجموع أنكم المتسببين في مغادرتنا من مظاهرات الاحتجاج على سياستكم , قال نحن نخشى أن يتكرر ما فعله مسئولي سابتكو النقل الجماعي . قلت كيف قالوا أخذوا رشاوى ! قلت قبضتم على أحد منهم قال لا قلت إذاً كيف لي أن أتأكد مما تقول وعلى العموم إن قبضتم على أحد من زملائي يأخذ رشوة فلديكم القانون طبقوه في حقه , غادروا على أن يتدارسوا الأمر بينما ذهبت أبحث عن كابينة تلفون بعيدة علها تخفي اتصالي عنهم وإن كنت أعلم أنهم سيسمعوه , كلمت مكتب الثنيان فوجدت الروساء نائباً عنه كانت خلافاتي معه على أشد ما تكون كان لا يتطير من مديري التعليم بقدر نرفزته إذا رآني , قلت الموقف كيت وكيت .. قال يعني .. قلت يعني يريدون يختارون أعضاء حزب الترابي ويزرعونهم عندنا بالبلد وفي هذا خطورة أمنية وفكرية على بلدنا , وأنا أرى إما نختار عملنا بمهنية أو نعود .. قال إذا تدخلوا بعملك خذوا شنطكم وعلى المطار .. عادا لي مسئولا وزارة القوى العاملة .. فتحدثا مصرين على الأمر فأبلغتهم أني أبلغت زملائي أن يحضروا شنطهم للتوجه للسفارة ثم للمطار ولدي تعليمات بذلك فأبلغوني بقراركم النهائي .. كانوا قد سمعوا مكالمتي مع وكيل الوزارة بالنيابة ..طأطأوا برؤوسهم ثم قالا أكمل عملك وغادروا .. أنهيت عملي بهدوء ثم غادر زملائي الموجهين ثم عدت خلفهم , تركت مدير الشئون المالية بالوزارة هناك لم يستطع إكمال المهمة فاضطررت أن أعود لأسبوع واحد أتممت أوراق مغادرة من بقي ثم عدت إلى عملي بالقريات من جديد .

د.صالح السعدون
مدير عام التعليم السابق بمنطقة الجوف

تم إضافته يوم الأربعاء 24/06/2009 م – الموافق 1-7-1430 هـ الساعة 6:34 مساءً

شوهد 302 مرة – تم إرسالة 0 مرة

التقييم 10.00/10
12345678910اضف تقييمك
التقييم: 10.00/10 (2 صوت)

ا

لـتـعـلـيـقـات

[كاف] [ 28/06/2009 الساعة 12:47 صباحاً]
جهود رائعة و انجازات مبهرة يا دكتور .

تمنياتي لك بالتوفيق دوما

[معلم كسول ] [ 28/06/2009 الساعة 12:52 صباحاً]
علمنا بالنشاط يوم كنت مدير تعليم يا دكتور صالح
بعدك صار عندنا قسم كسل و كسالى !!!

[أم إبراهيم ] [ 28/06/2009 الساعة 2:09 صباحاً]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما خيب ظننا أبدا يا دكتور صالح و ستبقى علما في رأسه نار لأنك عملت بإخلاص فتميزت و ميزت من كانوا معك.
أختك

[شمالي] [ 29/06/2009 الساعة 3:52 صباحاً]
لله درك و لله در القائمين على هذا المنبر الحر
أخوك المحب شمالي

[أبو خالد ] [ 29/06/2009 الساعة 4:01 صباحاً]
الدكتور صالح السعدون
لقد تابعت هذه السلسة القيمة من مذكراتك و للأمانة استفدت منها الكثير حيث كانت زاخرة بالتجارب السباقة و الناجحة . و لفت انتباه أن محور التدريب قد كان له نصيب كبير من حديثكم في أكثر من حلقة . و لكنني استغربت أن حديثك عن التدريب لم يتطرق لرئيس قسم التدريب التربوي الأستاذ القدير / منصور ساعد البلوي كأول رئيس للقسم و لا زال على رأسه حتى يومنا هذا .
و ما أود الإشارة إليه هنا و من باب الأمانة .. أن قسم التدريب التربوي يكاد يكون القسم الوحيد في إدارة تعليم القريات الذي واصل النجاح و العطاء من بعدك ، بل أنه أيضا واكب التطور الذي حدث في عالم التدريب .
كانت مجرد ملاحظة مع ثقتي بأنك لم تتعمد تجاهل رجل التدريب الأول في القريات ، فأنت من كان حريصا على توليه هذا القسم الحيوي و الهام .

شكري و تقدير و محبتي لك يا دكتور صالح .
أخوك أبو خالد
معلم [د.صالح السعدون] [ 30/06/2009 الساعة 4:09 صباحاً]
أولاً أحيي الأخوة الأعزاء كاف ومعلم نشيط وشمالي
كما أحييك أختي الفاضلة أم إبراهيم
وأحييك أخي أبو خالد
أشكر لكم تفاعلكم .. ودعاؤكم ودعمكم ومحبتكم وفيما يتعلق برأيك أبو خالد نعم الأخ منصور البلوي تربطني به علاقة أخ أكبر بأخية الذي يصغره سناً ولو بشهور
كان من خيرة الرجال ولقد نسيت أن أثني عليه في خضم هذه الحلقات ولكنني سأضع له ما يستجقه قبل طباعة الكتاب فهو من خيرة من عملوا معي
ربما أستاذ منصور الذي جعلني أنسى وضع ما تستحقه من الثناء أن الأستاذ منصور كلف متأخراً بالتدريب بينما كان حديثي في هذه الأشياء قبل تكليف الصديق العزيز بالتدريب
وأرجو منك أخي أستاذ منصور بعد أن اقتربنا من الخمسين أن تذكرني بسنة تكليفك من خلال التلفون لملاحظة ذلك عندي في أساس المذكرات
أشكرك أبو خالد لفتة كريمة منك يستحقها أعز الناس ومن أكثرهم كفاءة أستاذ منصور البلوي
بارك الله فيكم أجمعين

1٬909

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

2 تعليق على “مذكرات مدير عام تعليم سابق الحلقة 13/13”

  1. السلام الا من لهم الكل الاحترام انا محمند احد الكشفين الي خدم انشاط الكشفي في عام 1418 حصلنا علا المركز الاول المرحله الا ثانويه والمركز الاثاني المتوسط بمنطقة تبوك مع الاستاذمنور السرحاني ومحمد الشاهر الا انسا والكل يذكر من جميع زملاي دموع ذللك الاب نعم الاب محمد كتبي حنما اتا موعد التكريم نعم والصور موجوده نعم ما ابكاك يابا حسن وفي انفس المسابقه حصل الامرحوم بدر صالح المرحيل علا الكشاف المثالي المرحلت الاثانوي وحصل العريف فهادقناص الرويلي علا افضل عريف بلعلم انها اول مشركه القريت بمثل هذه المسبقات وفي عام 1419 حصلت النشاط لكشفي بجده علا المركز الثاني وكنت مشارك وكنت ناب العريف وفي معسكر صقر لعروبه الي قيم بتبوك وكنت عريف لفرقه وحصلنا علا المركز الاول وفي مسبقت التفوق الكشفي بنجران وكنت عريف الفرقه حصلنا علا المركز الاول وحصلت علا الكشاف المثالي وفي مسابقت التفوق الكشفي بلقصيم وكنت قيدالفرقه حصلنا علا المركز الاربع كل هذالكالم موثق بلصور حيث اني احمل مافوق 500صورة فوق هذ كله اني الااحمل الاشهدت الاول ثانوي بعد ماكملت الدرسه منازل السبب انه مدرس النشاط كن يذهب بنا لاخرج المحفظه وقت الاختبار لاشهري وبعد الاختبار يرفض المدرس اعادت الاختبار لنا اواذوضع لنااختبار يضعه صعب وكنا نسكت علا الموضوع حتا لا ننحرم السفر مع الشباب خبرك جهلين وبعد رسوبي الثالث سنوات بفصل ثاني متوسط علامن اني كنت بالنشاط الكشفي من السادس الابتداي بعد استغنا المدرس عن الانشاط فصلت والا المدرس يعين مدير مدرسه والله انه في احد المرات قبلته والله ان السلام لم يقلها لي بعده ذهبت الاستاذمرزوق ملفي طالب منه ان يخدمني بلحصول علا وضيفه عندهم حيث اني احمل اكثر من 48شهده كشفيه اذ به يراد علي رح كمل وتعال وين اكمل الامتا وانا بلاوضيفه منو السبب يا استاذ صالح ونهم وضفوني باحد المدرس قائد كشفي حيث اني حاصل علا شهادت قائد كشفي اطلب من الله ثم نكم مساعدتي لحصول علاوضيفه حيث اني بلغت من العم 28سنه بال وضيفه ولك جزيل الشكر0563788822جول

  2. د.صالح السعدون

    الكاتب :(زائر)
    السلام الا من لهم الكل الاحترام انا محمند احد الكشفين الي خدم انشاط الكشفي في عام 1418 حصلنا علا المركز الاول المرحله الا ثانويه والمركز الاثاني المتوسط بمنطقة تبوك مع الاستاذمنور السرحاني ومحمد الشاهر الا انسا والكل يذكر من جميع زملاي دموع ذللك الاب نعم الاب محمد كتبي حنما اتا موعد التكريم نعم والصور موجوده نعم ما ابكاك يابا حسن وفي انفس المسابقه حصل الامرحوم بدر صالح المرحيل علا الكشاف المثالي المرحلت الاثانوي وحصل العريف فهادقناص الرويلي علا افضل عريف بلعلم انها اول مشركه القريت بمثل هذه المسبقات وفي عام 1419 حصلت النشاط لكشفي بجده علا المركز الثاني وكنت مشارك وكنت ناب العريف وفي معسكر صقر لعروبه الي قيم بتبوك وكنت عريف لفرقه وحصلنا علا المركز الاول وفي مسبقت التفوق الكشفي بنجران وكنت عريف الفرقه حصلنا علا المركز الاول وحصلت علا الكشاف المثالي وفي مسابقت التفوق الكشفي بلقصيم وكنت قيدالفرقه حصلنا علا المركز الاربع كل هذالكالم موثق بلصور حيث اني احمل مافوق 500صورة فوق هذ كله اني الااحمل الاشهدت الاول ثانوي بعد ماكملت الدرسه منازل السبب انه مدرس النشاط كن يذهب بنا لاخرج المحفظه وقت الاختبار لاشهري وبعد الاختبار يرفض المدرس اعادت الاختبار لنا اواذوضع لنااختبار يضعه صعب وكنا نسكت علا الموضوع حتا لا ننحرم السفر مع الشباب خبرك جهلين وبعد رسوبي الثالث سنوات بفصل ثاني متوسط علامن اني كنت بالنشاط الكشفي من السادس الابتداي بعد استغنا المدرس عن الانشاط فصلت والا المدرس يعين مدير مدرسه والله انه في احد المرات قبلته والله ان السلام لم يقلها لي بعده ذهبت الاستاذمرزوق ملفي طالب منه ان يخدمني بلحصول علا وضيفه عندهم حيث اني احمل اكثر من 48شهده كشفيه اذ به يراد علي رح كمل وتعال وين اكمل الامتا وانا بلاوضيفه منو السبب يا استاذ صالح ونهم وضفوني باحد المدرس قائد كشفي حيث اني حاصل علا شهادت قائد كشفي اطلب من الله ثم نكم مساعدتي لحصول علاوضيفه حيث اني بلغت من العم 28سنه بال وضيفه ولك جزيل الشكر0563788822جول

    حسبنا الله ونعم الوكيل ..
    سأتصل بك وإن أشغلتني الحياة فاتصل بي على تلفون
    0555388544
    وسأبذل جهدي مع الأستاذ ناصر المنيع أن يساعدك ..
    أنا لا أعرفه ولكنني أعتقد أنني يمكن أن أعمل من أجل الله شيئاً لك
    إذا لم أتصل بك خلال أسبوعين اتصل بي
    والله ولي التوفيق
    د.صالح السعدون[/color]

التعليقات مغلقة