التعليم في بريطانيا في القرن الحادي والعشرين رفض للحقائق وتعلق بالأساطير !! :

للحقائق وتعلق بالأساطير !! :
حين يقال لنا أن أفريقيا الوسطى أو جنوب السودان أو نيبال تعتني بالأساطير نقول هذا نتيجة طبيعية للتخلف الحضاري الذي رزحت تحت وطأته تلك البلدان وأمثالها ؛ ولكن حين تصل الإيمان بالأساطير في دولة
د.صالح السعدون

التعليم في بريطانيا في القرن الحادي والعشرين رفض للحقائق وتعلق بالأساطير !! :
حين يقال لنا أن أفريقيا الوسطى أو جنوب السودان أو نيبال تعتني بالأساطير نقول هذا نتيجة طبيعية للتخلف الحضاري الذي رزحت تحت وطأته تلك البلدان وأمثالها ؛ ولكن حين تصل الإيمان بالأساطير في دولة متقدمة مثل بريطانيا أن تطرد معلمة من عملها لأنها أبلغت تلاميذها في المرحلة الابتدائية أن ما يقال عن بابا نويل أسطورة كاذبة لا وجود لها في حياة الواقع , فيحق لنا أن نسخر من كل ما يروج له الغرب من مُثُلٍ وأخلاق وتراث وتاريخ مليء بالأساطير لنقرأ الخبر كما ورد في وكالات الأنباء :
(( فصلت إدارة مدرسة بريطانية إحدى معلماتها بسبب مصارحتها تلاميذها ( ذوي التسعة أعوام ) بعدم وجود بابا نويل ( سانتاكلوز ) . وأفادت صحيفة " صن " البريطانية الشعبية بأن طلبة المدرسة عادوا إلى منازلهم وهم منخرطون بالبكاء لما عرفوه في المدرسة عن حقائق تلك الأساطير مما أثار غضب أولياء أمورهم .وقد أنهت مدرسة بولد مير جونيور في منطقة ساتون كولد فيلد في ويست ميدلاند البريطانية عقد عمل المعلمة وهي في الثلاثينات من عمرها بعدما وصلت الشكاوى إلى مدير المدرسة .)) .
وبعيداً عن الإثارة الإعلامية دعونا نناقش هذه الحادثة مناقشة موضوعية :
1) إن التعليم في أكثر دول وإمبراطوريات العالم الحديث لا تزال تؤمن بالأساطير بل وتدافع عنها بعيداً عن الحقيقة العلمية .
2) أن هذا التعلق بالأسطورة ومحاربة الحقيقة المعاكسة لها لم يكن من أولياء الأمور الذين سيكونون محقين في الاستياء من محاربة تراثهم الفكري الأسطوري بحكم أن بينهم سائق شاحنة وعامل تنظيف وخلافهم من غير المتعلمين ؛ ولكن المخزي بالأمر أن تكون استجابة مدير المدرسة لشكاوى بعض الجهلة من المتعلقين بأوهام الأساطير إلى حد طرد معلمة عصرية تؤمن بأن الحقيقة لابد من ذكرها والاعتراف بها حتى لو خالفت المعتقدات المسيحية الأسطورية ؛ وحتى أيضاً لو أفقدتها وظيفتها .
3) من الحقائق التي نستقرؤها في الحادثة أن الأساطير المسيحية حتى في مجتمع نفترض أنه مثقف ومتطور , قد يبلغ حداً من التعلق المجنون بتلك الخرافات وأن تلك الخارفات تنغرس بين الأجيال وبالأخص جيل الآباء والأجداد وجيل الأطفال ؛ وأن جيل الشباب هو الوحيد الذي قد يرفض قبولها .
4) من الحقائق التي يجب ألا نُغمض عيوننا عنها هو أن الإدارة المدرسية البريطانية إدارة تسلطية ذات صلاحيات واسعة ومناقضة للديموقراطية التي يتغنى بها ليس الغرب فحسب وإنما المعجبين بالغرب من بني جلدتنا . وأن هذه الإدارة التسلطية لا يمكن أن تكون إدارة ناجحة في صعيد التربية والتعليم .
ومن هنا ليس لنا إلا أن نقول لا عزاء لمدارس العالم الثالث .. ويا قلب لا تحزن !!!
د.صالح بن محمود السعدون

556

الكاتب د.صالح السعدون

د.صالح السعدون

د.صالح السعدون مؤرخ وشاعر وأكاديمي / لدينا مدرسة للتحليل السياسي غير مألوفة..

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة