من عيون الشعر العربي(2)
القصيدة الثانية
لابن زيدون عاشق ولادة وشاعر الأندلسمن عيون الشعر العربي(2)
27/3/1427 هـ الكاتب د.صالح السعدون
من عيـــــــون الشعر العربي
القصيدة الثانية
جمعها : د. صالح السعدون
ابن زيدون شاعر الأندلس
من من محبي الشعر لا يعرف شاعر الأندلس وعاشق ولادة بنت الخليفة الأموي المستكفي وقد ولد أبو الوليد أحمد بن عبدالله بن زيدون في قرطبة عام 394هـ وتوفي عام 463هـ ولقب بذي الوزارتين وقد عمل سفيرا لدولة بني جهور بين ملوك الطوائف بالأندلس . وعشق ولادة بنت المستكفي وزاحمه في حبها الشعراء كابن حمديس ورغم أنه سجن بسبب اتهامه أنه كان يخطط إلى إعادة مجد الدولة الأموية , وقد كانت علاقتهما قوية إلى الدرجة أن أرسلت له بالبريد حين غاب يومين من قرطبة إلى أشبيلية تقول :
أليس لنا من بعد هذا التفرق سبيل فيشكو كل صب بما لقي
وقد كنت أيام التزاور بالشتاء أبيت على جمر من الشوق محرق
فرد عليها قائلاً:
لحا الله يوماً لست فيه بملتق محياك من أجل النوى والتفرق
وكيف يطيب العيش دون مسرة وأي سـرور للكـئيب المــؤرق
غير أن ولادة أيضا تنكرت له بسبب غيرتها عليه من مدحه لجارية له وقد قال في ذلك :
وغرَّك , من عهد ولادة سراب تراءى , وبرق ومض
تظن الوفاء بها , والظنون فيها تقول على من فرض
ولعل من أفضل قصائد ابن زيدون إلى جانب نونيته المشهورة , هذه القصيدة التي يتشوق لولادة وهو يتذكرها بعيدا عنها : سلوتم وبقينا نحن عشاقا…… لإبن زيدون
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال , في أصائله كأنه رق لي , فاعتل إشفاقا
والروض عن مائه الفضي , مبتسم كما شققت , عن اللبات , أطواقا
يوم , كأيام لذات لنا انصرمت , بتنا لها, حين نام الدهر ,سُرّاقا
نلهو بما يستميل العين من زهرٍ جال الندى فيه ,حتى مال أعناقا
كأن أعينُه , إذ عاينت أرقي , بكت لما بي , فجال الدمع رقراقا
وردٌ تألَّق , في ضاحي منابته , فازداد منه الضحى ,في العين , إشراقا
سَرَى , ينافحه نيلوفر عبق وسنان نبه منه الصبح أحداقا
كل يَهِيجُ لنا ذكرى تشوِّقِنا إليك ,لم يعد عنها الصدر إذ ضاقا
لا سكَّنَ الله قلباً عَقَّ ذكركُمُ فلم يطر , بجناح الشوق , خفاقا
لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى وافاكم بفتىً أضناهُ ما لاقى
لو كان وفَّى المنى , في جمعنا بكمُ , لكان من أكرم الأيام أخلاقا
ياعطفي الأخطر , الأسنى , الحبيب إلى نفسي, إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا
كان التِّجاري بمحض الود ,مذ زمن , ميدان أنس , جرينا فيه أطلاقا
فالآن , أحمد ما كنا لعهدكم , سلوتم , وبقينا نحن عشاقا!