اهلا أستاذ راكز , هناك رؤى متعددة حيال الصورة والخريطة , والأحاديث فمن جانب أولي هل يمكن أن تعتبر جغرافيا موقعة معركة اليرموك جزء من الغوطة ؟!, فإن كان الجغرافيون المحليون بسوريا ينظرون لليرموك ونهرها باعتبارها جزء من غوطة دمشق الكبرى فالحديث يخص معركة اليرموك بين جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة عامر بن الجراح وخالد بن الوليد ؛ ونصرهم على الروم بمعركة اليرموك عام 12 هـ , وهذا يعني أن نبوءة رسول الله قد تحققت بعد وفاته بعامين فقط وانتهى أمر الحديث , وإن كانت اليرموك لاتعتبر ولا بأي حال من الأحوال جزء جغرافيا من الغوطة فنحن الآن أمام معركة الغوطة المعنية بالحديث, ولكن تعالوا إلى حوار تاريخي لاعلاقة له بالسياسة أبداً ؛ إنما نضع النقاط على الحروف , لدينا جيشين جيش يخص الشعب السوري والأرض السورية هو الجيش السوري, وجيش آخر يعج بالأجانب من فرس وأتراك وأوروبيين وسوريين وعرب. أما جيش الأرض السورية فهم أبناء الغوطة وحلب ودير الزور ودمشق وحماة وهو الجيش النظامي ومدعوم من قبل حكومة دمشق وحكومات خليجية وروسيا .
أما الجيش المعادي أو المعارض فهو جيش مدعوم من كل أجناس الأرض من تركيا(الروم الحقيقيين الآن) وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وقطر وايران فالجيش الحر
وجبهة النصرة , ومن قاتل تحت لوائهما من شيعة ومسيحيين ومجوس يمثلون الروم كجبهة معادية,لأن الدعم أمريكي فرنسي تركي وهذه الدول هي أكثر الدول تمثيلا للروم , والسؤال الذي يطرح هنا , والذي يجب علينا الا نُجير السياسة وكأنها هي الدين والتاريخ , السؤال هو من هم خير أجناد الأرض ؟ أمن المعقول أن تكون جبهة النصرة التي تؤيدها ايران وقطر ورجالها معظمهم شيعة ايرانيون وعراقيون وقاعدة ؟. أم الجيش الحر الذي يقاتل معه ستة آلاف صليبي من بلجيكيين وبريطانيين وأوروبيين وأمريكيين تابعين لبلاك ووتر ؟ وهل يمكن لهذا الخليط من الجيوش المعادية للإسلام بما فيها مليشيات الإخوان السورية والقاعدة التابعة للاستخبارات الأمريكية,هل يمكن أن يكونوا خير أجناد الأرض؟
طبعا أقول مستحيل ومستحيل ومستحيل إلا على عقل لايميز بين الغث والسمين , ولا يميز بين الحق والباطل , وسآتيك بدليل قوي جدا من معنى الحديث اللغوي والجغرافي :
نص الحديث يقول” فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام” تعال لفصفصة الحديث فمن جانب جغرافي فإن فسطاط المسلمين بدمشق وإلى جانب دمشق ويحرسون دمشق , بينما فسطاط الروم يهاجم مدينة دمشق ويريد احتلالها وتدميرها وقتل أهلها .
نص الحديث لم يقل إن الروم يحتلون دمشق وأن الغزاة جاؤوا لتحريرها من الروم فدمشق بهذه الصورة تكون فسطاط الروم والغوطة فسطاط المسلمين , كلا لايزور أحدا معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , هذا تعسف وليٌ للنص على غير حقيقته , وأعيد فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام,فدمشق الآن خير مدائن الشام فيها الصالحون وفيها
المجاهدون والمرابطون,وأما الغزاة من جحافل التتار فمهاجمون للغوطة ومهاجمون لدمشق وبهذا فجغرافياً ولغوياً تستطيع أن تعرف أن جيش الأرض السورية
هم فسطاط المسلمين , وأن الغزاة هم الروم , وأن جيش الشام وسوريا هم ممثلي فسطاط المسلمين , وأنهم خير أجناد الأرض لو هزموا لوجدنا الروم والفرس وأتباعهم يسيرون لبلاد التوحيد لتدميرها,ولأن جيش أرض سوريا هو فسطاط المسلمين فإني أكاد أراهن على نصرهم على عدوهم بإذن الله ؛ إلأا أن يشاء الله أمراً كان مفعولا .
الأمر المهم أن كاتب هذا النص إن كان منهجاً سعودياً ؛ لدليل على سيطرةالإخوان الماسون على تغيير المناهج وتحريفها وتجنيد مناهج طلابنا لخدمة الصليبيين والإخوان الماسون , وأنهم مطلعين على مخططات الصليبيين بحرفيتها وقد غذوا أذهان طلابنا بعفن وتزوير لاحدود له , وأنهم وضعوا هذه الأحاديث وهذا الموضوع لتأييد الحلف الصليبي الإخوانجي, وفسطاط الروم , وقلب الحقائق , وتزويرها لتدمير بلاد الحرمين الشريفين , وإلا كيف توصل هذا الكاتب بمناهج السعودية لأهمية هذا الموضوع خلال عامي 12012-2013م لولا أنهم منهمكون بالمؤامرة وتنفيذ المخطط .كما أننا نتساءل ماهي حيثيات طرح موضوع كهذا ؟! .
د.صالح السعدون
ملاحظة مهمة : نحن نرجح أن الحديث في عصر غير هذا العصر كأن يكون بعد مائة عام أو مائة وخمسون عاما , لكنه حتما ليس الموجود الآن من قتال بالشام والحديث لاينطبق , ومن أصر على أن يطبقه فعليه أخذ التفسير أعلاه .