رحلة قطار لمنطقة ثلجية .. قصيدة شعرية
رحلة قطار لمنطقة ثلجية
بين العواصف القطبية والقواصف العاطفية
وعندمــا ركبتيَ القطار ..
كنا معاً.. حبيبتي
على المســـار..
بالانتظار
وكاد انتظارنا يطول
في رحلة قصيرة ..
بعيدة ..
وسفرة عجول
لوحة فنية من الشعر هدفها .. بناء لوحة تشكيلية .. تسعد من يقرؤها ..
رحلة قطار لمنطقة ثلجية
بين العواصف القطبية والقواصف العاطفية
وعندمــا ركبتيَ القطار ..
كنا معاً.. حبيبتي
على المســـار..
بالانتظار
وكاد انتظارنا يطول
في رحلة قصيرة ..
بعيدة ..
وسفرة عجول
كنتِ وحيدةً..
بدون صاحبٍ ..
ولا صديق
ولم يرافقـك..
مرافق ولا عشيق
وفجـــأةً..
جئتِ إلى الجــوار
أوَّاهُ يا شمس النهار
لتجلسي أمامي ..
وكنت من جمالك القتول ..
في ذهول
تفضَّلي بنت الكرام
رقيقةً تمشين ..
تـدرجيـن..مثلما
درجَ الحمــام
وكنت قد بدأت أقرأ ..
الشعر ..وأبيات الغرام
وذبتِ وانبهرتِ
مابين يديَّ..
وبين صوتي المبلول ..
في منمق الكلام
حتى تصورت بأنك ..
الجريئة ..
وأنني وحدي ..
أنا الخجول
وكم تمنينا..
تأخُّر القطار ..
عن الوصول ..
إلا مع النهار
سرنا مع الليل الطويل ..
ليل الشتاء ..
ليله المملول ..
لكنه ليلٌ قصيرٌ ليلنا
ونبتغي أرضاً بها..
تنافس الخيول
منابت الثلوج ..
مروج كلها من الثلوج ..
كل له مهمة ..
هواية.. فضول ..
وقت قصير سوف نلتقي ..
لليلة أو ليلتين ..
وقت طويل سوف ..
نلتهي.. ونلتقي ..
في جلسة أو جلستين
وفي القطار يا أميرتي
صرنا معاً..
كروح في شخصيتين
ذبنا معاً..
تهنا معاً..
ما أسرع القطار ..
حينما نكون لو بودِّنا ..
طريقنا يطول ..
وفي خضِمِّ سعدنا
أعلن القطار ..
لحظة الوصول
حملت عنك يا حبيبتي
كل الحقائب ..
جعلتك أميرتي ..
عشيقتي ..
وكنت قبل أن أراك ..
مثل راهب
وكان قاتم الفصول ..
وكانت الثلوج ..
وكانت المدافئ
تؤجج الحنين ..للمضاجع
ووجهك الجميل ..والفَتُون
ودفئك الحنون ..
يا حبيبتي ..
للقلب..والعيون
.. فاجع
أواه .. يا مأذون..
مالي وللبروج ..
وعجل الخروج
فالوقت للمضاجع
وحينما عزمت ..
للخروج
نحو غرفتي .. لكي أنام
وكنت متعباً..
شعَّ الضياء ..
وشعَّت المروج ..
لتعكس الضياء..
بالثلوج
ذهبتِ عن عمدٍ..
حبيبتي
تخلعي وتلبسي ..
تلهينني عن الخروج
بألف قصة ..
ألف حكاية
ورب نظرة سددتها ..
تكفي عن الدعاية
ورب بسمة ..
وهمسة ..و لمسة..
بأصبع أو أصبعين
وغمزة أو غمزتين
تغني عن الغواية
رميتني ..
بألف سهم دافئ
وكم أجدتِّي الرماية
حتى وجدتني ..
بين يديك ..فوق السرير
صقر أسير ..
يحتاج للعناية
من حمامة وديعة ..
تزاول الغواية
فأي قوة عند النساء..
إن بدأنَ..
في نصب الشباك..
إذا بدأن بالرماية ..
** * **
وفي الصباح ..
لم ندرِ كم مضى ..
من النهار
وكم مضى من وقت..
كنا صامتين..
دونما حوار..
وكم و كم غُصْنا ..
إلى عمق البحار..
وكم و كم تهنا ..
بصحراء.. قفار
وكم قطفنا الورد ..
والأزهار ..
متى بدأنا بالحوار ..؟
ومذ متى..
كانت بنا النهاية..؟
** * **
لم ندر يا حبيبتي متى ..؟
تغيرت أنوار ..ليلُنَا
إلى احمرار
متى تغلَّقت كل الستائر
لم ندر كيف صار جونا ..
كأنه أيـَّار
لم أدرِ يا حبيبتي..
كيف .. متى..؟
صرتِ إليَّ عرشاً..
وكيف حوَلتِ لنا ..
هذا اللقاء..عرساً ..
لم ندر كيف صار …
كيف ثار…
وكيف أصبح السرير ..
دفئاً ..كقطعة من نار
لم ندر كيف ننثني ..
وكيف نرتخي ..
وكيف في هذا الصقيع
نهوى التزلج الذي..
يهْوِي به الفتى صريع
من فوق هاتيك التلال
وبين هاتيك السفوح ..
والجبال
مثل الثلوج لونها ..
لكنها كمدفئة ..
تذوب فيها النار
عجبت حينما صحوت ..
في الصباح ..
كيف أحتويك في حَنان
وكيف كنتُ قد ..
أسلمتُكِ الجِنان
وكيف أبدو أنني..
أعْرِفُك يا حبيبتي ..
مذ مدة طويلة ..
من الزمان
** * **
لم ندرِ حينها حبيبتي..
ما يفرق التفاح والرمان..
والكرز والعنب
وسائر الثمار..
** ** **
لم ندر كيف مرة..
نقاوم الإعصار ؟ !
وغير مرَّة..
سارعت في ركوب مهرتي ..
كأنني في ساحةٍ للكر والفرار
** * **
كل الذي ندريه أننا ..
للتو نولد
كل الذي ندريه أننا ..
نحيا ونوجد
وأننا نمنا إلى نصف النهار
في أسعد الساعات ..
عشناها معاً..
كنتي بها كفرقد
كل الذي أدريه أنني ..
أريد فرش الأرض يا حبيبتي
لك من الزُّبُرْجُد ..
وأفرش السرير ..
ديباجاً وعسجد
فمرة من لون زهر الحب ..
ومرة لون الزُّمُرُّد
كل الذي ندريه..
أننا نريد جدولاً ..
نكتب به مليون موعد
للشاعر الدكتور صالح السعدون