بين التراث والأدب والتاريخ
الشاي .. والسكر والحرب ..والغلاء .. والمقاطعة
بين عامي 1914م-1918م وقعت الحرب العالمية الأولى وحوصرت الشواطيء العربية بالخليج والبحر الأحمر والبحر المتوسط وحدثت المجاعة والأوبئة ومات أكثر من ثلثي الأمة العربية بين حدود تركيا وإيران والخليج وبحر العرب والبحرين المتوسط والأحمر ؛ وغلا كل شيء مستورد في ذلك الوقت بما فيه الشاي والسكر والقهوة والأرز أو التمن وغيرها ؛ ولأن مناطق شمال جزيرة العرب سكاكا ودومة الجندل قد أصابها ما أصاب الأمة ولعدم وجود المشروبات الغازية ولا يوجد إلا عصير التمر ؛ فقد ارتفعت أسعار الشاي والسكر ارتفاعاً مهولاً مما حدا بشاعر جوفي أن يقول بيتين من الشعر يشتكي فيها ارتفاع الأسعار بهاتين السلعتين :
الشاهي اللي غدا للناس غربالي
علِّق بريقك وحرِّم شربتك منه
ماهو رداً به يشادي حبة الغالي
مار الدراهم غدا السكر عذابٍ لَّه
فرغم أن شرب كأس الشاي من الوله عليه يساوي أو يوازي قبلة أغلى الناس عند هذا الشاعر إلا أنه لم يجد أمام ارتفاع الأسعار المجنون إلا أن يحرم شرب الشاي ويعلِّق إبريقه حتى ترخص الأسعار كنوع من المقاطعة التي تسبب بها العجز المالي .
د. صالح السعدون